مصر تشارك في معرض السلام الدولي بتنزانيا بجناح يضم 25 شركة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تشارك مصر عبر الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات في معرض السلام الدولي بدولة تنزانيا، والذي تنطلق فعالياته خلال الفترة من 28 يونيو الجاري وحتى 13 يوليو المقبل، بالتنسيق مع هيئة تنمية التجارة التنزانية «Tantrade».
وقال اللواء شريف الماوردي، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمعارض والمؤتمرات، إن المعرض سيتم بمشاركة 25 شركة مصرية تمثل العديد من القطاعات الإنتاجية المتميزة «الصناعات الهندسية - التعدين - الصناعات الكيماوية - الغذائي - الجلود - الملابس الجاهزة والمنسوجات - الجلود - الصناعات الحرفية».
وقال «الماوردي»، إنه جرى تجهيز الجناح المصري بموقع متميز بمدخل الصالة الدولية KARUME Hall على مساحة 297 مترا مربعا، لافتا إلى أن مصر تهتم بالمشاركة في الدورة الـ48 لمعرض دار السلام الدولي 2024 وذلك ضمن احتفالات مرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية بين مصر وتنزانيا.
وكشف رئيس هيئة المعارض، عن التنسيق الكامل مع السفارة المصرية بتنزانيا، ومكتب التمثيل التجاري، لضمان مشاركة قوية للمنتجات المصرية بالمعرض، وتذليل أي عقبات، كما أكد، أنه سيتم عقد عدة لقاءات ثنائية بين الشركات المصرية ونظيرتها التنزانية لتعليق سبل الشراكة بين الجانبين وفتح آفاق تصديرية جديدة للمنتج المحلي.
كما كلف اللواء شريف الماوردي، بتنفيذ الجناح المصري بتصميم يحافظ على الهوية البصرية المصرية، والتعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة في هذا المجال لضمان تنفيذه بالشكل المميز والجذاب.
هيئة المعارض تسعى لإطلاق حزمة مشاركات دوليةوتابع أن هيئة المعارض تسعى لإطلاق حزمة مشاركات دولية لتشجيع رؤوس الأموال المصرية على عقد شراكات استثمارية مع مجتمع الأعمال خاصة الأفريقي.
تعد تنزانيا واجهة استثمارية لديها العديد من الحوافز والتسهيلات لتشجيع المستثمرين الدوليين، بجانب مواردها الطبيعية الغنية، وسوق كبير يضم نحو 60 مليون مستهلك.
يذكر أن قيمة الاستثمارات المصرية في تنزانيا بلغت نحو 1.3 مليار دولار منذ عام 1997 وحتى عام 2023.
كما أن حجم التبادل التجاري بين مصر وتنزانيا قد شهد ارتفاعاً ملموسا خلال عام 2021، حيث بلغ 51.4 مليون دولار مقارنة بنحو 37.7 مليون دولار في عام 2020 وبنسبة زيادة بلغت 36.3%، كما ارتفعت الصادرات المصرية بشكل ملموس لتسجل 47.9 مليون دولار عام 2021 مقارنة بنحو 34.7 مليون دولار عام 2020، في حين بلغت الواردات المصرية من تنزانيا 3.5 مليون دولار خلال عام 2021.
نبذة عن معرض السلام الدولي في تنزانيايشار إلى أن معرض دار السلام الدولي يعد أهم حدث ترويجيًا سنويًا حقق نجاحا تجاريا واستثماريا كنافذة للمنتجات سواء في تنزانيا ومنطقة شرق ووسط وجنوب إفريقيا.
كما يعرض المعرض المنتجات الزراعية والأغذية والمشروبات والمنسوجات والملابس ومعدات التصنيع ومواد البناء والسيارات، المواد الكيمائية، والأخشاب، والأثاث، والخدمات التجارية، والمنتجات الهندسية، والآلات وتكنولوجيا المعلومات، والحرف اليدوية، والاستشارات والتدريب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض السلام الدولي مصر تنزانيا الصناعات الهندسية المنتجات الزراعية السلام الدولی ملیون دولار
إقرأ أيضاً:
عبد السلام فاروق يكتب: معارض الكتب العربية.. لماذا لا نمل التكرار؟!
في البدء كانت الكلمة، ثم صارت معرضًا، نلتقي هناك، بين الرواق والرف، لنعيش لحظات نعتقد أنها ثقافة، لكنها غالبًا ما تكون مجرد ظل لها. نشتري الكتب، نلتقط الصور، نستمع إلى المتحدثين نفسهم كل عام، ثم نغادر كما جئنا: بلا أسئلة جديدة، ولا أفكار تقلقنا.
هذا ليس نقدًا لمعارض الكتب، بل هو حنين إلى ما يمكن أن يكون. إلى معرض لا يختزل في "الحدث الثقافي" الذي يعلن عنه، بل في ذلك الحوار الخفي الذي يحدث بين القارئ والكتاب، بين المبدع والمتلقي، بين الماضي الذي نحمله والمستقبل الذي نصنعه. معرض لا يكرر نفسه، بل يتجدد كالنهر الذي لا يعبر المرء نفس مياهه مرتين.
فهل نجرؤ على أن نحلم بمعرض كهذا؟!
في كل ربيع، تتنفس أبو ظبي بكتب تفتح، وأفكار تعلق كنجوم في سماء ندواتها، وأصوات تأتي من كل حدب لتلون أروقة المعرض الدولي للكتاب. هنا، حيث تتحول الكلمات إلى لوحات، والندوات إلى حوارات تلامس الغيم، يصبح المعرض ليس مجرد سوق للورق والحبر، بل مهرجانًا ثقافيًا يذوب فيه الفن في الفكر، والماضي في المستقبل. لكني، وأنا أقرأ أخبار هذه الدورة، أشعر بظل من الحزن يتسلل إلى كياني؛ حزن لا يعبر عن غيابي الجسدي عن أروقته هذا العام فحسب، بل عن سؤال يلح علي: هل يكفي أن نكرر الوجوه ذاتها كل عام لنجعل من المعرض منارة ثقافية؟.
بين الكتب والوجوه: سردية المكان
لا يختزل المعرض في رفوفه الممتلئة، بل في ذلك الحوار الخفي بين الغائبين عنه والحاضرين فيه. إنه فضاء تعيد فيه الثقافة العربية اكتشاف ذاتها عبر كتب تتنافس في جمال الطباعة وعمق المحتوى، وندوات تلامس قضايا من الشرق إلى الغرب، وفنون تشكيلية تتحرك كأنها قصائد بصرية. الضيوف الذين يحتضنهم المعرض، من مفكرين وأدباء وفنانين، هم بمثابة جسور تربط بين الموروث والحداثة، بين المحلي والعالمي. كل دورة جديدة تذكرنا أن الثقافة ليست تراكمًا، بل حركة دائمة نحو آفاق غير مطروقة.
لكن هذه الحركة، يا سادتي، تحتاج إلى رياح جديدة. فكيف لنا أن نتحدث عن انفتاح ثقافي، ونحن نرى الوجوه ذاتها تتكرر عامًا بعد عام، وكأن المعرض تحول إلى "صالون أدبي" مغلق على نخبة محددة؟ أليس في العالم العربي والعالمي من المبدعين والمفكرين من يستحق أن يسمع صوته؟ أليس التغيير جزءًا من جوهر الثقافة ذاتها؟.
غيابي... وحضور الأسئلة
قد يقول قائل: "الحضور رمزي يعزز التواصل". لكنني، وأنا أتأمل صور الندوات وبرامجها، أتساءل: كم من تلك الأسماء المكررة قدمت رؤية جديدة هذا العام؟، كم منهم تجاوز خطابه المألوف إلى فضاءات غير مسبوقة؟ الثقافة لا تبنى بالتكرار، بل بالتجديد. ولئن كان حضور بعض الوجوه ضرورة لاستمرارية الحوار، فإن إحلال دماء جديدة مكان أخرى بالية هو شرط بقاء الثقافة حية.
أذكر ذات مرة أن الدكتور سعيد يقطين الناقد المغربي المعروف ، كتب عن "السرد الناعم" كحكاية تتدفق بلا ضجيج، لكنها تحدث أثرًا عميقًا. هكذا يجب أن يكون المعرض: حكاية تتجدد شخصياتها كل عام، لا أن تتحول إلى مسرحية يعاد تمثيلها بنفس الأدوار. إن تكرار الضيوف يشبه إعادة طباعة كتاب قديم بغلاف جديد: قد يبدو جميلًا، لكنه لا يغني المكتبة.
اقتراح من القلب
لا ينبع نقدي من جحود بقيمة المكررين، بل من حب لجعل المعرض منصة لا تضاهى. لماذا لا نستلهم تجارب معارض عالمية تخصص مساحات واسعة للاكتشاف؟ لماذا لا نشرك الشباب أكثر، أو نستضيف مبدعين من ثقافات لم تسمع أصواتها بعد؟ الثقافة العربية غنية بتنوعها، لكن هذا التنوع لا يظهر إلا إذا فتحنا الأبواب لـ"الآخر" المختلف، لا الذي نعرفه مسبقًا.
الشارقة.. حب قديم!
بين ضجيج المعارض وصمت الذكريات، تقف الشارقة كسيرة عشق لم تكمَل. زرتها ذات يوم ضيفًا على معرض الكتاب، فكانت كحكاية "كليلة ودمنة" تروى لأول مرة: كل جنباتها حروف، وكل شارع فيها باب مفتوح إلى عالم آخر. أحببتها حتى ألفت عنها كتابًا، وكتبتها حتى صارت في قلبي وطنًا ثانيًا.
لكن العجيب في الحكايات الجميلة أنها تنسى أحيانًا! فمنذ تلك الزيارة اليتيمة، لم أتلق دعوة، ولم أعد إلى أروقة المعرض، وكأنما اكتملت فصول تلك القصة بلا خاتمة. أتذكر جيدًا ذلك الزحام الثقافي، وتلك الوجوه المتعطشة للكتب، والجلسات التي كانت تشبه "نديم" الجاحظ في زمن السوشيال ميديا. فالشارقة ليست معرضًا للكتب فقط، بل هي "ديوان" العرب الذي يجمع بين الأصالة والانطلاق.
فيا معرض الشارقة، أليس من العدل أن تعود الفراشات إلى حيث تلونت أجنحتها أول مرة؟ أم أن الدعوات صارت كالكتب النادرة التي لا يوفق الجميع لاقتنائها.