جراوس: المناهج التقليدية تثبط روح الإبداع مع مرور الزمن
تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT
أبوظبي: سلام أبوشهاب
شهد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، محاضرة استضافها مجلس محمد بن زايد، في جامع الشيخ زايد الكبير، بأبوظبي، مساء أمس الأول الخميس، ألقاها البروفيسور جير جراوس، مستشار تربوي عالمي، بعنوان «إعادة تصور التعليم المبكر»، وحضرها عدد من الشيوخ، والوزراء، وكبار المسؤولين.
قال البروفيسور جير جراوس: «يسعدني ويشرفني أن اتحدت في مجلس محمد بن زايد عن موضوع التعليم المبكر»، مؤكداً أهمية دور اللعب كعامل محفز وشكل مبكر من أشكال الترفيه التعليمي الذي يجب توفيره للأطفال عبر مراحل الدراسة.
وأوضح أن المناهج التقليدية تثبط من روح الإبداع مع مرور الزمن، وبالتالي يجب الاهتمام بمراحل تطور الطفل حتى بلوغه مرحلة التعليم الجامعي، والتحاقه بسوق العمل منتقداً المسارات والهياكل التعليمية الخطية التي تسهم في تعزيز التعليم كمؤسسة أكثر منه كمسيرة ممتدة مدى الحياة، وأشار إلى أهمية دور اللعب في جميع المراحل التعليمية، منذ الولادة وحتى سن 99 سنة.
وقال إنه يمكننا عالمياً، تحسين تعليمنا وتدريسنا وتفكيرنا، لكن جماعياً، ويمكننا التفكير بشكل أفضل ونوسع الآفاق بشكل جماعي، وأن ندرك أن المتاحف وصالات العرض الفنية وتراثنا الثقافي جزء من تعليمنا، ويجب علينا أن نجعله إلزامياً لكل طفل في كل مجتمع، وأن يشعر بأن المتحف، وصالة العرض، والمكتبة، هي منزله، تعليمياً وثقافياً، كما نحتاج أن نفهم أن الصداقات أفضل من العلاقات العادية.
وأكد أن الآباء هم أهمّ المساعدين في رحلة تعلّم الطفل، ويجب عليهم العمل مع المدارس سوياً لمصلحة أطفالهم، كما يجب على المدارس أن تضع واجبات منزلية للعائلة حتى يتعلم الجميع معاً، وأن تكون مدارسنا أكثر من مجرد مدرسة، وتكون مملوكة لنا وللمجتمعات وأطفالها، عندئذ يمكننا إحداث فرق، خصوصاً في المدارس الابتدائية.
وأضاف أن أحد أسباب جمال جامع الشيخ زايد الكبير الماثل أمامنا، هو أن الأساسات كانت قوية، ونريد من الجيل القادم أن يبني، إن شئتم، مساجد أكبر، وأفضل، لأن هذا هو معنى الطموح.
واكد أن الأطفال لا يمكن أن يكونوا طموحين إلا إذا أتحنا لهم الفرصة لذلك، وشبابنا سيصبحون وسينمون ضمن الحدود التي نضعها لهم فقط، وبالتالي نحتاج للتفكير في الأساسات، مشيراً إلى أنه بدأ العمل في مجال التعلم خارج الفصول الدراسية، بما في ذلك في متاحف قد لا تضاهي اللوفر.
وقال إن الأطفال ليسوا طرودًا تُمرر من السنوات الأولى إلى المدرسة الابتدائية، ثم الثانوية، ثم إلى الجامعات، هم أشخاص ينمون ثم يدخلون إلى عالم العمل، ويصبحون أعضاء في المجتمع، ومساهمين في الاقتصاد، ويصبحون ذوي قيمة إذا سمحنا لهم بالنمو، بدلًا من تمريرهم من مرحلة إلى أخرى.
وأشار إلى أنه عمل في 63 دولة، وكان يسأل الأطفال لماذا تذهب إلى المدرسة؟ والإجابة في نحو 80% من الحالات هي لأنني مضطر إلى ذلك، مشيراً إلى أننا تقدمنا في مجتمعنا بشكل كبير، لكننا نعلّم أطفالنا بالطريقة نفسها، وأكد أن الأطفال الواثقين بأنفسهم، والذين يملكون الثقة الكافية لزيارة المتاحف والمعارض الفنية سيصبحون متعلمين أفضل.
وقال أجرينا دراسة على مستوى العالم شملت نحو 560,000 طفل، وهي مستقاة من ثماني دول، تركزت على خيارات الأطفال، ووجدنا أن جميع القوالب النمطية تتشكل في سن الرابعة، ولم يكن هناك أي تغيير في السلوك من سن 4 إلى 14 عاماً، ويتخذون القرارات بالطريقة نفسها تماماً، كما وجدنا عالمياً، في جميع البلدان أن الفتيات يخترن أنشطة أقل من فئتهن العمرية، والفتيات في سن التاسعة يخترن أنشطة للفتيات في سن السابعة، لذا هناك مشكلة تتعلق بالثقة بالنفس.
وقال منذ سنوات عدة، اخترعت شيئا يسمى جامعة الأطفال، والتي كانت تركز على الأطفال، وعملنا مع المتاحف، والمكتبات، والمعارض، والمزارع، وحدائق الحيوان، والأندية الرياضية، وغيرها، وشجعنا الأطفال وعائلاتهم على الزيارة خارج ساعات المدرسة، وعندما أجرينا البحث مع جامعة كامبريدج، وجدنا أن الأطفال وعائلاتهم الذين تطوعوا للتعلم خارج الفصل الدراسي، أصبحوا يتعلمون أفضل.
وأكد أهمية التركيز على الشباب، وجعلهم مواطنين أكفاء، ومنتجين، مشيراً إلى أن كل طفل يتخّذ شخصاً ما قدوة، وبالتالي علينا أن نكون قدوة حقيقيين.
وقال أريد أن يكون أطفالنا قادرين على التعامل مع الأمور غير المتوقعة في مناطق الحياة الصعبة، مهما كان ما يواجههم، أريدهم أن يكونوا واثقين جداً، بحيث لا يهربون، يمكننا القيام بذلك بشكل استباقي، هذا ما يجلبه التعليم الجيد، الثقة، والمهارات، والمؤهلات.
وأضاف أريد أن يكون أطفالنا لطفاء، ويدركوا مدى أهمية اللطف في عالم لا يبدو لطيفاً في بعض الأحيان، وعليهم تجنب الأشخاص السلبيين قدر المستطاع.
وأكد في معرض رده على بعض الأسئلة، أن التجربة تعطي هدفاً وفهماً، وأن أطفالنا أذكى بكثير مما نظن، مؤكداً أهمية أن يكون هناك رابط بين العائلات والتعلم وزيارة تراثنا الثقافي والثقة التي يكتسبها الأطفال.
مشاريع مبتكرة
عُرض في بداية المحاضرة التي قدمتها مريم الحلامي، مستشارة تربوية في دائرة التعليم والمعرفة بأبوظبي، فيديو يعرض عدداً من المشاريع التعليمية المبتكرة في الإمارات، مع التركيز على أسلوب التعليم من خلال التجربة، وإشراك المجتمع، كما سلط الضوء على دور التجربة العملية في إثراء تعليم الطفل وتنمية مهاراته العملية، ويهدف إلى حث القائمين على التعليم على تبنّي تلك الممارسات والارتقاء بالواقع التعليمي في الإمارات.
المحاضر في سطور
البروفيسور جير جراوس، هو أول مدير عالمي للتعليم في كيدزانيا، والمؤسس والرئيس التنفيذي لجامعة الأطفال، نال وسام الإمبراطورية البريطانية تقديرا لدوره في مجال تعليم الأطفال، ومنحه المنتدى الاقتصادي العالمي للمرأة لقب «قائد مبدع في خلق عالم أفضل للجميع»، ويتبنّى قضية الإبداع والتقدم والمساواة والابتكار في تعلّم الأطفال.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات حامد بن زايد مجلس محمد بن زايد إلى أن
إقرأ أيضاً:
سيف بن زايد: تطوير التعليم الصيدلي وتعزيز البحث العلمي
دبي (وام)
زار الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا «دوفات 2025» في دورته الـ30 والذي أقيم في مركز دبي التجاري العالمي بمشاركة أكثر من 101 دولة حول العالم.
ويعد مؤتمر ومعرض «دوفات» من أبرز الفعاليات في قطاع الصيدلة على مستوى المنطقة والعالم، حيث وفر منصة متميزة جمعت كبار مصنعي المنتجات الدوائية والصيدلانية مع الموردين والمشترين، وأتاح المعرض الفرصة لاستعراض أحدث الابتكارات والحلول المتقدمة في مجالات الصيدلة والتكنولوجيا والأدوية.
ورافق سموه في جولته بالمعرض السفير الدكتور عبدالسلام المدني، سفير برلمان البحر الأبيض المتوسط في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي، الرئيس التنفيذي لمؤتمر ومعرض «دوفات»، وزار سموه عدداً من أجنحة الدول المشاركة في المعرض.
واطلع سموه على أبرز المنتجات الصيدلانية التي تطرحها الشركات وآخر المستجدات والتقنيات المتعلقة بهذا القطاع، كما تناول سموه الحديث مع عدد من مسؤولي الأجنحة في المعرض حول المنتجات المعروضة والتقنيات الحديثة في هذا المجال الطبي الحيوي ودورها في تعزيز السلامة المجتمعية.
وخلال جولته شهد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، إطلاق كلية دوفات للصيدلة التي تعد وجهة جديدة للتميز العلمي والبحث الصيدلاني، وذلك بالتعاون بين مركز عبدالسلام المدني العالمي للتعليم وجامعة UCAM في مورسيا - إسبانيا، وتقدم الكلية برامج متعددة تشمل درجات الدكتوراه، والماجستير، والدبلوم، إلى جانب إتاحة العديد من البرامج التنفيذية المهنية والدورات المتخصصة.
وكتب سموه، عبر منصة إكس، أمس: «زرت معرض دوفات للصيدلة والتكنولوجيا، والمكملات الغذائية، والمعرض يعكس اهتمام الإمارات بالصحة العامة والسلامة المجتمعية». وأضاف سموه: «على هامش المعرض، شهدت إطلاق كلية دوفات للصيدلة بالتعاون مع جامعة UCAM في مورسيا بإسبانيا، والتي تهدف لتطوير التعليم الصيدلي وتعزيز البحث العلمي الدوائي في المنطقة».
ومن جانبه، قال المهندس خالد العطار، المدير العام لمركز عبدالسلام المدني العالمي للتعليم، إن إطلاق كلية دوفات للصيدلة يمثل خطوة استراتيجية مهمة نحو تعزيز التعليم الصيدلي والبحث العلمي في المنطقة، لأن التعاون بين مركز عبدالسلام المدني العالمي للتعليم وجامعة UCAM في مورسيا - إسبانيا، يتيح لنا تقديم برامج أكاديمية متطورة تلبي احتياجات صناعة الأدوية الحديثة، ونهدف لأن تكون هذه الكلية منصة لتدريب أجيال جديدة من الصيادلة المبدعين الذين سيطورون مستقبل الرعاية الصحية في المنطقة والعالم.
واستضاف «دوفات 2025» نحو 1400 شركة عارضة، إلى جانب حضور 155 متحدثاً متخصصاً قدموا 130 جلسة علمية و9 ورش عمل مهنية، إلى جانب مشاركة عدد من طلاب الجامعات الذين عرضوا 400 ملصق علمي حول أحدث الأبحاث الطبية والابتكارات في القطاع، ويُمنح المشاركون في المؤتمر ساعات علمية معتمدة، حيث يحصل الحضور على 42.5 ساعة علمية معتمدة من هيئة الصحة بدبي، و21.5 ساعة علمية معتمدة من جمعية الصيادلة في أستراليا، و19.5 ساعة علمية معتمدة من الكونغرس العالمي للتخصصات وشهد هذا العام توسعاً ملحوظاً مع إضافة «فيتا شو دبي» الذي يعرض أحدث الابتكارات في المكملات الغذائية ويتيح لرواد الصناعة عرض المنتجات والتطورات المبتكرة في هذا القطاع، ويجمع أكثر من 275 علامة تجارية من الشركات العالمية الرائدة ويهدف «فيتا شو دبي» إلى تطوير مجال إنتاج وتوزيع المنتجات المدعمة بالعناصر الغذائية التي توفر فوائد صحية تتجاوز النظام الغذائي الأساسي، خاصة في ظل تزايد الطلب على المنتجات المختلفة مثل الفيتامينات، والمستخلصات النباتية، والأطعمة والمشروبات الوظيفية، والمكملات الغذائية.
مجموعة متنوعة من الابتكارات والمنتجات
تم تنظيم مؤتمر ومعرض دبي الدولي للصيدلة والتكنولوجيا - دوفات 2025، من قبل إندكس لتنظيم المؤتمرات والمعارض - عضو في إندكس القابضة، وبدعم من هيئة الصحة بدبي والجمعية الأميركية لصيادلة النظام الصحي، والجمعية الدولية لعلم الأدوية، والاتحاد الأوروبي للعلوم الصيدلانية، والجمعية الأوروبية للصيدلة السريرية، وجمعية صيادلة المستشفيات في أستراليا، والجمعية الأوروبية لصيدلة الأورام، والجمعية الدولية لمراقبة الأدوية العلاجية والسموم السريرية، ومجلس الاعتماد للتعليم الصيدلي، والجمعية الدولية للهندسة الصيدلانية.
وتعد كل من بولندا والصين وتركيا من أبرز الدول المشاركة في المعرض هذا العام، حيث تقدم هذه الدول مجموعة متنوعة من الابتكارات والمنتجات التي تعكس تطور صناعاتها المختلفة، وتستقطب هذه الأجنحة اهتمام الزوار والمشاركين بفضل العروض المتميزة والتقنيات الحديثة التي تعرضها، مما يسهم في تعزيز التعاون التجاري والتبادل الثقافي بين المشاركين من مختلف أنحاء العالم.