الوطن:
2024-11-24@04:54:50 GMT

الأنبا بنيامين مطران المنوفية يكتب.. مفهوم الصوم

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

الأنبا بنيامين مطران المنوفية يكتب.. مفهوم الصوم

فضيلة الصوم مرتبطة بلقاء الإنسان مع الله منذ بدء الخليقة، فلقد أوصى الله آدم وحواء بأن يأكلا من جميع شجر الجنة ما عدا شجرة معرفة الخير والشر، وهذا هو مفهوم الصوم، ترك الطعام لأجل محبة الله الذى خلق كل شىء لإسعاد الإنسان لأنه يحبنا، لذلك نصلى فى القداس «خلقتنى إنساناً محباً للبشر»، ولكى نعبر عن محبتنا له نترك طعاماً كدليل أن الله هو الذى طلبه لنُعبر عن حبنا له، وللأسف لقد أغوى الشيطان الإنسان فأكل من الشجرة الممنوعة وطرد من حضرة الله والنقاء القلبى الذى خلق عليه.

لذلك فى الصوم لا نمتنع عن أكل محرم، بل نمتنع عن طعام حلال، كدليل على محبتنا لله وهناك حكمة تقول: (الإنـسان هو ما يأكل)، بمعنى أن الأكل يظهر نوعية وطريقة الإنسان، ليؤكد أن واهب الحياة هو الله وليس الطعام، وبذلك نشعر بأن الصوم مدرسة فى الفضيلة، ومن هذا المنطلق يقول القديس بولس الرسول (أقمع جسدى وأستعبده حتى بعد ما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسى مرفوضاً).

لذلك نفرح بالصوم، لأن الأكل كان مصدراً للسقوط فى الشر، والصوم هو تدريب على التفرّغ للصلاة، واستعداد روحى للشبع من محبة الله والقرب منه، وهنا تظهر جلياً قيمة الصوم فى كل الأديان للتدرب على قمع الشهوات الجسدية والسمو الروحى وليس الانحدار فى شهوات الجسـد، ومنها التعلق بأطعمة شهية تثير الرغبات الجسدية والغرائز التى يجب ضبطها حتى ينتصر على الإغراءات الشيطانية التى تحاربنا.

ومن هنا نجد أن الصوم مرتبط بالعبادة، لأنه يفرّغ المصلى ليجد الفرصة للاتصال بالله كدليل على محبتنا للعبادة، ويؤكد القديسون المختبرون الحياة مع الله أن كل جهاد ضد الخطيئة وشهواتها يجب أن يبدأ بالصوم، وكلام الله فى الإنجيل يُعلمنا أن الحياة حسب الجسد تؤدى إلى الموت، أما إن عشنا حسب الروح فهذا يوصلنا إلى الحياة الحقيقية مع الله وفى (رو8: 13) لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ.

لذلك فالصوم يميت الأهواء والشهوات والانحرافات الداخلية، لكى يكون لنا نصيب فى الأبدية السعيدة مع الله، لأن ميولنا وشهواتنا هى عدونا أكثر من الأعداء الخارجيين الذين أعوانهم الشياطين الذين يحاربوننا دائماً بالشهوات والملذات وإثارة النزوات.

ولقد أعطى الله الصوم كرامة، لأنه يمنح الإنسان قوة إرادة وسلطاناً قوياً ينجينا من الشرور، إذن فالصوم ليس مجرد انقطاع عن الطعام ولكنه إماتة للذة والشراهة فى الأكل، وانتصار على الذات والأنا التى تحرك فينا كل النوازع الخاطئة من كبرياء وارتباطات شريرة كاذبة، والصوم أيضاً بداية لحياة التوبة والرجوع إلى الله كمثال أهل نينوى الذين صاموا بمناداة يونان النبى حتى ينجوا من الهلاك الذى كان سيحدث لهم كنتيجة للخطايا التى صنعوها ضد الله ومحبته.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مريم مع الله

إقرأ أيضاً:

مفهوم الحرية بين الخصوصية المجتمعية والمواثيق الدولية: جدل يتجدد في باب حوار


وناقش برنامج "باب حوار" -الذي يبث على منصة "الجزيرة 360"- فرضية حق المجتمعات في تحديد مفهومها الخاص للحرية، واستضاف مجموعة متنوعة من المفكرين والمتخصصين لمناقشة هذه القضية من زوايا مختلفة.

وبحسب أستاذ الشريعة الإسلامية يونس ريحان، فإن مفهوم الحرية يختلف باختلاف المرجعيات الفكرية، إذ يمكن أن تكون إما حرية بمرجعية فلسفية مادية تسعى إلى التخلص من كل القيود أو حرية ذات مرجعية أخلاقية عليا.

واستشهد ريحان بمفهوم الحرية عند سقراط الذي يراها "قدرة الإنسان على فعل الخير"، في حين يعرّفها مونتسكيو بأنها "انضباط بالقوانين".

وفي السياق ذاته، أوضحت طالبة الدراسات العليا نور أنور أن مفهوم الحرية يجب أن يراعي تنوع المجتمع الواحد، خاصة في الدول التي تضم تنوعا دينيا وعرقيا.

وأشارت نور إلى ضرورة توافق أفراد المجتمع على تعريف مشترك للحرية يحدد ما يمكن ممارسته وما لا يمكن.

أما الطبيب النفسي حذيفة برهم فقدّم تحليلا نفسيا لمفهوم الحرية، مستندا إلى نظرية فرويد في تقسيم النفس البشرية إلى 3 مكونات: الهو (الغرائز)، والأنا الأعلى (المثل العليا)، والأنا الذي يوازن بينهما.

وأكد برهم أن "الحرية المطلقة عبودية مطلقة"، مشددا على ضرورة وجود ضوابط تنظم الحريات.

وفي تناول مختلف، أكد الناشط الحقوقي أشرف يزبك أن الحرية حق إنساني لا يمكن فصله عن الأخلاق، مشيرا إلى أن الحريات الفردية تشمل حرية التعبير واختيار المعتقد والهوية.

وحذر يزبك من تحول الدكتاتوريات في العالم العربي من القمع السياسي إلى القمع الفردي.

من ناحيتها، رأت الصحفية والناشطة النسوية آلاء العمري أن المواثيق الدولية وميثاق حقوق الإنسان يجب أن تكون المرجعية الأساسية، محذرة من أن المجتمعات التي لا تلتزم بهذه المواثيق هي مجتمعات دكتاتورية وقمعية.

لكن طالبة الدراسات العليا مريم هاني قدمت نقدا للمواثيق الدولية، مشيرة إلى أن صياغتها تمت بمعزل عن العالم العربي وبقيادة دول غربية، مثل فرنسا وكندا والولايات المتحدة.

ودافعت عن حق كل مجتمع في تعريف الحرية بما يتناسب مع سياقه الثقافي والاجتماعي والتاريخي.

وأظهر النقاش بين ضيوف الحلقة تباينا واضحا في المواقف بين اتجاهين رئيسيين: الأول يدعو إلى الالتزام بالمعايير الدولية للحريات باعتبارها ضمانة أساسية لحقوق الإنسان، والآخر يطالب بمراعاة الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات في تحديد مفهوم الحرية وضوابطها.

23/11/2024

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: سفير ترامب الجديد فى إسرائيل.. لا شىء اسمه فلسطين
  • "المكرسون علامة رجاء قوية على طريق الحياة".. الأنبا مرقس يترأس يوم الدعوات الإيبارشي
  • مفهوم الحرية بين الخصوصية المجتمعية والمواثيق الدولية: جدل يتجدد في باب حوار
  • بالصور.. تعيين كاهن جديد بكنيسة مار مرقس ببورفؤاد
  • تأثير الإنفلونسرز على مفهوم الحياة المثالية لدى المراهقين
  • خطيب المسجد النبوي: الابتلاء سنة الحياة ليختبر الله الصبر ويزيد اليقين عند الإنسان
  • الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ سلطنة عمان بذكرى العيد الوطني
  • تعيين كاهنين بمطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد
  • ترسيم كاهنين بمطرانية أقباط بورسعيد الأرثوذكس
  • أما أنا فصلاة.. انطلاق تساعية الدعوات بالكنيسة الكاثوليكية بمصر لعام 2024