كتب- عمرو صالح:
وصل الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، إلى أرض الوطن بعد زيارة رسمية مدتها 4 أيام لدولة جنوب السودان الشقيقة.

وقال وزير الري، إن هذه الزيارة الناجحة تضمنت العديد من اللقاءات الثنائية المهمة وافتتاح العديد من المشروعات التنموية المنفذة بمنحة مصرية لخدمة مواطني جنوب السودان.

وأضاف أنه استقبل ٤ طائرات مساعدات إنسانية مقدمة بتوجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية، كإهداء للرئيس سلفا كير رئيس جمهورية جنوب السودان الشقيقة والتي تحمل كميات كبيرة من الإمدادات الطبية والأدوية والمساعدات الإنسانية بهدف التخفيف من الصعوبات التي يواجهها إخواننا في جنوب السودان بسبب الآثار المستمرة للفيضانات التي تؤثر على عدة ولايات في جميع أنحاء جنوب السودان.

وتم عقد عدد من اللقاءات المهمة، حيث التقى الدكتور سويلم بكل من الدكتور رياك مشار النائب الأول لرئيس جمهورية جنوب السودان، وتعبان دينج نائب رئيس الجمهورية والمسئول عن قطاع المشروعات والبنية التحتية، وتوت جواك مستشار رئيس الجمهورية للشئون الامنية، وبال ماي دينج وزير الموارد المائية والري، وجوزفين لاجو وزيرة الزراعة والأمن الغذائي بجنوب السودان، وتور تينجوارا القائم بأعمال حاكم ولاية الوحدة، ومحجوب بيل حاكم ولاية جونجلي.

كما تم افتتاح العديد من المشروعات مثل "مركز التنبؤ بالأمطار والتغيرات المناخية" بالعاصمة جوبا، ومشروع تطهير بحر الغزال من الحشائش المائية بمدينة بنتيو بولاية الوحدة، وافتتاح بئر لاستخدامات الشرب بجامعة "جون جارانج" بولاية جونجلي، وافتتاح محطة قياس المناسيب والتصرفات بمدينة بور بولاية جونجلي والتي تتضمن بئر جوفي آخر لاستخدامات الشرب والذي تم إنشاؤه بمنحة مصرية، وعقد اجتماعات اللجنة الفنية المشتركة لمشروعات التعاون الثنائي بين البلدين لبحث موقف المشروعات الجاري تنفيذها والمشروعات المستقبلية التي سيتم تنفيذها.

يُذكر أن هذه الزيارة وما تم بها من افتتاحات لاقت ترحيبًا كبيرًا من المواطنين الذين أعربوا عن شكرهم للدولة المصرية مطالبين بتنفيذ المزيد من المشروعات المماثلة، وهو ما لمسه الجميع في ردود أفعال المواطنين بمنطقة بحر الغزال الذين طالبوا بتنفيذ مراحل أخرى من مشروع تطهيرات بحر الغزال الذى انعكس بشكل ايجابى على أهالي المنطقة، وأيضا سعادة المواطنين في مدينة بور بولاية جونجلى بآبار المياه الجوفية التي تم تنفيذًا مطالبين بالمزيد من المشروعات لخدمة أهالي المنطقة.

كما اعربت القيادة السياسية بجنوب السودان، عن خالص شكرها وتقديرها للدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولوزارة الموارد المائية والري والدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري على تنفيذ هذه المشروعات المهمة التي اسهمت في تحسين حياه المواطنين، والدعوة لتنفيذ المزيد من المشروعات التنموية الثنائية التي تخدم مواطني جنوب السودان.

وتؤكد مصر حرصها على مواصلة تنفيذ العديد من المشروعات التنموية المستقبلية لخدمة مواطنى جنوب السودان، ولتعزيز التعاون المشترك بين مصر وجنوب السودان في كافة المجالات.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: حكومة مدبولي الطقس أسعار الذهب سعر الدولار معبر رفح التصالح في مخالفات البناء مهرجان كان السينمائي الأهلي بطل إفريقيا معدية أبو غالب طائرة الرئيس الإيراني سعر الفائدة رد إسرائيل على إيران الهجوم الإيراني رأس الحكمة فانتازي طوفان الأقصى الحرب في السودان وزير الري جنوب السودان هاني سويلم الموارد المائیة والری من المشروعات جنوب السودان العدید من

إقرأ أيضاً:

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه

???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه
( عميد التَنوير ، نِحرِير النبوءاتِ العَتيقة )

في أعمق لحظاتي مع نفسي صدقاً ، لا أراني أعظَمُ مَيلاً للحديث عن الشخصيات، إن تكرَّمَت وأسعفَتني الذاكرة ، فقد كتبتُ قبل عن فيلسوفِ الغناء مصطفى سيد أحمد ، والموسيقار الكابلي ، والمشير البشير ، وشاعر افريقيا الثائر ؛ الفيتوري .

لا أجدُني مضطراً لمدح الرّجال ، ولكنها إحدى لحظات الإنصاف ، ومن حسن أخلاق الرجال أن ينصفوا أعداءهم، دعك من أبناء جلدتهم ونبلائها ، والرجلُ ليس من قومنا فحسب، بل هو شريف قوم وخادمهم ، خطابه الجَسور يهبط حاملاً “خطاب” ابن يعمر الإيادي لقومه ، وخطبة درويش “الهندي الأحمر” ، و”بائية” أبي تمّام ، وتراجيديا الفيتوري في “التراب المقدّس” ..
عبد الرحمن ، لم يكن حالة مثقفٍ عادي ، “عمسيب” مثالٌ للمثقف العضوي قويّ الشَّكِيمَة ، العاملِ علَى المقاومة والتغيير والتحذير ، المحاربِ في ميادين التفاهة والتغييب والتخدير ، المتمرّد على طبقته ، رائد التنوير في قومه ، ظلّ يؤسس معرفياً وبأفقٍ عَالمٍ لنظرية اجتماعية ، نظرية ربما لم تُطرح في السوح الثقافية والاجتماعية من قبل ، أو لربما نوقشت على استحياء في همهمات أحاديث المدينة أو طُرحَت في ظلام الخرطوم عَهداً ثم غابت . هذا الرجل امتلك من الجسارة والثقافة العميقة بتفاصيل الأشياء وخباياها ، ما جعله يُقدم على تحطيم الأصنام السياسية والثوابت الاجتماعية وينفض الغبارَ عن المسكوت عنه في الثقافة والاجتماع والسياسة.

عمسيب قدم نظريةً للتحليل الاجتماعي والسياسي ، يمكن تسميتها بنظرية ( عوامل الاجتماع السياسي) أو نظرية ( النهر والبحر) في الحالة السودانية ، فحواها أن الاجتماع البشري يقوم على أسس راسخة وليس على أحداث عابرة . فالاجتماع البشري ظلّ منذ القدم حول ( القبيلة Tribe ) ثم ( القوم Nation ) ثم ( الوطن Home) ثم ( الدولة country) . هذا التسلسل ليس اجتماعيٌ فحسب، بل تاريخيٌ أيضاً ، أي أن مراحل التحَولات العظيمة في بِنية المجتمعات لا يصح أن تقفز فوق الحقب الاجتماعية ( حرق المراحل).. فالمجتمعات القَبَلية لا يمكنها انتاج (دولة) ما لم تتحول إلى (قومية) ، ثم تُنتج (وطن) الذي يسع عدد من القوميات ، ثم (دولة) التي تخضع لها هذه القوميات على الوطن ، مع تعاقد هذه القوميات اجتماعيا على مبادئَ مشتركة، وقيمٍ مضافة ، كالأمن والتبادل الاقتصادي وادارة الموارد ، والحريات الثقافية ونظام الحكم .

هذه النظرية تشير إلى أن الاجتماع السياسي في السودان ظل في مساره الطبيعي لمراحل التسلسل التاريخي للمجتمعات والكيانات ، إلى أن جاءت لحظة ( الاستعمار) Colonization . ما فعله الاستعمار حقيقة ، أنه وبدون وعي كامل منه ، حرق هذه المراحل – قسراً – وحوّل مجتمعات ما قبل الدولة ( مجتمعات ما قبل رأسمالية) إلى مجتمعات تخضع للدولة.

فالمجتمعات التي كانت في مرحلة ( القبيلة) او تلكَ في مرحلة( القومية) قام بتحطيم بنيتها وتمحوراتها الطبيعيه وتحويلها إلى النموذج الرأسمالي الغربي ، خضوع قسري لمؤسسات الدولة الحديثة، مجتمع ما بعد استعماري ، تفتيت لمفاهيم الولاءات القديمة الراسخة ، بل وتغييرها إلى نظم شبه ديموقراطية، وهذا بالطبع لم يفلح، فبعد أن حطّم المستعمر ممالك الشايقية ودولة سنار ومشيخات العرب بكردفان ومملكة الفور ، وضم كل ذلك النسق الاجتماعي ( القبلي / القومي) إلى نسق الوطن/ الدولة.. أنتج ذلك نخب وجماعات سياسية ( ما بعد كولونيالية ) تعيش داخل الدولة ، لكنها تدير الدولة باللاوعي الجمعي المتشبّع بالأنساق التقليدية ( القبيلة / الطائفة / القومية) ، أي مراحل ماقبل الوطن والدولة.

ما نتج عن كل هذه العواصف السياسية والاجتماعية ، والاضطرابات الثقافية، أن هذه المجتمعات والقوميات التي وجدت نفسها فجأة مع بعضها في نسق جديد غير معتاد يسمى ( الدولة) ، وأقصدة بعبارة ( وجدت نفسها فجأة) أي أن هذا الاجتماعي البشري في الاطار السياسي لم يتأتَ عبر التمرحلات الطبيعيه الانسانية المتدرجة للمجتمعات، لذا برزت العوامل النفسية والتباينات الثقافية الحادة ، الشيئ الذي جعل الحرب تبدأ في السودان بتمرد 1955 حتى قبل اعلان استقلاله . ذات الحرب وعواملها الموضوعيه ومآلاتها هي ذات الحرب التي انطلقت في 2002 ثم الحرب الأعظم في تاريخنا 2023 .

أمر آخر شديد الأهمية، أن دكتور عبد الرحمن ألقى حجرا في بركة ساكنة، وطرق أمراً من المسكوت عنه ، وهو ظاهرة الهجرات الواسعة لقوميات وسط وغرب افريقيا عبر السبعين عاما الماضية ( على الأقل) , فظاهرة اللجوء والهجرات الكبيرة لقبائل كاملة من مواطنها لأسباب التصحر وموجات الجفاف التي ضربت السهل الافريقي، ألقت بملايين البشر داخل جغرافيا السودان، مما يعني بالضرورة المزيد من المنافسة العنيفة على الأرض والموارد وبالتالي اشتداد الحروب والصراعات بالغة العنف، وانتقال هذا التهديد الاستراتيجي إلى مناطق ومجتمعات وسط وشمال السودان ( السودان النّهري)

اذن ، سادتي ، فنظرية (الاجتماع السياسي ، جدلية الهوية والتاريخ ) هذه تؤسس لطرائق موضوعيه ( غير منحازة) لتفسير الظواهر الاجتماعية والثقافية وجدليات الحرب والسلام ، وتوضّح أسباب ظاهرة تعدد الجيوش والميليشيات القبلية والمناطقية والخطابات المؤسسة ديموغرافياً ، وما ينسجم معها من تراكمات تاريخيه وتصدّعات اجتماعية عميقة في وجدان تلك الجماعات العازية .. التوصيات البديهية لهذا الخطاب ، أن الحلّ الجذري لإشكاليات الصراع في السودان هو بحلّ جذور أزمة الهوية، والهوية نفسها لم تكن ( أزمة) قبل لحظة الاستعمار الأولى ، بالتالي تأسيس كيانات جديدة حقيقية تعبّر عن هويات أصحابها والعقد الاجتماعي المنعقد بين مجتمعاتها وقومياتها .

النظرية التي أطلق تأسيسها دكتور عبد الرحمن، لم تطرح فقط الأسئلة الحرجة ، بل قدمت الإجابات الجسورة وطرقت بجراءة الأبواب المرعبة في سوح الثقافة والاجتماع والسياسة في السودان.

Mujtabā Lāzim

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • تعهدات من أمبيكي لـ”عقار” بخصوص عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي
  • ما هي الممرات المائية التي تسعى أمريكا للسيطرة عليها بالشرق الأوسط؟
  • وزير الري: تسهيل إجراءات إصدار التراخيص لدعم قطاع السياحة وخدمة المستثمرين
  • السفير علي يوسف: تطبيق القانون الدولي لضمان الحقوق المائية لمصر والسودان
  • وزير الري يؤكد ضرورة التزام كل إدارة ري بالحصص المائية المقررة لها
  • وزير الري يشدد على إلتزام كل إدارة بالمحافظات بالحصص المائية المقررة لها
  • وزير الموارد المائية يبحث مع وفد فرنسي دعم الاستقرار المائي في سوريا ‏
  • قبل فترة أقصى الاحتياجات.. وزير الري:‫ تطوير منظومة توزيع وإدارة المياه
  • وزير الري يبحث موقف إحلال وصيانة بوابات الترع
  • ???? عبد الرحمن عمسيب ، الرائدُ الذي لا يكذبُ أهلَه