عندما وضعت قوى الاستعمار الغربي مخططها لإضعاف الدول العربية خدمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ، بدأت باستهداف جمهورية مصر العربية ، نظرا لأهميتها الجيواستراتيجية وتأثيرها في المنطقة العربية.. نجحت الخطة ، وتم تحييد مصر وعزلها عن محيطها العربي ، وبعدها تساقطت بقية الدول العربية مثل أحجار الدومينو، وعندما أرادت قوى الاستعمار وأدواتها الإقليمية إضعاف اليمن وتفكيكه، بدأت باستهداف محافظة تعز ، لما تمثله من تأثير وأهمية في اليمن .
مصر كانت جسرا يربط المشرق العربي بغربه ، وتعز هي الجسر الذي يربط شمال اليمن بجنوبه . و مثلما عملت قوى الاستعمار على تدمير الجسر العربي المصري ، تعمل على تدمير الجسر اليمني المتمثل بمحافظة تعز .لا مجال هنا للخوض في تفاصيل هذه المقاربة ، وسنكتفي بعرض جزء من عملية تدمير الجسر التعزي وعزل المحافظة عن شمال اليمن وجنوبه .
تدرك صنعاء هذا المخطط ، ولذلك تكررت مبادراتها لفتح الطرق المؤدية إلى المدينة ، لكنها لم تلق قبولا من أدوات الخارج في المحافظة ، لم تتوقف محاولات صنعاء لإجهاض مخطط تحييد تعز وسلخها عن الجغرافيا اليمنية ، وشكلت مبادرة السيد عبدالملك الحوثي الأخيرة لفتح طريق الحوبان- تعز، ضربة لمخطط عزل تعز عن الشمال.. تحت ضغط الشارع ، تعامل الخارج وأدواته مع المبادرة على مضض.. فتحوا طريقا ثانويا ضيقا ، ولساعات النهار فقط . معاناة المسافرين لا تزال مستمرة ، بل أن الكثيرين منهم عادوا لاستخدام طريق الأقروض لأنها- كما يقولون – أرحم من طريق الكمب.. و خلال الأيام الأخيرة ظهرت الكثير من المواقف الصادرة عن الأدوات التي تسيطر على مدينة تعز ، جميعها تلوح باحتمال إعادة أغلاق الطريق بذرائع أمنية لا أساس لها في الواقع .
باختصار يريدون سد الثغرة التي أحدثتها مبادرة صنعاء في جدار عزل تعز.. طريق الكمب ستغلق ، مسألة وقت فقط ، والبحث جار عن ذريعة مناسبة، وعلى طريقة “ .. السوق” ، سيُحمِّلون الطرف الآخر المسؤولية .محافظة تعز مستهدفة بمخطط خطير ، هذا ما اعلنه الرئيس الشهيد صالح الصماد قبل أشهر من استشهاده، وإذا تسنى لهم تحقيقه ، سيجد أبناء تعز أنهم معزولون تماما عن الشمال والجنوب ، وستغلق كل الطرق الالتفافية الحالية التي تربط المحافظة بالجنوب والشمال ، الجاهلي والاقروض وغيرهما.. ليس أمام أبناء المحافظة سوى استغلال مبادرة صنعاء وتوسيع الثغرة التي أحدثتها في جدار العزل ، وعدم القبول بـ”زُغط” الكمب فقط، فتح الطرق المؤدية إلى مدينة تعز ، ليست مجرد ملف إنساني ، هذا ملف وطني هام لا يخص أبناء تعز وحدهم ، فهو يرتبط بمستقبل اليمن التي يعمل الخارج على توزيعها في أكثر من خريطة.
الوحدة اليمنية التي أعلنها صالح والبيض في طريقها إلى الزوال ، ويستطيع الخارج شرعنة أي وضع يخدم مصالحه ، لكن الوحدة التي حققها أبناء تعز متجذرة.. ولذلك يسعى الخارج إلى اجتثاث هذه الجذور بوسائل عدة .. استطاع الخارج شراء الكثير من السياسيين والناشطين التعزيين، أغراهم بالمناصب ، وجعل الرئاسات الثلاث تعزية ، منحهم سلطات شكلية لا تقدم ولا تؤخر.. أو كما يقول مثل تعزي : “ لا تخرج حمار من بين زرع “، جزء آخر أرسلهم سفراء ودبلوماسيين ، وآخرون يُستخدمون كأبواق في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يعملون بالقطعة.. لكن مشكلة تحالف الخارج في اجتثاث الجذور الوحدوية التي غرسها التعزيون في محافظات الشمال والجنوب ستظل صعبة على الاجتثاث ، ولا يمكن لأبناء تعز أن يقبلوا بالعيش في خريطة حدودها “ التربة- الراهدة – الحوبان”.
aassayed@gmail.com
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
أبناء حجة يحتشدون في 200 مسيرة تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالعدوان على اليمن
الثورة نت/..
احتشد أبناء حجة اليوم الجمعة ، في 200 مسيرة بمركز المحافظة والمديريات تضامناً مع الشعب الفلسطيني تحت شعار “ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأمريكي وجرائمه”.
وردد أبناء حجة هتافات البراءة من أعداء الإسلام وطغاة العصر وقوى الاستكبار العالمي، رافعين شعارات مناهضة لجرائم العدو الأمريكي والصهيوني في غزة واليمن.
وأكدت الجماهير المحتشدة، على الموقف اليماني الإيماني والمبدئي والإنساني الثابت في مناصرة الشعب الفلسطيني الشقيق والمظلومين والمستضعفين في غزة.
وجدد أبناء المحافظة في المسيرات التي تقدّمها بمركز المحافظة والمديريات المحافظ هلال الصوفي وأمين عام محلي المحافظة إسماعيل المهيم ومسؤول التعبئة حمود المغربي التفويض والتأييد المطلق للقيادة الثورية الحكيمة في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة.
وأشاروا إلى الجهوزية الكاملة لخوض معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” بقيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي وتقديم الغالي والنفيس والتضحيات الجسام حتى طرد الغزاة والمحتلين من الأراضي المقدسة واليمن.
ونددوا بالمجازر التي يرتكبها العدو الأمريكي في اليمن وآخرها استهداف سوق فروة في أمانة العاصمة وميناء رأس عيسى في الحديدة وراح ضحيتهما أكثر من 350 شهيدًا وجريحًا.
وجدد بيان صادر عن المسيرات، التي شارك فيها وكلاء المحافظة وشخصيات محلية وقضائية وتنفيذية وقبلية وإدارية، التأكيد بكل قوة على الثبات على الموقف الإيماني القرآني الراسخ في نصرة الأشقاء في غزة.
وأكد عدم السماح بانفراد الأعداء بالمظلومين والمستضعفين أو التفرج عليهم بل مواصلة الجهاد المقدس ضد مجرمي الأرض أئمة الكفر “أمريكا وإسرائيل” بكل جد وعزم حتى يتوقف العدوان عليهم ويرفع الحصار عنهم، مستعينين بالله ومتوكلين عليه وواثقين بوعده تعالى.
وخاطب البيان الأعداء الأمريكان والصهاينة بالقول “عبثاً تحاولون تغيير موقفنا وردنا عن إيماننا لنصبح كافرين ومنافقين وعليكم أن تعلمون بأننا لن نرجع بعد الاستجابة لله مفرطين ومتخاذلين وبعد عزة الجهاد مهانين ومستسلمين”.
وأشار البيان إلى ان العدوان على اليمن، أفشله الله على أيدي عباده المجاهدين في سبيله المتوكلين عليه وهدف الأعداء أصبح فقط هو اقتراف جرائم القتل بحق المدنيين أو استهداف معيشتهم وأسباب رزقهم بعد الفشل في إضعاف القدرات العسكرية.
كما أكد البيان أ العدو الأمريكي، الصهيوني لن يفلح في تركيع أحفاد الأنصار الذين أعدوا بقوة الله العدة لمواجهة كل منافق يتحرك مع العدو ويربط مصيره به وسيحقق الله الانتصارات العظيمة وما النصر إلا من عند الله.
وتوجه بتحية إجلال واعزاز وإكبار للأشقاء في قطاع غزة على صمودهم المذهل وصبرهم الملهم برغم جسامة التضحيات وحجم المعاناة التي لا مثيل لها.
ووجّه البيان، تحية الوفاء والفخر والاعتزاز لمجاهدي المقاومة الباسلة التي ما تزال تقاتل بكل ثبات وصبر برغم طول المدة وقلة الإمكانات .. وقال “أنتم شرف هذه الأمة ومن يعاديكم أو يجرح فيكم فهو فاقد للشرف والكرامة”.
ودعا بيان المسيرات إلى الاستمرار بكل قوة في التعبئة والوقفات القبلية والأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني ومنها استمرار وتصعيد المقاطعة الاقتصادية بشكل فعال، ومقاطعة كل تاجر لا يقاطع البضائع الأمريكية أو الإسرائيلية لأنه يساهم في دفع ثمن الغارات التي تقتل اليمنيين وأبناء غزة.