تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يواجه العالم مفارقة غريبة فقد أدى حرق الوقود الأحفوري، الذى يعد السبب الرئيسى لتغير المناخ، إلى تبريد الكوكب بشكل غير مقصود فى نفس الوقت.

قدم تقرير نشرته صحيفة «واشنطن بوست» مناقشة حول ظاهرة غريبة تتعلق بتغير المناخ، وهى أن تلوث الهواء، على الرغم من آثاره الضارة على الصحة، قد ساهم بشكل غير مباشر فى تبريد الكوكب خلال العقود الماضية، بينما يتوقع أن يؤدى تنظيف الهواء إلى تسارع الاحتباس الحراري.

ومع تشديد اللوائح البيئية للحد من تلوث الهواء، انخفضت كمية هذه الجزيئات، مما أدى إلى تراجع تأثير التبريد المؤقت وازدياد معدل الاحتباس الحراري.

وتقول الصحيفة لقد ارتفعت درجة حرارة الأرض بالفعل بنحو ١.٢ درجة مئوية «٢.٢ درجة فهرنهايت» منذ عصور ما قبل الصناعة، ويستعد الكوكب لتجاوز الحد المأمول من الاحترار وهو ١.٥ درجة مئوية.

لكن عددًا أقل من الناس يعرفون أن حرق الوقود الأحفورى لا يسبب الانحباس الحرارى العالمى فحسب، بل يتسبب أيضًا فى التبريد العالمي.

إنها إحدى مفارقات تغير المناخ الكبرى أن تلوث الهواء، الذى أودى بحياة عشرات الملايين، ساعد أيضًا فى الحد من بعض أسوأ التأثيرات الناجمة عن ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

وتتسبب الجزيئات الصغيرة الناتجة عن احتراق الفحم والنفط والغاز فى عكس ضوء الشمس وتحفيز تكوين السحب، مما يُظلل الكوكب ويُقلّل من ارتفاع درجة حرارته.

وقدر أن هذه الجسيمات قد عوضت ما بين ٤٠ و٨٠٪ من ارتفاع درجة الحرارة الناجم عن الغازات الدفيئة منذ الثمانينيات.

معظم التبريد الناتج عن تلوث الهواء يأتى من خلال الهباء الجوى الكبريتي، بطريقتين، الجسيمات نفسها عاكسة، وترتد أشعة الشمس بعيدًا وتظلل الأرض، كما أنها تجعل السحب الموجودة أكثر سطوعًا وأكثر شبهًا بالمرآة، وبالتالى تبريد الأرض.

يحتوى الفحم والنفط على نسبة تتراوح بين ١ إلى ٢٪ من الكبريت- وعندما يحرق البشر الوقود الأحفوري، يتسرب هذا الكبريت إلى الغلاف الجوي. وهو «مميت» فقد ارتبط ثانى أكسيد الكبريت بمشاكل الجهاز التنفسى وأمراض مزمنة أخرى، كما يساهم تلوث الهواء فى وفاة شخص واحد من كل ١٠ أشخاص فى مختلف أنحاء العالم.

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، عملت الدول على التخلص التدريجى من هذه الملوثات، بدءا من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تليها الصين والهند، وقد خفضت الصين انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت بنسبة تزيد على ٧٠ فى المائة منذ عام ٢٠٠٥ عن طريق تركيب تكنولوجيات جديدة وأجهزة غسل الغاز فى محطات الوقود الأحفوري.

وفى الآونة الأخيرة، فرضت المنظمة البحرية الدولية قيودًا فى عام ٢٠٢٠ على كمية الكبريت المسموح بها فى وقود الشحن وهو أحد أقذر أنواع الوقود المستخدمة فى النقل.

وانخفضت انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت من الشحن على الفور بنحو ٨٠ بالمائة. وتخطط دول البحر الأبيض المتوسط لوضع لائحة شحن مماثلة لعام ٢٠٢٥.

ويقدر العلماء أن التغييرات فى الهباء الجوى من قاعدة الشحن الجديدة وحدها يمكن أن تسهم بما يتراوح بين ٠.٠٥ و٠.٢ درجة مئوية فى ارتفاع درجات الحرارة خلال العقود القليلة المقبلة.

ولكن لا يزال العلماء غير متأكدين من مدى تأثير انخفاض الهباء الجوى على درجات الحرارة العالمية، مع تقديرات تتراوح بين ٠.٠٥ و١.٠ درجة مئوية.

وعلى الرغم من تأثير الهباء الجوي، إلا أن خفض انبعاثات غازات الدفيئة، مثل ثانى أكسيد الكربون، يظل ضروريًا لمنع تغير المناخ والوصول إلى أهداف اتفاق باريس، وقد يؤدى انخفاض الهباء الجوى إلى تجاوز أهداف اتفاقية باريس دون أن يدرك العالم ذلك.

وتقلّل اللوائح الجديدة من كمية الهباء الجوى الكبريتى الناتج عن حركة الشحن العالمية عبر المحيطات، فقد نجحت الصين فى خفض التلوث بالكبريت بشكل كبير فى العقد الماضي، حيث أدت هذه الجهود إلى انخفاض انبعاثات ثانى أكسيد الكبريت بشكل كبير، مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة.

فيما تعهدت ما يقرب من ٢٠٠ دولة فى العالم فى اتفاق باريس بالحفاظ على ارتفاع درجات الحرارة أقل من درجتين مئويتين «٣.٦ درجة فهرنهايت» مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة.

وبغض النظر عن تأثير الهباء الجوي، فإن خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحرارى ضرورى للحد من تغير المناخ وتجنب آثاره الوخيمة.

تنظيف الهواء مع الاستمرار فى استخدام الوقود الأحفورى قد يؤدى إلى ارتفاع أسرع فى درجات الحرارة.

وتقول الصحيفة إن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات العلمية لتحديد تأثير الهباء الجوى على تغير المناخ بدقة أكبر، وإنه لا تزال هناك الكثير من الأسئلة العلمية، وحتى تتم الإجابة عنها، لن يعرف العالم بالضبط مقدار الاحترار الذى سيكشفه الهباء الجوي.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: العالم تغير المناخ درجات الحرارة واشنطن بوست درجات الحرارة تلوث الهواء تغیر المناخ درجة مئویة

إقرأ أيضاً:

التغير المناخي وتأثيره على كوكب الأرض

التغير المناخي وتأثيره على كوكب الأرض، التغير المناخي يُعتبر أحد أكبر التحديات التي تواجه العالم في القرن الواحد والعشرين.

إنه ظاهرة طبيعية تتأثر بالأنشطة البشرية التي أدت إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية وتغيير أنماط الطقس بشكل غير مسبوق.

 لقد أصبح التغير المناخي قضية هامة تثير قلق العلماء وصانعي السياسات، نظرًا لتأثيراته الواسعة على البيئة والاقتصاد والمجتمعات البشرية.

مفهوم التغير المناخي

التغير المناخي يشير إلى تغيرات طويلة الأجل في متوسط درجات الحرارة وأنماط الطقس على سطح الأرض. 

التغير المناخي وتأثيره على كوكب الأرض

قد يحدث التغير المناخي بشكل طبيعي على مدى ملايين السنين بسبب عوامل مثل التغيرات في مدار الأرض حول الشمس أو الانفجارات البركانية. 

ومع ذلك، في العقود الأخيرة، أصبحت الأنشطة البشرية، مثل حرق الوقود الأحفوري وإزالة الغابات، المساهم الرئيسي في تغير المناخ.

أسباب التغير المناخي

1. الانبعاثات الكربونية: يُعتبر حرق الوقود الأحفوري مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي المصدر الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة. 

هذه الغازات، مثل ثاني أكسيد الكربون (CO2) والميثان، تحتجز الحرارة في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية.


2. إزالة الغابات: تلعب الغابات دورًا مهمًا في امتصاص ثاني أكسيد الكربون، لذا فإن إزالة الغابات تُقلل من قدرة الكوكب على امتصاص هذه الغازات الضارة. 

يؤدي قطع الأشجار إلى انبعاث كميات كبيرة من الكربون المخزن في النباتات.


3. الزراعة والصناعة: الأنشطة الزراعية، مثل تربية الماشية التي تنتج غاز الميثان، والممارسات الصناعية التي تفرز مواد كيميائية ضارة، تُسهم في تفاقم أزمة التغير المناخي.


4. استخدام الأراضي والبناء: التوسع العمراني والأنشطة البشرية التي تغيّر استخدام الأراضي تزيد من درجات الحرارة العالمية وتغير أنماط الطقس.

دعاء للميت في شهر جمادى الأولى: أفضل الصيغ المستحبة لطلب الرحمة والمغفرة تأثيرات التغير المناخي على كوكب الأرض

1. ارتفاع درجات الحرارة العالمية: شهد العالم ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة، مما أثر على القطبين الشمالي والجنوبي وأدى إلى ذوبان الجليد وارتفاع مستوى سطح البحر. 

هذه الظاهرة تُهدد المناطق الساحلية بالفيضانات وتدمير المواطن الطبيعية.


2. التغيرات في أنماط الطقس: أصبح الطقس أكثر تطرفًا، مع زيادة في العواصف والأعاصير والجفاف. 

تؤثر هذه الظواهر على الزراعة وتُهدد الأمن الغذائي في العديد من المناطق حول العالم.


3. ذوبان الجليد وارتفاع مستوى البحار: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى ذوبان الجليد في القطبين، مما يُسهم في ارتفاع مستوى البحار والمحيطات. 

هذه الزيادة تهدد المدن الساحلية والجزر الصغيرة بالغرق وتشرد ملايين البشر.


4. تأثير على النظم البيئية: تؤدي التغيرات المناخية إلى اختلال التوازن البيئي، مما يُهدد الحيوانات والنباتات بالانقراض. 

يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تغيّر المواطن الطبيعية، مما يجعل بعض الكائنات غير قادرة على التكيف.


5. التأثير على الصحة العامة: يؤثر التغير المناخي أيضًا على صحة الإنسان، حيث يُسهم في انتشار الأمراض المرتبطة بالحرارة، مثل حمى الضنك والملاريا، كما تؤدي موجات الحرارة إلى زيادة حالات الوفاة، خاصة بين كبار السن.

تغيرات الطقس بين الصيف والشتاء: تباين الفصول وتأثيرها على البيئة والحياة اليومية التغير المناخي وتأثيره على الاقتصاد

التغير المناخي يُهدد الاقتصاد العالمي بشكل كبير.

الكوارث الطبيعية الناتجة عن التغيرات المناخية، مثل الفيضانات والجفاف، تُلحق أضرارًا جسيمة بالبنية التحتية والزراعة، مما يؤدي إلى خسائر اقتصادية ضخمة.

 كما أن التغيرات في المناخ تؤثر على المحاصيل الزراعية، مما يُهدد الأمن الغذائي ويُسبب ارتفاعًا في أسعار المواد الغذائية.

 إذا لم يتم اتخاذ إجراءات جادة، فقد يؤدي التغير المناخي إلى تفاقم الفقر وزيادة عدم الاستقرار الاقتصادي في العالم.

الجهود الدولية لمكافحة التغير المناخي

في السنوات الأخيرة، أدرك العالم خطورة التغير المناخي، وبدأت الدول باتخاذ إجراءات للحد من تأثيراته. أبرز هذه الجهود:

 

1. اتفاقية باريس للمناخ (2015): تُعتبر هذه الاتفاقية خطوة تاريخية في مكافحة التغير المناخي، حيث تعهدت الدول الموقعة بخفض انبعاثات غازات الدفيئة للحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية إلى أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الصناعة.


2. الطاقة المتجددة: بدأت الدول في تبني مصادر طاقة متجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، تهدف هذه الجهود إلى الحد من انبعاثات الكربون والحفاظ على بيئة نظيفة.


3. التشجير وحماية الغابات: حماية الغابات وزراعة الأشجار تُعد من الاستراتيجيات الهامة لمكافحة التغير المناخي. 

تعمل الغابات كمرشحات طبيعية تمتص ثاني أكسيد الكربون، مما يُساعد في تخفيف حدة الاحتباس الحراري.


4. التوعية البيئية: بدأت الحكومات والمنظمات غير الحكومية في توعية الناس بأهمية الحفاظ على البيئة وتقليل الاستهلاك المفرط للموارد. 

التثقيف البيئي يُساعد في تغيير سلوكيات الناس وتشجيعهم على المشاركة في الحفاظ على البيئة.

درجات الحرارة في خريف محافظات مصر ترتفع عن المعتاد..الخبراء يحذرون من انعكاسات التغير المناخي ما يمكن أن يفعله الأفراد للحد من التغير المناخي

1. تقليل استخدام الوقود الأحفوري: استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، مثل الدراجات أو السيارات الكهربائية، يُساهم في تقليل انبعاثات الكربون.


2. ترشيد استهلاك الطاقة: إطفاء الأجهزة الكهربائية عند عدم استخدامها واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة يُساعد في تقليل الاستهلاك.


3. إعادة التدوير وتقليل النفايات: فرز النفايات وإعادة تدويرها يُساهم في تقليل التلوث البيئي، كما يُساعد الحد من استهلاك البلاستيك في الحفاظ على المحيطات.


4. زراعة الأشجار: كل شخص يمكنه المساهمة في مكافحة التغير المناخي بزراعة الأشجار التي تُساعد في تقليل غازات الدفيئة.

 

دعاء المطر للمتوفى: أفضل الأدعية المستحبة للميت عند نزول المطر

التغير المناخي يمثل تهديدًا حقيقيًا للبشرية جمعاء.

 إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة وجادة، فإن تأثيراته ستزداد سوءًا وستؤثر بشكل أكبر على الحياة على كوكب الأرض. 

يجب على الجميع، من الأفراد إلى الحكومات، العمل معًا للحد من التغير المناخي والحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.

 إن اتخاذ خطوات صغيرة اليوم يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في المستقبل، فالمسؤولية تقع على عاتق كل فرد منا للحفاظ على هذا الكوكب الجميل.

 

مقالات مشابهة

  • مع بدء الانتخابات.. اعرف درجات الحرارة في الولايات المتحدة الأمريكية
  • تأثير المنخفض الجوي ينحسر.. كيف سيكون طقس الأيام المقبلة؟
  • «الأرصاد»: ارتفاع طفيف وتدريجي في درجات الحرارة بداية من اليوم
  • طقس الثلاثاء..ارتفاع طفيف في درجات الحرارة
  • طقس اقليم كوردستان .. ارتفاع في درجات الحرارة بعد الأمطار الغزيرة
  • طقس متقلب مع أمطار متفرقة وغزيرة... ماذا عن درجات الحرارة؟
  • طقس الإثنين..تشكل سحب منخفضة مصحوبة بكتل ضبابية
  • طقس الإسكندرية في أسبوع.. سقوط أمطار وانخفاض درجات الحرارة
  • التغير المناخي وتأثيره على كوكب الأرض
  • "واشنطن بوست": ارتفاع نسبة المشاركة في التصويت المبكر للانتخابات الأمريكية رغم "تشكك" (الجمهوريين) في نزاهته