لعب الإعلام على مر الزمان دوراً كبيراً ليس في الحواديت وحكايات كان يا ما كان، ولكن في التأثير المباشر وغير المباشر على مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاجتماع، وفي المجال العسكري كان للإعلام دوره البارز في نشوب الحروب واشتعال الفتن بين الدول بعضها البعض أو في إطار الدولة الواحدة، وأثر الإعلام في تحقيق الانتصار أو الهزيمة لهذه الدولة أو تلك في المعارك القتالية، وغالبا ما تكون الغلبة لمن يجيد فن إدارة الإعلام بمهنية واحترافية عالية.
وللأسف الشديد فقد تم إفراغ الإعلام من مهمته الأساسية والأصلية المتمثلة في نقل المعلومات الصحيحة والأخبار بما حدث وكان دون زيادة أو نقصان، ليتجاوز حدوده وأبعاده الطبيعية وحصره في فن صناعة الكذب، واختلاق الأحداث الوهمية وصناعة أساطير خرافية ووهمية لتمرير مخططات أعداء الأمة العربية والإسلامية في تدمير شبابها وتعطيل إمكاناتهم وقدراتهم وصرف تلك الطاقة الشبابية فيما يضر ولا ينفع، ومن تلك الوسائل التي يضيع فيها الشباب والشابات والرجال والنساء الساعات الطويلة كل يوم جهاز الموبايل وتطبيقاته المختلفة ناهيكم عن برامج وأفلام ومسلسلات الشاشات التلفزيونية التي لا تتوقف على مدار 24 ساعة والتي في حقيقتها لا تسمن ولا تغني من جوع ، وقد حرص أعداء القيم والمبادئ والأخلاق وضياع الأجيال جيل بعد آخر أن يجعلوا تلك الوسائل متاحة لغالبية الشعوب بل ان هناك دولاً ومنظمات عالمية تدفع للشركات المنتجة والمسوقة مبالغ مالية كبيرة كفارق سعر أو تتحمل تلك الدول والمنظمات التي لها مآرب في تدمير العقول والقدرات البشرية العربية تكلفة الإنتاج كاملة وبيعها بخسارة لجعل قدرات الشباب قدرات خاملة محصورة ومنحصرة في الغرائز والشهوات وهو هدف استراتيجي من أهداف الصهيونية العالمية وأمريكا، بل ان هناك جنوداً مجهولين يعملون ليل نهار لا يكلون ولا يملون لتحقيق تلك الغاية وتدمير الأمة بتدمير شبابها ،كما وجه أعداء الأمة الإعلام عجلة الإعلام نحو نشر وإذكاء الفتن على صعيد المجتمع الواحد في الدولة الواحدة أو على صعيد الدول بعضها ببعض حتى بات الإعلام في زماننا هذا يعمل في اتجاه وهدف واحد بما يهدد الاستقرار والسلم في بعض دول العالم ومنها الدول العربية والإسلامية، فتدمير منظومة القيم والأخلاق من الأهداف السامية والأساسية لأعداء الأمة لأجل ذلك أوجدوا النت ويسعون في الأعوام القليلة القادمة أن يكون النت فضائياً مجانياً لا تستطيع حكومات الدول السيطرة عليه أو منعه!
وفي عالمنا العربي والإسلامي وما يحدث فيه من أزمات وصراعات إما داخلية أو بين الدول وبعضها وما لعبه الإعلام ويلعبه من دور لإثارة الفتن والنعرات المذهبية والتفريق ببن المسلمين بإثارة نعرة الطائفية بين السنة والشيعة، وبين السنة والسلفيين ، وبين العرب والمسيحيين لخير مثال على الدور السلبي للإعلام والذي تم تطويعه لخدمة السياسة العالمية والسياسيين أرباب المصالح الدنيئة لدول الغرب وأمريكا في منطقتنا العربية تحديدا حتى بات عدم الاستقرار في المجتمعات العربية والإسلامية هي السمة التي تميزه دون غيره من مجتمعات دول العالم الآخر، وقد لعب بعض الناس دوراً كبيراً في سرعة التأثر والتأثير بالإعلام السلبي السيئ ونجاح مهمته سيما الجهلاء ومحدودي المعرفة والتعليم، أما المتعلمون الحاذقون فبدلا من أن يقوموا بواجبهم التنويري في المجتمعات جنبا إلى جنب مع مؤسسات الدولة ذات العلاقة آثروا العمل بقول الشاعر أبو العلا المعري : ولما رأيت الجهل في الناس فاشيـاً
تجاهـلـت حـتى ظن أنـي جاهـلُ
فواعجباً كم يدعي الفضل ناقـص
ووأسفاً كم يُظهـر النقـصَ فاضـلُ.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
اجتماع طارئ للجامعة العربية غدا لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق
القاهرة - يعقد مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين دورة غير عادية، غدا الأحد 24 نوفمبر 2024، برئاسة اليمن، لبحث التهديدات الإسرائيلية ضد العراق.
وقال السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية في تصريح السبت 23نوفمبر2024، إن الاجتماع يأتي بناء على طلب العراق، وذلك لمناقشة مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولي بشأن ادعاءات الاحتلال الإسرائيلي بزيادة وتيرة وشدة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية منذ سبتمبر الماضي، ولبحث التهديدات ضد العراق الهادفة لجر المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع، وفق وكالة قنا القطرية.
Your browser does not support the video tag.