لا شك أن المرأة المصرية كانت أول من قاد ثورة 30 يونيو وكان دورها فى نجاح تلك الثورة كفيل بأن يضعها فى الصدارة، فى الوقت نفسه جاء اهتمام الرئيس السيسى بالمرأة دليل على أهمية دورها فى بناء الإنجازات وإن ما قدمه ومنحه الرئيس السيسى لنساء وفتيات مصر فى الـ11 عاما الماضية من استراتيجيات ومبادرات وقرارات وتشريعات وقوانين وبرامج فعلية.

. كان نتاج طبيعى لخروج المرأة المصرية بقوة فى 30 يونيو 2013، ودعمها للوطن فى مواجهة التحديات التى هددت الدولة المصرية وسلامة أراضيها.
فنظرة واحدة إلى الواقع تشير إلى مئات الإنجازات التى حصلت عليها المرأة بعد ثورة يونيو ومن أهمها:
المشاركة السياسية للمرأة وصلت نسبة تمثيل المرأة فى عضوية المجلس القومى لحقوق الإنسان إلى 44٪، و31٪ نائبات محافظ، و30٪ دبلوماسيات، كما وصلت نسبة تمثيل المرأة فى مجلس النواب إلى 28٪ و14٪ عضوات بمجلس الشيوخ، و27٪ نائبات وزراء، وتولت المرأة 6 حقائب وزارية بنسبة 18٪، ولأول مرة تشغل المرأة المصرية المناصب التالية: نائب محافظ البنك المركزى، أول رئيس لمحكمة اقتصادية، أول مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومى، أول رئيسة للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وسيدتان فى منصب محافظ، ولأول مره المرأة فى النيابة العامة ومجلس الدولة، تعيين أول امرأة فى منصب شيخ بلد عام 2019.
وفيما يتعلق لتمثيل المرأة فى القضاء وصل عدد القاضيات اللواتي تم تعيينهن فى مجلس الدولة إلى 137 قاضية وعدد السيدات فى النيابة العامة إلى 20 سيدة، كما وصل عدد القاضيات فى القضاء العادى إلى 147 قاضية، وعدد السيدات بقضايا الدولة إلى 1289 سيدة، وعدد السيدات عضوات هيئة النيابة الإدارية 2365 سيدة. 
وفيما يخص التمكين السياسى تقدمت مصر 49 مركزاً فى مؤشر التمكين السياسى للمرأة (WORLD ECONOMIC FORUM)، حيث احتلت المركز 85 عام 2023، مقابل المركز 134 عام 2014، بالإضافة إلى تحسن نقاط مصر بمؤشر الحريات المدنية للمرأة OUR WORLD IN DATA حيث سجلت 0,43 نقطة عام 2023، مقابل 0,41 نقطة عام 2014.
وفيما يتعلق بصحة المرأة تم تقديم خدمات الفحص والتوعية لـ46 مليونا و728 ألفا و377 سيدة، ضمن المبادرة الرئاسية لدعم صحة المرأة، التى انبثقت من المبادرة الرئاسية «١٠٠ مليون صحة» التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى يوليو ٢٠١٩ لدعم صحة المرأة والمجتمع، تم تطبيق المرحلة الأولى منها فى يونية ٢٠٢٣، واستهدفت أربعة أنواع من مرض السرطان، بينما بدأت المرحلة الثانية من المبادرة فى ديسمبر الحالى ٢٠٢٣، وتستهدف الاكتشاف المبكر للأورام السرطانية فى الرئة، والبروستاتا، والقولون، وعنق الرحم بالمجان فى تسع محافظات.
كما استفادت ٣٦٫٥ مليون سيدة من الكشف المبكر على سرطان الثدى والكشف على الأمراض الأخرى. 
أطلقت وزارة الصحة والسكان مبادرة الرئيس للعناية بصحة الأم والجنين تستهدف الكشف المبكر عن الإصابة بفيروس «بى» وفيروس نقص المناعة البشرى ومرض الزهرى للسيدات الحوامل، بهدف خفض إصابات السيدات بتلك الأمراض وعدم انتقالها إلى الجنين، مع متابعة حالة الأم والمولود بعد انتهاء الحمل لاكتشاف عوامل الخطورة على الأم أو المولود كافة.
كما أطلق الرئيس مبادرته الأولى «مصر بلا غارمات»، ووجه باتخاذ الإجراءات اللازمة لفحص المحكوم عليهن فى قضايا عدم سداد الديون.
كانت الدولة المصرية الأولى فى العالم التى أطلقت الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، كما اعتمدت مصر استراتيجيات لتمكين المرأة وحمايتها، تضمنت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الزواج المبكر، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة العنف ضد المرأة، والاستراتيجية الوطنية لمكافحة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث «الختان»، كما تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والتى تحتوى على محور خاص بحقوق المرأة.
ولا ننسى استجابة الرئيس للمطالب المجتمعية بتعديل قانون الوصاية ومن أهم جهود الدولة المصرية لدعم وتمكين المرأة، استضافة مصر لأول مرة للمنتدى الاقتصادى العالمى السنوى للمرأة، كما احتلت مصر المرتبة الأولى فى منطقة الشرق الأوسط من حيث التدابير التى اتخذتها الدول فى جميع أنحاء العالم لدعم النساء خلال الوباء حيث تم رصد 21 تدبيرا وإجراء اتخذتها مصر، كما اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة مشروع قرار مصرى غير مسبوق حول (حماية حقوق المرأة والفتاة من تداعيات الكورونا).
فى مجال مناهضة العنف ضد المرأة، شهدت الأعوام الأخيرة إقرار مجموعة من القوانين وأدخلت عليها تعديلات بفضل جهود المرأة لنيل حقوقها بما يكفل للمرأة المصرية المساواة الكاملة والفرص المتكافئة، من بينها إصدار قانون بتجريم الحرمان من الميراث، وتغليظ عقوبتى ختان الإناث والتحرش الجنسى، قانون لمواجهة المتهربين من دفع النفقة، وقانون حماية البيانات الشخصية، وتعديل قانون تنظيم بعض أوضاع وإجراءات التقاضى فى مسائل الأحوال الشخصية المتعلقة بالولاية على المال، وقانون بتجريم وتوصيف التنمر لأول مرة، كما تم إصدار قانون بتعديل بعض أحكام قانون الإجراءات الجنائية بالنص على عدم الكشف عن بيانات المجنى عليها فى جرائم التحرش والعنف وهتك العرض خشية إحجام المجنى عليه عن الإبلاغ عن الجريمة، ويؤكد هذا القانون اهتمام الدولة المصرية بكافة أجهزتها ومؤسساتها وحرصهم البالغ على مساعدة المجنى عليهم ممن تعرضوا لجرائم التحرش أو الاغتصاب.
وفى مايو 2019 تم تشكيل اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث برئاسة مشتركة بين المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى للطفولة والأمومة، بهدف توحيد جهود مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدنى المعنية، للقضاء على ختان الإناث، واستكمل المجلس القومى للمرأة جهوده لمكافحة كافة ظواهر العنف ضد المرأة، وبدأ فى افتتاح وحدات الاستجابة الطبية للتعامل مع السيدات المعنفات بمستشفى أمراض النساء والتوليد بقصر العينى، وجامعة عين شمس، وجامعة المنصورة، ويجرى التوسع فى إنشاء تلك الوحدات الصحية لتقديم المساندة والدعم للسيدات، التى تتوافق مع التوجه السياسى للدولة المصرية فى إطلاق مظلة لحماية المرأة، وتفعيل دور الجامعات فى مكافحة العنف والتحرش.
لغة الأرقام 
وصلت نسبة تمثيل المرأة بالبرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب على القيادة، لـ57% فى المرحلة الأخيرة.. ونسبة السيدات فى الجهاز الإدارى فى الدولة 44,5%. ونسبة المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر الموجهة للمرأة وصلت لـ46%.
ونسبة المستفيدات من الإقراض متناهى الصغر 69%. ونسبة تعثر المرأة فى السداد لا تتعدى 1%.
انخفاض معدلات البطالة بين الفتيات ودخول الفتيات أعمال كانت مقصورة على الذكور مثل مهنة المأذون والسائق.
كما ساهم مشروع «حياة كريمة» فى تحسين جودة الحياة، وفرص العمل المنتجة، حيث ساهم فى جودة تحسين الحياة لنحو 8 سيدات فى المرحلة الأولى، ومن المستهدف الوصول إلى 26 مليون سيدة.
وشملت القرارات التوسع فى دعم مشروعات الادخار والإقراض الرقمية، فى المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية، والبرامج التنموية المختلفة من خلال بناء قدرات المرأة، لتنفيذ مشروعات صغيرة خضراء وأنشطة مستدامة مدرة للدخل.
استفادت أكثر من 119 ألف امرأة من حملات التوعية بالمنتجات المالية والمصرفية فى جميع محافظات مصر.
ومن ثمّ لم يعد هناك سقف لطموح المرأة المصرية فى ظل وجود إرادة سياسية مساندة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المرأة المصرية حماية حقوق المرأة ثورة 30 يونيو الرئيس السيسي مجلس النواب مجلس الشيوخ المبادرة الرئاسية ١٠٠ مليون صحة المرأة المصریة الدولة المصریة المرأة فى

إقرأ أيضاً:

القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم

فى حياة كل شعب أيامٌ مضيئة لا تنساها الأجيال المتعاقبة. تتعلم الشعوب من خلال هذه الأيام أن تثق بقدرتها على التغيير، وقدرة الجماهير على إحداث الفارق فى تاريخ الأمة ومستقبلها.

وفى مصر، كان يوم 30 يونيو 2013 أحد هذه الأيام المضيئة؛ إذ أثبت أن مصر العظيمة لا تنهزم، وأنه فى أحلك الظروف وأعتى التحديات يستطيع الشعب المصرى دائماً أن يجد مخرجاً.

وأن العقلية المصرية والمخزون الحضارى لهذا الشعب لا ينضب ولا يجف.

إن خروج ملايين المصريين فى يوم 30 يونيو 2013 حمل الكثير من الدلالات والرسائل التى تستحق أن نتأملها بعمق، ونوفيها حقها فى الدراسة والتفكير، ونتعلم منها كيف يستطيع المصريون إحداث الفارق ومواجهة التحديات والصعاب، إن 30 يونيو هى درس عظيم فى الأمل.

واحدة من أهم الدلائل التى حملتها 30 يونيو انحياز المصريين لدولة المواطنة؛ فقد كان الخطاب السياسى فيما قبل 30 يونيو؛ محمَّلاً بالكراهية والعداوة تجاه أى مختلف، ومتخذاً منطلقاً مبنياً على ادعاءات تتنافى مع قِيَم التسامح، وتهدِّد التماسك والسلم المجتمعيَّيْن.

وقد ظهر الوجه الآخر لهذا الخطاب بأعنف صوره فى الأحداث التى تلت ثورة 30 يونيو، من الاعتداءات التى طالت المجتمع المصرى كله، والشهداء الذين سقطوا جراء هذا العنف، والتخريب والهجوم الذى طال كافة أنحاء البلاد.

لكن صمود شعبنا العظيم وتماسكه حال دون نجاح هذه المخططات العنيفة.

وكذلك اتخذت الدولة ما بعد 30 يونيو خطوات جادة فى قضية المواطنة، فجاءت قرارات ترميم الكنائس المتضررة، وإعادتها أفضل مما كانت عليه، ثم صدور قانون دور العبادة، وتقنين أوضاع الكنائس، وغيرها من الخطوات والأحداث التى أكدت حرص الدولة المصرية على تفعيل المواطنة، ومعالجة قضايا عانت منها مصر على مدار عقود متصلة؛ وهذا الحرص استُلْهِم وتأسس على روح ثورة 30 يونيو العظيمة.

إن هدف تحقيق دولة المواطنة فى مصر قد صار الآن أقرب بكثير مما كان عليه سابقاً، والعمل على تعزيز المواطنة هو عمل مجتمعى يشترك فيه الجميع لأجل الجميع لبناء الجمهورية الجديدة.

إن المواطنة تظل مجرد فكرة وشعار سياسى ما لم تنتقل إلى الممارسات العملية ويستوعبها العقل الجمعى ويعمل فى إطارها، وكان يوم 30 يونيو هو إحدى الدلائل العظيمة على استيعاب العقل الجمعى المصرى لأهمية المواطنة.

واليوم، نعلم جميعاً حجم التحديات التى تواجهها الدولة المصرية؛ فالظروف العالمية والإقليمية فى غاية التعقيد والصعوبة، والتحديات الاقتصادية ليست سهلة وتحتاج لحلول غير تقليدية، لكننا نثق بالله أولاً ونؤمن بقدرته العظيمة على تغيير الواقع، ثم نثق بقدرة الشعب المصرى على تجاوز التحديات، ثم قدرة الدولة المصرية على قيادة الأمر بحكمة.

إن ثورة 30 يونيو لم تكن مجرد حدث سياسى، بل كانت تجسيداً لقوة وإرادة الشعب المصرى، واستناداً إلى مخزون حضارى عريق يمتد عبر آلاف السنين.

أثرت الثورة بشكل عميق على مفهوم دولة المواطنة فى مصر، وأكدت عظمة مصر كدولة ذات حضارة عظيمة.

ورغم التحديات، يظل الأمل مستمراً فى قدرة المصريين على تجاوز الصعاب وبناء مستقبل مشرق. إن مصر اليوم تحتاج للعمل أكثر من أى شىء آخر، والإخلاص والجهد فى تحقيق التنمية بكافة المجالات.

وواحدة من أهم ثمار المواطنة تعلم العمل معاً والتكاتف لتحقيق الأهداف والمصلحة العامة.

حين أتذكر ثورة 30 يونيو، أشعر بالفخر الكبير لانتمائى للشعب المصرى، وأتطلع وأصلى دائماً لأجل غدٍ أفضل، واثقاً أن تحقيق هذا الغد الأفضل ممكنٌ، بل أكيد، طالما أن هذا الشعب متماسك وواعٍ وحريص على استقرار الدولة والمجتمع.

لتكن ثقتنا دائماً فى قدرة مصر وعظمتها وأن «مصر لا تنهزم»

مقالات مشابهة

  • «القومى» للترجمة يطلق مبادرة «أنا أقرأ»
  • "الأكاديمية السلطانية" تُنفذ مبادرة "تَسمُو" لتمكين الكفاءات النسائية العُمانية
  • الأكاديمية السلطانية للإدارة تُنفذ مبادرة “تسمو” لتمكين الكفاءات النسائية العُمانية
  • النائب أحمد عبدالجواد في ذكرى 30 يونيو: عملت على بناء الإنسان المصري
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • «العمل» تناقش "أثر المساواة بين الجنسين على التنمية" في أحد مصانع المنيا
  • 30 يونيو نقطة تحول في حياة "عظيمات مصر" .. مكاسب للمرأة في عهد تمكينها
  • الدكتورة رانيا يحيى تكتب: من الكسر إلى النصر
  • الدكتورة مايا مرسي تكتب: تاريخ لن يُنسى!!