عربي21:
2024-07-01@14:06:19 GMT

هل ماتت اتفاقية البترودولار بالفعل؟

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

هل ماتت اتفاقية البترودولار بالفعل؟

نشر موقع "بلومبرغ" الأمريكي مقال رأي للكاتب خافيير بلاس تحدث فيه عن مدى صحة التكهنات التي تشير إلى انتهاء عهد "البترودولار".

وقال الكاتب، في مقاله الذي ترجمته "عربي21"، إن "البترودولار" مات هذا الشهر، أو على الأقل هذا ما تتداوله المدونات المالية. في الأسبوعين الماضيين، ارتفعت عمليات البحث على "غوغل" عن "البترودولار" إلى رقم قياسي، وانتشرت منشورات فيروسية حول تخلي السعودية عن الدولار الأمريكي في غرف تداول السلع والعملات.

ويبدو أن حدثًا كارثيًا قد أنهى الهيمنة الاقتصادية الأمريكية.

وذكر الكاتب أن هذا الأمر هو محض هراء. فالعدد الكبير من عمليات البحث على "غوغل" عن كلمة "بترودولار" انفجر في الأسبوعين الأخيرين نتيجة حديث المدونات المالية عن نهايته.

وأضاف الكاتب أنه قاوم لعدة أيام إغراء الرد على هذه الأحاديث التي كانت مدفوعة بمزيج من المضاربين على العملات الرقمية، وأنصار الذهب، ونظريات المؤامرة، وقبل كل شيء، الكثير من "البوتات" الروسية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وعندما سأله أحدهم، أشار إلى عمود كتب فيه في عام 2023 أن انهيار "البترودولار" وصعود "البترويوان" كان مجرد خرافة وأن النفط سيظل مسعرًا بالدولار. وكان يأمل أن تفرض الحقيقة نفسها بسرعة: فبعد كل شيء، لا تزال السعودية تبيع نفطها بالدولار الأمريكي بعد أكثر من أسبوعين من النهاية المزعومة لـ"البترودولار". لكن بدلاً من أن تتبدد الشائعات، انتشرت الآن حتى داخل غرف التداول في "وول ستريت" وبين المعلقين الماليين الذين ينبغي أن يعرفوا الوضع بشكل أفضل.


وأوضح الكاتب أن كل هذه الأحاديث بدأت قبل بضعة أسابيع عندما أشارت بعض المنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي إلى الذكرى الخمسين لاجتماع بين المسؤولين الأمريكيين والسعوديين في واشنطن في 8 حزيران/ يونيو 1974، والذي أدى إلى إنشاء ما يسمى اللجنة المشتركة الأمريكية السعودية للتعاون الاقتصادي. وزعمت القصة الفيروسية أن هذا كان أصل "البترودولار"، أي اليوم الذي أبرمت فيه واشنطن والرياض صفقة سرية لربط الذهب الأسود بالدولار إلى الأبد.

أشار الكاتب إلى أن ذلك لم يكن صحيحًا. ففي الواقع، كانت السعودية تبيع نفطها بعملات أخرى، بما في ذلك الجنيه الإسترليني، حتى أواخر سنة 1974، عندما قررت على الأرجح بتشجيع من الولايات المتحدة استخدام الدولار حصريًا. حتى في ذلك الوقت، قبلت السعودية في بعض الأحيان المدفوعات بغير الدولار لنفطها، بما في ذلك الطائرات المقاتلة البريطانية عبر صفقة المقايضة المثيرة للجدل "اليمامة" في الثمانينات والتسعينات. وبما أن لندن كانت البائع، فقد تم تحديد سعر الطائرات بالجنيه الإسترليني.

وأكد الكاتب أن ما اتفق عليه السعوديون والأمريكيون قبل 50 عامًا كان توجيه ثروة المملكة الجديدة بعد ارتفاع أسعار النفط، عقب أول أزمة طاقة، إلى سوق الخزانة الأمريكية. وكان "البترودولار" في تجسيده الأصلي يتعلق بإعادة تدوير أموال النفط. فقد ضخت السعودية الأموال في الدين السيادي الأمريكي، مما ساعد واشنطن على تمويل عجزها، وفي المقابل عرضت الولايات المتحدة التزام السرية حول المعاملات المالية والحماية العسكرية.

قبل نصف قرن، كان لدى السعودية الكثير من المال والقليل من القدرة المحلية على استيعابه. ففي سنة 1974، كان فائض الحساب الجاري للبلاد يعادل أكثر من 50 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي. وعكس "البترودولار" ذلك الفائض الضخم. لم تستفد الولايات المتحدة لأن السعودية سعّرت نفطها بالدولار، ولكن لأنها أعادت تدوير تلك الأموال إلى سوق الدين الأمريكي. وكانت النتيجة الطبيعية لتلك التدفقات هي عملة أمريكية أقوى.

في هذا المعنى، مات "البترودولار" منذ فترة طويلة وقليلون لاحظوا ذلك، ربّما توقف عن أن يكون له تأثير كبير على الأسواق المالية العالمية منذ ثلاثة عقود، إن لم يكن قبل ذلك. وحتى خلال ارتفاع الأسعار بين 2003 و2008، كانت قيمة الدولارات المعاد تدويرها في الأدوات المالية الأمريكية محدودة للغاية، لأن دول أوبك كان لديها القدرة - والحاجة - لاستخدام ثروتها في الداخل، وإنفاق الأموال على واردات السلع والخدمات.

وفي الوقت الحالي، لا تملك السعودية فائضًا لإعادة تدويره على الإطلاق بل على العكس، باتت البلاد تقترض بكثافة في سوق الدين السيادي وتبيع أصولها، بما في ذلك أجزاء من شركتها النفطية الوطنية، لتمويل خططها الاقتصادية الكبيرة. صحيح أن الرياض لا تزال تحتفظ باحتياطيات كبيرة من العملات الصعبة، وبعضها مستثمر في الخزانة الأمريكية، إلا أنها لم تعد تراكمها بعد الآن. ولدى الصين واليابان أموال مرتبطة في سوق الديون الأمريكية أكثر بكثير مما لدى السعوديين.

وقال الكاتب إن السعوديين لا يمتلكون "البترودولارات". فقد شهدت السعودية تراجع فائض حسابها الجاري من أعلى مستوى له على الإطلاق، وهو أكثر من 50 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي في سنة 1974، عندما وُلد "البترودولار".

وفقًا لصندوق النقد الدولي، فإن فائض الحساب الجاري للسعودية سيتقلص من ذروته البالغة 50 بالمئة من ناتجها المحلي الإجمالي إلى مجرد 0.5 بالمئة هذه السنة قبل أن يتحول إلى عجز بحلول سنة 2025 وحتى نهاية العقد. وإذا تم تأكيد ذلك، فسيكون أطول عجز في الحساب الجاري للمملكة منذ أن أغرقت الرياض السوق بالنفط في سنة 1986، مما أدى إلى انهيار الأسعار. ومن دون فوائض النفط لإعادة تدويرها، لا يوجد ما يسمى بـ"البترودولار". وإذا كان الدولار الأمريكي قويًا، وهو كذلك، حيث أن مؤشر الدولار عند أعلى قيمة له في عقدين، فهذا ليس لأن السعوديين يمولون العجز الأمريكي.


بالرغم من أن النفط السعودي ما زال مسعّرًا بالدولار، وأن شركة أرامكو السعودية، الشركة المملوكة للدولة، تصدر فواتيرها للجميع بالدولار أيضًا، إلا أن هذا جزء صغير مما كان عليه "البترودولار" في السابق.

لا يعتقد الكاتب أن هذا هو السبب في قوة الدولار، أو لماذا الولايات المتحدة هي أقوى دولة في العالم، تصدر قوتها الاقتصادية والعسكرية والعلمية والثقافية. وحتى في هذا الدور المتضائل، لا يتوقع أن يموت "البترودولار" في أي وقت قريب. وأشار إلى أن السعوديين يحتفظون بربط عملتهم بالدولار أيضًا. والآن، العائلة المالكة مشغولة بمحاولة إبرام صفقة مع البيت الأبيض لإحياء العلاقات السعودية الأمريكية، وكجزء من تلك العملية، فإن الحفاظ على تسعير النفط السعودي بالدولار سيكون منطقيًا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية البترودولار السعودية النفط امريكا السعودية نفط صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة ا بالدولار الکاتب أن فائض ا فی ذلک أن هذا

إقرأ أيضاً:

تسريبات سموتريتش.. مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل

نشر موقع "موندويس" الأمريكي تقريرا تحدّث فيه عن التسريبات الصوتية لوزير المالية الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش التي كشفت عن خطة "جذرية" لفرض سيطرة الاحتلال الدائمة على الضفة الغربية دون اتهام حكومة تل أبيب بالضم.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن خطة وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش ستشهد ضم أكثر من 60 بالمئة من أراضي الضفة الغربية إلى إسرائيل، لكن الخبراء الفلسطينيين يقولون إن ذلك "يحدث بالفعل".

لقد عادت قضية الضم الإسرائيلي الزاحف للضفة الغربية إلى الظهور في الأيام الأخيرة بعد أن كشف تسجيل مسرب لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش عن خطة " دراماتكية " لفرض سيطرة إسرائيلية دائمة على الضفة الغربية "دون اتهام الحكومة بضمها".

وجاءت تصريحات سموتريتش، التي سجلتها منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية غير الحكومية ونشرتها شبكة سي إن إن وصحيفة نيويورك تايمز، خلال خطاب ألقاه أمام قادة المستوطنين في وقت سابق من شهر حزيران/يونيو. وتم تسجيل سموتريش وهو يقول إنه وضع خطة في سنة ونصف السنة الماضيين وعرضها على رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي "أيد الفكرة بالكامل".

وتتمحور الخطة حول نقل السلطات الإدارية في الضفة الغربية من الجيش الإسرائيلي إلى السلطات المدنية للحكومة الإسرائيلية. وقال سموتريش إنه أشرف على إنشاء هيئة إدارية كاملة مرتبطة مباشرة بالحكومة وأن أعضاء هذه الهيئة منخرطون بالفعل في الإدارة المدنية للجيش الإسرائيلي.

وفي سنة 1967 احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة في إطار هيئة إدارية عسكرية، وفي سنة 1981، تم إنشاء الإدارة المدنية مكانها. وبعد تشكيل نتنياهو للحكومة الأكثر يمينية وتطرفا في تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلي سنة 2022، تم تعيين سموتريتش مسؤولا عن الإدارة المدنية. ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وصلت سياسات سموتريتش المتشددة التي تدفع إلى التوسع الاستيطاني إلى آفاق جديدة، حيث أثارت خطة الضم التي تم تسريبها مؤخرًا مخاوف بشأن نوايا من يصف نفسه بالفاشي تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية.

وحسب سموتريتش، فإن التغييرات الإدارية التي يرغب في تنفيذها تمثل "تغييرا جذرياً" يعادل "تغيير تركيبة النظام". وقال سموتريتش إنه تم تخصيص ميزانيات كبيرة لمشاريع البنية التحتية للتوسع الاستيطاني و"الإجراءات الأمنية" للمستوطنات، مضيفا أن الهدف من مثل هذه الخطة هو "تجنب أن تصبح الضفة الغربية جزءا من الدولة الفلسطينية".


خطة سموتريتش "تحدث بالفعل"
يأتي تسريب سموتريتش في وقت شهدت فيه الضفة الغربية زيادة كبيرة في هجمات المستوطنين العنيفة ضد القرى الفلسطينية منذ 7 من تشرين الأول/ أكتوبر.

وبالعودة إلى الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي الحالي على غزة، شن المستوطنون الإسرائيليون سلسلة من الهجمات على المجتمعات الريفية الفلسطينية.

وطردت بشكل كامل حوالي 20 تجمعا سكانيا في منطقة الأغوار والسفوح الشرقية المجاورة لها (منطقة المعراجات)، وفي مسافر يطا في تلال جنوب الخليل.

وأشرف حليف سموتريتش ووزير الأمن القومي الإسرائيلي المتطرف، إيتمار بن غفير، شخصيًا على توزيع الأسلحة النارية على المستوطنين، الذين يواصلون مهاجمة القرى والطرق الفلسطينية في الضفة الغربية.

وقال خليل التفكجي، الخبير الفلسطيني في شؤون المستوطنات الإسرائيلية والمدير السابق لوحدة الخرائط في بيت الشرق بالقدس، لموقع موندويس إن خطة سموتريتش "هي وصف لما يحدث بالفعل على الأرض". وأضاف "هذا ما كنا نصفه ونحذر منه منذ سنوات، وأشار إلى الضم الفعلي للضفة الغربية على مراحل، والذي يسير جنبًا إلى جنب مع عنف المستوطنين لتطهير المنطقة (ج) عرقيًا من الفلسطينيين".

وتشمل المنطقة (ج) أراضي الضفة الغربية حيث لا يُسمح للفلسطينيين بالحصول على أي نوع من السيادة أو السلطة بموجب اتفاقيات أوسلو، وهي تغطي 61 بالمئة من مساحة الضفة الغربية وتشمل حدود المنطقة وغور الأردن والمسافة بين البلدات والمدن الفلسطينية.

وأوضح التفكجي أن "الخطة هي في الواقع تغيير كبير في طريقة التعامل مع الضفة الغربية في النظام الإسرائيلي لأنها ستكون تحت السيطرة المدنية للحكومة الإسرائيلية، مما سيسهل بناء المستوطنات وتوسيعها بطريقة تجعل المنطقة (ج) امتدادًا مباشرًا لإسرائيل".

وتابع التفكجي قائلا "ستُؤخذ سلطة البناء والتحضر في المنطقة (ب) من السلطة الفلسطينية، في نفس الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط على الفلسطينيين لإجبارهم على المغادرة".

وتشمل المنطقة (ب) المناطق الحضرية الواقعة خارج مراكز المدن الرئيسية حيث يمكن للفلسطينيين ممارسة سلطة مدنية محدودة دون سيطرة أمنية، والتي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.

وأوضح التفكجي أن "الفلسطينيين يطلبون حاليأ في المنطقة (ب) تصاريح البناء من بلدياتهم المحلية، التي يمكنها منحها لهم ضمن مخططاتهم الحضرية. ولن يطرأ أي تغيير على هذا الوضع، لكن الخطط الحضرية لن يتم تحديدها من قبل البلديات ودوائر التخطيط التابعة للسلطة الفلسطينية، بل من قبل الحكومة الإسرائيلية نفسها، مما يحول البلدات والمدن الفلسطينية إلى محميات فعلية تسيطر عليها إسرائيل". وأوضح التفكجي أن هذا ليس كشفًا كبيرًا عن نوايا إسرائيل أو استراتيجيتها في الضفة الغربية، ولكنه يظهر كيف تفعل إسرائيل ذلك وتخطط للقيام به في المستقبل.

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)

مقالات مشابهة

  • الكشافة السعودية تشارك في المخيم الكشفي العالمي الإسلامي الثالث بأمريكا
  • تحركات أمريكية مع السعودية وسلطنة عمان بخصوص الحوثيين ومعتقلي الامم المتحدة في اليمن
  • السيسي: لم تصمت مصر بالفعل قبل القول عن إغاثة الأشقاء الفلسطينيين
  • الخارجية الأمريكية: مبعوثنا الخاص إلى اليمن سيبحث في السعودية وعُمان هذا الأسبوع احتجاز الحوثيين لموظفين أممين
  • الخارجية الأمريكية: مبعوثنا الخاص إلى اليمن يزور السعودية وعُمان هذا الأسبوع لبحث "هجمات الحوثيين المتهورة
  • الشراكة السعودية- الأمريكية.. تعزيز التجارة والاستثمار والابتكار
  • تسريبات سموتريتش.. مخطط الاحتلال لضم الضفة الغربية يحدث بالفعل
  • قلق في الأوساط الاقتصادية الألمانية من نتائج الانتخابات في فرنسا  
  • مستثمر أمريكي يرجح رفع العقوبات الأمريكية عن روسيا