كتب جورج شاهين في" الجمهورية": لا يمكن للمراجع السياسية والأمنية أن تتجاهل حجم موجة التحذيرات الدولية ومضمونها الموجّهة إلى مواطنيها في لبنان. وفي ظلّ عدم القدرة على نفيها، لا يمكن الاستخفاف بها. ذلك انّها قد تؤشر إلى ما هو متوقّع من أحداث تنفي حاجتهم للبقاء في لبنان. وعليه، لا يمكن إجراء أي قراءة متأنية سوى على خلفية خيارين لا ثالث لهما: إما للجم الخيارات العسكرية، وإما لتهيئة مسرح الحرب المقبلة.


فرضت بعض المحطات حراكاً دولياً عاجلاً قام به موفدون دوليون أمميون تقدّمهم الموفد الرئاسي الأميركي عاموس هوكشتاين حاملاً مزيداً من التحذيرات لمنع توسع الحرب في أكثر من حادثة. وتحديداً بعد سقوط ضحايا لبنانيين مدنيين واستشهاد احد العسكريين اللبنانيين من دون ان يؤدي ذلك إلى أي موجة مماثلة دولية، فبقيت الرسائل على شكل نصائح تلقّاها المسؤولون اللبنانيون الكبار تمهيداً لنقلها الى قيادة "حزب الله"، بعدما تحوّلوا سعاة لنقل "البريد السريع" قبل ان يتبلغّوا رسائل السخرية من بعضها، وردّ أخرى بشروط ما لبثت ان تحولت واحدة من بنود "قواعد الاشتباك" وأبرزها الربط النهائي بين ما يجري في الجنوب بما يجري في غزة.
وبناءً على ما تقدّم، بقيت التحذيرات الأخيرة مطروحة على بساط البحث، في أجواء لم توح يوما بأنّ شيئا قد تغيّر. فالتهديدات الإسرائيلية بقيت على وتيرتها السابقة محتفظة بتقلّباتها المحكومة بالخلافات التي أودت بحكومة الحرب وشلّ العمل الحكومي امام تفرّد نتنياهو ببعض القرارات العسكرية ومعه وزير الدفاع يوآف غالانت. فكانت تل ابيب طوال هذه الفترة مربكة، تقدّم الخيارات الديبلوماسية والسياسية صباحاً لتؤكّد على العكس مساء. واختلفت صيغها ما بين ان يكون مطلقها متحدثاً امام تجمّع بعشرات الآلاف من اهالي الاسرى العسكريين، او في الكنيست كما على الحدود الشمالية، مصحوبة بموجات من التشكيك بقدرة الجيش على القيام بأي عملية عسكرية إن قادت الى تدخّل إيراني مباشر شبيه بالتجربة السابقة منتصف نيسان الماضي.
وعند النظر إلى حجم التحذيرات الاجنبية والدعوات إلى مغادرة بعض الرعايا الاجانب لبنان وعدم التوجّه إليه، رأت المراجع الديبلوماسية فيها حتى اللحظة نوعاً من الضغوط النفسية التي لم تؤثر في حركة مطار بيروت الدولي ولا في حركة المغتربين والسياح الأجانب. لكن ذلك قد لا يدوم طويلاً، ويمكن ان تتخذ منحى سلبياً في وقت قريب، يتزامن والخطوات الاسرائيلية المقبلة إن بقي نتنياهو مستمراً في مواجهة المبادرة الاميركية على عتبة الانتخابات الرئاسية، على وقع سيناريو بدأت تتسرّب معالمه إلى بعض المواقع العسكرية والديبلوماسية، وهو يقول بإمكان ان يحمل نتنياهو معه رسالة الحرب على لبنان في زيارته لواشنطن في 24 تموز المقبل إلى واشنطن، ليواجه بايدن عبر منبر الكونغرس مدعوماً من الجمهوريين، في تلك اللحظة الحرجة بمزيد من الأسلحة، وعندها يكون قد فات أوان الأخذ بهذه التحذيرات والاستخفاف بها من عدمه. وكل الخوف يكمن في ان تكون واشنطن قد أنهت استعداداتها لإخلاء الاميركيين من اسرائيل ولبنان في وقت قريب.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

حاصباني: لبنان لم يخرج بعد من خطر الحرب

 استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها المطران الياس عوده النائب غسان حاصباني الذي قال بعد الزيارة:" تشرفت بلقاء سيادة المتروبوليت الياس عوده الجزيل الاحترام وتناولنا الأوضاع الراهنة والاستحقاقات والأحداث الرئيسية التي تهم أبناء الوطن والمدينة".

اضاف:" لم يخرج لبنان بعد من خطر الحرب، فقد مضى نحو ثلاثة أسابيع تقريباً على اتفاق وقف إطلاق النار وهو يُخرق ولا ينفّذ وما زلنا ننتظر الدولة التي وافقت على بنوده بأن تقوم بتطبيقها من دون تراجع أو مواربة. نعيش اليوم أيضاً حالة من الضياع يجب أن نتخطاها بأسرع وقت وننتقل إلى منطق الدولة. لذلك على أجهزة الدولة ومؤسساتها أن تبدأ بالتصرف على أساس المرحلة الجديدة وأن لا تنزلق إلى فوضى وخوف الماضي".

وتابع:"ما رأيناه اليوم من ممارسات من قِبل بعض القضاة، ليس سطوة حزب عليهم بالترهيب والتخويف كما وصفه البعض لأن الكل يعلم وضع هذا الحزب المأزوم اليوم، بل هناك بعض القضاة والمسؤولين الذين سطا عليهم الخوف وافتقدوا للشجاعة عند القيام بواجباتهم. هم يعانون من متلازمة السجّان وتصرفاتهم تهدد قيام الدولة ومنطقها وهذا سيعرّضهم للمحاسبة الداخلية والدولية عاجلاً أم آجلاً إذا استمروا بالسير عكس منطق الدولة واستمروا بالتعامل مع المواطنين بازدواجية. ما ينطبق على بعض القضاة ينطبق أيضاً على بعض النواب المترددين الذين ندعوهم أن يتحرروا من متلازمة السجّان ويحرّروا أصواتهم لمصلحة بناء الدولة بدءاً باختيار الرئيس القادر على قيادة العملية الإصلاحية وعملية بناء الدولة".

واكد:"نحن نتعامل مع جلسة 9 كانون الثاني بجدّية ونتشاور مع الكتل النيابية في المعارضة وخارجها لإنتاج أوسع تقاطع على اسم رئيس يلتزم بالإصلاح وبتطبيق الدستور بروحية وثيقة الوفاق الوطني وجميع القرارات الدولية والاتفاقات لاسيما الآليات التنفيذية المدرجة في اتفاق وقف إطلاق النار الذي وقّعته الحكومة اللبنانية ونحضّ الأجهزة الأمنية على ملاحقة وتوقيف قاتل رولان المر في الأشرفية، والقضاء من أجل تحقيق العدالة في أسرع وقت، ووضع حدّ لكل السلاح خاصةً الذي يُحمل باسم الرب أو باسم الله لأن الله هو الذي يقرّر مصير الناس وليس بحاجة لمن ينوب عنه على الأرض". (الوكالة الوطنية للإعلام)

مقالات مشابهة

  • حاصباني: لبنان لم يخرج بعد من خطر الحرب
  • نتنياهو يعقد اجتماعا بجبل الشيخ وكاتس يتحدث عن أهميته لإسرائيل
  • الكتائب: من واجبات أي رئيس منتخب أن ينفذ القرارات الدولية
  • ما حقيقة مغادرة نتنياهو إلى مصر لإنهاء الحرب؟.. زار جبل الشيخ
  • ما حقيقة مغادرة نتنياهو إلى مصر لإتمام صفقة التبادل ووقف الحرب؟
  • قصف إسرائيلي وقضية نتنياهو وثغرات أمريكية.. وخبير: العالم أمام أحداث كبيرة
  • نتنياهو يلتقي مبعوث ترامب لشئون الأسرى
  • تجدد التحذيرات من جريان الأودية والفيضانات
  • «الهجرة الدولية»: حرب السودان تتسبب في نزوح نحو «12» مليون شخص
  • الملف الرئاسي على ايقاع الضغوطات الدولية... سفراء الخماسية يحضّون القيادات المسيحية على التوافق