السلطات الفرنسية تحيل المفكر فرانسوا بورغا للتحقيق بزعم تمجيد الإرهاب
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
استدعت الشرطة الفرنسية المفكر السياسي الفرنسي البارز، فرانسوا بورغا، للتحقيق معه في تهمة "تمجيد الإرهاب"، وذلك على خلفية مواقفه وتصريحاته الداعمة للقضية الفلسطينية والرافضة للجرائم الإسرائيلية.
وقال بورغا، في تغريدة على موقع إكس (تويتر سابقا): "لقد حدث الأمر، منحتني الماكرونية (في إشارة إلى نظام الرئيس إيمانويل ماكرون)، للتو أفضل ميدالية لها، وها أنا أيضا قد تم استدعائي يوم 9 تموز/ يوليو المقبل، لحضور جلسة تحقيق بشأن اتهامي بتمجيد الإرهاب"، متسائلا: "ما هو الانطباع الذي يمكن أن يتركه هذا الأمر؟، فخر هائل".
وأرفق بورغا تغريدته بنشر صورة من الدعوة التي تلقاها من قِبل مديرية الشرطة بمنطقة "آكس دو بروفانس" جنوب فرنسا، للمثول أمام المحققين والرد على تهمة الترويج للإرهاب الموجّهة إليه.
Ca y est ! La #Macronie vient de m'attribuer sa plus belle médaille! Me voici moi aussi convoqué (le 9 juillet) pour "Apologie du terrorisme" Quelle impression cela fait il ? Une fierté immense ! #Gaza #Palestinehttps://t.co/fmjaWFodqB pic.twitter.com/DYqepRKZAk — François Burgat (@frburgat) June 26, 2024
حملات ترهيب
من جهته، استنكر قيام السلطات الفرنسية بإحالته للتحقيق، لافتا إلى أنه ليس الوحيد الذي يتلقى مثل هذا الاستدعاء من قِبل الشرطة ومن ثم المحاكم الفرنسية؛ فهناك الكثيرون غيره يخضعون لنفس تلك الإجراءات ولكن معظمهم يفضل الصمت، وأغلبية هؤلاء من الفرنسيين المسلمين.
وأوضح، في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن "حملة الاستدعاءات ومناورات الترهيب موجّهة ضد النقابيين والسياسيين -من بينهم الفرنسية من أصل فلسطيني، ريما حسن، والتي فازت مؤخرا بانتخابات البرلمان الأوروبي- فضلا عن عدد كبير من المواطنين الناشطين المسلمين".
واستطرد قائلا: "هذه الحملة المشينة هي نتيجة لتعليمات دقيقة من وزيري العدل والداخلية، وهي أيضا نتيجة عمل جمعية صهيونية فرنسية تقدمت بشكاوى بشكل منهجي ضد المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، لكن لن ترهبنا مثل تلك الحملات البائسة".
واستدرك: "أنا لا أقلّل من عنف هذه المناورات التي تؤدي في بعض الأحيان إلى عقوبات مالية، لكني فخور للغاية بأن أكون من بين المستهدفين، لأن ما يجري بمثابة وسم شرف بالنسبة لي".
وأردف: "من المؤسف أن النشطاء الصهاينة يستفيدون كثيرا من الدعم والرضا غير المسؤول للسلطات الفرنسية التي تسمح لهم باستغلال جهازها الشرطي والقضائي، دون أن تخشى تشويه سمعتها على المستوى الداخلي والخارجي".
مقابلة "عربي21"
وقبل أيام، أجرت "عربي21" مقابلة مصورة مع بورغا انتقد فيها موقف فرنسا من العدوان الإسرائيلي على غزة، قائلا إنه "يشبه إلى حد كبير موقف القيادة العربية في المنطقة؛ فهو موقف غير مقبول، وغير عقلاني، وغير إنساني، وغير محترم بالمرة، حيث إنه يؤدي إلى الاستسلام إلى ميزان القوى والمصالح على المدى القصير".
وبسؤاله عن رؤيته للدور الذي تقوم به حركة حماس، أجاب: "ما أقوله الآن معكم ربما يجعلني أدخل السجن في فرنسا؛ فأنا أنظر إلى حماس باعتبارها حركة مقاومة، ولها شرعية تامة وأصيلة، وأرى أن موقف الغرب من دعم إسرائيل من أسوأ المواقف والسياسات المتناقضة، ولا أستطيع الصمت تجاه تلك الفظائع التي ترتكبها إسرائيل".
ونوّه عالم السياسة الفرنسي، في مقابلته مع "عربي21"، إلى أن "العدو الرئيسي لليمين المتشدد (في فرنسا وأوروبا)، ثم لليمين، ثم لأجزاء من اليسار، بات حاليا هو العرب أولا ثم المسلمين، وذلك بعدما كان اليهود هم أعداء اليمين التقليدي قبل الحرب العالمية الثانية، خاصة قبل نهاية الاستعمار وقبل بداية حراك هجرة المسلمين من شمال أفريقيا إلى فرنسا".
وتشهد فرنسا ارتفاعا كبيرا في عدد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد أشخاص مُتهمين بارتكاب جريمة "تمجيد الإرهاب" منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، حيث أكدت صحيفة "لوموند"، في 30 كانون الثاني/ يناير الماضي، أن هناك 626 دعوى قائمة، من بينها 278 دعوى أقامها المركز الوطني لمكافحة الكراهية عبر الإنترنت.
على إثر ذلك، بدأت بالفعل العديد من الملاحقات القضائية والاستدعاءات بحق عشرات -إن لم يكن مئات- الأشخاص حتى الآن، دون أن تكون هناك أرقاما رسمية معروفة إلى الآن.
وصدر قانون "تمجيد الإرهاب" بفرنسا في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، واستخرج جريمة "تمجيد الإرهاب" من قانون حرية الصحافة الصادر في 29 حزيران/ يونيو 1881 لإدراجها في قانون العقوبات بهدف تغليظها. وتم رفع العقوبة من السجن خمسة أعوام إلى سبعة أعوام وغرامة قدرها 100 ألف يورو عند نشر تعليقات "تمجد الإرهاب" على شبكة الإنترنت.
فرنسوا بورغا في سطور
وُلد يوم 2 نيسان/ أبريل 1948 في مدينة شامبيري بإقليم سافوا شرق فرنسا.
درس مرحلتي البكالوريوس والماجستير بتخصص القانون في جامعة غرونوبل الفرنسية.
درّس القانون في جامعة قسنطينة في الجزائر بين عامي 1973 و1980.
حصل على درجة الدكتوراه في القانون والعلوم السياسية عام 1981.
تخصص في دراسة التيارات الإسلامية في العالم العربي والإسلامي، وأدار مراكز بحثية كالمعهد الفرنسي للشرق الأدنى، والمعهد الوطني للبحث العلمي.
ترأس برامج بحثية متعددة أبرزها برنامج "حين يفشل الاستبداد في العالم العربي" بمجلس البحوث الأوروبي، وهو من الأصوات الأكاديمية الغربية القليلة التي تنتقد بجرأة المواقف الغربية الاستعمارية والاستعلائية للعالم الإسلامي.
سافر إلى مصر عام 1989 للعمل في المركز الفرنسي للدراسات والوثائق الاقتصادية والقانونية بالقاهرة حتى العام 1993.
كما عمل مديرا للمعهد الفرنسي للعلوم الاجتماعية والآثار باليمن خلال الفترة بين عامي 1997 و2003.
شغل عضوية المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وكان مديرا فخريا للمركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية فرانسوا بورغا الإسرائيلية فرنسا غزة حماس إسرائيل حماس فرنسا غزة فرانسوا بورغا المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تمجید الإرهاب
إقرأ أيضاً:
مايكروسوفت تحيل سكايب للتقاعد بعد 20 عاما من الخدمة
#سواليف
سيتوقف #تطبيق_سكايب عن العمل في الخامس من مايو/ أيار لأن شركة #مايكروسوفت المالكة للتطبيق قررت إحالة خدمة الاتصال عبر الإنترنت إلى التقاعد، بعد أن استمرت 20 عاما وأعادت تشكيل الطريقة التي يتواصل بها عبر الحدود.
وقال عملاق البرمجة إن إيقاف سكايب سيساعد مايكروسوفت على التركيز على خدمة #تيمز التي طورتها داخليا من خلال تبسيط عروضها للاتصالات.
وتأسست شركة سكايب عام 2003، وسرعان ما أحدثت مكالمات الصوت والصورة التي تقدمها الشركة اضطرابا في عالم صناعة الخطوط الأرضية في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وتحول سكايب إلى اسم مألوف في المنازل بعد أن بلغ عدد مستخدميه مئات الملايين في ذروته.
مقالات ذات صلةلكن المنصة واجهت صعوبات في مواكبة المنافسين الأسهل استخداما والأكثر اعتمادية مثل زووم وسلاك من شركة سيلز فورس في السنوات القليلة الماضية.
وفقا لرويترز، يعود هذا التراجع في جانب منه إلى أن التكنولوجيا الأساسية التي تعتمد عليها شركة سكايب ليست مناسبة لعصر الهواتف الذكية.
وحين أدت جائحة كوفيد والعمل من المنزل إلى زيادة الحاجة إلى مكالمات الأعمال عبر الإنترنت، قاتلت مايكروسوفت من أجل تيمز من خلال دمجه بقوة مع تطبيقات أوفيس الأخرى للاستفادة من مستخدمي الشركة الذين كانوا ذات يوم قاعدة رئيسية لسكايب.
ولتسهيل الانتقال من المنصة، سيتمكن مستخدموها من تسجيل الدخول إلى تيمز مجانا على أي جهاز باستخدام بيانات الاعتماد الموجودة لديهم، مع نقل الدردشات وبيانات الاتصال تلقائيا.
ويصبح سكايب بهذا الأحدث في سلسلة من الرهانات الضخمة التي أساءت مايكروسوفت التعامل معها، مثل المتصفح إنترنت إكسبلورر ونظام التشغيل ويندوز فون.
كما عانت شركات برجمة كبيرة أخرى من صعوبات في التعامل مع أدوات الاتصال عبر الإنترنت، مثل عدة محاولات من غوغل مع تطبيقات مثل هانج آوتس وديو.
ورفضت مايكروسوفت الكشف عن أحدث أرقام مستخدمي سكايب وقالت إنه لن يكون هناك تقليص في الوظائف بسبب هذه الخطوة. وأضافت أن تيمز يتميز بنحو 320 مليون مستخدم نشط شهريا.
وحين اشترت مايكروسوفت سكايب في عام 2011 مقابل 8.5 مليار دولار متفوقة في مزايداتها على غوغل وفيسبوك في أكبر صفقة لمايكروسوفت حينذاك، كان هناك نحو 150 مليون شخص يستخدمون الخدمة شهريا. وبحلول عام 2020، انخفض هذا العدد إلى نحو 23 مليونا، على الرغم من انتعاش قصير الأمد أثناء الوباء.
وقالت شركة مايكروسوفت اليوم الجمعة “سكايب كان جزءا لا يتجزأ من تشكيل الاتصالات الحديثة.. شرف لنا أننا جزء من هذه الرحلة”.