ملتقى فلسطينيي الخارج يناقش بإسطنبول تداعيات طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
انطلقت اليوم الجمعة أعمال ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني في إسطنبول الذي يقيمه المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج، وتستمر فعالياته على مدى يومين، لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وأزمة المشروع الوطني الفلسطيني.
ويأتي انعقاد المؤتمر في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 (طوفان الأقصى)، الذي راح ضحيته مئات آلاف الفلسطينيين بين شهيد وجريح ونازح.
وتناول المؤتمر في يومه الأول البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى محليا وإقليميا، وأبرز التغييرات التي أحدثتها معركة الطوفان على المحيطين الإقليمي والدولي، وما تتطلبه المرحلة الحالية من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وأولويات المرحلة المقبلة.
فقد قارن أستاذ دراسات الشرق الأوسط في جامعة روتجرز الأميركية عبد الحميد صيام بين واقع القضية الفلسطينية دوليا قبل "السابع من أكتوبر"، من حيث:
مباهاة إسرائيل بما حققته سياسيا وأمنيا حتى أنها مسحت فلسطين تماما من الخرائط التي تستعرضها في الأمم المتحدة. إسرائيل كانت من أكثر الدول تحقيقا للنمو الاقتصادي والتنمية. سقوط القضية الفلسطينية من سلم الاهتمامات العربية والدولية.لكن بعد ما قامت به المقاومة الفلسطينية في طوفان الأقصى، حدث ما يلي:
القضية الفلسطينية تتصدر مناقشات مجلس الأمن. الولايات المتحدة أصبحت قراراتها معزولة في ما يتعلق بالشأن الفلسطيني في المحافل الدولية. محكمة العدل الدولية تلاحق إسرائيل وقادتها عبر مجموعة من القرارات الاحترازية التي تدعو لوقف الحرب وإيصال المساعدات. المظاهرات المنتشرة حول العالم التي تتعاطف مع القضية. انهيار اقتصادي يومي في إسرائيل، وعزلة دولية، وتفكك المجتمع مع فرار آلاف الإسرائيليين إلى الخارج. الملتقى ناقش البيئة السياسية المرافقة لطوفان الأقصى والمتغيرات التي صاحبت ذلك (الجزيرة نت) البيئة العربيةأما الكاتب والمحلل السياسي أحمد الحيلة فيرى أن القضية الفلسطينية لم تكن أولوية في السياسة العربية قبل طوفان الأقصى، ووصلت مراحل التطبيع العربي مع إسرائيل إلى درجة غير مسبوقة، للدرجة التي اتهم فيها عدد من النخب ووسائل الإعلام العربية الفلسطينيين بأنهم السبب في تأخر المنطقة وتعطل الاستثمار فيها.
وتحدث الكاتب كذلك عن الواقع السياسي للدول العربية عقب طوفان الأقصى، فقد تأخر عقد القمة العربية الإسلامية 31 يوما بعد بدء المعركة، ورأت العديد من الدول العربية عدم التدخل حتى تلاقي المقاومة الفلسطينية جزاء فعلها، كما أن دولا كبحت شعوبها ومنعتهم من التعبير عن مشاعرهم تجاه فلسطين.
ومع ذلك يرى الحيلة أن يوم "السابع من أكتوبر" غيّر كثيرا في السياسة العربية، من حيث:
مصر ترفض فكرة تهجير أهل غزة إلى سيناء. الدول العربية ترفض أن تكون شريكا في إدارة غزة وفق رؤية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقف مسار التطبيع مع إسرائيل وتموضعها السياسي إقليميا ودوليا. تعطيل برنامج إسرائيل في التنمية وكسر الصورة النمطية بأنها القوة التي لا تقهر. استعادت القضية الفلسطينية حضورها على نحو غير مسبوق. لحظة صمت على ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في افتتاح ملتقى الحوار الوطني لفلسطينيي الخارج (الجزيرة نت) الداخل الإسرائيليويتفق الكاتب الصحفي وديع عواودة مع الرأي السابق في الخسائر التي مُنيت بها إسرائيل نتيجة طوفان الأقصى، ويضيف عليها:
تعطل نظم الإنذار المبكر والاستخبارات عند إسرائيل وكذلك فكرة الردع والحسم، حيث إنها حتى الآن لم تحقق أهدافها من العدوان على غزة طوال 9 أشهر. نزوح عشرات الآلاف من الإسرائيليين من مناطق الشمال أو الفرار من إسرائيل مع تخلي الأجيال الجديدة عن فكرة التضحية عكس ما كان عليه جيل المؤسسين. تزعزع ثقة الإسرائيليين في الجيش والحكومة والمنظومة الأمنية، وكذلك في الدول الغربية بسبب الكلفة التي يدفعها المجتمع الإسرائيلي. التفكك والخلافات السياسية والانقسامات المجتمعية العميقة التي أصبحت تنعكس على النخب السياسية. النزيف الاقتصادي والحرب النفسية التي تشنها المقاومة على الداخل الإسرائيلي وانهيار قواعد النشر عند المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وظهر ذلك جليا في وسائل التواصل الاجتماعي. الوحدة ضرورة حاسمةلكن السياسي الفلسطيني أحمد غنيم يقول إن نتائج طوفان الأقصى لم تظهر كلها بعد، فالمعركة ما زالت مستمرة، والنتائج التي وصلنا إليها اليوم هي حصاد أكثر من 70 عاما من المقاومة، ونبه إلى أن القيادات الفلسطينية يجب أن تدرك المتغيرات الجديدة، وأن تستغل الأزمة الحالية وتحولها إلى فرصة.
وأشار غنيم إلى أن الوحدة الفلسطينية ضرورة موضوعية وأمر حاسم، لكن هناك قوى تمنع في كل مناسبة قيام هذه الوحدة، وقال "إن المقاومة تحتاج إلى رئة سياسية لكي تحمي إنجاز المقاومة وتدافع عنه".
ووصف السياسي الفلسطيني ما قامت به المقاومة في طوفان الأقصى بأنه حقق معجزتين: الأولى تتمثل في الهجوم نفسه يوم "السابع من أكتوبر"، والثانية في الصمود طوال هذه الفترة.
المشاركون دعوا إلى ضرورة تجاوز اتفاق أوسلو والانطلاق نحو مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني (الجزيرة) اتفاق أوسلووشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عددا من المداخلات "ذات الصوت المرتفع" التي أجمع أغلبها على ما يلي:
انتهاء اتفاق أوسلو بكل تبعاته وضرورة الانطلاق نحو مرحلة جديدة من النضال الفلسطيني. إعادة ترتيب البيت الفلسطيني أصبح ضرورة أكثر من أي وقت مضى، ولا يقبل حاليا أن يرتهن القرار الفلسطيني لجهة دون أخرى. لا يمكن الاستغناء عن المقاومة التي هي الطريق الذي يجبر الاحتلال والمجتمع الدولي على التفاوض وقبول المطالب الفلسطينية. ضرورة تجميع كل المبادرات الفلسطينية في الداخل والخارج تحت مظلة واحدة جامعة لا تستثني أحدا.يذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج في المشاركة السياسية وتفعيل دورهم في صناعة القرار الوطني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القضیة الفلسطینیة السابع من أکتوبر طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
ضمن معركة "طوفان الأقصى".. 18 عملا مقاوما بالضفة خلال 24 ساعة
رام الله - صفا
أفاد مركز معلومات فلسطين "معطى"، مساء يوم الخميس، بأن 18 عملا مقاوما سجلت في الضفة الغربية ضمن معركة "طوفان الأقصى" خلال 24 ساعة.
وأوضح معطى، في تقرير تابعته وكالة "صفا"، أن أبرز تلك الأعمال هي عملية الدهس التي نفذها مقاوم قرب قرية ديرقديس غربي رام الله وأدت لإصابة اثنين من جنود الاحتلال الإسرائيلي.
وبيّن معطى أن 8 اشتباكات مسلحة وإطلاق للنار تجاه قوات الاحتلال سجلت موزعة على محافظات جنين، نابلس وطوباس التي رافقها أيضا تفجير عبوات ناسفة.
وانطلقت المظاهرات في طولكرم، بينما تصدى المواطنون للمستوطنين في قرية المغير شرقي رام الله.
واندلعت المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في عدة مناطق بنابلس، طولكرم، أريحا، بيت لحم والخليل.