إنقسام المرجعيتين المارونية والشيعية.. وهوكشتاين يستعجل مهمته استباقا لاحتمال تنحّيه
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
كتب نقولا ناصيف في" الاخبار": ما حدث أخيراً في خلال زيارة الزائر البابوي أن دخل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى طرفاً في الخلاف الناشب سياسياً في الأصل بين بكركي والأحزاب المسيحية المعارضة وبين حزب الله. ترتّبت على ذلك ردود فعل ضاعفت في الانقسام الداخلي. إلا أنها كرّست في المقابل المرجعيتين المارونية والشيعية وجهاً لوجه.
1 ـ رغم تأكيد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الأول من حزيران فصل ما يجري في الجنوب والمواجهة مع إسرائيل عن الاستحقاق الرئاسي بدعوى أن الخلاف على انتخاب الرئيس سابق لحرب غزة بأقل من سنة، وهو ناجم عن انقسام الأفرقاء اللبنانيين على هوية الرئيس المقبل ومواصفاته، على أن الفصل وهمي. يتقاطع طرفا النزاع، الثنائي الشيعي والأحزاب المسيحية المعارضة، على أن الربط حقيقي وواقعي. مع أن الثنائي الشيعي لم يفصح عن ترشيحه العلني لفرنجية إلا في آذار 2023، أي بعد خمسة أشهر من اندلاع حرب غزة، في قرارة قيادتيْ حركة أمل وحزب الله أنه هو المرشح المكتوم لهما منذ ما قبل نهاية ولاية الرئيس ميشال عون. إلا أن التوقيت اللاحق لإعلان الترشيح أوجد الذريعة القائلة بأنه وحده الضامن الذي يطمئن إليه حزب الله ويثق به دونما سواه من المرشحين، فتشبّث به. تبعاً لذلك صوّت هو وحلفاؤه له للمرة الأولى في جلسة 14 حزيران 2023، وهي بدورها الأولى والوحيدة منذ إعلان الترشيح، قبل أقل من أربعة أشهر من حرب «طوفان الأقصى» تعبيراً عن أن الخلاف على الرئيس محلي، لا يمت بصلة إلى أي دافع إقليمي. الذريعة نفسها يستنتجها الفريق المسيحي المناوئ لفرنجية بالقول إن الربط حتمي وواقعي بما يفضي إلى أن يكون انتخاب فرنجية هو التعويض الذي يرومه حزب الله في نهاية المطاف لإطفاء جبهة الجبهة وطمأنة سكان المستوطنات إلى عودتهم.
2 ـ يتقاطع فريقا الانقسام أيضاً على خلاصة متشابهة إن لم تكن متطابقة، هي أن حزب الله دفع في الأشهر المنصرمة منذ 8 تشرين الأول ولا يزال فاتورة الحرب مع إسرائيل مع كل الأثمان التي ترتبت عليها على أرض الجنوب وأهاليه كما على قادته وبنيته وآلته العسكرية، ما يؤهّله لانتزاع مكاسب موازية لا تقتصر على اسم الرئيس ـ وهو ليس الأثمن في كل حال ـ بل على المرحلة التي سترافق عهده على مستوى إدارة الحكم. لكن في الأصل موقع الحزب في معادلة النظام برمّته وليس في توزّع حصص السلطة فحسب. ليس أدل على ذلك، رغم الزيارات المتوالية وإخفاقاتها الحالية للموفد الأميركي الخاص اموس هوكشتاين، تيقُن حزب الله أنه في مرحلة غير مسبوقة في تاريخ العلاقة السوداء بينه وبين الأميركيين منذ عام 1983: يفاوضه هوكشتين من طريق رئيس البرلمان نبيه برّي. ما لا يكتمه الحزب ولا برّي أنهما يبصران فيه محاوراً إسرائيلياً أكثر منه وسيطاً أميركياً، أقل بكثير مما رافق بعض المحطات الأخيرة في إدارته إتمام ترسيم الحدود البحرية اللبنانية ـ الإسرائيلية. مع ذلك يعتقد الحزب أن الرجل هو المفاوض الجدي المُعوَّل عليه في حقبة ما بعد انتهاء حرب غزة لاستعادة جانبي الخط الأزرق الهدوء وتطبيق القرار 1701، في ضوء نجاح تجربة الترسيم أولاً، لكن الأهم في ما يرافق التصعيد المحموم في الجنوب حالياً تحييده الحقول النفطية والبحر عن خطوط النار. يوافق هوكشتين حزب الله على أن لا وقف للنار في الجنوب قبل وقف النار في غزة، ويوافقه على أن الترتيبات الأمنية اللاحقة لا تبصر النور إلا في ضوء حقائق ما سينجم عن وقف النار في غزة.
مغزى استعجال هوكشتاين إنجاز مهمته استباق الانتخابات الرئاسية الأميركية في الخريف المقبل. خسارة الرئيس جون بايدن الحصول على ولاية ثانية ستفضي حكماً إلى تنحي موفده الخاص عن مهمته وسقوطه بسقوط الإدارة الديموقراطية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مستشار الرئيس الفلسطيني: مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني محمود صدقي الهباش أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها.. مشيرا إلى إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية.
ووجه الهباش تحياته - في كلمته خلال الندوة الدولية الأولى التي تعقدها دار الإفتاء اليوم بعنوان " الفتوى والأمن الفكري " للرئيس عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
وأعرب عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة.
ونقل الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي.
وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا من خلال هذا الحديث التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها.
وأشار إلى أن الحديث الثاني كان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.
وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام.
وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الاحتلال الإسرائيلي، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".
وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق.
وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."
وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.
وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."
وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.