الأسبوع:
2024-11-23@21:43:09 GMT

طيب فاكر "كورونا"؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

طيب فاكر 'كورونا'؟

ليس هروبًا من الواقع، ولا تبريرًا لأحد، ولكنها محاولة للتمسك بالأمل، وبث روح الاطمئنان فى نفوس الناس، وهو هدفٌ لو تعلمون عظيم، فى أجواء يغلب عليها القلق والتوتر وحالة من السقوط النفسي لدى البعض.

نعم لدينا أزمة اقتصادية وظروف معيشية صعبة لأسباب خارجية وداخلية، نعم لدينا تخفيف لأحمال الكهرباء لم نعتد عليه منذ سنوات، نعم هناك من لا يُبصر نورًا فى نهاية النفق، ولكن: هل هى نهاية الحياة؟

لماذا لا نعود للخلف قليلًا حين استيقظنا يومًا فى بدايات عام ٢٠٢٠ على خبر غير سار يُفيد بأن فيروس كورونا قد دخل بلادنا وتم تسجيل أولى حالاته المؤكدة، لماذا ننسي سريعًا كيف كانت أحوالنا حينها؟ وكيف كان الناس يعيشون فى رعب؟ وكيف توقفت الحياه بشكل كامل؟ وعشنا فى أجواء حظر التجول وتحديد الحركة، كان الرجل يخاف حينها أن يسلم على ولده أو أبيه أو أمه، توقفت المصالح وانهار سوق العمل، وتعطلت الدراسة وسقط بعض من نعرفهم بين مريض ومتوفى بيننا، وسط توقعات بأنها نهاية الحياة على هذا الكوكب الحزين، وأن هذا الفيروس اللعين سيحصد أرواح البشر ويستمر إلى ما لا نهاية.

كيف نسينا سريعًا تلك الأجواء، وكيف نسينا أنها قد انتهت دون مقدمات أو سبب معلوم حين كنا على حافة السقوط، ولكن الله نجانا، سقط الكثيرون من حولنا ولكن فى النهاية نجونا، وما زلنا على قيد الحياه نمارس حياتنا بكل جوانبها بشكل طبيعي، لماذا لا نتذكر مشهد إغلاق بيوت الله خوفًا من انتشار المرض، ثم ننسى كيف كانت فرحتنا حين صلينا لأول مرة فى المساجد والكنائس بعد كورونا، ليس الأمر مستحيلًا أبدًا فهناك من يدبر ويقرر ويمنح ويمنع، فلماذا نقسو علي أنفسنا؟

لا أريد أن نتواكل، ولكن أن نتوكل على الله، ونتمتع بكثير من الصبر والحكمة فى التعامل مع الأزمات التى مهما كانت قسوتها فإنها لن تكون أبدًا فى قسوة عامين عشناهما تحت تهديد هذا الفيروس اللعين الذى كان ينتشر بسرعة الموت بيننا ونجونا منه، لا وجه للمقارنة بين حالتنا يومها ونحن نرتدى الأقنعة ونبتعد عن أقرب الناس لنا خوفًا، وبين انقطاع الكهرباء مثلًا لمدة ساعة. لا يمكن أن نسقط الآن في لليأس والخوف وكأننا بلا إيمان، وكأننا قد نسينا أن فوق السماء والأرض ربٌ عظيم قادر على تغيير الحال إلى أفضل حال.

ليست دعوة لدفن الرؤوس فى الرمال هربًا من مواجهة الحقيقة، ولكنها تذكرة بما عِشناه قبل عامين، ومدى قسوته، وما نعيشه الآن، ليرضى الناس وينتظروا الفرج من ربٍ رحيم. اللهُم ارفع عن بلادنا الطيبة البلاء والوباء وارزقنا السكينة حتى نعبر جميعًا إلى بر الأمان.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، انه في محاولة للبحث عن المخرج من الفتن التي تحيط بنا، والتي أرى أن سببها الأساسي البعد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ، والاستخفاف بأمر الطعام، ومعاجزة الله في آياته وكونه، وتقديم الإنجاز على الأخلاق.

 واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان نبحث عن النخبة كمحاولة للخروج من الفتن، تلك النخبة التي أرشدنا الله للاستفادة من خبرتها فقال تعالى : (فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) , فالله تعالى أمرنا أن تكون لنا نخبة، فضيعنا النخبة، والنخبة قد تكون طاغية، وقد تكون صاغية.

أما الطاغية فالتي تأمر بالمنكر وتنهى عن المعروف وتتجبر في الأرض وتكفر بالله رب العالمين، وأما الصاغية فالتي صغت قلوبها لذكر الله لا تريد علوا في الأرض ولا فسادا، لقد استبدلنا بالصاغية الطاغية، أهلكنا الصاغية وأخرناهم عن القيادة وعن العمل في الحياة الدنيا وقدمنا الطاغية ثم بعد ذلك اختلط الحابل بالنابل، فلا الطاغية بقت ولا الصاغية حلت محلها وأصبح الناس شذر مذر لا ملأ لهم ولا أهل ذكر يرجعون إليهم ويلتقون حولهم.

كان هذا بدعوى الشعبية والديمقراطية، وأن العصر هو عصر تلك السماتالتي تخالف سنن الله في خلقه،  ولا يقوم بها المجتمع ولا تستقر بها نفس ، فالتساوي المطلق الذي تدعو إليه الديمقراطية، هو أحد إفرازات النسبية المطلقة، وهو أمر مرفوض.

وأن القضاء على النخبة والدعوة إلى التساوي المطلق، قد تتضمن في طياتها هلاك العالم، وهناك مجموعة من النصوص التي يمكن أن تكون أساسًا لهذا المعنى، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِى المَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ، وقال تعالى : (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ) ، وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنكُمْ) ، فجعل الله للناس رؤوسًا، وجعل ذلك طبقا لكفاءاتهم، ورغبتهم في الإصلاح دون الإفساد، ونعى على ذلك التصور الذي يكون فيه جميع الناس في تساو مطلق فقال : (لَّوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا) ، وقال : (وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ). 

وعدم التساوي لا يعني أبداً عدم المساواة، فربنا يقول : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِى خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً).

وقال النبي ﷺ : (الناس كأسنان المشط) [رواه القضاعي في مسند الشهاب، والديلمي في مسند الفردوس] وقال ﷺ : (يا أيها الناس ألا إن ربكم واحد، وإن أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لأعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى) [رواه أحمد والطبراني في الأوسط والكبير].

مقالات مشابهة

  • لماذا تمثل صواريخ حزب الله قصيرة المدى هاجسا لجيش الاحتلال؟
  • علي جمعة: الفتن سببها العبد عن مراد الله في التلاعب بالألفاظ
  • لماذا كثفت إسرائيل هجماتها على لبنان بعد زيارة هوكشتاين؟
  • لماذا سميت سورة الإخلاص بالمقشقشة؟.. 3 أسباب ينبغي أن تعرفها
  • هذه نهاية من يسرقون التاريخ.. نشطاء يعلقون على مقتل مؤرخ إسرائيلي بجنوب لبنان
  • (نص + فيديو) كلمة السيد القائد .. 21 نوفمبر 2024
  • لماذا يكره الناس سماع أصواتهم في التسجيلات؟.. إليك الأسباب
  • الولايات المتحدة: نهاية الحرب في لبنان قد تكون قريبة
  • الولايات المتحدة: إسرائيل تحقق أهدافها وتقترب من نهاية حربها مع حزب الله
  • أمريكا: إسرائيل تحقق أهدافها واقتراب نهاية حربها مع حزب الله