تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت شركة جوجل اليوم عن إضافة اللغة الأمازيغية إلى قائمة اللغات المدعومة في محركها العالمي للبحث والترجمة. يمكن للمستخدمين الآن ترجمة النصوص بين الأمازيغية ومجموعة واسعة من اللغات الأخرى باستخدام حروف تيفناغ التقليدية المستخدمة في كتابة اللغة الأمازيغية.

هذه الخطوة تأتي في إطار جهود جوجل المستمرة لتعزيز التواصل العالمي والوصول إلى المحتوى الثقافي والتعليمي عبر منصاتها الرقمية.

وقد رحبت مجموعة واسعة من النشطاء الأمازيغيين بهذه الخطوة، معتبرين أنها خطوة مهمة نحو تعزيز حظور اللغة الأمازيغية على الصعيد العالمي.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت جوجل أيضًا عن إضافة 110 لغة جديدة لخيارات الترجمة، مما يمثل أكبر توسع للشركة في هذا المجال حتى الآن. وأوضحت الشركة أن هدفها من خلال هذه الخاصية هو تقديم أدوات تساعد على إزالة الحواجز اللغوية وتمكين الأفراد من فهم العالم من حولهم بشكل أفضل وأسهل.

ما هي اللغة الأمازيغية

اللغة الأمازيغية هي مجموعة من اللغات الأفروآسيوية التي يتحدث بها الأمازيغ، الذين يعيشون بشكل رئيسي في شمال إفريقيا، في مناطق تمتد من المغرب والجزائر وليبيا وتونس إلى أجزاء من مالي والنيجر والنيجريا. تتميز اللغة الأمازيغية بأنها تتكون من عدة فروع رئيسية، مثل التمازيغت والتاريفيت والتفناك والكابيلية وغيرها، كل منها لها تقسيمات إقليمية ومحلية داخل البلدان التي تتحدث بها.

اللغة الأمازيغية لها تاريخ طويل يعود لآلاف السنين، وهي لغة ذات ثقافة غنية تعبر عن تراث وتاريخ شعوب الأمازيغ. تعتبر هذه اللغة جزءاً أساسياً من الهوية الثقافية للأمازيغ، وقد شهدت جهوداً كبيرة لتعزيز حضورها واعترافها على المستوى الدولي والرسمي في العديد من الدول التي يتواجد بها الأمازيغ.

اللغة الأمازيغية تستخدم أنظمة كتابة متعددة، منها حروف تيفناغ التقليدية وأحياناً الأبجدية اللاتينية، حسب السياق والمكان الجغرافي. تعد إضافتها إلى خيارات الترجمة في منصات رقمية مثل جوجل خطوة هامة نحو تعزيز الوصول إلى المحتوى الأمازيغي وتسهيل التواصل باللغة الأمازيغية على مستوى عالمي.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شركة جوجل اللغة الأمازيغية ترجمة جوجل اللغة الأمازیغیة

إقرأ أيضاً:

أجمل كلمة في القاموس.. تعريفة ترامب وتجارة الكلمات بين لغات الغرب والشرق

تخيل أن الكلمة مثل تاجر جوال، يتنقل بين الأسواق، يحمل بضاعته من لغة إلى أخرى.

وليس خيالك بعيدا عن الواقع، فكلمة "تعريفة" مثلا، التي تسري في المعاملات الجمركية اليوم، تحمل في طياتها سيرة لغوية ممتدة من العربية إلى الفارسية، ومن التركية إلى اللاتينية، ومن هناك إلى اللغات الأوروبية الحديثة، وكأنها وثيقة دليل على مكر التاريخ وتأثير القوة الاقتصادية في تشكيل المفردات.

وحتى في السياسة، تمتلك الكلمات سطوة تتجاوز معناها اللغوي، ففي خطابه يوم التنصيب الذي أقيم في ساحة كابيتال قبل أيام، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب "دائما ما أقول إن "تعريفة" (الرسوم الجمركية) هي أجمل الكلمات بالنسبة لي في القاموس اللغوي"، واستدرك قائلا إن الإله والدين والحب هي في الواقع الكلمات الثلاث الأولى في هذا الترتيب ثم الرسوم الجمركية.

وفي مرة أخرى قال ترامب إن التعريفة "أجمل كلمة في اللغة الإنجليزية، أجمل من الحب، أجمل من أي شيء آخر".

وللمفارقة فإن أجمل كلمات القاموس بالنسبة لترامب، تعود لتاريخ طويل من الاقتراض أو "القرصنة" بين اللغات كما يليق بكلمة تستخدم بكثرة في المعاملات التجارية الدولية التي تتمتع بتاريخ وافر من المغامرات والاكتشافات وممارسات التبادل المشروعة وغير المشروعة.

بينما تقسم "تعريفات" ترامب الجمركية العلاقات التجارية بين الدول تجمع الكلمة بين لغات الشرق والغرب (شترستوك) تاريخ الكلمة "تعريفة"

من العربية إلى الفارسية، ومن التركية إلى اللاتينية، ثم إلى الفرنسية فالإنجليزية، شقت كلمة "تعريفة" طريقها عبر الزمن كأنها تذكرة سفر لغوية تحمل بصمات الإمبراطوريات والتجار والبحارة، وإليك -أيها القارئ الكريم- القصة موجزة.

إعلان

يعود أصل المصطلح الإنجليزي tariff إلى الكلمة الفرنسية tarif، التي تعني "السعر المحدد"، والتي اشتقت بدورها من الإيطالية tariffa، بمعنى "السعر المفروض" أي جدول الضرائب والجمارك". أما الجذر الأقدم، فهو اللاتينية الوسطى tariffe، والتي دخلت العالم اللاتيني من خلال الاتصال مع شعوب الأتراك، حيث تعود الكلمة إلى "تعرفه" (taʿrife) في اللغة العثمانية التركية، والتي تعني "قائمة الأسعار، جدول معدلات الجمارك".

ويعود أصل هذا المصطلح التركي بدوره إلى الفارسية "تعرفه" (taʿrefe) التي تعني "السعر المحدد، الإيصال"، والتي اشتقت بدورها من العربية "تعريف" (taʿrīf)، والتي تحمل معاني متعددة مثل "الإشعار، الوصف، التعريف، الإعلان، التأكيد، قائمة الرسوم المستحقة". وهذه الكلمة العربية هي المصدر المشتق من الفعل أو الجذر الثلاثي "عرف"، الذي يعني "أن يعرف، أن يكون قادرا على التعرف، أن يدرك، أن يكتشف".

هذا ما تفيد به أغلب المصادر العلمية في مجالات اللسانيات التاريخية، فقه اللغة، الدراسات المقارنة بين اللغات الهندو-أوروبية واللغات السامية (العاربة)، لكن بعض الباحثين لهم رأي آخر، ففي كتابه "مهربون وبحارة.. تاريخ الجمارك في أستراليا" يشير المؤلف ديفيد داي إلى أن كلمة "تعرفة" (Tariff) نشأت من الفديات التي كان يطالب بها القراصنة في منطقة جزيرة طريف (بالإسبانية: Tarifa تاريفا)‏، وهي إحدى بلديات مقاطعة قادس، التي تقع في منطقة الأندلس جنوب إسبانيا.

وتقول مصادر تاريخية إن جزيرة طريف ومنطقة طريفة كانت أول ميناء يفرض رسوما على التجار لاستخدام أرصفته، مما أدى إلى انتشار استخدام المصطلح، وتعود تسمية الجزيرة إلى الفاتح المسلم طريف بن مالك عام 710م الذي يوصف بأنه أول مسلم دخل شبه الجزيرة الإيبيرية في مهمة عسكرية.

المصطلحات التجارية كانت من أكثر الكلمات التي انتقلت بين اللغات، فهي تعكس الاحتكاك المباشر بين الشعوب في الأسواق (الجزيرة – مصممة بالذكاء الاصطناعي) الكلمات كسلع لغوية

وتماما كما تخضع البضائع للرسوم الجمركية عند دخولها سوقا جديدا، تخضع الكلمات لتعديلات صوتية ونحوية عند دخولها لغة أخرى، فتتكيف وتتحور لتلائم سياقها الجديد، كما تلاحظ من تحولات "تعريفة".

إعلان

وترك التوسع الإسلامي في العصور الوسطى، والهيمنة على طرق التجارة بصماته على مصطلحات التجارة، كما تركت موانئ البحر الأبيض المتوسط نقوشها على قواعد التجارة الحديثة كلها، وكأن اللغة ليست محض وسيلة للتواصل، بل خريطة خفية ترسم ملامح النفوذ والسلطة، وتحفظ تاريخا ليس مسطرا على صفحات الورق فحسب، بل منقوشا في صلب الكلمات ذاتها.

وكأن الكلمات نوع من السلع اللغوية تحمل معانيها من ثقافة إلى أخرى، وتخضع لعمليات "استيراد وتصدير" مشابهة لما يحدث في الأسواق التجارية. وكما أن لكل سلعة مصدرا، فإن لكل كلمة أصلا لغويا يعكس ظروف نشأتها. فإذا كانت الدول تفرض تعريفات جمركية على المنتجات الواردة، فإن اللغات بدورها تفرض سياقاتها الخاصة على المصطلحات الدخيلة، فتعدلها أو تطوعها بما يناسب نظامها الصوتي والنحوي، فتولد كلمات هجينة تجمع بين اللغات المختلفة.

وليس من قبيل المصادفة أن المصطلحات التجارية كانت من أكثر الكلمات التي انتقلت بين اللغات، فهي تعكس الاحتكاك المباشر بين الشعوب في الأسواق، حيث يلتقي التاجر الفارسي بالمراكب العثمانية، ويتفاوض الرحالة المغربي مع البحارة الإيطالي، ويتعامل التاجر اليمني مع الوسطاء الأوروبيين، وفي كل صفقة تجارية عملية تفاعل لغوي مستمرة تختبر فيه الكلمات قدرتها على التعميم والانتشار.

وبالنسبة لترامب، فإن التعريفات الجمركية هي السلاح الأمثل لوقف ما يصفه بسرقة الثروة الأميركية، غير أن فهمه لآلية عمل هذه التعريفات يبدو خاطئًا، إذ يعتقد أنها تفرض تكلفة مباشرة على الشركات الأجنبية، بينما في الواقع، يدفعها المستوردون الأميركيون، مما يرفع الأسعار ويجعل المستهلكين والشركات المحلية، المتضررين الحقيقيين، كما قال محللون اقتصاديون في ولايته الأولى الذين أشاروا للأسباب الحقيقية بالنسبة لترامب وهي أن التعريفات مصدر للإيرادات الضريبية وأداة ضغط جيوسياسية فعالة.

إعلان

وهكذا -كما ترى أيها القارئ- لا يعد البحث في أصول المصطلحات التجارية درسا لغويا مجردا، فكلمة مثل "تعريفة"، التي تبدو اليوم مصطلحا بيروقراطيا باردا، تخفي وراءها قرونا من السياسات التجارية، وأياما من هيمنة الإمبراطوريات، وساعات من المفاوضات في أسواق إسطنبول وبغداد والبندقية، وأسطولا من السفن المحملة بالحرير والتوابل القادمة من الشرق.

مقالات مشابهة

  • مكتبة الاسكندرية تناقش الهوية وبناء الانسان
  • أجمل كلمة في القاموس.. تعريفة ترامب وتجارة الكلمات بين لغات الغرب والشرق
  • ما خيارات السيسي في مواجهة طلب ترامب تهجير سكان غزة؟
  • ما خيارات السيسي في مواجهة طلبات ترامب بتهجير سكان غزة؟
  • معرض الكتاب يحتفي بترجمات "سليمان العطار" للأدب الأندلسي
  • جامعة الخرطوم تستأنف مسيرة العطاء
  • أديبة تشيكية: معرض القاهرة للكتاب يوحد البشر رغم اختلاف اللغات والثقافات
  • رادكا دنماركوفا: معرض القاهرة للكتاب يوحد البشر رغم اختلاف اللغات والثقافات
  • الناتو يناقش خيارات لإرضاء ترامب.. وروبيو: شراء غرينلاند ليس مزحة
  • الترجمة الكاملة للتقرير الإسرائيلي عن الرئيس السيسي وأثار عضب المصريين