موقع حيروت الإخباري:
2025-02-22@09:28:30 GMT

تضاد المنطق …بقلم / صفوان باقيس

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

تضاد المنطق …بقلم / صفوان باقيس

 

بقلم / صفوان باقيس

وَضَرَبَ لَنَا مَثَلٗا وَنَسِيَ خَلۡقَهُۥۖ قَالَ مَن يُحۡيِ ٱلۡعِظَٰمَ وَهِيَ رَمِيمٞ (٧٨) قُلۡ يُحۡيِيهَا ٱلَّذِيٓ أَنشَأَهَآ أَوَّلَ مَرَّةٖۖ وَهُوَ بِكُلِّ خَلۡقٍ عَلِيمٌ ( ٧٩)
سورة ياسين.

يؤمن جل المسلمين إيمان عقائدي ان البعث يشمل الجسد و الروح وعلى هذا الأساس تم تكفير من يخالف الصورة الذهنية في القرآن في مسألة البعث الحسي للجسد بينما يرى الكثير من الفلاسفة المسلمين ان البعث روحي وكذلك فناء المادة نهائي.

هل يجوز تكفير فلاسفة المسلمين الأوائل كابن سينا لمجرد انهم خالفوا الصورة الذهنية للبعث؟

قبل الإجابة على هذا السؤال دعونا نخوض في علاقة الأطباء الحسية مع الموت فإن الأطباء على مر التاريخ شهدوا حوادث فيها يعود المريض من موت محقق فيروي فيها تفاصيل لا يمكن للجسد الحسي ان يعيشها ولهذا لخص العلم ان العقل في الدماغ بالاعتقاد السائد ان الدماغ مسؤول عن العقل فهو مركز تلقي المعلومات و تخزينها و تحليلها، ظل هذا الاعتقاد حتى مطلع القرن الواحد و العشرين حيث تغير الاعتقاد السائد عند الكثير من الأطباء نحو تأييد ان العقل خارج الدماغ وربما يكون منفصل عنه كليا.

قامت جامعة ساوث هامتن البريطانية( بمشاركة متخصيبن من الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و أستراليا في ١٥ مستشفى موزعة على الثلاث البلدان) بإجراء دراسة حول تجارب الاقتراب من الموت و الخروج من الجسد، لخصت إلى ان حوالي ٤ إلى ١٥ ٪ من عموم الناس مروا بهذه التجارب و حوالي ٣٩٪ من العائدون بعد الصول إلى مرحلة الموت السريري في المستشفيات.

يعود الفضل الأول للدكتور ريموند مودي الذي قام بمجهود شخصي بتوثيق و دارسة تجارب الاقتراب في وقت مبكر من النصف الأخير من القرن العشرين. أيضا مساهمة البروفسور جراح الدماغ الشهير إبن إلكساندر الذي هو نفسه تعرض لتجربة الاقتراب من الموت فساهم في تقديم رؤية لإعادة النظر في النموذج المادي الطبي.

إن إعتقاد ابن سينا بالانفصال الكلي بين العقل و الجسد المادي ربما كانت نظرة علمية ثاقبة بعيدة سابقة لزمنها.

تمكن العلماء لأول مرة من ملاحظة وجود الوعي(العقل) أثناء القيام بتجربة لقياس موجات الضوء ومنها تبلورت فرضيات علمية لم تنضج بعد لمستوى النظرية نظرا لاستحالة التعامل مع الوعي حسيا.

تأثر ابن سينا كغيره من العلماء المسلمين باراء الفلاسفة الاغريق وخصوصا من حيث التحليل و التقييم المنطقي للموجودات المادية ومع هذا فإن ابن سينا أسس لمدرسة فلسفية خاصه ابتعدت مسافة عن المشائيين و فلسفة ماوراء الطبيعة مزجت بين المعتقد الإسلامي و التجربة العلمية ولهذا استحق لقب المعلم الثاني بعد ارسطو.

هل منهج الفلاسفة القدماء او العلم اليوم بتخصصه يتوافق مع الدين؟ فهذه الجدلية قائمة لن تنتهي بصرف النظر عن الدين وفي ظل اي مجتمع، سيظل الدين منطق إيماني مبني على التسليم المطلق بينما العلم مبني على منهجية التجربة و التحليل المنطقي ولهذا لكل منهم فلسفته و قواعده فعند الخلط بينهما ينشأ الصدام.

على العالم الإسلامي ترك العلماء و العلم المجرد لأهله و ترك الفقه لأهله وان لا يتدخل احد بشؤون الآخر كعمل مؤسسي لان تقييد حرية العلماء يضر بمسيرة العلم و بالتالي تعثر قيام حضارة مادية. لقد ساهم ملاحقة العلماء المسلمين الأوائل في توقف النهضة الإسلامية ومن ثم خروجها عن سيطرة العرب. سيبقى العلم نبراس الحضارة و اساس النهضة.

مع تطور العلوم و تقدم التقنية مع بساطة تلقي المعلومة فإنها حتمية التصادم مع النصوص الدينية المقدسة مثلا ميكانيكا الكم قد ترجح ان الزمن وهم لا وجود له وإن الجسيمات ممكن تكون في عدة أماكن في وقت واحد في فضاء إفتراضي، حتى المنطق نفسه بقواعده المتعارف عليها يعجز لإيجاد تفسير منطقي ولكن التجارب العلمية فيها تقود إلى هذا الاتجاه.

لمن لا يعرف فيزياء الكم فهي اكثر فروع الفيزياء تطبيقا تقريبا في كل مجالات التكنلوجيا فمنها توصل الإنسان للانشطار النووي و علم الكمبيوتر و الذكاء الاصطناعي وبل دخلت في كل مجالات الحياة، العالم اليوم بصدد تفعيل كمبيوتر كمي!

لسطوة فيزياء الكم  فإن هناك من العلماء من يحاول ربطها بالفيزياء التقليدية وخصوصا النسبية و الجاذبية اي دمج النموذجين بنظرية جديدة تسمى quantum field theory. الفيزياء الكمية تتخصص في الذرة وما تحتها ولهذا عمليا سهلت التجربة و كذلك ساهمت في حل بعض الالغاز المحيرة في الفيزياء الكلاسيكية.

هل سيتمكن العلم من معرفة الروح معرفة علمية كاملة؟
من المنطلق الإيماني فإن هذه العملية مستحيلة و يعترف العلم على عدم قدرته على إجراء التجربة في شيئ غير محسوس و لا يمكن قياسه ومع هذا طموح العلوم مفتوح و يحق لها الخوض في اي مجال

للإجابة على السؤال أعلاه يتكرس في هذه الآية

إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا

لا أعتقد أن فلاسفة و علماء المسلمين الأوائل وصلوا للشرك او الكفر بوجود الله لأن في قلب التحليل المنطقي ان لابد للموجود من واجد وإن العدم لا ينتج إلا عدم ولهذا لابد للكون من صانع
قادهم العقل لقناعة ان النفس او الروح لا ترتبط بالجسد الحسي او ان الكون قديم وربما ازلي. ربما يكون الفيلسوف او العالم محق وربما يكون على خطأ فالعلم المطلق عند الله.

صفوان باقيس

المصادر

https://www.southampton.ac.uk/news/2014/10/07-worlds-largest-near-death-experiences-study.page
جامعة ساوث هامتون
———————————————————
https://www.damtp.cam.ac.uk/user/tong/research.html
جامعة كامبريدج
———————————————————
ARE YOU LIVING IN A COMPUTER SIMULATION?
BY NICK BOSTROM
[Published in Philosophical Quarterly (2003)

المصدر: موقع حيروت الإخباري

إقرأ أيضاً:

شيخ الأزهر يُهدِي رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماء المسلمين»

استقبل فضيلة الإمام الأكبر أ. د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، اليوم الخميس بمقر إقامة فضيلته بمملكة البحرين، السيد أنور إبراهيم، رئيس وزراء ماليزيا، لبحث سبل تعزيز التَّعاون المشترك.

وفي بداية اللقاء، قال رئيس الوزراء الماليزي، "نقدِّر دعوة فضيلة الإمام الأكبر لعقدِ هذا الحوار في هذا التوقيت المهم، وحرص فضيلته على مشاركة كلِّ المذاهب الإسلامية دون إقصاء لأي طرف، لقد استمعت لكلمتكم في افتتاح مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، وطلبت ترجمتها إلى اللغة الماليزية لتعميمها على الوزارات والهيئات ذات الصلة، والمساجد والمؤسسات الإسلامية في بلدنا، هذه الكلمة تحدثت عما يفترض مناقشته وهو "الخطوة التالية" للمؤتمر، وما يجب علينا فعله لترجمة كل ما يتم تناوله في جلسات الموتمر على أرض الواقع؛ لتستفيد الأمة بأكملها من هذا العمل المهم".

وأكَّد أنور إبراهيم، استعداد ماليزيا لدعم كل مخرجات مؤتمر الحوار الإسلامي - الإسلامي، وضمان وصول رسالته والتعريف بها عالميًّا، وبخاصة في دول جنوب شرق آسيا، مؤكدًا حرص بلاده للعمل على وحدة الأمة ونبذ الفرقة والشقاق، مصرحًا "فضيلتكم لديكم مصداقية ومكانة كبيرة والجميع يحترمكم ويقدركم في العالم الإسلامي، وعلينا الاستفادة من ذلك وتسخير هذه المكانة لإقناع عموم المسلمين بأهميَّة الحوار والتقارب بين كل المذاهب الإسلامية، وغلق الأبواب في وجه كل مَن يريدون تمزيق الأمة وتشتتها عن أهدافها".

من جانبه، قال فضيلة الإمام الأكبر، إنَّ وحدة المسلمين هي الحل الأوحد لاستقرار الأمة ونهوضها واستعادتها لثقتها، وقدرتها على مواجهة كل الأزمات مهما بلغت حدة شوكتها، وهو ما شجَّعنا لعقد هذا المؤتمر الذي يلامس طرفا علمائيًّا، متعلِّق برؤية الآخر، وهو بُعدٌ مُهمٌّ ومؤثِّرٌ في تصور الآخر في عقول مَن يعتنقون مذهبًا مختلفًا، هذا الطرف القادر للعبور بالأمة إلى بر السلام، والتأثير في السلوكيات وتبني أفكار التقارب والحوار والوحدة بين كل مدارس الفكر الإسلاميَّة، والقضاء على توظيف الدين في المعتركات والصراعات التي تستهدف شق وحدة الشعوب، مشيرًا إلى قدرة المجتمع العلمائي على وضع ضوابط ومحددات للحوار، ويبقى التعويل على السياسيين في إيجاد آلية للتنفيذ.

وأكَّد شيخ الأزهر ضرورة تنسيق الجهود، وفتح قنوات الحوار بين علماء الدين والقادة السياسيين، لا بدَّ من تغليب الأخوة الإسلامية ومستقبل الأمَّة على المصالح السياسية الوقتية، وأن يجمع العالم الإسلامي مشروع موحد، مؤكدًا أنَّ الوحدة هي الجدار الذي لن يستطيع أحد أن يدق فيه مسمارًا واحدًا، وبدونها لن يستطيع أي طرف أن ينهض مهما بلغ من القوة والتقدم، فالشِّقاق مرض وضعف لن يعالجه إلا الاتحاد والحوار والإيمان بحتمية المصير المشترك بين كل أبناء الأمة، ولنا في قضية فلسطين وغزة العبرة والعظة، فما يحدث الآن من قتل للأبرياء والأطفال لأكثر من 16 شهرًا، ومخططات لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، لم يكن كل هذا ليحدث لو كان هناك وحدة إسلامية حقيقية.

وفي نهاية اللقاء، أهدى شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماء المسلمين» تقديرًا لجهوده في خدمة الإسلام ودعم قضايا الأمة.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو .. النابلسي: دعم الرئيس السوري فرض عين
  • محافظ الدقهلية: تنفيذ خطة التوعية بمشروع فصل المخلفات من المنبع بحي غرب
  • اكتشاف مثير قد يفسّر تجارب الاقتراب من الموت!
  • حق تقرير المصير: رؤية نابعة من التجربة الشخصية والمصلحة العامة
  • التنمية المحلية تنظم 3 ورش عمل نقاشية حول التجربة المصرية فى إدارة الأزمات الصحية
  • كريم رمزي: العقل والمنطق يؤكد ضرورة وجود الرباعي المصري في نهائي الأبطال والكونفدرالية
  • شيخ الأزهر يُهدِي رئيس الوزراء الماليزي درع «حكماء المسلمين»
  • تقرير يحذّر من ارتفاع في جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا
  • اللجنة العليا للدعوة: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة
  • أمين الدعوة بالبحوث الإسلامية: الشخصية السوية تُبنى على عقيدة تطهر العقل من الخرافة