حُجّاج صنعاء العالقون.. ضحايا قرصنة حوثية لنهب إيرادات اليمنية

بفارغ الصبر، وعلى أحرّ من الجمر، تنتظر أسرة الحاج صالح الهمداني وأقاربه وأهالي قريته عودته من الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية بعد إتمامه لمناسك الحج لهذا العام، وتعذر عودته ضمن أكثر من 1300 حاج آخرين عالقين في مطار الملك عبد العزيز الدولي والأراضي المقدسة.

لليوم الثالث على التوالي (الجمعة 28 يونيو 2024) تحتجز مليشيا الحوثي الإرهابية 4 طائرات تابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية، كان مقرراً لها إعادة مئات الحُجاج الى مطار صنعاء قبل أن تلغى رحلاتها المجدولة لأيام الأربعاء والخميس والجمعة إثر احتجاز المليشيا الحوثية لطائراتها.

يقول الشاب وليد الهمداني، إنّ والده ووالدته ضمن الحُجّاج العالقين في مطار الملك عبدالعزيز الدولي منذ يوم الأربعاء الماضي، معبراً عن خشيته وجميع أفراد الأسرة من تعرض والدته ووالده لمخاطر صحية لكبر سنهما ومعاناتهما من عدة أمراض.

وأشار إلى أنّ الأسرة كانت قررت تأدية فريضة الحج للأبّ والأم عبر مطار صنعاء وعلى أمل العودة عبره. 

وأضاف الهمداني: "والدي ووالدتي لا يحتملان التنقل من مطار إلى آخر، ولا يحتملان البقاء في أي مطار لبضع ساعات".

ومثل أسرة الهمداني تتابع آلاف الأسر في صنعاء والمحافظات المجاورة لها لحظة بلحظة معاناة حُجّاجها العالقين في الأراضي المقدسة بالمملكة العربية السعودية، مثلما تتابع بألم وحسرة أخبار وزارتي النقل في صنعاء وعدن على أمل تحقيق انفراجة في أزمة احتجاز طائرات اليمنية في مطار صنعاء وبما يمكن الشركة من استئناف رحلاتها الاستثنائية لإعادة الحُجاج إلى مطار صنعاء.

يعتقد سامي الخولاني -من أبناء محافظة صنعاء- أنّ حُجّاج صنعاء العالقين في السعودية لليوم الثالث على التوالي باتوا ضحايا حرب الاستحواذ على إيرادات شركة الخطوط الجوية اليمنية، بين طرفي النزاع في صنعاء وعدن، وهي الحرب التي ظهرت إلى السطح ولم تعد خافية على أحد.

ويرى الخولاني، الذي ينتظر هو الآخر عودة 3 من أقاربه ضمن الحُجّاج العالقين، أنّ احتجاز طائرات اليمنية في مطار صنعاء إنما يأتي في سياق استحواذ الجماعة في صنعاء (في إشارة إلى مليشيا الحوثي) على إيرادات المؤسسات الإيرادية ومساعيها لمحاربة الشركات التجارية والصناعية.

واعتبر المغامرة بحياة أكثر من 1300 حاج وإبقاءهم عرضة لمخاطر صحية وإنسانية، جريمة حرب مكتملة الأركان بحق الحُجّاج، وعقوبة جماعية لمئات الآلاف من أقارب الحُجاج وأصدقائهم. وقال: "للأسف الشديد السلطات في صنعاء تأبي إلاّ أن تبقى عصابة وليس لديها إحساس بالمسئولية تجاه الناس".

ومن شأن احتجاز مليشيا الحوثي لعدد 4 طائرات لشركة الخطوط الجوية اليمنية أن يكبد الشركة الناقل الوطني الوحيد لليمنيين بعدد 7 طائرات خسائر باهظة وافتعال أزمة نقل جوي غير مسوبقة من وإلى المطارات اليمنية إثر تبقى 3 طائرات فقط عاملة للشركة.

المصدر: نيوزيمن