سواليف:
2025-03-26@01:19:07 GMT

هل تصل «الفوضى الهلاكة» إلى أوروبا؟

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

#سواليف

هل تصل « #الفوضى_الهلاكة » إلى #أوروبا؟

د. #فيصل_القاسم

مقالات ذات صلة إلى من تخطى الخمسين لا تقل فات الأوان 2024/06/28

هل سمعتم في التاريخ الأوروبي الحديث منذ الحرب العالمية الثانية زعيماً أوروبياً يحذر من اندلاع حرب أهلية في بلاده؟
قد يخطر اسم يوغسلافيا السابقة على بالكم، لكن يوغسلافيا كانت تابعة لأوروبا الشرقية المنضوية وقتها تحت لواء حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي، الذي هو نفسه انهار فيما بعد وتفكك.

أما الحركات الانفصالية في إسبانيا وإيرلندا فهذا موضوع آخر، وأسبابه مختلفة تماماً عما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام، فقد حذر ولأول مرة في التاريخ الفرنسي الحديث من إمكانية سقوط فرنسا في براثن الحرب الأهلية. وقال حرفياً إن برنامجي اليمين واليسار المتطرفين يؤديان فعلياً إلى «حرب أهلية». وأضاف بأن «الحلول التي قدمها اليمين المتطرف تصنف الناس من حيث دينهم أو أصولهم، وهذا هو السبب في أنها تؤدي إلى الفرقة وإلى الحرب الأهلية». ونحن هنا لا نتحدث عن دولة أوروبية هامشية، بل عن ركن أساسي في الاتحاد الأوروبي. إنها فرنسا وما أدراك ما فرنسا. هل كان تحذير الرئيس الفرنسي يا ترى مجرد مناورة سياسية ضد خصومه، أم إن السيل قد بلغ الزبى، وإن أوروبا كلها باتت على كف عفريت بسبب صعود أسهم الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات؟ الواضح أن اليمين كما أظهرت نتائج الانتخابات في كل الدول الأوروبية لم يتقدم فقط في فرنسا، بل في معظم الدول الأوربية، بما فيها ألمانيا حاملة مشعل الاتحاد الأوروبي. وهذا لا يعني أن الغالبية العظمى من الأوروبيين قد ضاقوا ذرعاً بموجات اللاجئين والأجانب فحسب، بل باتوا ينشدون الاستقلال عن الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني بالضرورة تفكك الاتحاد فيما لو استمرت موجة صعود اليمين المتطرف في صناديق الاقتراع. ربما لأول مرة منذ عقود نسمع أصواتاً داخل ألمانيا تدعو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي. وهذه نغمة غير معهودة مطلقاً في الإعلام الألماني، خاصة وأن ألمانيا هي التي تحمي الاتحاد من الانهيار وذلك من خلال دعم الدول المتدهورة اقتصادياً كاليونان وغيرها. ومعلوم أن ألمانيا اشترت اليونان تقريباً وباتت المتحكم الرئيسي بسياساتها وحكوماتها. لكن الأحزاب المتطرفة فيها بدأت اليوم تطالب بتفكيك الاتحاد والانطواء على الذات.

اليمين كما أظهرت نتائج الانتخابات في كل الدول الأوروبية لم يتقدم فقط في فرنسا، بل في معظم الدول الأوربية، بما فيها ألمانيا حاملة مشعل الاتحاد الأوروبي

والغريب في الأمر أن بعض الأحزاب اليمينية صارت تحظى بأصوات نسبة لا بأس بها من الناخبين الألمان والفرنسيين وغيرهم. وكلها تعارض سياسات الأحزاب الحاكمة ومؤيديها، وهذا يعني بالضرورة أن الغالبية العظمى من الأوروبيين باتوا منقسمين على أنفسهم بشكل خطير ربما لأول مرة في التاريخ الحديث، وما حذر منه إيمانويل ماكرون في فرنسا قد يتردد صداه عاجلاً أو آجلاً في بقية دول الاتحاد الأوروبي، وهذا قد يزيد من الشروخ المتصاعدة داخل الجسم الأوروبي بمستوياته السياسية والشعبية.
ما الذي أدى يا ترى إلى هذه المخاطر المحدقة بالاتحاد الأوروبي وبشعوبه؟ لماذا بدأ التفكك يضرب مفاصل الدول الأوروبية؟ هل وصلت أنظمة التحكم الإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي والديني إلى نهايتها؟ لماذا بدأت القواعد الشعبية تخرج عن السيطرة بالرغم من أن أنظمة التحكم والسيطرة الأوروبية لا مثيل لها عبر التاريخ في تطويع الشعوب وإخضاعها وترويضها، مع ذلك نجد اليوم قطاعات كبيرة من الشارع الأوروبي وقد بدأت تخرج عن القطيع. هل أفلست الأنظمة الأوروبية يا ترى، ولم تعد قادرة على تجميع شعوبها تحت مظلة واحدة؟ هل تبنت سياسات خاطئة ستؤدي بالضرورة إلى اضطرابات داخلية لا تحمد عقباها؟ وما هو الدور الخارجي في إذكاء نار التفكك والتصدع داخل المجتمعات الأوروبية؟
لقد وجه الغرب مرات عديدة أصابع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحملته مسؤولية دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة في عموم أوروبا؟ لكن هل يا ترى أن روسيا لوحدها تتحمل مسؤولية صعود نجم الأحزاب اليمينية، أم إن أمريكا نفسها لعبت ومازالت تلعب دوراً تخريبياً داخل القارة العجوز؟ ألم يصبح الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والمرشح الحالي للرئاسة الأمريكية مثلاً يحتذى بالنسبة للعديد من الأحزاب والشخصيات السياسية الأوروبية؟ هل تعمل أمريكا على نشر الفوضى الهلاكة حتى داخل الديار الأوروبية نفسها؟ من الذي دعم مظاهرات «الستر الصفراء» في فرنسا لفترة طويلة؟ هل يمكن تبرئة الأمريكيين أصلاً من إشعال نار الحرب في أوكرانيا وأثرها المدمر على المجتمعات الأوروبية على كل الأصعدة؟
أليس من الغريب والملفت معاً أن أوروبا هي التي خاضت واحدة من أكبر الحروب في التاريخ للقضاء على الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة ضد النازية الألمانية والفاشية الإيطالية؟ فما الذي دهاها اليوم يا ترى لأن تنفخ من جديد في نار الفاشية والتطرف وتدفع بأحزاب متطرفة مشابهة إلى سدة الحكم في أكثر من بلد أوروبي؟ هل موجة التطرف التي بدأت تطل برأسها في عموم أوروبا ظاهرة عابرة يا ترى، أم إنها خطيرة جداً، ولو لم تكن بتلك الخطورة التاريخية، لما خرج الرئيس الفرنسي ليحذر الفرنسيين بلغة واضحة من أن بلدهم معرض لفوضى قاتلة ستكون أول تجلياتها الحرب الأهلية؟

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أوروبا فيصل القاسم الاتحاد الأوروبی الأحزاب الیمینیة فی التاریخ فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يرفض وجود حماس في حكم غزة

قالت كايا كالاس، الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي، اليوم الأحد، إن موقف التكتل بشأن حماس هو أنها لا يجب أن تلعب دوراً فى غزة.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي مع كالاس في القاهرة . 
وقال عبدالعاطي إن المباحثات مع الممثلة العليا تناولت المحاور الستة للشراكة الاستراتيجية، حيث تم الاتفاق على عقد القمة المصرية-الأوروبية الأولى خلال العام الجاري برئاسة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية الاوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.

مبعوث ترامب: حماس مسؤولة عن عودة الحرب في غزة - موقع 24اتهم المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، الأحد، حركة حماس بالمسؤولية عن تجدد القتال في قطاع غزة، بعد رفضها الجهود المبذولة للمضي قدماً فيما كان يُعتبر "اتفاقاً مقبولاً"، لكنه أوضح أنه منفتح على التواصل مجدداً.

 وذكر أنه تطرق خلال اللقاء إلى استضافة مصر لنحو 10 ملايين ضيف أجنبي على الأراضي المصرية، وأهمية المزيد من الدعم والمؤازرة من جانب الاتحاد الأوروبي حتى نستطيع التعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية التى تتحملها مصر جراء استضافة هذا العدد من الضيوف، خاصة أن ذلك يأتي في وقت نواجه فيه تحديات اقتصادية كبيرة، نتيجة لاعتبارات خارجية، من بينها الأزمة الأوكرانية وانعكاساتها على أسعار الغذاء، والأزمة المتصاعدة فى منطقة البحر الأحمر، وانعكاساتها على إيرادات قناة السويس.
وقال وزير الخارجية إن "المباحثات تناولت كذلك الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها لب الصراع فى الشرق الأوسط وهي القضية الفلسطينية، حيث شدد على أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار، الذى تم التوصل له في يناير (كانون الثاني) الماضي، والعمل على التحرك بسرعة نحو التفاوض على المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، بوصف ذلك السبيل الوحيد لاطلاق سراح جميع الرهائن.

 
وأضاف أنه "تم الاتفاق على ضرورة تقديم الدعم اللازم لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا )، "التى لا بديل عنها"، لافتاً إلى أنه أحاط كالاس بالجهود التى تبذلها مصر للتحضير لمؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة، بمشاركة من جميع الاطراف الفاعلة فى المجتمع الدولي. 


و من جانبها، ذكرت كالاس أن الاتحاد الأوروبي يعارض الأعمال الإسرائيلية العدوانية وفقدان الأرواح، ويجب أن يتوقف القتل، وسيخسر الجانبان من هذه الحرب، مضيفة "كذلك يجب على حماس إطلاق سراح جميع الرهائن، وأن تسمح إسرائيل بوصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطنيين"..
 وأشارت إلى أنه من الصعوبة الحديث عن إعمار غزة فى ظل استمرار القصف.
وأضافت أن الخطة المصرية العربية لإعادة اعمار غزة تمثل مخططاً لإعادة الإعمار ، مؤكدة أن الاتحاد الأوروبي على استعداد لتقديم الحزم لإعادة الإعمار في غزة، مضيفة "لكن نحتاج مزيداً من التوضيح حول مشاركة التمويل والترتيبات الأمنية و حوكمة غزة، وسنلتقي مع أعضاء الوفد العربي الإسلامي للتباحث حول تلك النقاط". 
وشددت على أن الاتحاد الأوروبي لا يدعم أى مشاركة لحماس في حكومة غزة، كما أن الاتحاد الأوروبي ملتزم بحل الدولتين، بوصفه المسار الوحيد لتحقيق السلام الدائم والعادل.


مقالات مشابهة

  • الاستعمار الجديد.. الحكاية العجيبة للفرنك الأفريقي
  • هل لدى فرنسا ما يلزم من مقدّرات عسكرية لتقود مبادرة دفاعية مشتركة في أوروبا؟
  • الاتحاد الأوروبي: استئناف الحرب في غزة غير مقبول
  • مواجهات نارية في نصف نهائي كأس الأمم الأوروبية تجمع فرنسا بإسبانيا والبرتغال بألمانيا
  • بعد 4 لقاءات مثيرة ..إسبانيا وألمانيا وفرنسا والبرتغال في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية
  • فرنسا تتأهل إلى نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية بعد الفوز على كرواتيا
  • منتخب فرنسا يضرب موعدا مع إسبانيا في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية
  • تعرف على مواعيد مباريات نصف نهائي الأمم الأوروبية
  • الاتحاد الأوروبي يرفض وجود حماس في حكم غزة
  • بروكسل تسعى إلى إنشاء سوق موحدة للدفاع الأوروبي