أردوغان يؤكد استعداد بلاده للتطبيع مع النظام السوري.. "يمكننا اللقاء مع الأسد"
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، على عدم وجود أي سبب يمنع أنقرة من إقامة علاقات مع النظام السوري، مشيرا إلى أن بلاده حافظت في الماضي على علاقات جيدة مع دمشق إلى درجة اللقاءات العائلية مع عائلة بشار الأسد.
وقال أردوغان في تصريح للصحفيين عقب أدائه صلاة الجمعة في مدينة إسطنبول، إن بلاده "مستعدة للعمل معا على تطوير العلاقات مع سوريا تماما كما فعلت في الماضي".
وأضاف أنه "لا يمكن أن يكون لدينا أبدا أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، لأن الشعب السوري من الشعوب التي عشنا معها سويا في مجتمع واحد"، حسب تعبيره.
وحول إمكانية لقائه برئيس النظام السوري، شدد أردوغان على أنه "كما التقى في الماضي مع السيد الأسد، فإنه من المستحيل تماما أن نقول إن ذلك لن يحدث في المستقبل".
تأتي تصريحات الرئيس التركي بالتزامن مع تجدد الحديث عن تطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري بعد ما يقرب من العام ونصف العام على التراجع الذي طرأ عليه بفعل تعنت النظام السوري بشروط مسبقة وانشغال أنقرة بفترات انتخابية متتالية.
والاثنين، شدد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، على أن "استقرار سوريا ووحدتها سيعززان مكافحة الإرهاب ويمكن أن يساعدا في عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من البلاد"، مشيرا إلى أن أنقرة تريد من النظام السوري استغلال حالة الهدوء في البلاد من أجل حل المشاكل الدستورية وتحقيق السلام مع معارضيه.
ولفت إلى ضرورة أن يستغل النظام السوري فترة الهدوء هذه أيضا من أجل "إعادة الملايين من السوريين الذين فروا إلى الخارج أو غادروا أو هاجروا من جديد إلى بلدهم، ليعيدوا بناء بلادهم وينعشوا اقتصادها"، مستدركا بالقول: "إلا أننا من هنا لا نرى أنه (النظام) يستفيد من ذلك بما فيه الكفاية"، وفقا لوكالة الأناضول.
مسار التطبيع
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعلن العام الماضي عن استعداده للقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وذلك ضمن مسار بدأته أنقرة قبيل الانتخابات العامة منتصف العام الماضي من أجل إعادة تطبيع العلاقات مع دمشق عقب انقطاعها إثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.
وفي أيار/ مايو 2023، عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، في العاصمة الروسية موسكو، وذلك ضمن ما عرف بـ"الصيغة الرباعية".
وجاء هذا الاجتماع تتويجا للعديد من اللقاءات التي جمعت رؤساء استخبارات تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، فضلا عن لقاء وزير الدفاع التركي بنظيره في حكومة الأسد بموسكو في كانون الأول/ ديسمبر عام 2022، حيث اتفقا على تشكيل لجان مشتركة من مسؤولي الدفاع والمخابرات.
لكن المساعي التركية لإعادة تطبيع العلاقات، تعثرت بعدما اعتبر الأسد أن "هدف أردوغان من الجلوس معه هو شرعنة وجود الاحتلال التركي في سوريا"، زاعما أن الإرهاب في سوريا "صناعة تركية"، ومطالبا بسحب القوات التركية بشكل كامل من شمال غرب البلاد.
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: سوريا اردوغان تركيا الاسد النظام السوری
إقرأ أيضاً:
نجل الرئيس السوري المخلوع يظهر مجدداً ويتحدث عن ''روايات وأسرار''
أفاد حساب على منصة إكس منسوب لحافظ الأسد، نجل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، بأنه سيكشف عن "روايات وأسرار" عبر بودكاست مرتقب.
وجاء في تغريدة منشورة، امس الأحد"بعض الفصول طُويت قبل أن تُقرأ، وبعض الحقائق بقيت في الظل لسنوات. لكن لا شيء يبقى مخفيًا إلى الأبد".
ونقلت إحدى التغريدات "لكل حدث روايات، ولكل مرحلة أسرارها. ليس الهدف إثارة الجدل، بل أن تُروى القصة كما كانت، بعيدًا عن التوتر والاتهامات. ما كان في الظل، حان الوقت ليُروى كما هو".
وأضافت تغريدة أخرى "الوطن في القلب، وحبّه لا يتغير. أحيانًا، تفرض الظروف مسارات لم تكن في الحسبان، والأخطاء كانت حاضرة في كل زمن. لكن الحقيقة تبقى أكبر من أي رواية".
كما أُعلن في التغريدات عن أن نجل الأسد سيروي "القصة كاملة من المصدر نفسه" في حلقة بودكاست "ستكشف كل التفاصيل".
وقبل أيام نشر حافظ الأسد نجل بشار الرئيس المخلوع روايته الخاصة عن الطريقة التي هربت بها العائلة إلى موسكو على حساب في منصة إكس، قبل أن تعلق المنصة الحساب بعد فترة وجيزة.
بعدها أصر حافظ على الظهور بمقطع فيديو نشره على تلغرام للتأكيد أن الحساب الذي نشر القصة خاص به بالفعل.
تحدث حافظ الابن عن تفاصيل كثيرة تتعلق بليلة الهروب من دمشق أثناء تقدم فصائل المعارضة تجاهها ونجاحهم في النهاية بإسقاط نظام بشار الأسد في الثامن من ديسمبر.
وأشار حافظ إلى أن مسؤولا روسيا وصل لمقر إقامة عائلة الأسد في منطقة المالكي بدمشق صباح يوم الثامن من ديسمبر وطلب انتقال بشار إلى اللاذقية لبضعة أيام بسبب خطورة الوضع في دمشق.
وأضاف أنه ونتيجة لذلك توجهوا لمطار دمشق الدولي "ووصلنا إليه حوالي الساعة الثالثة بعد منتصف الليل والتقينا بعمي ماهر (الأسد) هناك".
وبين حافظ أن "المطار كان خاليا من الموظفين بما في ذلك برج المراقبة، ومن ثم انتقلنا على متن طائرة عسكرية روسية إلى اللاذقية، حيث هبطنا في مطار حميميم قبل طلوع الفجر".
"بعدها ونتيجة لخطورة الموقف في قاعدة حميميم طلبت موسكو من قيادة القاعدة موسكو تأمين انتقالنا إلى روسيا، حيث أقلعنا باتجاهها على متن طائرة عسكرية روسية، ووصلنا إليها في الليل" وفقا لحافظ.
فهل نشر حافظ لهذه القصة والتأكيد عليها عفوي أم أن هناك معلومات يريد إيصالها مثل هروب ماهر الأسد معهم إلى موسكو؟
يقول المحلل والإعلامي السوري نضال معلوف إن ما تكلم به حافظ "ليس له أهمية تذكر في التأثير على الأحداث الكبرى التي تجري حاليا في سوريا".
ويضيف لموقع "الحرة" أنه "مجرد اجتهاد شخصي ليس له أي دلالات سياسية".
ويلفت معلوف إلى أن "عائلة الأسد وعندما كانت في الحكم وتمتلك كل أدوات السيطرة على البلاد لم تتمكن بالنهاية من مواجهة الرفض الشعبي وسقط النظام، فكيف الحال وهو اليوم هاربون في موسكو؟".
لكن اللافت فيما ورد بكلام حافظ هو ذكره لعمه ماهر الأسد الذي تضاربت الأنباء بشأن مصيره ومكان تواجده بعد سقوط نظام الأسد.
تقارير سابقة ذكرت أن بشار لم يصطحب سوى بضعة أشخاص، من بينهم أقرب معاونيه منصور عزام، أمين عام شؤون رئاسة الجمهورية، عندما فر لموسكو.
كما رافقه مستشاره الاقتصادي يسار إبراهيم الذي يدير الإمبراطورية المالية للأسد وزوجته أسماء، بحسب مصدر مطلع طلب عدم الكشف عن هويته.
ووفقا للتقارير فإن الأسد لم يخبر شقيقه الأصغر ماهر، قائد الفرقة الرابعة المكلفة بحماية دمشق، بهروبه إلى روسيا.
وتوجه الشقيق الأصغر بمروحية إلى العراق ومنه إلى روسيا تاركا خلفه جنوده، بحسب مصدر عسكري سوري.
وقال مسؤول أمني عراقي لفرانس برس في حينه إن ماهر الأسد وصل بطائرة في السابع من ديسمبر إلى بغداد حيث مكث لنحو خمسة أيام.
يشار إلى أن بغداد نفت وجود ماهر الأسد أو علي مملوك على الأراضي العراقية.
وترددت شائعات في سوريا مؤخرا عن عودة ماهر الأسد للبلاد ولقائه بمجموعة من أفراد الجيش في النظام السابق.
وعن هذا يقول معلوف إن الإشارة التي بعثها حافظ في كلامه حول عمه ماهر يفشل الكثير من السيناريوهات والشائعات التي تتحدث أنه في العراق وبأنه سيعود لسوريا.
ويبين أن "هروب ماهر الأسد معهم لموسكو معناه أنه سيلقى ذات مصير شقيقه بشار والمتمثل بعدم القدرة على التحرك خارج إطار التفاهمات الروسية مع الإدارة الجديدة في سوريا.