عربي21:
2025-03-09@23:51:41 GMT

اليمين الأوروبي المتطرف بين روسيا وأمريكا

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

لفتت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة أنظار صناع القرار في الولايات المتحدة وروسيا، كلا لأسبابه، بعد نجاح اليمين المتطرف في عموم أوروبا في تحقيق نتائج كبيرة لم تعرفها القارة من قبل.

لا يتعلق الاهتمام الروسي والأمريكي في هذه الانتخابات بقضايا الحقوق (الحريات السياسية والمدنية، المثلية، الهجرة، الأقليات)، فهذه قضايا محلية تخص الدول الأوروبية فقط، ولا تلقى اهتماما أمريكيا وروسيا.



يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، خصوصا الدول الكبرى، كفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، فوصول اليمين المتطرف إلى هذه الدول قد يحدث تغيرا في العلاقات السياسية الدولية.

أيديولوجيا سياسية

تخشى الولايات المتحدة صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في دول الأوروبية الوازنة، بما قد يؤدي إلى انحراف في سياستها تجاه الولايات المتحدة في القضايا العالمية، خصوصا تلك التي تخص أوروبا أو لها تأثير عليها.

ينبع الخطاب الأيديولوجي السياسي لليمين الأوروبي المتطرف لا شك من قضايا داخلية، كالتي ذكرت أعلاه، لكن أيضا ثمة استياء من السياسات النيوليبرالية التي تعتمدها دول أوروبية تماهيا مع الولايات المتحدة، وثمة استياء من تماهي السياسية الأوروبية الخارجية مع الولايات المتحدة، وما لذلك من تداعيات سلبية على القارة الأوروبية وتداعيات إيجابية على الولايات المتحدة، كحالة أوكرانيا.

ومن هنا، يحمل خطاب اليمين الأوروبي المتطرف تعبيرات عن ضرورة التمايز عن الولايات المتحدة في بعض الملفات الهامة.

ومن مفارقات التاريخ والسياسة، أن هذا اليمين يجد روسيا أقرب له من الولايات المتحدة، ويمكن حصر هذا التقارب في مستويين:

الأول، أيديولوجي يتعلق برؤية موحدة للهوية الثقافية المهددة من الخارج، إما في حالة هجرة (اليمين الأوروبي المتطرف) أو في حالة الليبرالية المستوردة التي طالما حذر منها بوتين (روسيا).

في حالة الهجرة، يقدم اليمين المتطرف خطابا شعبويا يضخم المخاطر التي يحدثها المهاجرون على هوية أوروبا المسيحية، وهو خطاب يتقاطع مع خطاب ديني- سياسي يطلقه الكرملين في موسكو بين الفينة والأخرى، للتأكيد على أن روسيا هي حصن المسيحية الأرثوذكسية.

وعند هذه النقطة، ترى الأحزاب اليمينية المتطرفة أن تضييق روسيا على الحريات، وعدم التزامها تجاه المهاجرين غير الشرعيين، مثال يجب تطبيقه في أوروبا للتخفيف من مسألة الهجرة التي تهدد الهوية الثقافية المسيحية للسكان الأصليين. وقد وصلت حالة التقوقع الهوياتي عند هذا التيار حدا رفض بموجبه فكرة الاتحاد الأوروبي، ذلك أن الاتحاد يضعف من سيادة الدولة القومية.

الثاني، سياسي يتعلق بضرورة أن يكون لأوروبا سياستها الخارجية الخاصة بمعزل عن الولايات المتحدة.

وقد بدأت الأحزاب اليمينية المتطرفة تعبر مؤخرا عن استيائها من حالة التبعية الأوروبية للولايات المتحدة وإن بشكل مضمر، وقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتضاعف من هذا الخطاب الذي عبر عنه مؤخرا زعيم حزب "الإصلاح البريطاني" نايجل فاراج، حين قال إن "توسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي شرقا استفز الرئيس الروسي ودفعه إلى غزو أوكرانيا"، وهو موقف عبر عنه أعضاء في اليمين المتطرف الفرنسي تقريبا.

حدود التعاون

بدأت ملامح التعاون بين روسيا وقوى اليمين الراديكالي بالظهور عام 2013، حين زارت مارين لوبين موسكو، ثم تعمقت العلاقة أكثر حين حصل حزب "الجبهة الوطنية"، الذي أصبح فيما بعد حزب "التجمع الوطني"، عام 2014 على قرض بقيمة 9.4 مليون يورو من البنك التشيكي- الروسي الأول (FCRB) لتمويل حملة الانتخابات البلدية، وحصل حزب "كوتيليك" الفرنسي على مليوني يورو من شركة قبرصية خارجية، وهي شركة ممولة من روسيا.

في لقائها عام 2017 مع بوتين، لم تخف مارين لوبين إعجابها بروسيا بشكل عام وبوتين بشكل خاص. وهنا يطرح سؤال عملي، على الرغم من التقارب الأيديولوجي والسياسي بين الجانبين، ما هي حدود التعاون بينهما في ظل بيئة أوروبية معادية لروسيا، أو على الأقل بيئة لا يمكن أن تكون روسيا جزءا منها ضمن معادلات التحالف؟

بالنسبة لأحزاب اليمين، تشكل روسيا داعما ماديا مهما، بما يسمح لها بتكثيف دعايتها وتوسيع نشاطاتها في المجتمع.

أما بالنسبة لروسيا، فالمسألة أكثر تعقيدا، فصناع القرار في الكرملين لا يخالجهم الأمل في إمكانية وصول اليمين المتطرف إلى الحكم، وحتى لو وصلوا إلى الحكم -أمر مستبعد في المدى المنظور والمتوسط- خصوصا في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بسبب ثقل القوى في الوسط السياسي، وتاريخ المجتمع السياسي العريق في هذه الدول، فإن هذه الأحزاب لن تستطيع تغيير بوصلة السياسة الخارجية لهذه الدول الكبرى، بسبب طبيعة التحالف العميق بينها وبين الولايات المتحدة من جهة، وطبيعة العلاقات الأوروبية- الأوروبية من جهة ثانية.

يدرك الكرملين واقعية هذا الأمر، ولذلك فإن أقصى طموحه في هذه الفترة في حال حقق هذا اليمين حضورا في المشهد السياسي لهذه الدول، أن يخفف من حدة الاندفاعة الأوروبية تجاه الولايات المتحدة في الملفات الخارجية، لا سيما تلك المرتبطة بروسيا.

ولعل كلام بوتين لمارين لوبين في موسكو عام 2017 "أعلم أنك تمثلين طيفا سياسيا ينمو بسرعة في أوروبا" ما يشير إلى أمل روسي بلحظة يضع اليمين الأوروبي المتطرف أقدامه على طريق السلطة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمين المتطرف أوروبا السياسات روسيا امريكا روسيا أوروبا اليمين المتطرف تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین الأوروبی المتطرف الولایات المتحدة الیمین المتطرف هذه الدول

إقرأ أيضاً:

تحليل: هل يمكن لحلف الناتو أن يصمد دون الولايات المتحدة؟ وما قدراته أمام روسيا؟

(CNN)-- تواجه أوروبا واقعًا جديدًا صارخًا حيث لم يعد من المؤكد أن الولايات المتحدة هي العمود الفقري لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، التحالف الذي ضمن أمن القارة لمدة تقرب من ثمانين عامًا.

العداء العلني الذي أبداه الرئيس دونالد ترامب تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واستعداده لاحتضان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتعليقات الأخيرة التي تثير الشكوك حول ما إذا كان سيدافع عن حلفاء الناتو "إذا لم يدفعوا"، كل ذلك أجبر الزعماء الأوروبيين على البدء في التفكير في أمر لم يكن من الممكن تصوره من قبل: هل الولايات المتحدة شريك أمني موثوق به في وقت تهتز فيه القارة بأكبر حرب لها منذ أربعينيات القرن العشرين؟

ولكن حلف شمال الأطلسي بدون الولايات المتحدة ليس عاجزًا على الإطلاق، إذ يمتلك أكثر من مليون جندي وأسلحة حديثة من الدول الـ31 الأخرى الأعضاء في الحلف. كما يمتلك الحلف الثروة والمعرفة التكنولوجية اللازمة للدفاع عن نفسه بدون الولايات المتحدة، كما يقول المحللون.

وتشير وثيقة صادرة عن حلف شمال الأطلسي إلى أن الولايات المتحدة وألمانيا هما أكبر المساهمين في ميزانية الناتو العسكرية وميزانيته المدنية وبرنامج الاستثمار الأمني، بنحو 16% لكل منهما، تليها المملكة المتحدة بنسبة 11% وفرنسا بنسبة 10%. ويقول المحللون إن تعويض أوروبا عن خسارة مساهمة واشنطن لن يستغرق الكثير من الجهد.

وقال بن شراير، المدير التنفيذي لأوروبا في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS)، في مكالمة عبر تطبيق زووم مع شبكة CNN وصحفيين آخرين في أواخر فبراير/شباط، إنه إذا اتحدت الدول الأوروبية واشترت المعدات المناسبة، فإن أوروبا "يمكن أن تشكل رادعًا تقليديًا ونوويًا خطيرًا" لروسيا.

وأضاف شراير: "أوروبا وحدها ما زالت تمتلك القدرة على حشد الموارد التي تحتاجها للدفاع عن نفسها، والسؤال هو فقط ما إذا كانت راغبة في ذلك" .

وهذا هو السؤال الرئيسي. فعلى مدى أكثر من 75 عاما، وعلى مدار إدارات 14 رئيسا أمريكيا مختلفا، بما في ذلك إدارة ترامب الأولى، كانت الولايات المتحدة هي العصب الذي حافظ على تماسك الحلف.

خلال الحرب الباردة، كانت القوات الأمريكية في القارة رادعة لأي طموحات سوفييتية لتوسيع حلف وارسو، وفي نهاية المطاف شهدت نهايته عندما سقط جدار برلين في عام 1989. وكانت حملات حلف شمال الأطلسي في البلقان في التسعينيات تُجرى بقوات أمريكية وقوة جوية. وحتى تولي إدارة ترامب الثانية السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، كانت واشنطن تقود المساعدات لأوكرانيا.

ويقول المحللون إن عقود التضامن عبر الأطلسي ربما وصلت إلى نهايتها في الأيام الأخيرة.

وقال دان فرايد مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لشؤون أوروبا والباحث بالمجلس الأطلسي إن الخلاف بين ترامب وزيلينسكي في المكتب البيضاوي، الذي أدى إلى توقف المساعدات الأمريكية لكييف، بدا وكأنه "قطيعة أعمق، ليس فقط مع أوكرانيا، ولكن مع استراتيجية الولايات المتحدة (العالم الحر) من ترومان إلى ريغان".

ويرى جون لوف، المسؤول السابق في حلف شمال الأطلسي والذي يعمل الآن زميلا مشاركا في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن، انقساما أكثر عمقا في الحلف.

وقال لوف لشبكة CNN: "يبدو ببساطة أن الولايات المتحدة تنظر إلى أوروبا كمنافس أكثر منها حليفًا"، مضيفًا أنه بسبب ذلك فإن التزام واشنطن بالدفاع عن حلفاء الناتو أصبح موضع شك إلى حد ما.

ويرى لوف أنه "كسر غير قابل للإصلاح". وقال لوف: "بمجرد أن تبدأ في فقدان جزء من هذا الالتزام، فإنك تفقده كله فعليًا".

وأضاف أن بعض الأشخاص في الدوائر الأوروبية بدأوا يتساءلون عما إذا كان ينبغي وصف واشنطن "بأنها عدو في بعض النواحي".

لكن بعض المحللين يقولون إن وجود حلف شمال الأطلسي بدون الولايات المتحدة ليس فكرة سيئة.

وكتب موريتز جرايفراث، محلل الأمن والسياسة الخارجية بمعهد ويليام وماري للأبحاث العالمية، في كتاب "الحرب على الصخور" العام الماضي، أنه "بمجرد أن يقتنع حلفاء الولايات المتحدة بأنهم لم يعد بإمكانهم الثقة في قدرات الولايات المتحدة للدفاع عنهم عندما يحين الوقت المناسب، فسوف يسارعون إلى تعويض النقص والعمل على تنمية قدراتهم الخاصة".

وأضاف "وبهذا الوضع ــ وربما على نحو يخالف التوقعات ــ فإن انسحاب القوات الأمريكية من شأنه أن يخلق أوروبا أقوى، وليس أضعف".

ويعتقد دونالد توسك رئيس وزراء بولندا، العضو في حلف شمال الأطلسي، أن هذه العملية بدأت بالفعل. وقال قبل قمة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع: "إن أوروبا ككل قادرة حقا على الفوز في أي مواجهة عسكرية أو مالية أو اقتصادية مع روسيا، نحن ببساطة أقوى". وأضاف: "كان علينا فقط أن نبدأ في الإيمان بذلك. ويبدو أن هذا يحدث اليوم".

ما قدرات أوروبا؟

من الناحية النظرية، قد يكون الجيش الأوروبي قوة هائلة.

تمتلك تركيا أكبر قوات مسلحة في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، حيث يبلغ تعدادها العسكري 355.200 فرد، وفقًا لتقرير التوازن العسكري لعام 2025 الذي أعده المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. تليها فرنسا (202.200)، وألمانيا (179.850)، وبولندا (164.100)، وإيطاليا (161.850)، والمملكة المتحدة (141.100)، واليونان (132.000)، وإسبانيا (122.200).

كما تمتلك تركيا أكبر عدد من أفراد الجيش، الذين يشكلون غالبية القوات البرية في الخطوط الأمامية، بواقع 260.200، تليها فرنسا (113.800)، وإيطاليا (94.000)، واليونان (93.000)، وبولندا (90.600)، والمملكة المتحدة (78.800)، وإسبانيا (70.200)، وألمانيا (60.650)، بحسب تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

في المقابل، كان هناك حوالي 80 ألف جندي أمريكي مخصصين أو منتشرين في قواعد في دول حلف شمال الأطلسي اعتبارًا من يونيو/حزيران 2024، وفقًا لتقرير صادر في يوليو/تموز 2024 عن دائرة أبحاث الكونغرس (CRS).

معظم تلك القوات الأمريكية موجودة في ألمانيا (35 ألف جندي)، وإيطاليا (12 ألف جندي)، والمملكة المتحدة (10 آلاف جندي).

كما أن بعض الدول الكبرى في حلف شمال الأطلسي تمتلك أسلحة مساوية أو أفضل بعدة مرات من الأسلحة التي تمتلكها روسيا.

ولنتأمل هنا حاملات الطائرات على سبيل المثال. ففي حين تمتلك روسيا حاملة طائرات قديمة واحدة، تمتلك المملكة المتحدة وحدها حاملتي طائرات حديثتين قادرتين على إطلاق مقاتلات الشبح من طراز F-35B.

ووفقاً لتقرير التوازن العسكري، تمتلك فرنسا وإيطاليا وإسبانيا حاملات طائرات أو سفن برمائية قادرة على إطلاق طائرات مقاتلة.

وبعيدًا عن الولايات المتحدة، تحتفظ فرنسا والمملكة المتحدة بقوات نووية، وكلاهما ينشران غواصات مزودة بالصواريخ الباليستية.

ويملك حلفاء الناتو، إلى جانب الولايات المتحدة، نحو 2000 طائرة مقاتلة وطائرة هجومية برية، بما في ذلك العشرات من طائرات الشبح الجديدة من طراز F-35.

وتشمل القوات البرية دبابات حديثة، بما في ذلك دبابات ليوبارد الألمانية ودبابات تشالنجر البريطانية، والتي تخدم وحدات منها الآن في الجيش الأوكراني. ويمكن لدول حلف شمال الأطلسي الأوروبية نشر صواريخ كروز قوية، مثل صاروخ سكالب/ستورم شادو الفرنسي-البريطاني المشترك، والذي أثبت كفاءته أيضًا في ساحة المعركة الأوكرانية.

ويشير تقرير التوازن العسكري 2025 إلى أن أوروبا تتخذ خطوات لتحسين قواتها العسكرية دون مساعدة الولايات المتحدة. ففي عام 2024، اتحدت ست دول أوروبية في مشروع لتطوير صواريخ كروز تطلق من الأرض، واتخذت خطوات لزيادة القدرة على إنتاج الذخائر وتنويع قاعدة مورديها، متطلعة إلى دول مثل البرازيل وإسرائيل وكوريا الجنوبية كمصدر جديد للمعدات العسكرية.

ويقول المحللون إنه حتى لو انسحبت الولايات المتحدة بشكل كامل من أوروبا، فإنها ستترك وراءها بنية تحتية مهمة.

تملك الولايات المتحدة 31 قاعدة دائمة في أوروبا، وفقا لدائرة أبحاث الكونغرس، بينها مرافق بحرية وجوية وبرية وقيادة وسيطرة ستكون متاحة للدول التي تقع فيها إذا انسحبت الولايات المتحدة.

ماذا يأتي بعد ذلك؟

يأمل البعض في أن يكون الحديث عن انسحاب الولايات المتحدة من حلف شمال الأطلسي مجرد كلام من جانب ترامب يهدف إلى دفع الحلفاء إلى دفع المزيد من الأموال للإنفاق على الدفاع.

ويقولون إن العالم، وتحالفًا أمريكيًا رئيسيًا آخر، كانا في الوضع نفسه سابقا خلال إدارة ترامب الأولى، عندما ورد أنه طلب من البنتاغون النظر في خيارات لسحب القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا الجنوبية كحماية ضد كوريا الشمالية المسلحة نوويًا.

وجاء ذلك في الوقت الذي كان ترامب يستعد فيه لعقد اجتماعات مع الديكتاتور الكوري الشمالي كيم جونغ أون، حيث كان يأمل في إقناع كيم بالالتزام بالتخلي عن ترسانته النووية.

وقال مصدر مقرب من البيت الأبيض لشبكة CNN في ذلك الوقت إن انسحاب القوات الأمريكية يُنظر إليه على أنه أمر يمكن أن يحدث في المستقبل ولكن "ليس قبل فترة طويلة بعد اختفاء الأسلحة النووية (لكوريا الشمالية) بشكل يمكن التحقق منه".

لكن كيم رفض كل التوسلات التي وجهت له للتخلي عن برنامجه للأسلحة النووية.

وقال شراير إن اجتماع ترامب وكيم "تم تسويقه باعتباره نجاحا كبيرا على الرغم من حقيقة أنه لم يكن كذلك".

وبعد ذلك، عادت الولايات المتحدة إلى "العمل كالمعتاد" في شبه الجزيرة الكورية، كما قال شراير . فقد أبقت الولايات المتحدة، التي لديها عشرات الآلاف من القوات في كوريا الجنوبية، قواتها هناك. واستؤنفت التدريبات الثنائية مع قوات كوريا الجنوبية، وزارت السفن الحربية الأمريكية الموانئ الكورية الجنوبية، وحلقت قاذفات تابعة للقوات الجوية الأمريكية فوق المنطقة.

ويقول المحللون إن الأمر نفسه قد يحدث في أوروبا إذا لم يحصل ترامب على ما يريده من بوتين. وقد يستمر حلف شمال الأطلسي، مع أن التهديدات الأخيرة بالانسحاب ليست سوى عقبة صغيرة في الطريق.

وقال شراير "إذا حاول بوتين... استغلال الرئيس الأمريكي أكثر من اللازم، فحتى دونالد ترامب قد يدرك بذلك".

ألمانياأمريكاالمملكة المتحدةتركياروسيافرنساحلف الناتونشر الجمعة، 07 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • كيف قادت الكراهية سياسيا هولنديا من اليمين المتطرف إلى الإسلام؟
  • منع مرشح اليمين المتطرف كالين جورجيسكو من الترشح في الانتخابات الرئاسية الرومانية بسبب مزاعم تدخل روسي
  • فون دير لايين: الولايات المتحدة حليفة الاتحاد الأوروبي
  • اليمين الأوروبي المتطرف بين ترامب وزيلينسكي... كيف كان التفاعل؟
  • سفير الولايات المتحدة لدى الناتو يقترح نشر وحدة عسكرية من الاتحاد الأوروبي في أوكرانيا
  • ترامب: لن أسمح للاتحاد الأوروبي باستغلال الولايات المتحدة في فترة ولايتي
  • روسيا تشن هجوم صاروخي كبير على أوكرانيا بعد قطع الولايات المتحدة المساعدات العسكرية
  • تحليل: هل يمكن لحلف الناتو أن يصمد دون الولايات المتحدة؟ وما قدراته أمام روسيا؟
  • أسعار البيض في G20.. أرخصها في روسيا وأغلاها في الولايات المتحدة
  • وزير خارجية إيطاليا يؤكد أهمية تعزيز الحوار مع الولايات المتحدة لحماية الصادرات الأوروبية