الرئيس الصيني: تكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والعمل سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
بكين _ الرؤية
قال رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في مؤتمر إحياء الذكرى السنوية الـ 70: "إن الإصدار الرسمي للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي قبل 70 عاما عملا رائدا عظيما في العلاقات الدولية، وله دلالات فارقة كبيرة نجتمع هنا اليوم بشكل يليق بعظمة مناسبة الذكرى السنوية الـ 70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، من أجل تكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة، والعمل سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتوفير قوة دافعة جبارة لتقدم الحضارة البشرية".
متابعا: يطيب لي أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعبا، وبالأصالة عن نفسي، بالترحيب الحار للضيوف الكرام والأصدقاء !
مأكدًا تبقى معالجة العلاقات بين الدول والحفاظ على السلام والأمن في العالم بشكل
مشترك وتعزيز تنمية وتقدم البشرية جمعاء، من العناوين الهامة في المسيرة التاريخية لتقدم المجتمع البشري في العصر الحديث والمعاصر، التي لا تتوانى كافة الدول عن استكشافها.
وأشار شي إلى أن المبادئ الخمسة كانت للتعايش السلمي هي ما نادى به العصر وما اختاره التاريخ. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تنامت حركات الاستقلال والتحرر الوطنيين مع تفكك النظام الاستعماري في العالم. وفي نفس الوقت، كانت غيوم الحرب الباردة تلقي بظلالها على العالم ويتكاثر لغط نظرية "القوة هي الحق". كانت الدول الجديدة التي نالت استقلالها للتو ترغب في الحفاظ على سيادتها الوطنية وتنمية اقتصادها القومي. وكانت الصين الجديدة تلتزم بالاستقلالية، وتعمل على تحقيق التعايش السلمي مع دول العالم وتحسين البيئة الخارجية خاصة البيئة المحيطة بها. على هذه الخلفية، طرحت القيادة الصينية لأول مرة المبادئ الخمسة بكامل أبعادها التي تشمل الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي، وأدرجتها في البيان المشترك بين الصين والهند والبيان المشترك بين الصين وميانمار، وذلك من أجل الدعوة المشتركة إلى تحديد المبادئ الخمسة كقواعد أساسية
تحكم العلاقات بين الدول.
وأوضح ولدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في آسيا، وسرعان ما توجهت نحو العالم.
في عام 1955، طرحت الدول المشاركة في مؤتمر باندونغ، التي كانت من آسيا وإفريقية وتجاوز عددها 20 دولة، المبادئ العشرة لمعالجة العلاقات بين الدول بناء على المبادئ الخمسة، ودعت إلى روح باندونغ المتمثلة في الوحدة والصداقة والتعاون. واتخذت حركة عدم الانحياز التي نشأت في الستينات من القرن الماضي المبادئ الخمسة كمبادئ توجيهية لها. وتم إدراج المبادئ الخمسة بوضوح في كل من "إعلان مبادئ العلاقات الدولية" الذي اعتمد في الدورة الـ 25 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1970 و"الإعلان المتعلق بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد" الذي اعتمد في الدورة الاستثنائية السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974. وأدرجت المبادئ الخمسة على التوالي في سلسلة من الوثائق الدولية الهامة، وتم قبولها وانتهاجها على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي. على مدى العقود السبعة الماضية، تجاوزت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي المكان والزمان مهما كانت الفوارق، وازدادت متانتها وحداثتها على مر الزمان وهي أصبحت من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تتميز بالانفتاح والشمول والنطاق الواسع للتطبيق، الأمر الذي قدم مساهمة تاريخية لا تمحى لقضية تقدم البشرية.
أولا، وضعت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي معيارا تاريخيا للعلاقات الدولية وسيادة القانون الدولي. تجسد المبادئ الخمسة بجلاء مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتتماشى مع تيار العصر لتطور العلاقات الدولية، وتتفق مع المصالح الأساسية لشعوب العالم. وفي نفس الوقت، تؤكد المبادئ الخمسة على متطلبات "التبادل" و"المساواة" في معالجة العلاقات بين الدول، وتبرز روح سيادة القانون الدولي التي توحّد الحقوق والالتزامات والمسؤوليات للدول. كما تغطي المبادئ الخمسة القواعد الأساسية للتعايش السلمي بين الدول في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والدبلوماسية، وتوفر قواعد السلوك الدقيقة والواضحة والفعالة للدول عند تنفيذ روح سيادة القانون الدولي وتحديد الطريق الصحيح للتعامل مع بعضها البعض. ثانيا، قدمت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي إرشادا صائبا لإقامة وتطوير العلاقات بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة. يمكن للدول، حتى ولو كانت تختلف من حيث النظام الاجتماعي والأيديولوجيا والتاريخ والثقافة والدين والمعتقدات ومستوى التنمية والحجم، أن تقيم وتطور علاقات من الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون فيما بينها، طالما تلتزم بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي. قد شقت المبادئ الخمسة طريقا جديدا للتسوية السلمية للقضايا العالقة بين الدول في التاريخ
والنزاعات الدولية، وتجاوزت المفاهيم العتيقة والضيقة مثل "سياسة التكتلات"
و"نطاق النفوذ" وعقلية الاستقطاب والمواجهة. ثالثا، حشدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي قوة جبارة للوحدة والتعاون والتقوية الذاتية عبر التضامن بين الدول النامية. تجسد المبادئ الخمسة التأمل العميق للدول النامية في تغيير مصيرها والسعي إلى الإصلاح والتقدم. هناك عدد متزايد من الدول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تضامنت وتبادلت الدعم، مشجعة بالمبادئ الخمسة، وهي قاومت بقوة التدخلات الخارجية، ونجحت في شق الطرق التنموية المستقلة. كما ساهمت المبادئ الخمسة في تعزيز التعاون بين الجنوب والشمال
وتحسين وتطوير العلاقات بين الجنوب والشمال. رابعا، ساهمت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بحكمتها التاريخية في إصلاح النظام الدولي واستكماله. انطلقت المبادئ الخمسة من الحفاظ على مصالح الدول الضعيفة والصغيرة ومطالبها في بيئة سياسة القوة، ورفضت بكل الوضوح الإمبريالية والاستعمارية والهيمنة، ونبذت قانون الغابة المتمثل في الإدمان في الحرب وتنمر القوي على الضعيف، مما أرسى أساسا فكريا مهما لدفع تطور النظام الدولي على نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا.
أصبحت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بعد صمودها أمام اختبار الزمان لمدة 70 عاما، كنزا مشتركا للمجتمع الدولي، وهي تستحق الاعتزاز بها وتوارثها وتكريسها بكل العناية. بهذه المناسبة، يطيب لي أن أحي الجيل القديم من القادة الذين دعوا سويا إلى المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وأتقدم بالاحترام العالي لأصحاب الرؤية الثاقبة من الدول المختلفة الذين يتمسكون منذ زمن طويل بتكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
وتحدث شي : "يتطور التاريخ إلى الأمام كسباق التتابع، وتمضي قضية تقدم البشرية إلى الأمام عبر الإجابة عن أسئلة العصر. قبل 70 عاما، وفي وجه المحنة المؤلمة الناتجة عن الحرب الساخنة والانقسام والمجابهة الناجمين عن الحرب الباردة، أعطى ذلك الجيل من الناس جوابهم التاريخي حرصا على الحفاظ على السلام والدفاع عن السيادة، ألا وهو المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. صمد هذا الجواب أمام اختبارات تغيرات الأوضاع الدولية، ولم يبهت أو يعفُ عليه الزمن، بل يزداد لمعانه ويلفت مزيدا من الأنظار. أما في يومنا هذا بعد 70 عاما، وفي وجه الموضوع الهام المتمثل في "ما هو العالم الذي يجب بناؤه وكيف بناء هذا العالم"، أعطت الصين جوابها في هذا العصر، ألا وهو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. قد توسع مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الآن من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من رؤية جميلة إلى ممارسات وفيرة، وهو يدفع العالم بقوة نحو مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم".
ينحدر مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي من أصل واحد، إذ يتأصل كلاهما في الثقافة التقليدية الصينية المتميزة التي تدعو إلى حسن الجوار والوفاء بالعهود والوئام بين الدول، ويجسد كلاهما ميزة الدبلوماسية الصينية التي تتسم بالثقة بالنفس والاستقلالية والتمسك بالعدالة ومساعدة الضعفاء ونصرة الحق، ويعكس كلاهما الطموح العالمي للشيوعيين الصينيين بشأن تقديم مساهمات جديدة وأكبر للبشرية، ويظهر كلاهما العزيمة الصينية الثابتة على سلك طريق التنمية السلمية. وإن مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية خير وراثة وتكريس وترقية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة.
يقوم هذا المفهوم على أساس الواقع الموضوعي المتمثل في تشارك الدول في المصير والمستقبل والسراء والضراء، مما نصب قدوة جديدة للمساواة والتعايش. كما تدعو الصين إلى أن جميع الدول أعضاء متساوية في المجتمع الدولي مهما كان جحمها أو قوتها أو ثروتها، وتتشارك في المصالح والحقوق والمسؤولية في الشؤون الدولية، وتعمل يدا بيد على مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك وبناء عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول، وتدفع التعايش السلمي الذي ينعم بمزيد من الأمن والازدهار للمجتمع البشري.
يتماشى هذا المفهوم مع تيار العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، مما فتح أفقا جديدا للسلام والتقدم. تدعو الصين كافة الأطراف إلى أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي كالغاية الأصلية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتدعيم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم.
ينطلق هذا المفهوم من الزخم التاريخي المتمثل في تعددية الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية، مما أثرى الممارسات الجديدة في مجالي التنمية والأمن. تتضامن الصين مع كافة الأطراف لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية على نحو معمق وملموس، حيث تم تحقيق قفزة تاريخية له من المستوى الثنائي إلى المستوى المتعدد الأطراف، ومن المستوى الإقليمي إلى المستوى العالمي، ومن مجال التنمية إلى مجال الأمن، ومن التعاون إلى الحوكمة، مما قاد ودفع بقوة تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع، وعاد بفوائد السلام والاستقرار على المجتمع الدولي، وزاد من الرفاهية لشعوب العالم لتحقيق الازدهار والتنمية.
قال رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ في مؤتمر إحياء الذكرى السنوية الـ 70: "إن الإصدار الرسمي للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي قبل 70 عاما عملا رائدا عظيما في العلاقات الدولية، وله دلالات فارقة كبيرة نجتمع هنا اليوم بشكل يليق بعظمة مناسبة الذكرى السنوية الـ 70 لإصدار المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، من أجل تكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة، والعمل سويا على بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية، وتوفير قوة دافعة جبارة لتقدم الحضارة البشرية".
متابعا: يطيب لي أن أتقدم نيابة عن الصين حكومة وشعبا، وبالأصالة عن نفسي، بالترحيب الحار للضيوف الكرام والأصدقاء !
مأكدًا تبقى معالجة العلاقات بين الدول والحفاظ على السلام والأمن في العالم بشكل مشترك وتعزيز تنمية وتقدم البشرية جمعاء، من العناوين الهامة في المسيرة التاريخية لتقدم المجتمع البشري في العصر الحديث والمعاصر، التي لا تتوانى كافة الدول عن استكشافها.
وأشار شي إلى أن المبادئ الخمسة كانت للتعايش السلمي هي ما نادى به العصر وما اختاره التاريخ. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، تنامت حركات الاستقلال والتحرر الوطنيين مع تفكك النظام الاستعماري في العالم. وفي نفس الوقت، كانت غيوم الحرب الباردة تلقي بظلالها على العالم ويتكاثر لغط نظرية "القوة هي الحق". كانت الدول الجديدة التي نالت استقلالها للتو ترغب في الحفاظ على سيادتها الوطنية وتنمية اقتصادها القومي. وكانت الصين الجديدة تلتزم بالاستقلالية، وتعمل على تحقيق التعايش السلمي مع دول العالم وتحسين البيئة الخارجية خاصة البيئة المحيطة بها. على هذه الخلفية، طرحت القيادة الصينية لأول مرة المبادئ الخمسة بكامل أبعادها التي تشمل الاحترام المتبادل للسيادة وسلامة الأراضي، وعدم الاعتداء، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، والمساواة والمنفعة المتبادلة، والتعايش السلمي، وأدرجتها في البيان المشترك بين الصين والهند والبيان المشترك بين الصين وميانمار، وذلك من أجل الدعوة المشتركة إلى تحديد المبادئ الخمسة كقواعد أساسية
تحكم العلاقات بين الدول.
وأوضح ولدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي في آسيا، وسرعان ما توجهت نحو العالم.
في عام 1955، طرحت الدول المشاركة في مؤتمر باندونغ، التي كانت من آسيا وإفريقية وتجاوز عددها 20 دولة، المبادئ العشرة لمعالجة العلاقات بين الدول بناء على المبادئ الخمسة، ودعت إلى روح باندونغ المتمثلة في الوحدة والصداقة والتعاون. واتخذت حركة عدم الانحياز التي نشأت في الستينات من القرن الماضي المبادئ الخمسة كمبادئ توجيهية لها. وتم إدراج المبادئ الخمسة بوضوح في كل من "إعلان مبادئ العلاقات الدولية" الذي اعتمد في الدورة الـ 25 للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1970 و"الإعلان المتعلق بإقامة نظام اقتصادي دولي جديد" الذي اعتمد في الدورة الاستثنائية السادسة للجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 1974. وأدرجت المبادئ الخمسة على التوالي في سلسلة من الوثائق الدولية الهامة، وتم قبولها وانتهاجها على نطاق واسع من قبل المجتمع الدولي. على مدى العقود السبعة الماضية، تجاوزت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي المكان والزمان مهما كانت الفوارق، وازدادت متانتها وحداثتها على مر الزمان وهي أصبحت من القواعد الأساسية للعلاقات الدولية والمبادئ الأساسية للقانون الدولي التي تتميز بالانفتاح والشمول والنطاق الواسع للتطبيق، الأمر الذي قدم
مساهمة تاريخية لا تمحى لقضية تقدم البشرية.
أولا، وضعت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي معيارا تاريخيا للعلاقات الدولية وسيادة القانون الدولي. تجسد المبادئ الخمسة بجلاء مقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتتماشى مع تيار العصر لتطور العلاقات الدولية، وتتفق مع المصالح الأساسية لشعوب العالم. وفي نفس الوقت، تؤكد المبادئ الخمسة على متطلبات "التبادل" و"المساواة" في معالجة العلاقات بين الدول، وتبرز روح سيادة القانون الدولي التي توحّد الحقوق والالتزامات والمسؤوليات للدول. كما تغطي المبادئ الخمسة القواعد الأساسية للتعايش السلمي بين الدول في مجالات السياسة والأمن والاقتصاد والدبلوماسية، وتوفر قواعد السلوك الدقيقة والواضحة والفعالة للدول عند تنفيذ روح سيادة القانون الدولي وتحديد الطريق الصحيح للتعامل مع بعضها البعض. ثانيا، قدمت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي إرشادا صائبا لإقامة وتطوير العلاقات بين الدول ذات النظم الاجتماعية المختلفة. يمكن للدول، حتى ولو كانت تختلف من حيث النظام الاجتماعي والأيديولوجيا والتاريخ والثقافة والدين والمعتقدات ومستوى التنمية والحجم، أن تقيم وتطور علاقات من الثقة المتبادلة والصداقة والتعاون فيما بينها، طالما تلتزم بالمبادئ الخمسة للتعايش السلمي. قد شقت المبادئ الخمسة طريقا جديدا للتسوية السلمية للقضايا العالقة بين الدول في التاريخ
والنزاعات الدولية، وتجاوزت المفاهيم العتيقة والضيقة مثل "سياسة التكتلات"
و"نطاق النفوذ" وعقلية الاستقطاب والمواجهة. ثالثا، حشدت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي قوة جبارة للوحدة والتعاون والتقوية الذاتية عبر التضامن بين الدول النامية. تجسد المبادئ الخمسة التأمل العميق للدول النامية في تغيير مصيرها والسعي إلى الإصلاح والتقدم. هناك عدد متزايد من الدول في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية تضامنت وتبادلت الدعم، مشجعة بالمبادئ الخمسة، وهي قاومت بقوة التدخلات الخارجية، ونجحت في شق الطرق التنموية المستقلة. كما ساهمت المبادئ الخمسة في تعزيز التعاون بين الجنوب، وتحسين وتطوير العلاقات بين الجنوب والشمال. رابعا، ساهمت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بحكمتها التاريخية في إصلاح النظام الدولي واستكماله. انطلقت المبادئ الخمسة من الحفاظ على مصالح الدول الضعيفة والصغيرة ومطالبها في بيئة سياسة القوة، ورفضت بكل الوضوح الإمبريالية والاستعمارية والهيمنة، ونبذت قانون الغابة المتمثل في الإدمان في الحرب وتنمر القوي على الضعيف، مما أرسى أساسا فكريا مهما لدفع تطور النظام الدولي على نحو اتجاه أكثر عدلا وإنصافا.
أصبحت المبادئ الخمسة للتعايش السلمي بعد صمودها أمام اختبار الزمان لمدة 70 عاما، كنزا مشتركا للمجتمع الدولي، وهي تستحق الاعتزاز بها وتوارثها وتكريسها بكل العناية. بهذه المناسبة، يطيب لي أن أحي الجيل القديم من القادة الذين دعوا سويا إلى المبادئ الخمسة للتعايش السلمي، وأتقدم بالاحترام العالي لأصحاب الرؤية الثاقبة من الدول المختلفة الذين يتمسكون منذ زمن طويل بتكريس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي.
وأضاف الرئيس الصيني يتطور التاريخ إلى الأمام كسباق التتابع، وتمضي قضية تقدم البشرية إلى الأمام عبر الإجابة عن أسئلة العصر. قبل 70 عاما، وفي وجه المحنة المؤلمة الناتجة عن الحرب الساخنة والانقسام والمجابهة الناجمين عن الحرب الباردة، أعطى ذلك الجيل من الناس جوابهم التاريخي حرصا على الحفاظ على السلام والدفاع عن السيادة، ألا وهو المبادئ الخمسة للتعايش السلمي. صمد هذا الجواب أمام اختبارات تغيرات الأوضاع الدولية، ولم يبهت أو يعفُ عليه الزمن، بل يزداد لمعانه ويلفت مزيدا من الأنظار. أما في يومنا هذا بعد 70 عاما، وفي وجه الموضوع الهام المتمثل في "ما هو العالم الذي يجب بناؤه وكيف بناء هذا العالم"، أعطت الصين جوابها في هذا العصر، ألا وهو بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية. قد توسع مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية الآن من مبادرة صينية إلى توافق دولي، وتحول من رؤية جميلة إلى ممارسات وفيرة، وهو يدفع العالم بقوة نحو مستقبل مشرق ينعم بالسلام والأمن والازدهار والتقدم.
وقال ينحدر مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية والمبادئ الخمسة للتعايش السلمي من أصل واحد، إذ يتأصل كلاهما في الثقافة التقليدية الصينية المتميزة التي تدعو إلى حسن الجوار والوفاء بالعهود والوئام بين الدول، ويجسد كلاهما ميزة الدبلوماسية الصينية التي تتسم بالثقة بالنفس والاستقلالية والتمسك بالعدالة ومساعدة الضعفاء ونصرة الحق، ويعكس كلاهما الطموح العالمي للشيوعيين الصينيين بشأن تقديم مساهمات جديدة وأكبر للبشرية، ويظهر كلاهما العزيمة الصينية الثابتة على سلك طريق التنمية السلمية. وإن مفهوم بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية خير وراثة وتكريس وترقية للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي في ظل الأوضاع الجديدة.
يقوم هذا المفهوم على أساس الواقع الموضوعي المتمثل في تشارك الدول في المصير والمستقبل والسراء والضراء، مما نصب قدوة جديدة للمساواة والتعايش. تدعو الصين إلى أن جميع الدول أعضاء متساوية في المجتمع الدولي مهما كان جحمها أو قوتها أو ثروتها، وتتشارك في المصالح والحقوق والمسؤولية في الشؤون الدولية، وتعمل يدا بيد على مواجهة التحديات وتحقيق الازدهار المشترك وبناء عالم نظيف وجميل يسوده السلام الدائم والأمن العالمي والازدهار المشترك والانفتاح والشمول، وتدفع التعايش السلمي الذي ينعم بمزيد من الأمن والازدهار للمجتمع البشري.
موضحًا يتماشى هذا المفهوم مع تيار العصر المتمثل في السلام والتنمية والتعاون والكسب المشترك، مما فتح أفقا جديدا للسلام والتقدم. تدعو الصين كافة الأطراف إلى أخذ مستقبل البشرية ورفاهية الشعوب بعين الاعتبار، والتمسك بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي كالغاية الأصلية، وتكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتدعيم الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والنفع للجميع، وإقامة نوع جديد من العلاقات الدولية، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والتعاون في بناء "الحزام والطريق"بجودة عالية، بما يزيد من المصالح المشتركة لشعوب العالم.
وتابع شي ينطلق هذا المفهوم من الزخم التاريخي المتمثل في تعددية الأقطاب العالمية والعولمة الاقتصادية، مما أثرى الممارسات الجديدة في مجالي التنمية والأمن. تتضامن الصين مع كافة الأطراف لبناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية على نحو معمق وملموس، حيث تم تحقيق قفزة تاريخية له من المستوى الثنائي إلى المستوى المتعدد الأطراف، ومن المستوى الإقليمي إلى المستوى العالمي، ومن مجال التنمية إلى مجال الأمن، ومن التعاون إلى الحوكمة، مما قاد ودفع بقوة تعددية الأقطاب العالمية المتسمة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والنفع للجميع، وعاد بفوائد السلام والاستقرار على المجتمع الدولي، وزاد من الرفاهية لشعوب العالم لتحقيق الازدهار والتنمية.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: وتطویر العلاقات بین المبادئ الخمسة على الحفاظ على السلام المشترک بین الصین العلاقات الدولیة القواعد الأساسیة للعلاقات الدولیة الأمن والازدهار والتعایش السلمی المجتمع الدولی التعایش السلمی الأمن العالمی السلام والأمن النظام الدولی الحرب الباردة لشعوب العالم تقدم البشریة کافة الأطراف بین الدول فی والتعاون فی هذا المفهوم إلى المستوى الدولی التی من المستوى تدعو الصین المتمثل فی بین الجنوب إلى الأمام قبل 70 عاما فی العالم السلمی مع فی الشؤون من الدول عن الحرب فی مؤتمر وفی وجه ألا وهو على نحو فی آسیا من أجل إلى أن
إقرأ أيضاً:
حصاد 2024.. التزام إماراتي بتعزيز التضامن والعمل الإنساني الدولي
ترجمت دولة الإمارات التزامها بتعزيز التضامن والتكافل الدولي، بمختلف صوره وأشكاله عبر برامج الدعم والمبادرات الإنسانية حول العالم.
ولعبت دولة الإمارات دوراً ريادياً مسجلة حضوراً وازناً في ساحات العمل الإنساني حول العالم خلال عام 2024، الذي شهد حصاداً وافراً من المبادرات الإنسانية التي أطلقتها دولة الدولة، حيث أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بإطلاق “مبادرة إرث زايد الإنساني” بقيمة 20 مليار درهم تخصص للأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر حاجة حول العالم.
وأطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله” ، حملة “وقف الأم” بهدف تكريم الأمهات في دولة الإمارات من خلال إنشاء صندوق وقفي بقيمة مليار درهم لدعم تعليم ملايين الأفراد حول العالم بشكل مستدام.
وفي ضوء الشراكة الإستراتيجية بين دولة الإمارات ومجموعة العشرين، أعلن سموّ الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، عن تخصيص دولة الإمارات مبلغ 100 مليون دولار أمريكي للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، وذلك عبر وكالة الإمارات للمساعدات الدولية.
وأعلنت دولة الإمارات عن تشكيل ” مجلس الشؤون الإنسانية الدولية “، الذي يختص بالإشراف على جميع القضايا والمسائل المتعلقة بالشؤون الإنسانية الدولية، فيما ستتولى “وكالة الإمارات للمساعدات الدولية” التي أعلن عن تشكيلها بمرسوم اتحادي، تنفيذ برامج المساعدات الخارجية للدولة.
وقدمت مبادرة بلوغ الميل الأخير، المبادرة الصحية العالمية التي يدعمها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، 55 مليون درهم إلى المعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد”.
وأثبتت دولة الإمارات دورها المحوري في تعزيز الاستجابة الدولية تجاه الأزمات والصراعات والكوارث التي يشهدها العالم.
وواصلت عملية “الفارس الشهم 3” التي أطلقتها الإمارات استجابة للأزمة في غزة، عملياتها الإغاثية والإنسانية في قطاع غزة.
وفي هذا الإطار أطلقت الإمارات مبادرة الأطراف الصناعية لمساعدة المصابين، كما تم إطلاق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل في غزة دون سن 10 سنوات، فيما واصلت إرسال المساعدات الإنسانية والطبية جواً وبراً وبحراً إلى القطاع.
ودشنت دولة الإمارات ست محطات تحلية مياه في مدينة العريش المصرية يستفيد منها أكثر من مليون نسمة في داخل القطاع، كما نفذت مشروعات إصلاح خطوط المياه والآبار المتضررة والشبكات المدمرة في محافظتي خانيونس وشمال غزة، فضلا عن حملات توزيع المساعدات الإنسانية على العائلات في المحافظات ومراكز الإيواء المختلفة.
وأطلقت قيادة العمليات المشتركة عملية “طيور الخير” لإسقاط المساعدات الإنسانية على المناطق المعزولة التي لا تصل إليها المساعدات في قطاع غزة.
وتجاوبا مع ما يمر به لبنان من ظروف صعبة، أمر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار إلى الشعب اللبناني الشقيق، وتنفيذا لتوجيهات سموه أطلقت الإمارات حملة إغاثة وطنية لدعم لبنان وشعبه باسم “الإمارات معك يا لبنان”، كما وجه سموه بتقديم حزمة مساعدات إغاثية عاجلة بقيمة 30 مليون دولار إلى النازحين من الشعب اللبناني إلى سوريا.
وأرسلت دولة الإمارات نحو 21 طائرة دعماً للأشقاء اللبنانيين في ظل الظروف الحرجة التي يمرون بها (3 منها الى سوريا)، بالإضافة إلى باخرة حملت 2000 طن من المساعدات الإغاثية المتنوعة.
ودعمت دولة الإمارات كافة الجهود الهادفة إلى دفع مبادرات السلام الخاصة بالسودان، وتعهدت في 17 أبريل الماضي بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.
وأعلنت في سبتمبر الماضي عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد، وتقديم مساهمة بقيمة 10.25 مليون دولار أمريكي للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات المتضررات من الأزمة المستمرة في السودان.
وكثفت دولة الإمارات جهودها في إغاثة ونجدة المتضررين من الكوارث الطبيعية حول العالم، ومدت الإمارات يد العون للعديد من الدول مثل بوركينا فاسو، والبرازيل، والفلبين، وإثيوبيا، وكينيا، والكونغو الديمقراطية، وموريتانيا، ونيجيريا، والنيبال، وجنوب أفريقيا، وساحل العاج، والكاميرون.
وقدمت دولة الإمارات 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة للمساهمة في دفع عجلة التنمية المستدامة في الدول الأعضاء في البنك الإسلامي للتنمية، فيما وقعت اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ.
الجدير بالذكر أن مساعدات الإمارات الخارجية منذ قيام اتحاد الدولة في عام 1971، حتى منتصف عام 2024، بلغت نحو 360 مليار درهم “98 مليار دولار أمريكي”.وام