الأسبوع:
2024-10-05@11:00:31 GMT

«أوجاع».. الثانوية العامة

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

«أوجاع».. الثانوية العامة

على الرغم من نجاحها فى امتحانات الثانوية العامة، إلا أن المجموع الذى حصلت عليه خالف توقعاتها وأصابها بالإحباط، فلجأت إلى التخلص من حياتها بتناول حبة الغلة، ولم تفلح محاولات إسعافها فلفظت أنفاسها فور الوصول إلى المستشفى. حدث ذلك مع طالبة منية النصر بمحافظة الدقهلية، التى شاركتها أيضًا طالبتان فى محافظة القليوبية حاولتا الانتحار بتناول جرعة كبيرة من الأدوية، غير أن قسم علاج السموم بمستشفى بنها الجامعي استطاع إنقاذهما وتقديم الخدمة العلاجية لهما.

لم يكن ذلك بعيدًا عن ذلك المشهد الذى هز مشاعر الكثيرين، حيث أصيبت طالبة من محافظة المنيا حصلت على مجموع درجات بنسبة 37% فقط بحالة نفسية سيئة جعلتها تقص شعرها على مرأى ملايين المتابعين على السوشيال ميديا، وشاهدنا خلال اللقاء الذى أجرته معها مراسلة «الأسبوع» فى المنيا حالة الحزن الشديد التى أصيبت بها الفتاة وهى تردد «أنا لو ماذاكرتش خالص مش هاجيب المجموع ده»، بينما والدتها التى أنفقت عليها كل ما تملك تقول بحسرة «كيف سنتحمل عامًا آخر من المعاناة والضغط النفسي والمادي؟!!».

ضحايا الثانوية العامة لا يمكن حصرهم، ولكننا نسلط الأضواء على نماذح عبَّرت عن غضبها بشتى الطرق التى وصلت إلى الانتحار والتخلص نهائيًا من الحياة، بينما هناك آلاف الطلاب الذين أصيبوا بإحباط شديد جراء نتائج خيَّبت آمالهم وأمل أسرهم فيهم.

عام كامل يتكبد خلاله أولياء الأمور مبالغ مالية وصلت إلى 13 مليار جنيه بحسب التقديرات الرسمية، نظير الدروس الخصوصية، وحسبما سمعت من بعضهم فإن التكلفة الشهرية لأى طالب لا تقل عن ثلاثة آلاف جنيه وتزيد كثيرًا على هذا الرقم، لدرجة أن إحدى الأمهات باعت سيارتها حتى تنفق على ابنتها ومع ذلك حصلت على مجموع ضعيف، ويتعرض الآباء لضغوط نفسية هائلة حتى يستطيعوا العبور بأبنائهم إلى بر أمان يمكّنهم من الالتحاق بكلية مناسبة، غير أن ما زاد الطين بلة هذا العام هو انخفاض المجاميع بشكل ملحوظ، وهو ما جعل الحزن يخيّم على كثير من البيوت، وكأن عاصفة أتت على زرعها فلم يتخلف منه إلا قليل.

كنت كلما مررت أمام لجنة من لجان الثانوية العامة أثناء الامتحانات يقشعر بدني لمشهد الأمهات الجالسات على الأرصفة ملهوفات وهن يتضرعن للمولي عز وجل أن يوفق فلذات أكبادهن ويكلل تعب الأسرة كلها بالنجاح، حالات الانهيار والبكاء واللهفة عقب كل مادة اتسمت أسئلتها بالصعوبة، والوقوف تحت لهيب شمس الصيف الحارقة، انتظارًا لخروج الأبناء من لجان الامتحان، كل تلك المشاهد كانت تطرح على ذهني السؤال المُلِحَّ: ألم يحنِ الوقت للخلاص من هذا الرعب وهذه الأوجاع التى تعيشها أسر طلاب الثانوية العامة؟!!

للأسف يبدو أنه لا خلاص من هذه الدائرة المفرغة ولا مفر من هذا الاستنزاف المادي والنفسي لطلاب الثانوية العامة وذويهم، فلم تزد كل محاولات تطوير الامتحانات المشهدَ إلا تعقيدًا دون بارقة أمل للخروج من هذا الكابوس، نتمنى أن تكون كل هذه الأوجاع التى يئن منها أولياء أمور بعض طلاب الثانوية العامة (سواء مَن أخفقوا ولم يُكتب لهم النجاح، أو مَن لم يحصلوا على مجموع مناسب) كفيلة بتبني خطة لتحويل الثانوية العامة إلى عام دراسي مثل بقية الأعوام الدراسية كما يحدث فى كثير من الدول.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الثانویة العامة

إقرأ أيضاً:

متحدث الخارجية: مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة

أعرب السفير تميم خلاف، المتحدث باسم وزارة الخارجية، عن ترحيب جمهورية مصر العربية بالدعم الذى أبداه أعضاء مجلس الأمن أمس، لانطونيو جوتريش، سكرتير عام الأمم المتحدة، فى ظل الحملة المغرضة التى تشنها إسرائيل عليه وإعلانها مؤخرا اعتباره شخصا غير مرغوب فيه.

وجدد المتحدث باسم وزارة الخارجية دعم مصر الكامل وتضامنها مع انطونيو جوتريش الذى انحاز طوال فترة عمله ومسيرته المهنية لميثاق الامم المتحدة والمبادئ والقيم الاممية النبيلة الداعية لاحترام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وتحقيق العدالة واحترام حق تقرير المصير. 

كما اشاد بدوره المشهود فى دعم السلم والامن الدوليين ومواقفه الأخلاقية الملهمة التى يدافع عنها باخلاص وقناعة كاملة سيشهد لها التاريخ.

مقالات مشابهة

  • بين الانتصار والاغتيال دروس لإنقاذ الوطن
  • معارك ذات الكبارى وآخر اليد
  • عصابة فوق القانون!
  • متحدث الخارجية: مصر ترحب بدعم مجلس الأمن لسكرتير عام الأمم المتحدة
  • غزة عام الحرب والمقاومة
  • الشاطر حسن
  • حرب أكتوبر.. وصناعة التاريخ
  • «نصر أكتوبر» معجزة التاريخ
  • الأسعار تتحدي الحكومة
  • عادل حمودة يكتب: سنة على الحرب فى غزة انتهت بمشهد اغتيال «نصر الله»