نشهد يوما بعد يوم ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها الطبيعية، التى اعتدنا عليها خلال العقود الماضية، وتصبح الأجواء أشد حرارة وأكثر سخونة، وهو ما يجعل أجسامنا تبذل المزيد من العرق لترطيب الجسم، وخفض تأثير درجات الحرارة المرتفعة عليه، ونفقد مع هذا العرق كمية من الماء ومعها العديد من الأملاح المعدنية الهامة للجسم، مثل الصوديوم والبوتاسيوم.

وكرد فعل طبيعى على ذلك يزداد الشعور بالعطش، ونشرب المزيد من الماء دون تعويض ما يفقده جسم الانسان من أملاح معدنية هامة، مما يزيد من تخفيف نسبتها داخل الجسم، وهو ما يعرضنا دائما للهبوط الشديد والدوار والتعب لأقل مجهود، وقلة التركيز وزيادة خفقان القلب، وهو ما يعرف بالاجهاد الحرارى نتيجة لاختلال ميزان السوائل والاملاح داخل الجسم.

ويوضح الدكتور السيد محمود حماد، أستاذ مساعد التغذية بالمعهد القومى للتغذية، من هذا المنطلق لابد أولا من تعويض ما يفقده الجسم أثناء العرق من ماء وأملاح معدنية معا، لذلك لا يجب الاعتماد على شرب الماء فقط، وإنما يفضل تناول المشروبات التى تحتوى على الماء والاملاح المعدنية الهامة، مثل الصوديوم والبوتاسيوم فى نفس الوقت.

ومن أفضل هذه المشروبات التى تستخدم للارتواء، والتى يمكن إعدادها فى المنزل والاعتماد عليها كبديل للماء، فى فترات التعرض لدرجات الحرارة العالية أثناء النهار، أو أثناء أداء الأعمال الميدانية المختلفة التى تتم فى الأجواء الحارة أو تحت أشعة الشمس، ويمكن اعدادها من خلال استخدام نصف كوب من عصير البرتقال الطازج، وإكمال الكمية إلى لتر من الماء، مع إضافة ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام، تتراوح بين واحد إلى واحد ونصف جرام فقط لاغير، وفى حالة عدم توفر البرتقال يمكن إعداده أيضا من خلال إضافة ملعقتين كبيرتين من عصير الليمون (عصير ليمونة متوسطة تقريبا) مع ملعقتين كبيرتين من السكر إلى لتر من الماء، مع إضافة ربع ملعقة صغيرة من ملح الطعام، تتراوح بين واحد إلى واحد ونصف جرام فقط لاغير، وتعتبر هذه الطريقة من أسهل وأفضل الطرق التى تساعد على إرواء الجسم، من خلال تقليل الاحساس بالعطش المصاحب لدرجات الحرارة العالية، وتعويض السوائل والأملاح المعدنية المفقودة، وإمداد الجسم بقليل من الطاقة التى يجب أن تحتسب ضمن النظام الغذائى اليومي، لكل فرد حسب احتياجاته الخاصة.

ويضيف الدكتور السيد حماد: قد يكون الأمر صعبا عندما تزيد مستويات الرطوبة فى نفس الوقت الذى ترتفع فيه درجات الحرارة، حيث يزيد أيضا الشعور بأعراض الحساسية والربو، عندما يكون الهواء مشبعًا بالرطوبة يكون التنفس أصعب، لأن الرطوبة العالية تجعل الطقس أكثر سخونة مما هو عليه، ويقل تبخر العرق من على البشرة، ويعطى إحساسًا أكثر بارتفاع الحرارة والسخونة، وهو ما يجعلنا نتعرق أكثر من المعدل العادى خلال ارتفاع الحرارة فقط، وهو ما قد يزيد من حكة الجلد والتعرض للالتهاب، ونقل العدوى والميكروبات، وظهور بعض البثور والحبوب وانخفاض مسامية الجلد، نتيجة لتراكم العرق والدهون والأتربة عليه.

ويوضح الدكتور السيد حماد، هذا يستدعى مراعاة النظافة الدورية المستمرة بالماء والصابون، خاصة للأجزاء المكشوفة من الجسم والمعرضة أكثر للغبار والاتربة والملوثات المختلفة.

وقد تتسب الرطوبة العالية أيضا فى الإصابة بضربات الشمس والإجهاد الحراري، وإعطاء الشعور بعدم الراحة، والإصابة بالصداع والإرهاق لأقل مجهود، والخمول وقلة الطاقة أو القدرة على الحركة والعمل.

وينصح الدكتور السيد حماد، بالالتزام بالنصائح السابقة مع أفضلية البقاء فى المنازل، أو فى الأماكن المظللة جيدة التهوية، خاصة فى أوقات الحر الشديدة وارتفاع نسب الرطوبة، مع ملاحظة عدم النزول أوالتعرض المباشر لأشعة الشمس، الا فى حالات الضرورة فقط، أو لأداء الأعمال والأنشطة التى لا يمكن الاستغناء عنها، مع استخدام وسائل خفض تأثير درجات الحرارة العالية حسب المتاح، مثل المراوح أو مكيفات الهواء للحفاظ على درجة حرارة أقل، وتحريك وتغيير الهواء لتقليل اثر الرطوبة العالية، فى ظل ارتفاع درجات الحرارة.

ويختتم الدكتور السيد حماد، لا يجب أن ننسى أن اتباع نظام غذائى متوازن، غنى بالخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة، وقدر كاف من السوائل مثل الماء والمشروبات الطبيعية المفيدة، وقليل المحتوى من الدهون والسكريات والحلويات، والأغذية المحفوظة والمصنعة، يعد أمرا أساسيا فى التمتع بصحة جيدة، والتغلب على الآثار السيئة لارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بشكل ملحوظ.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نصائح غذائية الحرارة والرطوبة

إقرأ أيضاً:

كم كوبا من الماء تحتاج في هذا الطقس الحار؟

يساعد الماء على استعادة السوائل المفقودة في عمليات الجسم المختلفة مثل التنفس والتعرق وإزالة الفضلات، كما يحمي من ارتفاع درجات الحرارة، ويعمل على تليين المفاصل والأنسجة، ويحافظ على صحة الجلد، وهو ضروري لعملية الهضم السليم.

إنه المشروب المثالي الخالي من السعرات الحرارية لإرواء العطش وإعادة ترطيب الجسم. ويحتاج معظم الناس إلى ما بين 4 و6 أكواب من الماء كل يوم، وقد تحتاج أن تشرب أكثر من ذلك أو أقل. ولكن ما المعيار الذي يحدد الكمية؟

للأصحاء فقط

بينما تُعتبر القاعدة العامة التي يتبعها الأشخاص الأصحاء هي أن يشربوا من 4 إلى 6 أكواب، فإن هذه الكمية تختلف بناء على كمية المياه التي يتناولونها من المشروبات ومصادر الطعام الأخرى. كما أن بعض الظروف الصحية والأدوية ومستوى النشاط ودرجة الحرارة المحيطة تؤثر في إجمالي كمية المياه المطلوبة يوميا.

يشير موقع كلية هارفارد ثي تشان للصحة العامة إلى أن متوسط الحاجة اليومية الكلية من السوائل للرجال الأصحاء تبلغ نحو 15.5 كوبا، وللنساء نحو 11.5 كوبا. وقد يعني هذا أنك تحتاج فقط إلى ما بين 4 و6 أكواب من الماء العادي، وذلك حسب مصادر السوائل الأخرى التي تعتمد عليها مثل القهوة والشاي والعصير والفواكه والخضراوات.

الأشخاص الأصحاء يحتاجون ما بين 4 و6 أكواب في اليوم (غيتي)

وتشمل العوامل الأخرى التي قد تزيد من الحاجة إلى الماء العادي ما يلي:

مستوى النشاط

فغالبا ما يحتاج الأفراد المشاركون في النشاط البدني لفترات طويلة -مثل سباقات الماراثون- إلى تعويض ما فقدوه من ماء وصوديوم. فإذا كنتَ تفقد الماء عبر التعرق بسبب ممارسة الرياضة، فيجب عليك زيادة كمية الماء التي تشربها.

الصحة العامة والأدوية

تتطلب بعض الحالات المرضية تغيير كمية الماء التي تشربها زيادة أو نقصانا، مثل أمراض الغدة الدرقية، أو مشاكل الكلى أو الكبد أو القلب، أو إذا كنت تتناول أدوية تجعل الجسم يحبس المياه داخله مثل العقاقير المضادة للالتهابات غير الستيرويدية (NSAIDs) وبعض مضادات الاكتئاب. وإذا قام طبيبك بوصف مدرّات البول لك فاسأله عن كمية الماء التي يجب أن تشربها عندما يكون الطقس حارا.

درجات الحرارة الخارجية

يجب مراقبة تناول السوائل وإخراجها بعناية عند الرضّع والأطفال الصغار وكبار السن، فالأطفال لديهم قدرة أقل على التعرق، كما أن قدرتهم على تحمل درجات الحرارة المرتفعة أقل.

ولا يشعر كبار السن بالعطش كما يشعر الأشخاص الأصحاء بذلك، وقد تؤثر الأدوية والأمراض في تناول السوائل وتوازن الماء وفقا لجامعة نبراسكا بالولايات المتحدة، وقد تشير قلة التبول أو البول الأصفر الداكن إلى أن الشخص بحاجة إلى شرب المزيد من السوائل.

وينبغي مراقبة علامات الأمراض المرتبطة بارتفاع حرارة الجسم، بما في ذلك تشنجات العضلات والغثيان أو القيء والضعف والصداع والدوار أو الارتباك أثناء الطقس الحار. فإذا ظهرت هذه الأعراض توقف عما تفعله وقم بإزالة الملابس الإضافية أو المعدات الرياضية واشرب السوائل، وحاول تهوية جسمك أو ترطيبه بالماء البارد.

مقالات مشابهة

  • متابعة نشرات الطقس .. اليونيسيف تقدم نصائح للتعامل مع موجات الحر
  • كم كوبا من الماء تحتاج في هذا الطقس الحار؟
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. ازاي تحمي نفسك من ضربات الشمس؟
  • حالة الطقس خلال الـ72 ساعة المقبلة.. ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة
  • تأثير رطوبة الجو على صحة وأعضاء الإنسان
  • نصائح مهمة إثر ارتفاع درجات الحرارة في الأردن نهاية الأسبوع
  • ارتفاع الحرارة والرطوبة.. الأرصاد تكشف الطقس الأيام المقبلة وتحذر المواطنين
  • نصائح من الصحة للحفاظ على رطوبة الجسم أثناء ارتفاع الحرارة (إنفوجراف)
  • نصائح للتغلب على مشكلة ارتفاع حرارة الهاتف في الصيف
  • الأماكن الأكثر تأثرا بارتفاع درجات الحرارة والرطوبة غدا.. تصل لـ44