“ألف جرح”.. هندية تعبر عن العنف المنزلي
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
لقرون في جنوب شرق آسيا، تم استخدام طريقة تعرف بـ”لينجتشي”، كشكل وحشي من أشكال التعذيب، حيث كان يتم استخدام سكين لإزالة أجزاء من الجسم بشكل منهجي لفترات طويلة، وتترجم هذه الممارسة القديمة إلى “الموت بألف جرح”.
هذه الممارسة أساس مجازي لسلسلة الفنانة الهندية، سوجاتا سيتيا المقيمة في لندن، تحت عنوان “ألف جرح“.
وعلى مدى العامين الماضيين، تعاونت سيتيا مع SHEWISE، وهي مؤسسة خيرية تعمل على تمكين النساء المهمشات من التغلب على الصدمات وبناء حياة خالية من القمع والعنف، ومن خلال هذا الاتصال، أمضت عامين في تصوير الناجيات من الإساءة في مجتمعات جنوب آسيا في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وتقول الفنانة في بيان: “إن مشروع A Thousand Cuts هو جهد لفهم الإساءة من العديد من الأطر المرجعية المختلفة”.
غرباءوبدأ المشروع بتنفيذ ما تسميه سيتيا “غرفة انتظار مجازية”، وهي مساحة تم تنظيمها بالاشتراك مع SHEWISE داخل كنيسة في هونسلو، حيث يمكن للغرباء التحدث مع بعضهم البعض دون خوف من الأحكام،
وتقول سيتيا: “أدت هذه الحوارات إلى إنشاء جسر من إيمان بيني وبين المشاركين في هذا المشروع، ثم انتقلنا إلى محادثات خاصة وجهاً لوجه وقمت بتصوير كل ناجية على حدة، بموافقتهن وسيطرتهن الكاملة على الطريقة التي يرغبن في أن يُنظَر إليهن بها”.
وفي صورة فوتوغرافية بالأبيض والأسود لامرأة مجهولة من جنوب آسيا، تم قطعها بنمط مخطط مع ظهور ورقة حمراء من الخلف، بعنوان “Merry Hadd (The Prise of my Being”، تأتي تجربة مشاركة مع زواج صالونات، من رجل أكبر منها سناً بأكثر من 20 عاماً، فتقول: “قالت لي عائلتي، ستعيشين حياة مترفة. إذا كان أكبر سناً، فمن الواضح أنه سيحبك ويحترمك”.
وبعد أن تزوجا وانتقلا إلى بلد جديد، وجدت أنها كانت بعيدة كل البعد عن الأمان، وقالت: “الآن أصبحت حضانة أطفالي لدى عائلته، ولا أراهم إلا لبضع ساعات كل أسبوع”.
وتؤكد سيتيا على مرونة وقوة الناجيات، وتوازن بعناية بين واقع تجاربهن والأمل المتجدد والشفاء.
وتحاول الفنانة تسليط الضوء على روايات النساء، وما يركز على الأحداث والتجارب التي غالباً ما تكون غير مرئية وغير معترف بها، وطوال المشروع، سجلت الفنانة قصصاً موجزة من النساء اللواتي صورتهن.
العصا والبابوقالت امرأة في صورة أخرى: “لم أكن طموحة، كنت فتاة بسيطة وهادئة تفعل دائماً ما تطلبه منها أسرتها، لكن وضعي في المنزل أصبح مسيئاً واستمر في التصاعد، في أحد الأيام، وجدت داخلي مصدر قوة غير مستغل، رفعت عصا، ولم أضربه، لكنني بدأت في ضرب الباب، وضربته بقوة حتى كاد الباب ينكسر، ومنذ ذلك اليوم، لم يرفع يده عليّ”.
وتطبع سيتيا الصور بحجم A4، ويشير الحجم الصغير الذي يمكن الوصول إليه، إلى أن العنف المنزلي يحدث غالباً في الأماكن الخاصة اليومية.
وتستخدم الفنانة فن قص الورق الهندي التقليدي المعروف باسم “سانجي”، حيث تشكل الشقوق الصغيرة تصاميم معقدة، وبالنسبة للمشاركين المجهولين في صور سيتيا، تكشف الأنماط عن خلفيات حمراء عميقة وزخارف نباتية وطيور .
وتقول سيتيا: “اللون الأحمر أسفل الصور لا يدل فقط على القوة، بل يدل أيضاً على بداية جديدة، نتحدث عن الأنماط المعقدة لواقع معقد للمرأة في جنوب شرق آسيا ممن تتعرض للعنف المنزلي.
وفي مقال نُشر مؤخراً في الغارديان، تصف الفنانة كيف كان التقاط صورة ذاتية ووضعها بين المجموعة جزءاً من “عملية الشفاء الأكثر شمولاً”.
وسيتيا هي الفائزة بفئة الإبداع في جوائز سوني العالمية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2024 عن هذا العمل بعنوان “ألف قطع”.
المصدر: جريدة الحقيقة
إقرأ أيضاً:
مجموعة مناصرة دارفور تكشف عن انتهاكات الدعم السريع ضد النساء في مدينتي الفاشر وزالنجي
عقدت مجموعة مناصرة دارفور الاربعاء 22 يناير 2025، مؤتمرا صحفيا في العاصمة الكينية نيروبي استعرضت فيه تقريرا لها حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في الفاشر وزالنجي، جاء تحت عنوان ’’ عاملوني كأني ما انسان ‘‘.
حسن اسحق : نيروبي
عقدت مجموعة مناصرة دارفور الاربعاء 22 يناير 2025، مؤتمرا صحفيا في العاصمة الكينية نيروبي استعرضت فيه تقريرا لها حول العنف الجنسي المرتبط بالنزاع في الفاشر وزالنجي، جاء تحت عنوان ’’ عاملوني كأني ما انسان ‘‘.
وكشف المؤتمر انماط العنف والانتهاكات الجسيمة التي تعرضت لها النساء والفتيات في مدينتي الفاشر وزالنجي، وتطرقت محاور المؤتمر الي انماط العنف الجنسي، والعنف الجنسي المرتبط بالنزاع كجريمة دولية، وشهادات من ارض الواقع، اصوات من شهود عيان وناجيات لتسليط الضوء علي الحقائق المروعة.
فرض حصار ممنهج علي مدينة الفاشر
تطرقت تقرير المجموعة الي عدد من الحقائق في دارفور غربي السودان، مشيرة في الفترة من ابريل الي يونيو 2024، نزح ما يقدر بنحو 328,981 شخصا من مدينة الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور، وفي شهر مايو 2024، فرضت قوات الدعم السريع حصارا خانقا علي الفاشر، مما ادي الي عزلها بالكامل عن المناطق المحيطة بها.
جاء في التقرير، ان قوات الدعم السريع اغلقت الطرق المؤدية الي المدينة ومنعت دخول الامدادات الاساسية، وتسبب الحصار في ازمة انسانية خانقة، حيث شهدت الاسواق نقصا حادا في المواد الغذائية، وارتفاعا كبيرا في الاسعار، مما ادي الي تفاقم معاناة السكان والنازحين.
خروج المستشفيات عن الخدمة
اشار تقرير مجموعة مناصرة دارفور الي تعرض المستشفيات في الفاشر الي قصف ممنهج من قبل قوات الدعم السريع، مما ادي الي خروجها عن الخدمة، وشمل القصف اكثر من 9 مستشفي مركزيا، ومن بين هذه المستشفيات، تم استهداف المستشفي السعودي للنساء والولادة بشكل ممنهج عن طريق القصف المدفعي من قبل الدعم السريع.
اكد التقرير ان المستشفي السعودي تعرض ل14 هجوما باستخدام الطائرات المسيرة ’’ الدرون‘‘، وادي هذا الهجوم عن خروج قسم العنف المبني علي النوع الاجتماعي عن الخدمة بشكل كامل، وتم استهداف عنبر النساء والولادة بواسطة طائرة مسيرة استراتيجية، مما ادي الي تدمير العنبر بالكامل وخروجه عن الخدمة.
جرائم الدعم السريع في الفاشر
اشار تقرير مجموعة مناصرة دارفور، خلال الفترة ما بين ابريل 2023 وديسمبر 2024 الي توثيق انماطا مختلفة من العنف الجنسي في مدينة الفاشر، وثق بشكل كامل 17 حالة اغتصاب في مدينة الفاشر، ومع وجود اكثر من 80 حالة اغتصاب مؤكدة لم يتم توثيقها بسبب انعدام الامن والقصف المستمر، وصعوبة الوصول الي مدينة الفاشر، شملت انتهاكات جسيمة ضد النساء والاطفال، تضمنت هذه الحالات اعتداءات ممنهجة ارتكبتها قوات الدعم السريع، والتي كانت المسؤول الاكبر عن هذه الجرائم.
ولاية وسط دارفور … الاسترقاق الجنسي للنساء والفتيات
تطرق التقرير ايضا الي الاوضاع في ولاية وسط دارفور، في العاصمة زالنجي، في 31 اكتوبر 2023، عند اجتياح الدعم السريع القاعدة العسكرية للجيش الفرقة 21، هاجم الدعم السريع معسكر الحصاحيصا المتاخم للفرقة، ووفقا لشهود عيان فقد شهد المعسكر انتهاكات جسيمة علي المدنيين، بما في ذلك، حالات اغتصاب واختطاف، واسترقاق جنسي للنساء والفتيات في المعسكر.
وكذلك اشار تقرير مجموعة مناصرة دارفور الي الوصمة الثقافية والاجتماعية وانعدام الخدمات والخوف من الانتقام بعد السيطرة الكاملة للدعم السريع وفقت حائلا دون الابلاغ عن الحوادث او طلب المساعدة، واضاف التقرير ان هذا الصمت لا يساهم فقط في استمرار دورة العنف، بل يعوق الجهود المبذولة لتوثيق الازمة، ومعالجتها بشكل شامل، وادي غياب التدخلات المنسقة لمعالجة العنف القائم علي النوع الاجتماعي في زالنجي الي ترك الناجيات دون سبل لتحقيق العدالة او الشفاء.
وثقت المجموعة انماط العنف الجنسي في مدينة زالنجي، مشيرة الي النساء والفتيات يتعرضن لانماط مروعة من هذا العنف، جميعها ارتكبت بواسطة قوات الدعم السريع، اضافة الي الاساءات اللفظية والعرقية، واتهامهن بانهن يساعدن الجيش السوداني، ويتم استهداف الناجيات في نقاط الارتكاز التابعة لهم حول المدارس وحول معسكر الحصاحيصا الذي كان يعد ملاذا امنا للنازحين، ولكنه تحول الي موقع لانتهاكات جسيمة بعد سيطرتها علي قيادة الفرقة 21 في الحادي والثلاثين من اكتوبر 2023.
ishaghassan13@gmail.com