احتفالات في الكنائس والأديرة.. نهضات روحية وموالد شعبية وسط حضور قبطي كبير
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تبدأ الكنائس القبطية الأرثوذكسية، غدا، الاحتفال بصوم العذراء، أحب الأصوام عند الأقباط، فهو صوم «أم النور»، الذى فرضته الكنيسة إكراماً للسيدة العذراء، المحبوبة من جميع الأجيال، كما قالت العذراء عن نفسها فى إنجيل لوقا، ويحرص خلاله الأقباط على الاحتفال ومدح العفيفة خلال النهضات الروحية والموالد الشعبية فى الكنائس والأديرة.
ويحتفل الأقباط بصوم العذراء لمدة 15 يوماً يبدأ من 7 أغسطس وحتى 22 من الشهر نفسه، وينتهى الصوم بالاحتفال بعيد العذراء، ولهذا الصوم قصة خاصة وعادات وعبادات تميزه عن غيره من الأصوام الكنسية، ويختلف هذا الصوم عن باقى الأصوام بالكنيسة، إذ له عادات خاصة عند الأقباط تميزه عن غيره من الأصوام، إذ تتنوع فيه أساليب الصوم بين الانقطاعى حتى الغروب، والصوم بالماء والملح والامتناع عن الأسماك، رغم كونه صوماً من الدرجة الثانية، وتحتفل الكنائس بنهضة صوم العذراء، وإقامة صلوات العشية وسط حضور كثيف من الأقباط طوال الـ15 يوماً، وصولاً إلى يوم 22 أغسطس، حيث يكون الاحتفال الكبير بعيد السيدة العذراء.
الأقباط يقيمون «زفة» للعذراء يومياً فى القرىوتتخلل أيام صوم العذراء النهضات الروحية التى تنظمها جميع الكنائس، احتفالاً بأم النور، التى تتمتّع بمكانة كبيرة فى قلوب الأقباط، وتضم أيام النهضة عروضاً لكورالات كثيرة، كما يتم خروج الزفة يومياً احتفالاً بصوم العذراء، حيث يخرج الآباء الكهنة والشمامسة والشعب حاملين صور السيدة العذراء والصلبان والأعلام ويسيرون بها فى شوارع القرية، مردّدين الألحان والتسابيح والتماجيد للسيدة العذراء بمكبرات الصوت، وسط جو من البهجة والفرح يسود القرية كلها.
الأساقفة يطوفون الإيبارشيات فى أيام الصوموتنظم كنيسة العذراء بالمقطم منذ تأسيسها قداسين يومياً خلال الـ15 يوماً فترة صوم العذراء، وتضع جدولاً للنهضات الروحية تتخللها زيارة من الأب الأسقف الإيبارشية لمباركة الشعب خلال أيام الصوم.
وتشهد كنيسة العذراء فى مسطرد حضوراً كبيراً من الأقباط الذين يتوافدون على الكنيسة فى هذه الأيام المقدّسة، حيث تقيم الكنيسة مولداً فى هذا الوقت، الذى يتوافد فيه آلاف الأقباط، للتبرك فى المغارة الأثرية الموجودة بها، التى احتمت بها العائلة المقدّسة «السيدة مريم العذراء وابنها السيد المسيح والقديس يوسف النجار» لمدة شهرين أثناء رحلتهم إلى مصر، حيث اتخذته العائلة المقدسة مأوى لهم وكانت توجد بجوار «المغارة» بئر للماء، التى يأخذ منها الأقباط أكياس مياه بركة عند زيارتهم للكنيسة، كما يقبلون على توفية النذور ودق الصلبان من خلال جهاز للوشم يحفر على الجلد.
فيما تنظم كنيسة العذراء بالوجوه بشبرا قداسين طوال أيام الصوم، وأعلنت عن جدول لتنظيم مواعيد النهضة الروحية خلال الاحتفال بأيام العذراء، حيث تتخللها عظة من الأنبا تكلا، مطران دشنا، والأنبا بساده مطران أخميم، والأنبا ديسقوروس، أسقف شبرا الجنوبية. ويصلى الأنبا يؤانس، أسقف أسيوط، خلال نهضة العذراء، 4 قداسات فى دير العذراء بجبل درنكة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مريم صوم العذراء
إقرأ أيضاً:
بطاركة و رؤساء الكنائس بالقدس يقدمون رسالة الميلاد لهذا العام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اجتمع بطاركة و رؤساء الكنائس بالقدس، لتقرير رسالة عيد الميلاد المجيد ٢٠٢٥ بمقر البطريركية اليونانية بالقدس، وقد اناب الانبا انطونيوس مطران الكرسى الاورشليمى والشرق الادنى القمص بيشوى ذكى مندوبا عنه، وجاء مضمون رسالة الميلاد هذا العام كالتالي :
"الشَّعْبُ الْجَالِسُ فِي ظُلْمَةٍ أبْصَرَ نوُرًا عَظِيمًا، وَالْجَالِسُونَ فِي كُورَةِ الْمَوْتِ وَظِلالِهِ أشْرَقَ عَلَيْهِمْ نوُر"
(متى 4: 16 مقتبساً سفر اشعياء 9: 2)
في هذه الأيام الحالكة التي تعصف بها الحروب والصراعات وتغلفها حالة من عدم اليقين في منطقتنا، نؤكد نحن بطاركة ورؤساء كنائس في القدس على الرسالة الميلادية الأزلية: رسالة النور الحقيقي الذي يسطع في الظلمة؛ ميلاد ربنا ومخلصنا يسوع المسيح في بيت لحم. كما جاء في الإنجيل: «وَالنوُّرُ يضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تدْرِكْهُ» (يوحنا 1: 5).
إن ميلاد المسيح هو اللحظة التي أضاء فيها نور خلاص الله للعالم لأول مرة، لينير قلوب كل الذين يقبلونه، سواء في تلك الأزمنة أو في يومنا هذا. إنه النور الذي يمنح "نعمة فوق نعمة" لكل من يسير في طريقه، متجاوزًا قوى الشر التي تسعى دون هوادة إلى تدمير خليقة الله (يوحنا 1: 16).
وكما شهد يوحنا المعمدان لهذا النور بقوله: «أنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِيَّةِ: قوِمُوا طَرِيقَ الرَّبِ» (يوحنا 1: 23، اشعياء 40: 3)، فإن إشعاع هذا النور الإلهي انطلق أولاً إلى أسلافنا الروحيين، الذين قبلوا رسالة الخلاص وهم في "أرض ظلال الموت" (متى 4: 16). هؤلاء، رغم ما واجهوه من آلام واضطهادات، حملوا نور المسيح القائم من بين الأموات إلى العالم أجمع، ليصبحوا شهوده في القدس وفي كل الأرض المقدسة وحتى أقاصي المسكونة.
اليوم، وبينما لا تزال الحروب تطحن الأبرياء وتسبب معاناة لا توصف لملايين البشر في منطقتنا وحول العالم، يبدو وكأن شيئاً لم يتغير خارجيًا. لكن في العمق، فإن ميلاد سيدنا يسوع المسيح أطلق ثورة روحية مستمرة تحول القلوب والعقول نحو طرق العدل والرحمة والسلام (ميخا 6: 8، أفسس 2: 17).
وبالنسبة للعائلات المؤمنة في الأرض المقدسة، وأولئك الذين انضموا إلينا من جميع أنحاء العالم، فإن رسالتنا هي أن نشهد لنور سيدنا المسيح المقدس في الأماكن التي ولد فيها، وخدم البشرية، وبذل نفسه عنا، ثم قام من القبر إلى حياة جديدة. نقوم بذلك من خلال عبادتنا له في الأماكن المقدسة، واستقبال الحجاج والزوار، وإعلان إنجيله المقدس، والاستمرار في خدمات التعليم والشفاء وأعمال الرحمة، والدعوة إلى "إطلاق المأسورين وارسال المنسحقين في الحرية" (من إشعياء 61: 1، لوقا 4: 18-19).
وفي روح الميلاد المفعمة بالرجاء، نشكر الله القدير على وقف إطلاق النار الذي تحقق مؤخرًا بين بعض الأطراف المتنازعة في منطقتنا، ونطالب بتوسيع هذه الخطوة لتشمل غزة وجميع المناطق التي تعاني ويلات الحروب. كما نجدد ندائنا للإفراج عن الأسرى والمعتقلين، وعودة المشردين والمهجرين، وعلاج المرضى والجرحى، وتوفير الطعام والشراب للجوعى والعطشى، واستعادة الممتلكات المنهوبة أو المهددة، وإعادة إعمار كل ما دمرته الحروب من منشآت عامة وخاصة.
وأخيرًا، خلال هذا الموسم الميلادي المقدس وما بعده، ندعو جميع المسيحيين وأصحاب النوايا الحسنة حول العالم إلى الانضمام إلينا في الصلاة والعمل لتحقيق هذه الرسالة النبيلة، سواء في موطن السيد المسيح أو في أي مكان يعاني فيه البشر من النزاعات والآلام. لأننا معًا، وبهذه الطريقة، نكرم حقًا رئيس السلام الذي وُلد متواضعًا في مذود في بيت لحم قبل أكثر من ألفي عام.
البطاركة ورؤساء كنائس في القدس