قد يحصل قطب التعدين الإسرائيلي دان غيرتلر، الخاضع لعقوبات من واشنطن، على 300 مليون دولار للخروج من جمهورية الكونغو الديمقراطية في صفقة اقترحتها وزارة الخزانة الأميركية.

وعلى خلفية التقارب الإستراتيجي بين الولايات المتحدة وجمهورية الكونغو الديمقراطية، اقترحت واشنطن تخفيف العقوبات المفروضة على رجل الأعمال الإسرائيلي دان غيرتلر إذا باع ما تبقى له من مصالح التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية.

تقول وزارة الخزانة الأميركية إنها ستزود تاجر الماس السابق، الذي جمع ثروته من النحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بترخيص "خاص" لبيع أصوله إلى حكومة الرئيس فيليكس تشيسيكيدي، بالإضافة إلى ترخيص "عام" لاستعادة إمكانية الوصول للنظام المالي الأميركي والعديد من الأسواق المالية الدولية.

عامل في مصنع المعادن بمنجم شركة كاتانغا للنحاس والكوبالت بالكونغو الديمقراطية (غيتي)

لم يتم تحديد شروط الصفقة بعد، لكن المسؤولين الأميركيين يتوقعون أن تشتري الحكومة الكونغولية أصول غيرتلر مقابل ما يصل إلى 300 مليون دولار (280 مليون يورو)، وفقًا لصحيفة فايننشال تايمز.

وقد قدمت إدارة تشيسيكيدي الاتفاقية إلى ممثلي غيرتلر، لكنها لم تحصل على رد بعد، بحسب الصحيفة البريطانية. ومع ذلك، فمن المرجح أن الرجل الذي بدأ العمل في جمهورية الكونغو الديمقراطية عام 1997 سيدعي أن قيمة حقوق الملكية مجتمعة تتجاوز 300 مليون دولار.

في عام 2018، قدرت شركات رجل الأعمال العائدات المستقبلية من أصول التعدين الرئيسية لديه -كاموتو وموتاندا- بمبلغ 2.29 مليار دولار و695 مليون دولار على التوالي.

الصداقة مع كابيلا

في مايو/أيار الماضي، عارض 4 أعضاء على الأقل في الكونغرس الأميركي هذا الاقتراح، الذي شعروا أنه سيسمح للملياردير بإثراء نفسه بشكل أكبر من الأصول المكتسبة بطريقة غير مشروعة. ومن وجهة نظرهم، فإن هذا من شأنه أن يقوّض الجهود المبذولة لمكافحة الفساد في جميع أنحاء العالم ويهز مصداقية نظام العقوبات الأميركي.

ردا على ذلك، قال مسؤولو إدارة بايدن إن اسم غيرتلر سيبقى على قوائم العقوبات، وإنه إذا انتهك أيا من بنود الاتفاقية، فقد يتم سحب رخصته العامة. بالإضافة إلى ذلك، سيكون بيع أصول غيرتلر، مشروطًا بأن ينشر إعلانا تفصيليا لجميع ممتلكاته المتبقية في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يليه التحقق من قِبَل جهة فحص مستقلة.

وتعرض رجل الأعمال الإسرائيلي وحوالي 30 من شركاته لعقوبات من قبل وزارة الخزانة الأميركية منذ ديسمبر/كانون الأول 2017 بسبب الفساد المزعوم، وباستغلال صداقته مع الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، لتوقيع صفقات تعدين مربحة وهو ما ينفيه غيرتلر دائمًا.

ووفقا لوزارة الخزانة الأميركية، فإن المعاملات المثيرة للجدل التي نفذتها شركاته "احتالت" على الدولة الكونغولية بأكثر من 1.36 مليار دولار بين عامي 2010 و2012 فقط.

السباق على المعادن المهمة بأفريقيا

بالنسبة للمسؤولين الأميركيين المؤيدين للاتفاقية، فإن انسحاب غيرتلر سيمثل فرصة للشركات الغربية القريبة من واشنطن للوصول إلى المعادن الإستراتيجية، بما في ذلك النحاس والكوبالت. وتحتكر الشركات الصينية قطاع التعدين في البلاد، ولا سيما إنتاج الكوبالت، وانسحبت آخر شركة تعدين أميركية من الإقليم في عام 2020.

وعلى خلفية السباق على المعادن الحيوية، الضرورية للطاقة، فإن هذا الاقتراح بالتسوية مع غيرتلر يتماشى مع إستراتيجية إدارة بايدن، التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها مع جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ إعادة انتخاب تشيسيكيدي في نهاية عام 2023.

ووضعت إدارة بايدن الوصول إلى هذه المعادن الإستراتيجية في قلب اهتماماتها. وبشكل خاص، تساعد الولايات المتحدة في تمويل ممر لوبيتو، وهو خط السكك الحديدية بين ميناء لوبيتو الأنغولي وزامبيا عبر جمهورية الكونغو الديمقراطية، بهدف تسهيل نقل المعادن إلى ساحل المحيط الأطلسي.

وافق دونالد ترامب الرئيس الأميركي السابق والمرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية المقبلة هذا العام، على السماح لبعض شركات غيرتلر بالتعامل، بداية عام 2021، مع البنوك الأميركية – قبل وقت قصير من إعادة إدارة بايدن العقوبات ضده في بداية ولايتها.

على الرغم من ذلك، لا يزال غيرتلر يستفيد من عائدات 3 مشاريع لتعدين النحاس والكوبالت في جمهورية الكونغو الديمقراطية هي مناجم كاموتو وموتاندا، المملوكة لشركة غلينكور، ومنجم ميتالكول، الذي تديره مجموعة الموارد الأوراسية.

وبحلول عام 2022، وافق رجل الأعمال الإسرائيلي على التنازل عن أسهمه في المناجم الثلاثة لصالح حكومة كينشاسا، مع الاحتفاظ بالعائدات التي تمثل 2.5% من مبيعات كل منجم. وفي العام الماضي، حصل غيرتلر على نحو 120 مليون دولار من هذه العائدات، وفقا لتقديرات مسؤول أميركي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة الخزانة الأمیرکیة رجل الأعمال إدارة بایدن ملیون دولار

إقرأ أيضاً:

أهداف استراتيجية.. لماذا أرسلت واشنطن حاملة طائرات ثانية إلى البحر الأحمر؟

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن إرسال حاملة الطائرات "يو إس إس كارل فينسون" إلى البحر الأحمر، ضمن خطوات إضافية لتعزيز القوة العسكرية الأمريكية ضد التصعيد الحوثي في المنطقة.

 وتعتبر منطقة البحر الأحمر، أحد أهم الممرات البحرية التي تشهد تصاعدًا في الهجمات من جماعات مسلحة في المنطقة، وخاصة الحوثيين ردا على حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.

ويعكس تمديد تواجد حاملة الطائرات "يو إس إس هاري ترومان" في المنطقة لشهر إضافي، سعي الولايات المتحدة المستمر للتصعيد وحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

ومن المقرر أن يتم نشر الحاملة الجديدة "يو إس إس كارل فينسون" لتعزيز وجود البحرية الأمريكية، حيث ستكون مزودة بأحدث الأنظمة العسكرية والطائرات المقاتلة، وكذلك فرق من القوات البحرية المدربة على الرد السريع في أي وقت.

من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن نشر الحاملتين يهدف إلى تقديم ردع قوي ضد أي تهديدات قد تصدر من الحوثيين أو الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المنطقة.


كما أوضح أن هذه الخطوة تأتي في إطار حرص واشنطن على ضمان مصالحها في منطقة البحر الأحمر والممرات البحرية الحيوية ، خاصة في ظل الهجمات المتزايدة التي تستهدف السفن التجارية والمنشآت النفطية، بسبب حرب الاحتلال الإسرائيلي على غزة.

من جانب آخر، صرح المسؤولون العسكريون الأمريكيون بأن تزايد التصعيد من قبل الحوثيين، بما في ذلك الهجمات التي استهدفت السفن التجارية وتهديدات ملاحية أخرى، دفع البنتاغون إلى اتخاذ هذه الإجراءات لتعزيز الردع العسكري وحماية المصالح الأمريكية وحلفائها في المنطقة.

وسيعمل الحاملتان في البحر الأحمر والمناطق المحيطة به، حيث تتمتع البحرية الأمريكية بقدرة استجابة سريعة وفعالة في أي حالة طارئة، وكذلك تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في منطقة الخليج العربي وحماية المصالح التجارية الأمريكية، بالإضافة إلى الحفاظ على استقرار المنطقة بشكل عام.


وفي السياق ذاته، شدد المسؤولون العسكريون الأمريكيون على أن وجود هذه الحاملات العسكرية لن يقتصر فقط على الردع، بل سيسهم أيضًا في تعزيز القدرات الدفاعية الإقليمية بالتعاون مع الحلفاء في المنطقة، ما يضمن سيطرة أكبر على التحركات العسكرية في البحر الأحمر والمناطق المحيطة.

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي يناقش في واشنطن فرض الحكم العسكري على غزة
  • أنغولا تُنهي دورها كوسيط في نزاع شرق الكونغو الديمقراطية
  • السويد تشتري أسلحة بـ«مئات ملايين الدولارات» من إسرائيل
  • أهداف استراتيجية.. لماذا أرسلت واشنطن حاملة طائرات ثانية إلى البحر الأحمر؟
  • معركة عنيفة للجيش الأوغندي ضد متمردين شرق الكونغو الديمقراطية
  • بن مبارك يعيد فتح ملف فساد “الزبيدي” بعد اتهامات باختلاس ملايين الدولارات
  • الصراع في الكونغو الديمقراطية يتسع.. ما فرص نجاح الوساطات الأفريقية والقطرية؟
  • 10 ملايين دولار.. واشنطن تلغي مكافأة اعتقال وزير بطالبان لهذا السبب
  • واشنطن تلغي مكافأة 10 ملايين دولار للقبض على قيادي في طالبان
  • رئيسة وزراء الكونغو الديمقراطية: لقد خسرنا بعض المدن ولكننا لم نخسر الحرب بعد