عربي21:
2024-07-01@14:59:57 GMT

الحروب بالوكالة: حزب الله وقبرص

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

في خطاب له يوم الأربعاء الماضي، هدد أمين عام حزب الله في لبنان، حسن نصر الله، جمهورية قبرص مشيرا إلى أنّه في حال فتحت مطاراتها وقواعدها العسكرية لإسرائيل في أي حرب محتملة على لبنان، فإنّه سيتم التعامل مع قبرص كجزء من الحرب. وقد بنى نصر الله تهديده على معلومات تفيد بأن إسرائيل قد تستخدم المطارات والقواعد القبرصية لمهاجمة لبنان، في حال استهداف حزب الله للمطارات الإسرائيلية.



ويمتلك حزب الله، وهو مليشيا مسلّحة في لبنان موالية لإيران، قدرات عسكرية تتفوّق على بعض الدول الإقليمية، علاوة على صواريخ بالستيّة قادرة على ضرب أهداف في دول مثل سوريا، والأردن، والعراق، والسعودية، وتركيا وقبرص. ويأتي تهديد حزب الله لقبرص ضمن أجواء مشحونة بالبروباغندا الإعلامية بين حزب الله وإسرائيل على خلفية التصعيد الجاري بينهما مؤخرا في توقيت غاية في الغرابة، ويتعارض مع الأسباب التي يطرحها كل منهما في تبريره لإمكانية اندلاع حرب محتملة بينهما.

تشير البروباغندا التي يتّبعها الطرفان إلى أنّ التوتر المتصاعد إنما يتعلق بأمور أخرى لها علاقة بإيران بالدرجة الأولى، والبرنامج النووي الإيراني تحديدا. إذ بدأ النقاش حول البرنامج النووي الإيراني بالعودة مجددا الساحة الدولية في نهاية الأسبوع الأوّل من حزيران/ يونيو، وهي الفترة نفسها التي دشّنت التوتّر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله
إذ كثّف حزب الله مؤخرا من دعايته التي تقول إنّ التصعيد يأتي في إطار الحرب الإسرائيلية على غزّة، في الوقت الذي تتّجه فيه هذه الحرب إلى نهايتها كما يشير واقع الحال. ولو كان حزب الله معنيا بها كما يدّعي، لكان ذلك يفترض أن يقوم بالتصعيد مع إسرائيل في بداية الحرب وليس في نهايتها. ولأنّه لم يقم بذلك، فهذا يعني أنّها مرتبطة بملف آخر غير الملف المذكور.

على المقلب الآخر، فإنّ ادعاءات إسرائيل القائلة بأنّ الهدف من أي عملية عسكرية مرتقبة ضد حزب الله هو إبعاده عن الحدود لمسافة 10 كلم كجزء من اتفاق دبلوماسي من أجل وضع حد للتوتر على الحدود، تبدو سخيفة، نظرا لغياب أي اهمّية استراتيجية لمثل هذا المطلب، ما يعني أنّ هذا الادعاء هو مجرّد ذريعة لتوسيع الحرب أو الحصول على مكاسب مجانيّة على خلفيّة التهديد بالحرب في ظل الدعم الكامل الذي يتلقاه الكيان من الولايات المتّحدة وبعض الدول الأوروبية.

وتشير البروباغندا التي يتّبعها الطرفان إلى أنّ التوتر المتصاعد إنما يتعلق بأمور أخرى لها علاقة بإيران بالدرجة الأولى، والبرنامج النووي الإيراني تحديدا. إذ بدأ النقاش حول البرنامج النووي الإيراني بالعودة مجددا الساحة الدولية في نهاية الأسبوع الأوّل من حزيران/ يونيو، وهي الفترة نفسها التي دشّنت التوتّر المتصاعد بين إسرائيل وحزب الله. ويعتبر حزب الله بمثابة أداة تفاوض وضغط مهمّة في سياسة إيران النووية، إذ إنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان في العام 2006، جاء نتيجة لإرادة إيرانية في استخدام حزب الله للتفاوض في الملف النووي. في المقابل، تريد إسرائيل، ولا سيما رئيس الوزراء نتنياهو، توسيع نطاق الحرب بعد فشله الذريع في غزّة، ويشمل ذلك الانخراط مع إيران وأذرعها الإقليمية.

ففي بداية هذا الشهر، كتبت ثلاث قوى أوروبية (بريطانيا وألمانيا وفرنسا) إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تفاصيل انتهاكات إيران للاتفاق النووي المبرم عام 2015، في خطوة قد تمهّد لاحقا لإطلاق آلية العقوبات الشاملة على إيران بموجب الاتفاق النووي. ومع أنّ الرسائل البريطانية والفرنسية والألمانية لم تذكر صراحة النيّة بإعادة العقوبات، لكنها أشارت إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، الذي كرس الاتفاق النووي ومنح تلك السلطة، ينتهي في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2025، وهي إشارة واضحة إلى الرغبة في استغلاله قبل فترة انتهائه. مسار الترويكا الأوروبيّة تضمّن أيضا في نفس الأسبوع جهودا أفضت إلى استصدار قرار من الوكالة الدولية للطاقة الذريّة ينتقد إيران، على الرغم من التحفّظ الأمريكي.

مشكلة قبرص انّها بدأت بالانحياز بشكل فعّال إلى إسرائيل منذ أكثر من عقد من الزمن ضمن محور يضم كل من إسرائيل وقبرص واليونان شرق البحر المتوسط، حيث سعى هذا المحور إلى توثيق علاقاته الأمنية والدفاعية والاقتصادية والطاقوية والسياسية، وقد توسّع في بعض الأحيان ليضم فرنسا ومصر، وكان هدفه بشكل أساسي عزل تركيا والضغط عليها
التصعيد الإسرائيلي مع حزب الله وردود الأخير عليه يجب أن ينظر إليه من هذه الزاوية، فضلا عن أن كل مواقف وتحرّكات حزب الله يجب أن تفسّر دوما انطلاقا من طبيعة علاقته مع الولي الفقيه في إيران ودوره كفرع من الحرس الثوري الإيراني في لبنان، وليس من أي شيء آخر. ففي حين يتّهم حزب الله قبرص بالعمل بالوكالة عن إسرائيل، يقوم هو بنفس الدور فيما يتعلق بعلاقته مع إيران. وبالرغم من انّ قبرص وحزب الله ينفيان ذلك بين الفينة والأخرى، إلا أنّ نفيهما لا معنى له في ظل الوقائع الثابتة على الأرض.

مشكلة قبرص انّها بدأت بالانحياز بشكل فعّال إلى إسرائيل منذ أكثر من عقد من الزمن ضمن محور يضم كل من إسرائيل وقبرص واليونان شرق البحر المتوسط، حيث سعى هذا المحور إلى توثيق علاقاته الأمنية والدفاعية والاقتصادية والطاقوية والسياسية، وقد توسّع في بعض الأحيان ليضم فرنسا ومصر، وكان هدفه بشكل أساسي عزل تركيا والضغط عليها. وليس خافيا على أحد أنّ إسرائيل بدأت تتدرّب بشكل حثيث في أجواء قبرص واليونان بعد التوترات المتصاعدة مع تركيا، ولذلك فإنّ حديث نصر الله عن استخدام إسرائيل لقواعد في قبرص ليس سرّا وإنما معلومات متوافرة ومعروفة منذ زمن.

لكن الأهم من ذلك، هو أنّ قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي وتضم قواعد عسكرية بريطانية، وهي تحظى برعاية شبه دائمة من اليونان المدعومة بدورها بشكل قوي لا سيما اقتصاديا من ألمانيا. وقد تحدّث رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أرسين تتار العام الماضي عن جهود فرنسية لإقامة قاعدة عسكرية بحريّة في الشطر الجنوبي من الجزيرة إضافة إلى بعض النشاطات العسكرية الفرنسية. هذا يعني أنّ قبرص، وهنا مربط الفرس، تتّصل بشكل مباشر بالترويكا الأوروبية التي بدأت تمارس ضغطا مباشرا على إيران فيما يتعلق بالتزاماتها النووية، وإمكانية إعادة تفعيل آلية العقوبات الشاملة على طهران.

بقدر ما يريد نتنياهو توسيع نطاق الحرب للفرار من مأزقه الداخلي في غزّة، بقدر ما يرغب حزب الله في تفادي هذه الحرب ليس لأمور تتعلق بالسلم والحرب، وإنما لأنّ حسابات إيران ومصالحها تقتضي عدم التضحية بالحزب في توقيت خاطئ
من هذه الزاوية، فإنّ تهديد نصرالله لقبرص لا يجب أن يُفهم منه أنّ محاولة للضغط على الأوروبيين لكي يقوموا بالضغط بدورهم على إسرائيل فقط، وإنما هو محاولة لتهديد الأوروبيين بتوسيع نطاق الحرب لتطالهم، وذلك كرد على الضغوط التي يمارسونها على إيران بالتوازي مع إمكانية إطلاقهم لآلية العقوبات الشاملة في الوقت الذي يستنزفون فيه كل طاقاتهم وتركيزهم للحرب بين روسيا وأوكرانيا.

وبقدر ما يريد نتنياهو توسيع نطاق الحرب للفرار من مأزقه الداخلي في غزّة، بقدر ما يرغب حزب الله في تفادي هذه الحرب ليس لأمور تتعلق بالسلم والحرب، وإنما لأنّ حسابات إيران ومصالحها تقتضي عدم التضحية بالحزب في توقيت خاطئ أو في معارك جانبية لا تخدم الغرض من إنشاء الحزب بالدرجة الأولى. ولذلك، فهي تفضّل أن يتم استخدامه في حسابات تتعلق بإمكانية امتلاكها للقنبلة النووية أو في الدفاع عنها ضد أي عدوان أمريكي محتمل عليها في المرحلة المقبلة. وعليه، فإنّ السؤال عن إمكانية اندلاع حرب إسرائيلية على لبنان وإمكانية أن يستهدف حزب الله قبرص؛ لا يرتبط بموقف أو وضع الوكلاء، وإنما بمن يمثّلونهم او يعملون لصالحهم.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه حزب الله قبرص إسرائيل النووي الإيراني إيران إسرائيل أوروبا حزب الله النووي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة من هنا وهناك سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النووی الإیرانی نطاق الحرب حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي

عندما يتحدّث حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، فإنه يبعث فينا الأمل ويُحْيي العزائم في الأمة؛ لأنه إذا قال صدق، وإذا وعد أوفى، ويعلم ما يقول؛ فكلُّ كلمة ينطقها تكون محسوبة بدقة، وتحسب لها إسرائيل ألف حساب، وهو ما حدث مع خطابه يوم الأربعاء 19 يونيو 2024م، الذي ألقاه في الضاحية الجنوبية لبيروت في احتفال تأبيني للقائد سامي طالب عبدالله، إذ وصفته وسائل إعلام إسرائيلية، في أول تعليق لها أنّه «من أقوى خطابات نصر الله على الإطلاق، الذي يدرك اليوم أكثر من أيِّ وقت مضى، أنه لن يكون هناك مفرّ من حرب شاملة»، وأنّ «نصر الله مصمّم على الاستمرار في المعركة الحالية من أجل غزة، حتى تحقيق وقف إطلاق النار، وهو غير متأثر بتهديدات إسرائيل والوسطاء»؛ بل إنّ صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية - على سبيل المثال - أكدت أنّ تهديدات إسرائيل طوال الأشهر الماضية بتدمير حماس، وإعادة لبنان إلى العصر الحجري، ما هي إلا تهديدات فارغة و«انكشفت الآن».

جاء خطاب نصر الله، متزامنًا مع نشر حزب الله، مقطع فيديو من الأراضي الفلسطينية المحتلة، في غاية الأهمية، مدته تجاوزت تسع دقائق ونصف، وحمل عنوان «هذا ما رجع به الهدهد»، وهو عبارة عن مشاهد من استطلاع جوي، تضمّنت معلومات استخبارية مهمة عن مواقع «إسرائيلية» داخل فلسطين المحتلة، التقطتها طائرة مسيّرة، وأظهرت هذه المقاطع وصول المسيّرة إلى ميناء حيفا وما رصدته من مواقع حساسة، من الميناء إلى مصافي النفط إلى مصانع عسكرية، بالإضافة إلى مواقع تمركز البوارج الحربية، وأماكن اقتصادية مهمّة، في ضربة عُدَّتْ الأقوى من حزب الله ضد الكيان الإسرائيلي، حيث إنّه حتى مواقع البحث العادية تعتم على المواقع الحساسة في إسرائيل، ولا تستطيع أن تنقل من الجو صورًا واضحة كالتي نقلتها مسيَّرات حزب الله.

كان متوقعًا أمام إنجاز كبير كهذا، أن يتناول نصر الله هذا الموضوع في خطابه، إذ أمدت عملية الهدهد المقاومة بكمٍّ كبيرٍ من المعلومات، ظهر جزء منها فقط في دقائق الفيديو التسع التي اختيرت من بين ساعات طويلة من التصوير فوق حيفا، وهو ما أشار إليه نصر الله بتأكيده أنّ المقاومة «تملك بالتفصيل الممل المعلومات حول المواقع الأمامية، وتعرف تفاصيل كثيرة عنها». ندرك أهمية هذا الإنجاز لحزب الله إذا ما استذكرنا أنّ أكبر إنجازات إسرائيل عبر تاريخها هو التجسس؛ فقد نجحت في تتبع كلِّ صغيرة وكبيرة في الوطن العربي، وزرع رجالها شرقًا وغربًا، وتدخلت في رسم سياسات التعليم والسياسات الإعلامية، ووصل بها الأمر إلى توجيه خطب الجمعة!. وما فعله حزب الله اليوم كأنه يقول لنا إنّ الأيام دول، وإنّ الدور جاء على إسرائيل لتقع هي فريسة التجسس؛ فتصوير مراكز ثقلها ونقاطها الحساسة ومفاصل «دولتها» ونشرها علنًا بكلِّ وضوح، هو أمرٌ لم يخطر ببالها قط، ونزل عليها كصاعقة، أو كقنبلة شلت قدرتها على الحركة، وهذا يعني أنّ تهديدات حسن نصر الله ضد الكيان كانت في محلها.

وعودة إلى خطاب حسن نصر الله الذي بعث فيه رسائل واضحة إلى قيادة الاحتلال و«جيشه»، مفادها أنّ التهديد بتوسيع الحرب على مدى ثمانية أشهر لا يخيف المقاومة في لبنان، وأنّ «العدو يعلم وسيده الأمريكي، أنّ شنّ الحرب على لبنان سيحمل تداعيات على المنطقة والإقليم»، بل إنه أكد أنّ حزب الله حضّر نفسه «لأسوأ الأيام، والعدو يعلم ما ينتظره، ولذلك بقي مرتدعًا»، مضيفًا أنّ «كيان الاحتلال يعلم أنه لن يبقى مكانٌ فيه سالمًا من صواريخ المقاومة ومُسيّراتها الدقيقة، التي لن تقصف أهدافها بشكل عشوائي»، ولم يكتف بذلك، بل أعلن في تحدٍّ واضح أنّ ما ينتظر الاحتلال في البحر المتوسط «كبير جدًا»، إذ إنّ «كلّ سواحله وبواخره وسفنه ستُستهدف»، وأنه «إذا فرضت الحرب، فالمقاومة ستقاتل بلا ضوابط وقواعد وأسقف». ولكي يؤكد على صحة تهديده أشار إلى أنّ المقاومة «لديها بنك أهداف كامل وحقيقي، ولديها القدرة على الوصول إلى كلِّ الأهداف مما يزعزع أسس الكيان».

وهناك نقطة لافتة في خطاب نصر الله، وهي تحذيره للحكومة القبرصية من أنّ تفتح مطاراتها وقواعدها لـ«إسرائيل» لاستهداف لبنان؛ فذلك يعني رسميًّا «أنها أصبحت جزءًا من الحرب». ولم تكن إسرائيل هي الوحيدة التي صغت للخطاب؛ فالرئيس القبرصي نيكوس خريستو دوليدس تابعه بدقة، فمع آخر كلمة نطقها نصر الله، سارع إلى كتابة تدوينة على حسابه في منصّة «إكس»، ليُؤكّد أنّ بلاده لا تُشارك بأيّ شكلٍ من الأشكال في أيّ أعمال عدائيّة ضدّ لبنان، وأنّها «جُزءٌ من الحل وليست جُزءًا من المُشكلة». وفي اعتقادي أنّ تهديدًا كهذا موجهًا لقبرص سيجعلها وغيرها تحسب حسابًا لكلِّ خطوة قد تخطوها في المشاركة في الحرب ضد لبنان، فالقبارصة وغيرهم يعلمون جيدًا أنّ نصر الله إذا قال فعل.

من نافل القول إنه لا يمكن فصل ما يحدث في غزة عما يحدث في لبنان؛ فالجبهتان هما جبهة واحدة، وكان كثيرون قد انتقدوا عدم دخول حزب الله الحرب، متناسين أنّ الحزب أشغل الجيش الإسرائيلي منذ الثامن من أكتوبر 2023، وقد أكّد السيد نصر الله أنّ الضغط من جبهة لبنان والجبهات الأخرى والصمود الأسطوري في غزة، قد أثر على مسار المفاوضات وأعطى للمفاوض الفلسطيني القوة، وأنّ الاحتلال «عجز عن إنهاء معركة رفح المُحاصرة، وفشل أمام صمود المقاومة والقتال الأسطوري في غزة، على الرغم من استمرار القصف، ومشاركة عدة فرق من جيش الاحتلال في العملية».

وإذا كانت وسائل الإعلام الإسرائيلية تهتم بخطابات نصر الله، وتحلل نبرات صوته وحركات يديه، فماذا عن وجهة نظر المسؤولين الإسرائيليين عن حزب الله؟ يجيب عن السؤال مايكل أورين السفير الإسرائيلي السابق في واشنطن، من خلال مقابلة مع مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية، ضمن تحقيق بعنوان «كيف قد تبدو الحرب بين إسرائيل وحزب الله؟»، يقول إنّ حزب الله يشكّل تهديدًا استراتيجيًا لـ«إسرائيل»، واصفًا ما يمكن أن يفعله الحزب بـ«إسرائيل» خلال ثلاثة أيام فقط بـ«المروّع»، إذ يقول: «أنت تتحدّث عن تدمير كلِّ بنيتنا التحتية الأساسية، ومصافي النفط، والقواعد الجوية، ومنشأة ديمونا»، وفي تحقيقها أكدت المجلة أنّ التقديرات تشير إلى امتلاك حزب الله نحو مائة وثلاثين ألف صاروخ وقذيفة يمكن أن تتفوّق على أنظمة الدفاع الجوي المتطورة في «إسرائيل»، وتضرب أكبر مدنها، لافتةً إلى ما يعنيه نشر الحزب للقطات التي التقطتها الطائرة المسيّرة لميناء حيفا، من إثباتٍ لقدرته على اختراق الدفاعات الجوية الإسرائيلية والوصول إلى عمق «إسرائيل»، ورجّحت المجلة أن «تكون لدى حزب الله شبكة أنفاق متطورة تمتد تحت لبنان»، ناقلةً عن بعض المحللين الإسرائيليين قولهم إنّ هذه الأنفاق أكثر اتساعًا من تلك التي تستخدمها حركة حماس، وقد يقول قائلٌ إن تصريح أورين وتحقيق مجلة «فورين بوليسي» عن قوة حزب الله ليس سوى مبالغات لها أهداف هم أعلم بها، إلا أنّ ذلك لا يعني أبدًا أنّ الحزب قد يكون لقمة سائغة في أية حرب قادمة، وهو ما يعلمه قادة الاحتلال تمامًا.

ردّدنا كثيرًا من قبل، ولا نزال نردِّد أنّ الكيان الصهيوني - والعالم أجمع - لا يعترف إلا بمنطق القوة، وقد رأينا كيف غيّر صمود غزة العالم، لصالح القضية الفلسطينية التي أدخلت في الثلاجة سنين طويلة، لذا فإنّ القوة التي يتحدّث بها وعنها حسن نصر الله، هي السبيل الوحيد لإيقاف الغطرسة الإسرائيلية؛ فنحن نعيش لحظات تاريخية هي الأعظم منذ عام 1948م، ستغيّر وجه المنطقة وستصنع مستقبلها.

زاهر المحروقي كاتب عماني مهتم بالشأن العربي ومؤلّف كتاب «الطريق إلى القدس»

مقالات مشابهة

  • يديعوت أحرونوت.. إيران تسارع الخطى لمساعدة حزب الله لمواصلة هجماته على إسرائيل
  • ستدفع إيران ثمن حرب صنعتها
  • ليبرمان: لا خيار أمام إسرائيل سوى مواجهة إيران مباشرة
  • نصر الله يتحدّث.. وإسرائيل تصغي
  • إيران.. انتخابات على طبول الحرب
  • مدير كهرباء الاحتلال للإسرائيليين: لا تشتروا مولدات.. في الحرب مع حزب الله لن تجدوا وقوداً لتشغيلها
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي على إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • مؤرخ إسرائيلي يطالب بشن هجوم نووي ضد إيران.. العالم سيتفهم ذلك
  • غضب أمريكي من التصعيد النووي الإيراني.. وحزمة عقوبات جديدة