اليمين الأوروبي المتطرف بين روسيا وأمريكا
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
لفتت نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي الأخيرة أنظار صناع القرار في الولايات المتحدة وروسيا، كلا لأسبابه، بعد نجاح اليمين المتطرف في عموم أوروبا في تحقيق نتائج كبيرة لم تعرفها القارة من قبل.
لا يتعلق الاهتمام الروسي والأمريكي في هذه الانتخابات بقضايا الحقوق (الحريات السياسية والمدنية، المثلية، الهجرة، الأقليات)، فهذه قضايا محلية تخص الدول الأوروبية فقط، ولا تلقى اهتماما أمريكيا وروسيا.
يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي، خصوصا الدول الكبرى، كفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، وإسبانيا، فوصول اليمين المتطرف إلى هذه الدول قد يحدث تغيرا في العلاقات السياسية الدولية.
أيديولوجيا سياسية
تخشى الولايات المتحدة صعود اليمين المتطرف إلى السلطة في دول الأوروبية الوازنة، بما قد يؤدي إلى انحراف في سياستها تجاه الولايات المتحدة في القضايا العالمية، خصوصا تلك التي تخص أوروبا أو لها تأثير عليها.
ينبع الخطاب الأيديولوجي السياسي لليمين الأوروبي المتطرف لا شك من قضايا داخلية، كالتي ذكرت أعلاه، لكن أيضا ثمة استياء من السياسات النيوليبرالية التي تعتمدها دول أوروبية تماهيا مع الولايات المتحدة، وثمة استياء من تماهي السياسية الأوروبية الخارجية مع الولايات المتحدة، وما لذلك من تداعيات سلبية على القارة الأوروبية وتداعيات إيجابية على الولايات المتحدة، كحالة أوكرانيا.
ومن هنا، يحمل خطاب اليمين الأوروبي المتطرف تعبيرات عن ضرورة التمايز عن الولايات المتحدة في بعض الملفات الهامة.
ومن مفارقات التاريخ والسياسة، أن هذا اليمين يجد روسيا أقرب له من الولايات المتحدة، ويمكن حصر هذا التقارب في مستويين:
الأول، أيديولوجي يتعلق برؤية موحدة للهوية الثقافية المهددة من الخارج، إما في حالة هجرة (اليمين الأوروبي المتطرف) أو في حالة الليبرالية المستوردة التي طالما حذر منها بوتين (روسيا).
في حالة الهجرة، يقدم اليمين المتطرف خطابا شعبويا يضخم المخاطر التي يحدثها المهاجرون على هوية أوروبا المسيحية، وهو خطاب يتقاطع مع خطاب ديني- سياسي يطلقه الكرملين في موسكو بين الفينة والأخرى، للتأكيد على أن روسيا هي حصن المسيحية الأرثوذكسية.
وعند هذه النقطة، ترى الأحزاب اليمينية المتطرفة أن تضييق روسيا على الحريات، وعدم التزامها تجاه المهاجرين غير الشرعيين، مثال يجب تطبيقه في أوروبا للتخفيف من مسألة الهجرة التي تهدد الهوية الثقافية المسيحية للسكان الأصليين. وقد وصلت حالة التقوقع الهوياتي عند هذا التيار حدا رفض بموجبه فكرة الاتحاد الأوروبي، ذلك أن الاتحاد يضعف من سيادة الدولة القومية.
الثاني، سياسي يتعلق بضرورة أن يكون لأوروبا سياستها الخارجية الخاصة بمعزل عن الولايات المتحدة.
وقد بدأت الأحزاب اليمينية المتطرفة تعبر مؤخرا عن استيائها من حالة التبعية الأوروبية للولايات المتحدة وإن بشكل مضمر، وقد جاءت الحرب الروسية الأوكرانية لتضاعف من هذا الخطاب الذي عبر عنه مؤخرا زعيم حزب "الإصلاح البريطاني" نايجل فاراج، حين قال إن "توسع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي شرقا استفز الرئيس الروسي ودفعه إلى غزو أوكرانيا"، وهو موقف عبر عنه أعضاء في اليمين المتطرف الفرنسي تقريبا.
حدود التعاون
بدأت ملامح التعاون بين روسيا وقوى اليمين الراديكالي بالظهور عام 2013، حين زارت مارين لوبين موسكو، ثم تعمقت العلاقة أكثر حين حصل حزب "الجبهة الوطنية"، الذي أصبح فيما بعد حزب "التجمع الوطني"، عام 2014 على قرض بقيمة 9.4 مليون يورو من البنك التشيكي- الروسي الأول (FCRB) لتمويل حملة الانتخابات البلدية، وحصل حزب "كوتيليك" الفرنسي على مليوني يورو من شركة قبرصية خارجية، وهي شركة ممولة من روسيا.
في لقائها عام 2017 مع بوتين، لم تخف مارين لوبين إعجابها بروسيا بشكل عام وبوتين بشكل خاص. وهنا يطرح سؤال عملي، على الرغم من التقارب الأيديولوجي والسياسي بين الجانبين، ما هي حدود التعاون بينهما في ظل بيئة أوروبية معادية لروسيا، أو على الأقل بيئة لا يمكن أن تكون روسيا جزءا منها ضمن معادلات التحالف؟
بالنسبة لأحزاب اليمين، تشكل روسيا داعما ماديا مهما، بما يسمح لها بتكثيف دعايتها وتوسيع نشاطاتها في المجتمع.
أما بالنسبة لروسيا، فالمسألة أكثر تعقيدا، فصناع القرار في الكرملين لا يخالجهم الأمل في إمكانية وصول اليمين المتطرف إلى الحكم، وحتى لو وصلوا إلى الحكم -أمر مستبعد في المدى المنظور والمتوسط- خصوصا في فرنسا وألمانيا وبريطانيا، بسبب ثقل القوى في الوسط السياسي، وتاريخ المجتمع السياسي العريق في هذه الدول، فإن هذه الأحزاب لن تستطيع تغيير بوصلة السياسة الخارجية لهذه الدول الكبرى، بسبب طبيعة التحالف العميق بينها وبين الولايات المتحدة من جهة، وطبيعة العلاقات الأوروبية- الأوروبية من جهة ثانية.
يدرك الكرملين واقعية هذا الأمر، ولذلك فإن أقصى طموحه في هذه الفترة في حال حقق هذا اليمين حضورا في المشهد السياسي لهذه الدول، أن يخفف من حدة الاندفاعة الأوروبية تجاه الولايات المتحدة في الملفات الخارجية، لا سيما تلك المرتبطة بروسيا.
ولعل كلام بوتين لمارين لوبين في موسكو عام 2017 "أعلم أنك تمثلين طيفا سياسيا ينمو بسرعة في أوروبا" ما يشير إلى أمل روسي بلحظة يضع اليمين الأوروبي المتطرف أقدامه على طريق السلطة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه اليمين المتطرف أوروبا السياسات روسيا امريكا روسيا أوروبا اليمين المتطرف تحالفات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة من هنا وهناك سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیمین الأوروبی المتطرف الولایات المتحدة الیمین المتطرف هذه الدول
إقرأ أيضاً:
حسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها
كتب- حسن مرسي:
تحدث الدكتور حسام موافي، أستاذ الحالات الحرجة بكلية طب قصر العيني، عن أنواع اليمين في الشريعة الإسلامية وأحكام كفارتها، موضحًا الفرق بين الأنواع المختلفة ومدى ارتباطها بالأحداث الماضية أو المستقبلية.
جاء ذلك خلال برنامجه "رب زدني علما" على قناة "صدى البلد"، حيث أوضح أن اليمين تنقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسية:
اليمين اللغويُعتبر هذا النوع من القسم مجرد لغو لا يترتب عليه كفارة أو ذنب.
وأعطى موافي مثالًا على ذلك بقوله: "عندما يقول الإنسان 'والله لتأكل'، وإذا لم يحدث الفعل فلا يحاسب الشخص على ذلك لأنه ليس يمينًا جديًا".
اليمين المنعقدةيتعلق هذا النوع بتعهد الشخص بشيء في المستقبل، مثل قوله: "والله لن أدخن"، فإذا خالف هذا القسم وعاد إلى التدخين، فإنه يكون قد أخل بقسمه.
وأكد الدكتور حسام أن كسر اليمين المنعقدة يتطلب تقديم كفارة شرعية تتضمن إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حال عدم القدرة على ذلك، يُفرض الصيام كبديل.
اليمين الغموسوصفه الدكتور حسام بأنه أخطر أنواع اليمين، لأنه يتضمن كذبًا صريحًا وشهادة زور عن أحداث وقعت في الماضي.
مثل أن يُقسم الشخص كذبًا قائلاً: "أقسم بالله أنني رأيت فلانًا يقتل فلانًا"، مما يجعله مسؤولاً عن يمين غموس.
كفارة اليمين الغموسوأشار موافي إلى أن كفارة هذا النوع من اليمين تتمثل في إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، وفي حال تعذر ذلك، يصبح الصيام هو البديل.
وأوضح أن الصيام يكون واجبًا فقط على من لا يستطيع توفير الإطعام أو الكسوة.
التوعية بأهمية القسمأكد الدكتور موافي أن القسم في الإسلام يحمل مسؤولية كبيرة، ويجب على المسلمين إدراك عواقب كسر اليمين أو استخدامه بشكل خاطئ، خاصة في الأمور التي تتعلق بشهادة الزور أو الأحداث الجدية، كما شدد على أهمية الالتزام بالأحكام الشرعية في الكفارات لضمان التخلص من الذنب.
يأتي هذا الشرح في إطار السعي لنشر الوعي الديني وإيضاح الأحكام المتعلقة بالحياة اليومية، بهدف تعزيز الالتزام الأخلاقي والديني في المجتمع.
اقرأ أيضًا:
وزير الأوقاف: سيناء ذات قيمة جليلة و عميقة في وجدان كل مصري
ما أقل سعر لبرامج الحج السياحي 2025؟
التوعية بأهمية القسم الدكتور حسام موافي اليمين اللغو اليمين المنعقدة اليمين الغموس كفارة اليمين الغموس أنواع اليمين وحكم كسرها أنواع اليمين في الشريعة الإسلامية
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقة حسام موافى: الذبحة الصدرية التي تصيب المريض من دون ألم كارثة أخبار حسام موافي: الموت ليس عقوبة والحزن على المتوفي يتغير مع مرور الوقت أخبار حسام موافي: الثواب والعقاب في معاملة الأبوين جزاء مؤجل أخبار هل النحافة سببها جيني خلقي أم مرضي؟.. الدكتور حسام موافي يوضح أخبار أخبار مصر الرقابة الإدارية تضبط شخصًا مارس الاختراق والتصيد الإليكتروني.. وتوجه منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر بعد إقبال المواطنين.. وزير التموين يعلن استمرار سوق اليوم الواحد بمدينة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر اضطراب بحركة الملاحة.. الأرصاد تحذر من طقس الساعات المقبلة منذ 1 ساعة قراءة المزيد أخبار مصر بحضور سامح شكري ونبيلة مكرم.. وزير البترول الأسبق يحتفي بزفاف ابنته منذ ساعتين قراءة المزيد أخبار مصر صندوق التنمية الحضرية وبنك "نكست" يوفران فرصًا سكنية جديدة - تفاصيل منذ 3 ساعات قراءة المزيد أخبار مصر حدث في 8 ساعات| السيسي يشيد بموقف إسبانيا إزاء القضية الفلسطينية.. منذ 3 ساعات قراءة المزيدإعلان
إعلان
أخبارحسام موافي يشرح أنواع اليمين وحكم كسرها
أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك عاجل - معهد الفلك يكشف موعد شهر رمضان 2025.. وعدد الأيام المتبقية 28القاهرة - مصر
28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك