لجريدة عمان:
2025-02-22@19:58:18 GMT

دق الصدر.. «توقعا للذكر الجميل»

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

كثير من الناس يقتّرونَ على أنفسهم في مساحة الحرية المتاحة لهم، وهم بذلك يعادون أنفسهم؛ أكثر من التصالح معها، ويتحملون تبعات هم في غنى عنها، فالتبني لأفعال وممارسات بالإنابة عن الآخرين، أو لأجل «خاطرهم» ليس أمرا هينا؛ إطلاقا؛ ولا أتصور أنه من الحكمة أن يضع أحدنا مكان الآخر في القيام بخدمة ما، دون أن يشعرنا الآخر بأنه يحتاج منا ذلك بصورة مباشرة، بل في ذلك حمل معنوي غير منكور، وفي ذلك إلزام للنفس من غير طلب من طرف ثان، في الوقت الذي مطالب من الفرد أن يتخفف من الأعباء تجاه الآخرين؛ حتى يستطيع أن يعيش آمنا مستقرا في المساحة الزمنية المتاحة له، وإدخال مسألة التوقع للذكر الجميل من الآخرين مقابل «دق الصدر» ليست بتلك الأهمية مقابل العبء المادي والمعنوي المتوقع للقيام بالمهمة، فالناس مهما بالغت في قسوة نفسك لإرضائهم، فلن يحتفلوا معك في كل مشروعاتك هذه التي تُحَمِّلُ نفسك لأجل «خاطرهم»، فضربات الكف للتصفيق لك، لا تلبث أن تذروها الرياح مع أول محطة للفشل عندك، وقد تتجه بوصلة الاهتمام بآخرين- وينزلونهم المنزلة المباركة- كما كان الحال عندك، وبدلا من أن يستحضر هؤلاء الآخرون لـ«دقات صدرك» لأجلهم في زمن ما، يغتالون لحظات التصافي هذه، ويذهبون سريعا إلى حيث استنساخ أخطائك، وهفواتك، وحالات ضعفك التي كانت، مع أن ما كان يفترض؛ أن أطواه النسيان، وأصبح من الماضي، ويفترض كذلك ألا يحاسب الإنسان على ماضيه، فهو مولود ليومه.

والصورة هنا؛ لا تحتاج إلى طرح أسئلة محددة، فهذا نوع من الممارسة الفطرية، الموسوم بها البشر لكلا الطرفين (الذي يدق صدره/ والموعودون بالنتائج)، فالكائنات الأخرى لا تقدُمُ على هذا النوع من السلوك «تبني المبادرة» إلا في حالة الرغبة الجامحة لإرواء الغريزة، وبعد أن ينكفئ سعار الغريزة تهدأ، وتظل رابضة ما بين عرائنها؛ التي تحسبها آمنة، ولو في لحظة الاسترخاء تلك، صحيح أن للإنسان محفزات كثيرة، بخلاف الكائنات الأخرى، منها: الطموح؛ والرغبات؛ والأطماع؛ وتجدد الآمال؛ وتباينات المواقف، والمحاككة، والحسد؛ والمنافسة- خاصة غير الشريفة- والتحايل على ما هو متفق عليه وغيرها الكثير مما تجيش به الأنفس، وبالتالي فهذه المحفزات تدفع بالفرد لأن يجازف بالكثير مما يملكه: عمره، راحته، قناعاته، مواقفه، قيمه السامية (الصدق، الأمانة، الشجاعة، الإيثار) ويأتي ذلك كله لضعف يعانيه، ولقصور في الرؤية، وكما يقول أبو نواس: «قل لمن يدعي في العلم فلسفة.. حفظت شيئا وغابت عنك أشياء».

فـ«دق الصدر» مشكلة عدد غير قليل منا، نظهر للآخر أننا قادرون على تلبية ما يريد، وفي الوقت نفسه لا نملك مقومات أو مفاتيح، أو طرق ما نحن مقدمون على الالتزام به أمام الآخر، فنقع في فخ العاجز، المحرج، الذي لا يملك من الأمر شيئا سوى تلك «الفزعة» الآنية أمام الآخرين، والخوف عندما تتلبس النفس الشعور في تلك اللحظة لمجرد الثناء، والإشادة فقط، ولكي يقال: «والله فلان والنعم فيه» والخوف الأكبر عندما يعي «فلان» وعيا حاضرا أنه ليس بمقدوره أن يفعل أي شيء في الأمر ذاته المستنجد له للحصول عليه، أو إتمامه، والخوف هنا ليس فقط لأن الأمر لم يتم، وإنما مجموعة التداعيات السلبية المتوقعة على الشخص، واتهامه بالكثير من الصفات السيئة في حالة عجزه، مع أن عدم تبنيه للأمر ذاته وسكوته بيده، وبكامل قواه العقلية، فما الذي يجعله يقفز من حالته الحرة إلى مستنقع الإلزام؟ وكما يقال في القاعدة: «من ألزم نفسه شيئا ألزمناه إياه».

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

النمر: 30% من مرضى الجلطة القلبية لا يشعرون بألم الصدر

أميرة خالد

أكد الدكتور خالد النمر، استشاري أمراض القلب والشرايين، أن ألم الصدر ليس شرطًا أساسيًا لتشخيص الجلطة القلبية، رغم كونه أكثر الأعراض شيوعًا.

وأوضح النمر عبر حسابه الرسمي بمنصة «إكس»، أن نحو 30% من المصابين، لا سيما كبار السن ومرضى السكري، قد لا يشعرون بأي ألم عند حدوث الجلطة، مما يجعل تشخيصها أكثر تعقيدًا.

وتتمثل أعراض الجلطة القلبية في ألم الصدر، الذي قد يكون على شكل ضغط أو ضيق أو وجع، ويظهر ويختفي أحيانًا، كما قد يمتد الألم إلى الكتف، الذراع، الظهر، الرقبة، الفك، أو حتى الجزء العلوي من البطن، وقد يشعر البعض بألم في هذه المناطق دون انزعاج في الصدر، وقد يعاني المصاب أحيانًا من ضيق في التنفس، مما يجعله يلهث أو يحاول أخذ أنفاس عميقة.

مقالات مشابهة

  • صور | "سيارات الزمن الجميل" تأسر قلوب زوار الشرقية في يوم التأسيس
  • تيار الصدر يرد على المالكي: لن نشارك بأي حكومة فيها إطار
  • وثيقة .. سرايا الصدر بصدد حسم أكثر من 200 دعوى ضمن قانون العفو العام
  • لم تفعلا شيئاً..ترامب يهاجم بريطانيا وفرنسا بسبب أوكرانيا
  • عاجل| حماس عن جثة شيري بيباس: نتعجب من الضجة التي يثيرها الاحتلال ونطالبهم بفعل هذا الأمر
  • [ رسالة رسالية دعوية الى سيد مقتدى الصدر ]
  • النمر: 30% من مرضى الجلطة القلبية لا يشعرون بألم الصدر
  • الصحة الأمريكية تعلن عن تعريفات رسمية للذكر والأنثى
  • كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
  • آية خرجت من منزلها ولم تعد.. هل من يعرف عنها شيئا؟