كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ما حدث أخيراً في خلال زيارة الزائر البابوي أن دخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طرفاً في الخلاف الناشب سياسياً في الأصل بين بكركي والأحزاب المسيحية المعارضة وبين حزب الله. ترتّبت على ذلك ردود فعل ضاعفت في الانقسام الداخلي. إلا أنها كرّست في المقابل المرجعيتين المارونية والشيعية وجهاً لوجه.

في أبسط الاستنتاجات أن الوقت سيطول قبل الخروج من المأزق المزدوج:
1 ـ رغم تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الأول من حزيران فصل ما يجري في الجنوب والمواجهة مع إسرائيل عن الاستحقاق الرئاسي بدعوى أن الخلاف على انتخاب الرئيس سابق لحرب غزة بأقل من سنة، وهو ناجم عن انقسام الأفرقاء اللبنانيين على هوية الرئيس المقبل ومواصفاته، على أن الفصل وهمي. يتقاطع طرفا النزاع، الثنائي الشيعي والأحزاب المسيحية المعارضة، على أن الربط حقيقي وواقعي. مع أن الثنائي الشيعي لم يفصح عن ترشيحه العلني لفرنجية إلا في آذار 2023، أي بعد خمسة أشهر من اندلاع حرب غزة، في قرارة قيادتيْ حركة أمل وحزب الله أنه هو المرشح المكتوم لهما منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. إلا أن التوقيت اللاحق لإعلان الترشيح أوجد الذريعة القائلة بأنه وحده الضامن الذي يطمئن إليه حزب الله ويثق به دونما سواه من المرشحين، فتشبّث به. تبعاً لذلك صوّت هو وحلفاؤه له للمرة الأولى في جلسة 14 حزيران 2023، وهي بدورها الأولى والوحيدة منذ إعلان الترشيح، قبل أقل من أربعة أشهر من حرب «طوفان الأقصى» تعبيراً عن أن الخلاف على الرئيس محلي، لا يمت بصلة إلى أي دافع إقليمي. الذريعة نفسها يستنتجها الفريق المسيحي المناوئ لفرنجية بالقول إن الربط حتمي وواقعي بما يفضي إلى أن يكون انتخاب فرنجية هو التعويض الذي يرومه حزب الله في نهاية المطاف لإطفاء جبهة الجبهة وطمأنة سكان المستوطنات إلى عودتهم.
2 ـ يتقاطع فريقا الانقسام أيضاً على خلاصة متشابهة إن لم تكن متطابقة، هي أن حزب الله دفع في الأشهر المنصرمة منذ 8 تشرين الأول ولا يزال فاتورة الحرب مع إسرائيل مع كل الأثمان التي ترتبت عليها على أرض الجنوب وأهاليه كما على قادته وبنيته وآلته العسكرية، ما يؤهّله لانتزاع مكاسب موازية لا تقتصر على اسم الرئيس ـ وهو ليس الأثمن في كل حال ـ بل على المرحلة التي سترافق عهده على مستوى إدارة الحكم. لكن في الأصل موقع الحزب في معادلة النظام برمّته وليس في توزّع حصص السلطة فحسب. ليس أدل على ذلك، رغم الزيارات المتوالية وإخفاقاتها الحالية للموفد الأميركي الخاص اموس هوكشتاين، تيقُن حزب الله أنه في مرحلة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة السوداء بينه وبين الأميركيين منذ عام 1983: يفاوضه هوكشتين من طريق رئيس البرلمان نبيه برّي. ما لا يكتمه الحزب ولا برّي أنهما يبصران فيه محاوراً إسرائيلياً أكثر منه وسيطاً أميركياً، أقل بكثير مما رافق بعض المحطات الأخيرة في إدارته إتمام ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية. مع ذلك يعتقد الحزب أن الرجل هو المفاوض الجدي المُعوَّل عليه في حقبة ما بعد انتهاء حرب غزة لاستعادة جانبي الخط الأزرق الهدوء وتطبيق القرار 1701، في ضوء نجاح تجربة الترسيم أولاً، لكن الأهم في ما يرافق التصعيد المحموم في الجنوب حالياً تحييده الحقول النفطية والبحر عن خطوط النار. يوافق هوكشتين حزب الله على أن لا وقف للنار في الجنوب قبل وقف النار في غزة، ويوافقه على أن الترتيبات الأمنية اللاحقة لا تبصر النور إلا في ضوء حقائق ما سينجم عن وقف النار في غزة.
مغزى استعجال هوكشتاين إنجاز مهمته استباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل. خسارة الرئيس جون بايدن الحصول على ولاية ثانية ستفضي حكماً إلى تنحي موفده الخاص عن مهمته وسقوطه بسقوط الإدارة الديموقراطية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله على أن

إقرأ أيضاً:

نجيب ميقاتى في زيارته للجنوب: "لبنان يسعى للسلام والاستقرار" (فيديو)

قال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إن الزيارة التي يجريها إلى الجنوب اللبناني، تهدف إلى الاطلاع على آخر تطورات العسكرية في منطقة الجنوب. 

‏الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف مبنى عسكري لحزب الله في منطقة حولا في جنوب لبنان مقتل عنصر من حزب الله بغارة إسرائيلية على حولا جنوبي لبنان

وأضاف "ميقاتي"، في تصريح خاص لـ "القاهرة الإخبارية"، أن رسالته تتلخص في أن لبنان يسعى للسلام والاستقرار الدائم على الحدود الجنوبية، ولا يسعي للدخول على خط النار والحرب في المنطقة.

رسالتنا اليوم للجنوب 

وأشار إلى أن الجنوب اللبناني يعيش حالة من الاضطراب، والوقوف على الوضع العسكري في الجنوب، والذي نزح منه أكثر من 150 ألف شخص.

وتابع "رسالتنا اليوم للجنوب هي زيارة سلام، تساهم في توطيد العلاقة وإرسال عدة رسائل للمواطنين بأن الدولة بجانبهم، خاصة في ظل تردى الأوضاع الصحية والخدمية".

مقالات مشابهة

  • حرب الجنوب تدفع «حزب الله» إلى تحالفات جديدة
  • حزب الله يعلن مقتل عنصر ثالث في القصف الإسرائيلي على الجنوب اللبناني
  • المطران جورج شيحان يهنئ الرئيس عبد الفتاح السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو
  • رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية: ثورة 30 يونيو رسخت قيم المواطنة والحرية
  • المطران جورج شيحان يهنئ الرئيس بذكرى ثورة 30 يونيو
  • مواجهات الجنوب: سباق بين السياسة والميدان
  • لبنان.. غارة إسرائيلية تستهدف مبنى قُصف سابقا في الجنوب
  • نجيب ميقاتى في زيارته للجنوب: "لبنان يسعى للسلام والاستقرار" (فيديو)
  • من الجنوب.. شهيدٌ جديد لـحزب الله