سواليف:
2024-11-05@04:41:55 GMT

هل تصل «الفوضى الهلاكة» إلى أوروبا؟

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

#سواليف

هل تصل « #الفوضى_الهلاكة » إلى #أوروبا؟

د. #فيصل_القاسم

مقالات ذات صلة إلى من تخطى الخمسين لا تقل فات الأوان 2024/06/28

هل سمعتم في التاريخ الأوروبي الحديث منذ الحرب العالمية الثانية زعيماً أوروبياً يحذر من اندلاع حرب أهلية في بلاده؟
قد يخطر اسم يوغسلافيا السابقة على بالكم، لكن يوغسلافيا كانت تابعة لأوروبا الشرقية المنضوية وقتها تحت لواء حلف وارسو بقيادة الاتحاد السوفياتي، الذي هو نفسه انهار فيما بعد وتفكك.

أما الحركات الانفصالية في إسبانيا وإيرلندا فهذا موضوع آخر، وأسبابه مختلفة تماماً عما ذكره الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل أيام، فقد حذر ولأول مرة في التاريخ الفرنسي الحديث من إمكانية سقوط فرنسا في براثن الحرب الأهلية. وقال حرفياً إن برنامجي اليمين واليسار المتطرفين يؤديان فعلياً إلى «حرب أهلية». وأضاف بأن «الحلول التي قدمها اليمين المتطرف تصنف الناس من حيث دينهم أو أصولهم، وهذا هو السبب في أنها تؤدي إلى الفرقة وإلى الحرب الأهلية». ونحن هنا لا نتحدث عن دولة أوروبية هامشية، بل عن ركن أساسي في الاتحاد الأوروبي. إنها فرنسا وما أدراك ما فرنسا. هل كان تحذير الرئيس الفرنسي يا ترى مجرد مناورة سياسية ضد خصومه، أم إن السيل قد بلغ الزبى، وإن أوروبا كلها باتت على كف عفريت بسبب صعود أسهم الأحزاب اليمينية المتطرفة في الانتخابات؟ الواضح أن اليمين كما أظهرت نتائج الانتخابات في كل الدول الأوروبية لم يتقدم فقط في فرنسا، بل في معظم الدول الأوربية، بما فيها ألمانيا حاملة مشعل الاتحاد الأوروبي. وهذا لا يعني أن الغالبية العظمى من الأوروبيين قد ضاقوا ذرعاً بموجات اللاجئين والأجانب فحسب، بل باتوا ينشدون الاستقلال عن الاتحاد الأوروبي، وهذا يعني بالضرورة تفكك الاتحاد فيما لو استمرت موجة صعود اليمين المتطرف في صناديق الاقتراع. ربما لأول مرة منذ عقود نسمع أصواتاً داخل ألمانيا تدعو إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي. وهذه نغمة غير معهودة مطلقاً في الإعلام الألماني، خاصة وأن ألمانيا هي التي تحمي الاتحاد من الانهيار وذلك من خلال دعم الدول المتدهورة اقتصادياً كاليونان وغيرها. ومعلوم أن ألمانيا اشترت اليونان تقريباً وباتت المتحكم الرئيسي بسياساتها وحكوماتها. لكن الأحزاب المتطرفة فيها بدأت اليوم تطالب بتفكيك الاتحاد والانطواء على الذات.

اليمين كما أظهرت نتائج الانتخابات في كل الدول الأوروبية لم يتقدم فقط في فرنسا، بل في معظم الدول الأوربية، بما فيها ألمانيا حاملة مشعل الاتحاد الأوروبي

والغريب في الأمر أن بعض الأحزاب اليمينية صارت تحظى بأصوات نسبة لا بأس بها من الناخبين الألمان والفرنسيين وغيرهم. وكلها تعارض سياسات الأحزاب الحاكمة ومؤيديها، وهذا يعني بالضرورة أن الغالبية العظمى من الأوروبيين باتوا منقسمين على أنفسهم بشكل خطير ربما لأول مرة في التاريخ الحديث، وما حذر منه إيمانويل ماكرون في فرنسا قد يتردد صداه عاجلاً أو آجلاً في بقية دول الاتحاد الأوروبي، وهذا قد يزيد من الشروخ المتصاعدة داخل الجسم الأوروبي بمستوياته السياسية والشعبية.
ما الذي أدى يا ترى إلى هذه المخاطر المحدقة بالاتحاد الأوروبي وبشعوبه؟ لماذا بدأ التفكك يضرب مفاصل الدول الأوروبية؟ هل وصلت أنظمة التحكم الإعلامي والسياسي والثقافي والاجتماعي والديني إلى نهايتها؟ لماذا بدأت القواعد الشعبية تخرج عن السيطرة بالرغم من أن أنظمة التحكم والسيطرة الأوروبية لا مثيل لها عبر التاريخ في تطويع الشعوب وإخضاعها وترويضها، مع ذلك نجد اليوم قطاعات كبيرة من الشارع الأوروبي وقد بدأت تخرج عن القطيع. هل أفلست الأنظمة الأوروبية يا ترى، ولم تعد قادرة على تجميع شعوبها تحت مظلة واحدة؟ هل تبنت سياسات خاطئة ستؤدي بالضرورة إلى اضطرابات داخلية لا تحمد عقباها؟ وما هو الدور الخارجي في إذكاء نار التفكك والتصدع داخل المجتمعات الأوروبية؟
لقد وجه الغرب مرات عديدة أصابع الاتهام إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحملته مسؤولية دعم الأحزاب اليمينية المتطرفة في عموم أوروبا؟ لكن هل يا ترى أن روسيا لوحدها تتحمل مسؤولية صعود نجم الأحزاب اليمينية، أم إن أمريكا نفسها لعبت ومازالت تلعب دوراً تخريبياً داخل القارة العجوز؟ ألم يصبح الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب والمرشح الحالي للرئاسة الأمريكية مثلاً يحتذى بالنسبة للعديد من الأحزاب والشخصيات السياسية الأوروبية؟ هل تعمل أمريكا على نشر الفوضى الهلاكة حتى داخل الديار الأوروبية نفسها؟ من الذي دعم مظاهرات «الستر الصفراء» في فرنسا لفترة طويلة؟ هل يمكن تبرئة الأمريكيين أصلاً من إشعال نار الحرب في أوكرانيا وأثرها المدمر على المجتمعات الأوروبية على كل الأصعدة؟
أليس من الغريب والملفت معاً أن أوروبا هي التي خاضت واحدة من أكبر الحروب في التاريخ للقضاء على الفاشية خلال الحرب العالمية الثانية، وخاصة ضد النازية الألمانية والفاشية الإيطالية؟ فما الذي دهاها اليوم يا ترى لأن تنفخ من جديد في نار الفاشية والتطرف وتدفع بأحزاب متطرفة مشابهة إلى سدة الحكم في أكثر من بلد أوروبي؟ هل موجة التطرف التي بدأت تطل برأسها في عموم أوروبا ظاهرة عابرة يا ترى، أم إنها خطيرة جداً، ولو لم تكن بتلك الخطورة التاريخية، لما خرج الرئيس الفرنسي ليحذر الفرنسيين بلغة واضحة من أن بلدهم معرض لفوضى قاتلة ستكون أول تجلياتها الحرب الأهلية؟

كاتب واعلامي سوري
falkasim@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف أوروبا فيصل القاسم الاتحاد الأوروبی الأحزاب الیمینیة فی التاریخ فی فرنسا

إقرأ أيضاً:

محافظ القليوبية: التوسع في أعمال التعاون مع giz للتعاون الأوروبي

استقبل المهندس أيمن عطية، محافظ القليوبية، السيد نيلز أنين سكرتير الدولة البرلماني للوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية (BMZ)، والدكتور ألكسندر سوليجا مدير (GIZ) مصر، والسيدة إيفوا دودزي آرثر، مديرة المشروع ، خلال زيارة لمدرسة الخصوص الابتدائية بمدينة الخصوص لأستعراض مشروع إنشاء وإحلال مدرسة الخصوص المشتركة جاء ذلك بحضور المهندس خالد صديق، رئيس صندوق التنمية الحضرية وممثلون عن السفارة الألمانية وأعضاء الاتحاد الأوروبي ووكالة التعاون الدولي الألمانية في مصر.

وخلال الزيارة تفقد محافظ القليوبية والوفد المرافق ماتم انشائه وتجديده في مدرسة الخصوص المشتركة ومراحل التطوير بها واثني جميع الحضور على التعاون المشترك بين جميع الاطراف والدور الذي تقوم به الحكومه الالمانية في تعاون مع الحكومة المصرية للمشاركة فى نهضة العملية التعليمية، وتضمن هذا المشروع، الذي نفذته (GIZ) مصر من خلال مشروع البنية التحتية بالمشاركة بتمويل مشترك من الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية، حيث تم بناء مبنى جديد يضم 18 فصلًا دراسيًا وتجديد المباني والمرافق القائمة، ما يوفر الآن ما مجموعه 48 فصلاً دراسيًا لخدمة أكثر من 8000 طالب.

نتائج ملموسة تمس المواطن المصري 

وأوضح محافظ القليوبية، أن التعاون المُثمر يؤدي إلي النجاح ويحقق نتائج ملموسة تمس المواطن المصري ويتمتع بها كل من يسكنون في المناطق العشوائية، من خلال مشروعات بنية تحتية وإحلال وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي والمشروعات التعليمية والصحية والري والموارد المائية متمثلة في الترع فقد قام المشروع بتغطية وتطوير الترعة البولاقية واستغلال تلك المساحة في إنشاء منطقة ترفيهية خضراء ومفتوحة للمقيمين، والذي يبلُغ عددهم نحو 75 ألف مواطن؛ لتكون متنفسا آمنا لهم ويشاركون فيها الأنشطة الاجتماعية والثقافية المختلفة التي ستقام بها، وتمكين سكان المنطقة إقتصادياً خاصة النساء من خلال إتاحة فرصة تأجير الأكشاك لبيع منتجاتهم.

جاء ذلك عن طريق التعاون الوثيق والبناء بين مصر والإتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية ضمن برنامج البنية التحتية بالمشاركة PIP، والذي يتم تنفيذه بالتنسيق والتعاون مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني وصندوق التنمية الحضرية

برامج بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي

أشار المحافظ إلى أن هذا البرنامج يأتي استكمالًا لمجموعة برامج تنموية سبق تنفيدها في المحافظة بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والحكومة الألمانية والوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، وكان آخرها برنامج التنمية الحضرية بالمشاركة PDP، والذي تم من خلاله تنفيذ مجموعة من المشروعات التنموية لتطوير ثلاثة مناطق عشوائية بالمحافظة هي الخصوص وشبرا الخيمة وقليوب.

مقالات مشابهة

  • لا لمباراة فرنسا وإسرائيل.. نشطاء يقتحمون مقر الاتحاد الفرنسي لكرة القدم
  • البرلمان الأوروبي يستجوب 26 مرشحا للمناصب العليا في الاتحاد الأوروبي
  • سفيرة الاتحاد الأوروبي الجديدة أنجلينا أيخهورست تصل إلى القاهرة​​
  • «اللافي» يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا
  • ألبانيا تسعى للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول 2030
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تهنئ مايا ساندو على فوزها برئاسة مولدوفا
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. رئيس وزراء المجر: سيتعين على أوروبا تعديل موقفها بشأن أوكرانيا في حالة فوز ترامب
  • محافظ القليوبية: التوسع في أعمال التعاون مع giz للتعاون الأوروبي
  • ثلاثة ملفات تقض مضاجع الاتحاد الأوروبي حال فوز ترامب
  • عمليات الاحتلال يقابلها موقف سلبي من الدول الأوروبية والمجتمع الدولي والأمم المتحدة.. تفاصيل