«واشنطن بوست»: تأثير تلوث الهواء على تغير المناخ.. تبريد مؤقت وارتفاع حتمي في درجات الحرارة
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يواجه العالم مفارقة غريبة فقد أدى حرق الوقود الأحفوري، الذى يعد السبب الرئيسى لتغير المناخ، إلى تبريد الكوكب بشكل غير مقصود فى نفس الوقت.
قدم تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» مناقشة حول ظاهرة غريبة تتعلق بتغير المناخ، وهى أن تلوث الهواء، على الرغم من آثاره الضارة على الصحة، قد ساهم بشكل غير مباشر فى تبريد الكوكب خلال العقود الماضية، بينما يتوقع أن يؤدى تنظيف الهواء إلى تسارع الاحتباس الحراري.
ومع تشديد اللوائح البيئية للحد من تلوث الهواء، انخفضت كمية هذه الجزيئات، مما أدى إلى تراجع تأثير التبريد المؤقت وازدياد معدل الاحتباس الحراري.
وتقول الصحيفة لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بنحو ١.٢ درجة مئوية «٢.٢ درجة فهرنهايت» منذ عصور ما قبل الصناعة، ويستعد الكوكب لتجاوز الحد المأمول من الاحترار وهو ١.٥ درجة مئوية.
لكن عددًا أقل من الناس يعرفون أن حرق الوقود الأحفورى لا يسبب الانحباس الحرارى العالمى فحسب، بل يتسبب أيضًا فى التبريد العالمي.
إنها إحدى مفارقات تغير المناخ الكبرى أن تلوث الهواء، الذى أودى بحياة عشرات الملايين، ساعد أيضًا فى الحد من بعض أسوأ التأثيرات الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
وتتسبب الجزيئات الصغيرة الناتجة عن احتراق الفحم والنفط والغاز فى عكس ضوء الشمس وتحفيز تكوين السحب، مما يُظلل الكوكب ويُقلّل من ارتفاع درجة حرارته.
وقدر أن هذه الجسيمات قد عوضت ما بين ٤٠ و٨٠٪ من ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن الغازات الدفيئة منذ الثمانينيات.
معظم التبريد الناتج عن تلوث الهواء يأتى من خلال الهباء الجوى الكبريتي، بطريقتين، الجسيمات نفسها عاكسة، وترتد أشعة الشمس بعيدًا وتظلل الأرض، كما أنها تجعل السحب الموجودة أكثر سطوعًا وأكثر شبهًا بالمرآة، وبالتالى تبريد الأرض.
يحتوى الفحم والنفط على نسبة تتراوح بين ١ إلى ٢٪ من الكبريت- وعندما يحرق البشر الوقود الأحفوري، يتسرب هذا الكبريت إلى الغلاف الجوي. وهو «مميت» فقد ارتبط ثانى أكسيد الكبريت بمشاكل الجهاز التنفسى وأمراض مزمنة أخرى، كما يساهم تلوث الهواء فى وفاة شخص واحد من كل ١٠ أشخاص فى مختلف أنحاء العالم.
وعلى مدى العقود القليلة الماضية، عملت الدول على التخلص التدريجى من هذه الملوثات، بدءا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تليها الصين والهند، وقد خفضت الصين انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت بنسبة تزيد على ٧٠ فى المائة منذ عام ٢٠٠٥ عن طريق تركيب تكنولوجيات جديدة وأجهزة غسل الغاز فى محطات الوقود الأحفوري.
وفى الآونة الأخيرة، فرضت المنظمة البحرية الدولية قيودًا فى عام ٢٠٢٠ على كمية الكبريت المسموح بها فى وقود الشحن وهو أحد أقذر أنواع الوقود المستخدمة فى النقل.
وانخفضت انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت من الشحن على الفور بنحو ٨٠ بالمائة. وتخطط دول البحر الأبيض المتوسط لوضع لائحة شحن مماثلة لعام ٢٠٢٥.
ويقدر العلماء أن التغييرات فى الهباء الجوى من قاعدة الشحن الجديدة وحدها يمكن أن تسهم بما يتراوح بين ٠.٠٥ و٠.٢ درجة مئوية فى ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود القليلة المقبلة.
ولكن لا يزال العلماء غير متأكدين من مدى تأثير انخفاض الهباء الجوى على درجات الحرارة العالمية، مع تقديرات تتراوح بين ٠.٠٥ و١.٠ درجة مئوية.
وعلى الرغم من تأثير الهباء الجوي، إلا أن خفض انبعاثات غازات الدفيئة، مثل ثانى أكسيد الكربون، يظل ضروريًا لمنع تغير المناخ والوصول إلى أهداف اتفاق باريس، وقد يؤدى انخفاض الهباء الجوى إلى تجاوز أهداف اتفاقية باريس دون أن يدرك العالم ذلك.
وتقلّل اللوائح الجديدة من كمية الهباء الجوى الكبريتى الناتج عن حركة الشحن العالمية عبر المحيطات، فقد نجحت الصين فى خفض التلوث بالكبريت بشكل كبير فى العقد الماضي، حيث أدت هذه الجهود إلى انخفاض انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة.
فيما تعهدت ما يقرب من ٢٠٠ دولة فى العالم فى اتفاق باريس بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين «٣.٦ درجة فهرنهايت» مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.
وبغض النظر عن تأثير الهباء الجوي، فإن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى ضرورى للحد من تغير المناخ وتجنب آثاره الوخيمة.
تنظيف الهواء مع الاستمرار فى استخدام الوقود الأحفورى قد يؤدى إلى ارتفاع أسرع فى درجات الحرارة.
وتقول الصحيفة إن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية لتحديد تأثير الهباء الجوى على تغير المناخ بدقة أكبر، وإنه لا تزال هناك الكثير من الأسئلة العلمية، وحتى تتم الإجابة عنها، لن يعرف العالم بالضبط مقدار الاحترار الذى سيكشفه الهباء الجوي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: العالم تغير المناخ درجات الحرارة واشنطن بوست درجات الحرارة تلوث الهواء تغیر المناخ درجة مئویة
إقرأ أيضاً:
انخفاض درجات الحرارة.. الأرصاد تكشف موعد انكسار موجة الحر
انخفاض درجات الحرارة.. أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية عن بداية انكسار الموجة الحارة التي أثرت على مختلف أنحاء الجمهورية خلال الأيام الماضية، حيث سجلت درجات حرارة تجاوزت حاجز 42 درجة مئوية في عدد من المحافظات، من بينها القاهرة الكبرى ومحافظات شمال وجنوب الصعيد.
وقالت الأرصاد في بيان رسمي، إن انخفاض درجات الحرارة بدأ تدريجيًا أمس الأربعاء، 23 أبريل 2025، بقيم تتراوح بين 4 إلى 6 درجات مئوية، فيما شهد الطقس تراجعًا ملحوظًا اليوم الخميس، بانخفاض إضافي يصل إلى 10 درجات في بعض المناطق.
وأوضح الدكتور محمود القياتي، عضو المركز الإعلامي بهيئة الأرصاد الجوية، خلال مداخلة ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، أن البلاد تأثرت بموجة خماسينية شديدة السخونة، تسببت في ارتفاع كبير بدرجات الحرارة، مشيرًا إلى أن القاهرة الكبرى سجلت الثلاثاء أعلى درجة حرارة هذا العام، بواقع 40 درجة مئوية.
وأشار «القياتي» إلى أن الانخفاض الملموس بدأ اليوم الخميس 24 أبريل، حيث سجلت العظمى في القاهرة الكبرى ما بين 27 إلى 28 درجة مئوية، بينما وصلت درجات الحرارة الصغرى إلى 16-17 درجة، وهو ما يستدعي تخفيف الملابس بحذر، خصوصًا مع انخفاض الحرارة خلال ساعات الليل.
درجات الحرارة اليوم الخميس- القاهرة الكبرى: العظمى 28 / الصغرى 18
- الإسكندرية: العظمى 23 / الصغرى 14
- مطروح: العظمى 21 / الصغرى 13
- سوهاج: العظمى 39 / الصغرى 22
- قنا: العظمى 41 / الصغرى 23
- أسوان: العظمى 44 / الصغرى 25
وأكدت الأرصاد أن الجبهة الهوائية الباردة القادمة من شمال البحر المتوسط ساهمت في تحسين الأجواء وتقليل الإحساس بالحرارة، مع توقع نشاط للرياح المثيرة للرمال والأتربة على مناطق من شمال وجنوب الصعيد والصحراء الغربية.
وأوصت الهيئة المواطنين بمتابعة التحديثات اليومية لحالة الطقس عبر منصاتها الرسمية، واتخاذ الاحتياطات اللازمة خصوصًا في ظل التغيرات الجوية المفاجئة.
اقرأ أيضاًحالة الطقس الآن.. تكاثر السحب مع رياح شديدة وأتربة في أسوان
هيئة الأرصاد الجوية تُعلن عن توقعات الطقس ليوم الجمعة 25 أبريل 2025
شبورة ورياح.. حالة الطقس من الجمعة إلى الأربعاء المقبل