الطبيعة الخلابة تكسو سلطنة عُمان
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
بين إنتاج الورد بالجبل الأخضر والفعاليات الاستثنائية لخريف ظفار 2024 خلال 90 يوماً
الأمطار الخفيفة والرذاذ المتقطع على السهول والجبال تكتسى بالاخضرار يبهج النفس
أجواء طيبة إيجابية تعيشها سلطنة عُمان خلال هذه الأونة، ما بين إنتاج الورد بولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية خلال الموسم الزراعى الحالى 2024م، وما بين الأجواء السياحية الفريدة التى يفرزها موسم خريف ظفار 2024، الأمر الذى يترك آثاره الإيجابية على الأداء المجتمعى خلال الفترة الصيفية.
إنتاج الورد فى الجبل الأخضر خلال هذا العام بلغ نحو 20 طناً، أى بزيادة قدرها 9 أطنان عن الموسم الماضى 2023، وبقيمة تقدر بـ200 ألف ريال عُمانى، وله مردودات اقتصادية.
حيث إن ماء ورد الجبل الأخضر يدخل فى عدد من الاستخدامات من بينها أنه يضاف مثل نكهة فى المأكولات والمشروبات وغيرها من الصناعات، وتم أخيراً إدخاله فى صناعات مستحضرات التجميل كالكريمات وصناعة الصابون العطرى وغيرها. وأن خام الورد بعد الانتهاء من عصره يتم استخدامه فى صناعة الصابون والأسمدة الذى يسهم فى خصوبة الأراضى الزراعية.
لا شك أن هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممثلة بمركز الأعمال والحاضنات بولاية الجبل الأخضر تعد داعماً أساسياً للحرفيين ورواد الأعمال بالولاية من خلال تنظيم حلقات عمل تدريبية لهم فى العديد من المجالات مثل التدريب فى صناعة ماء الورد والزيوت العطرية المختلفة كزيت الورد وزيت اللبان والزيوت الأخرى وبرامج تدريبية أخرى تشمل ريادة الأعمال.
90 يوماً من الفعاليات المتعددة خلال موسم خريف ظفار
وفى ذات السياق، بدأت السحب القادمة من بحر العرب والمحيط الهندى بالتدفق على محافظة ظفار معلنة بدء موسم خريف ظفار، الذى يبدأ فلكياً فى 21 من شهر يونيو، ويستمر حتى 21 من سبتمبر القادم متميزاً بأجوائه الاستوائية الغائمة وانخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 30 درجة مئوية نتيجة هبوب الرياح الموسمية ما يجعل محافظة ظفار مقصداً للزوار والسياح من داخل وخارج سلطنة عمان.
ومع استمرار هطول الأمطار الخفيفة والرذاذ المتقطع على السهول والجبال تكتسى جميع المناطق الجبلية والسهول بالاخضرار المنعش ما يبهج النفس وتجتذب العيون كما يزداد تدفق المياه فى العيون المائية والبالغ عددها نحو 360 عيناً بين دائمة وموسمية.
وتعد العيون المائية بمحافظة ظفار من أهم الأماكن السياحية التى يحرص عليها كل زائر وسائح للاستمتاع بالمناظر الطبيعية، ومن أبرزها عيون «رزات وحمران وجرزيز وصحلنوت وطبرق» إلى جانب العيون التى تتساقط شلالاتها عند ازدياد كمية الأمطار خلال الموسم خاصة فى شهر أغسطس وأشهرها شلالات دربات وأثوم وكور وجوجب إضافة إلى شلال الحوطة بولاية رخيوت.
وتشهد السدود المتوزعة على الشريط الجبلى وعلى حواف الجبال ارتفاعاً فى منسوب المياه خلال موسم الخريف الممطر الذى يعد المصدر الأول لتغذية هذه السدود لما تصاحبه من أمطار لمدة ثلاثة أشهر تقريبا فى الفترة بين يونيو إلى سبتمبر من كل عام حيث بلغت كمية المياه المحتجزة فى السدود التخزينية 13٫367 متر مكعب فى موسم خريف ظفار 2023م.
معالم سياحية طبيعية عديدة
وتشتهر محافظة ظفار بمعالم سياحية طبيعية عديدة نظراً لتنوع تضاريسها وبيئاتها البحرية والزراعية والجبلية والصحراوية إلى جانب المواقع الأثرية والتاريخية المدرجة ضمن قائمة التراث العالمى أبرزها متنزهـاً البليد وسمهرم الأثريان ومتحف أرض اللبان والحصون التاريخية بولايات رخيوت وطاقة ومرباط وسدح.
وتزخر أسواق صلالة بالعديد من المنتجات والصناعات التقليدية مثل بيع اللبان والذى يعد رمزاً ثقافياً للمنطقة والبخور والصناعات الفضية والفخاريات والسعفيات والحلوى العمانية بالإضافة إلى اللحوم الطازجة والألبان والمنتجات الزراعية التى تشتهر بها محافظة ظفار.
كما يتميز سهل صلالة الزراعى بالمنتجات الزراعية المتنوعة ذات الطابع الاستوائى أشهرها النارجيل (جوز الهند) والموز والفافاى وقصب السكر إلى جانب الخيران الجميلة والمحميات الطبيعية والثروة الحيوانية والبحرية.
كانت قد ارتفعت نسبة الزائرين إلى محافظة ظفار عام 2023 إلى 962 ألف زائر مقارنة بـ813 ألف زائر خلال موسم 2022 مسجلة ارتفاعاً بنسبة 18.4 بالمائة كما شهد ارتفاعاً فى إنفاق الزائرين سجل 103 ملايين ريال عمانى العام الماضى 2023م مقارنة بـ86 مليون ريال عمانى بموسم 2022 بحسب البيانات الصادرة عن المركز الوطنى للإحصاء والمعلومات.
180 فعالية يحملها موسم «خريف ظفار 2024» على مدى 90 يوماً
وكشفت محافظة ظفار عن تفاصيل موسم خريف ظفار ٢٠٢٤ عبر المنصة التفاعلية الرقمية لوزارة الإعلام بسلطنة عمان (منصة عين)، عن أنشطة وفعاليات موسم خريف ظفار لهذا العام وتستمر لأول مرة لمدة تسعين يوماً لغاية 20 سبتمبر القادم، حيث تجتمع الفعاليات الاستثنائية والأحداث العالمية مع الطقس البارد والطبيعة الخلابة لتشكيل تجربة سياحية فريدة.
وقال مروان بن تركى آل سعيد محافظ ظفار إن محافظة ظفار تستقبلُ فى ٢١ يونيو من كل عام موسمها الفريد وهبِتها الربانية (موسم خريف ظفار) حاملاً فى طياته تجربة سياحية فريدة، مبيناً أن المحافظة هى الخيار الأمثل حيث الطقس الرائع والمناظر الطبيعية الخلابة والفعاليات الاستثنائية وبيئاتها المتنوعة كالبحرية والسهلية والجبلية، إضافة إلى تنوعها الثقافى والتاريخى العريق، ما يجعلها وجهة سياحية مثالية تُلبى جميع الأذواق.
ظفار الخيار الأمثل لسياحة العائلات والأفراد
وأشار إلى أن موسم خريف ظفار هو الخيار الأمثل لسياحة العائلات والأفراد، حيث شهد فى العام الماضى إقبالاً واسعاً من قبل الزوار، إذ استقبلت المحافظة ما يقارب مليون زائر مؤكداً أهمية تعزيز الدور السياحى للمحافظة الذى يعتبر محركاً اقتصادياً مهماً ويسهم فى تمكين رواد الأعمال العمانيين، حيث تم وضع خطة طموحة لتعزيز وتطوير العديد من المواقع السياحية، كتطوير الإطلالات الطبيعية، وتحسين الواجهات البحرية، إلى جانب تطوير مواقع العيون المائية، واضعين فى الاعتبار الاستدامة البيئية.
وأكد محافظ ظفار أن موسم خريف ظفار لهذا العام يأتى متميزاً بتمديد فترة تنفيذ الفعاليات لمدة ٩٠ يوماً ما سيُتيح للزوار فرصة أطول للاستمتاع بجماليات المحافظة وأنشطتها وفعالياتها المتنوعة. وبين حرص الجهات الحكومية المعنية والقطاع الخاص على تقديم تجربة سياحية مميزة لجميع زوار المحافظة، من خلال زيادة مواقع الفعاليات وتعدد أنواعها بالإضافة إلى توفير كل الخدمات والتسهيلات.
٥ محاور رئيسية لخريف ظفار.. البيئة والصحة العامة والشباب والطفل والثقافة والفنون
وكشف الدكتور أحمد بن محسن الغسانى رئيس بلدية ظفار عن أهم فعاليات موسم خريف ظفار ٢٠٢٤م، التى سوف تتوزع فى عدة مواقع قائمة وأخرى جديدة، بغية توفير الفرصة أمام المواطنين والمقيمين والزوار لخوض تجارب جديدة مليئة بالإثارة والتشويق. وأشار إلى أنه فى إطار الاحتفاء بزوار المحافظة نسعى لتنفيذ فعاليات نوعية من خلال التركيز على (التنوع) فيما يتم تقديمه التى ركزت على ٥ محاور رئيسية وهى كالآتى: البيئة والصحة العامة، والشباب، والطفل، والثقافة، والفنون.
وأوضح رئيس بلدية ظفار أن فعاليات موسم الخريف الماضى حققت إقبالاً غير مسبوق، حيث تراوح عدد الزوار فى المواقع الرئيسة بين ٤٠٠ ألف إلى ٨٠٠ ألف زائر للموقع الواحد. بالإضافة إلى أكثر من ١٥٠ فعالية تم تنفيذها فى العام الماضى والتى تعددت بين الفنية، والرياضية، والثقافية، والتراثية، والترفيهية، مشيراً إلى أن الفعاليات فى هذا العام يتوقع أن تصل إلى ١٨٠ فعالية.
وبين الدكتور الغسانى أن المستفيدين فى الموسم الماضى من الشباب ومن المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من جميع أنحاء سلطنة عُمان بلغ ١٧٣٣ فرداً ومؤسسة، وعدد الشركات المشغلة وصل إلى ٣٣٤، كما تم تخصيص مواقع أكثر فى هذا العام للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة تقدم أكثر من ٥٠٠ فرصة إضافية والتى ستحقق فرص وظيفية مؤقتة لآلاف الشباب.
وأكد الغسانى حرص بلدية ظفار على تعزيز الفعاليات المصاحبة لموسم خريف ظفار ٢٠٢٤م من خلال إقامتها فى مواقع وولايات مختلفة من ضمنها ولاية ثمريت وطاقة ومرباط وسدح. مع التركيز على الأنشطة الثقافية والتجارية والترفيهية المتنوعة إلى جانب إقامة معارض تخصصية عالمية فى مجمع السلطان قابوس الشبابى للثقافة والترفيه بصلالة.
تقديم العديد من العروض العالمية
ستتنوع الفعاليات الرياضية لتُناسب مختلف الأذواق والاهتمامات، حيث ستستضيف حديقة صلالة العامة لأول مرة على مستوى المحافظة فعالية (ثرو تاون) والمتخصصة برياضات التحمل والقوة البدنية التى ستقام بشكل أسبوعى، بالإضافة إلى تخصيص عدة ملاعب ومعدات رياضية لتكون مُوّجهة للفعاليات الرياضية خلال موسم خريف ظفار. كما سيعود «طواف صلالة الدولى للدراجات الهوائية» بشكل أكثر تميزاً بعد تسجيله واعتماده رسمياً من الاتحاد الدولى للدراجات الهوائية ليشمل على 4 مراحل بمشاركة أكثر من 100 دراج من دول مختلفة مما سيعزز من السياحة الرياضية للمحافظة. وأما محبو السيارات من مختلف الفئات العمرية فهم على موعد مع فعاليات «الجمعية العمانية للسيارات» المليئة بالسرعة والتحدى والتنافس والتى تقام فى «ميدان الاحتفالات». كما ستشهد بطولة ظفار الدولية «دراج ريس» مشاركة واسعة من دول الخليج العربية فى شاطئ الدمر بولاية مرباط. وستكون مسابقة خريف ظفار للرماية بالأسلحة التقليدية فستكون الأكبر هذا العام من حيث قيمة الجوائز وعدد المشاركين محلياً وخليجياً.
وأما عن الفعاليات المخصصة للأطفال، فإنها دائماً محط اهتمام ورعاية، وأن رزنامة الخريف تزخر بالعديد من الفعاليات الموجهة للطفل هذا العام، ومن أهمها «كيدى تايم» بحديقة عوقد العامة التى تستقطب العديد من الفعاليات الجديدة والنوعية التى ستلقى الدهشة والإعجاب من الأطفال، من تلك الفعاليات عدد من القرى والمدن العالمية بالإضافة إلى العروض العالمية المتحركة والشخصيات المحبوبة لدى الأطفال التى يمكنهم التفاعل واللعب معها. كما خُصصت مساحات فى حديقة صلالة العامة لفعاليات رياضية أسبوعية مخصصة للأطفال من فئات عمرية مختلفة.
بيئات ظفار الثقافية تُحاكى عبق التاريخ والحضارة
وفى المحور الثقافى ستحتوى قرية «عودة الماضى» العديد من الفعاليات والأنشطة التى تحاكى بيئات محافظة ظفار المختلفة كالحضرية والريفية، والبدوية، والبحرية والزراعية. كما تُقدم تجربة ثقافية تراثية جديدة من خلال استضافة ولايات عُمانية من خارج المحافظة لأول مرة وهى صور ونزوى وصحار على أن يتم توسعة التجربة فى المواسم القادمة واستضافة ولايات أخرى من كافة محافظات السلطنة.
وستعكس القرية الإرث الحضارى والثقافى التى تزخر به السلطنة من خلال ميدان للفنون والفعاليات والأسواق التراثية المتنوعة مع عروض وفنون حية تُجسد الثقافة العمانية. كما ستكون هناك العديد من الفعاليات الثقافية فى مختلف ولايات المحافظة والتى تهدف إلى إبراز الهوية الوطنية فضلاً عن جذب السياح وتعريفهم بالثقافة العمانية الفريدة من خلال المعارض التخصصية والمؤتمرات وورش العمل التعريفية والعروض المسرحية.
كما ستشهد محافظة ظفار لأول مرة إقامة مهرجان ظفار الدولى للمسرح بمشاركة فرق مسرحية من داخل وخارج سلطنة عُمان، وسيستضيف المهرجان مجموعة من نخبة الفنانين على مستوى العالم فى إطار سعيه ليكون الأول عربياً وضمن المراكز الأولى عالمياً من حيث التنظيم واستقطاب أقوى العروض العالمية وقيمة الجوائز المقدمة وتنوع المسارات ومكانة الضيوف.
الجدير بالذكر أن محافظة ظفار تُعد من الوجهات والمقاصد السياحية المهمة محلياً وإقليمياً وعالمياً لما تمتاز به من طبيعة خلابة، كما تستقطب الفعاليات العالمية المتنوعة، ومن المتوقع أن يتجاوز زوار الموسم لهذا العام حاجز المليون زائر وخصوصاً فى ظل وجود رحلات جوية مباشرة إلى مطار صلالة من مختلف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الطبيعة الخلابة
إقرأ أيضاً:
"موارد" يُحافظ على التنوع البيولوجي بدراسة خواص بذور النباتات البرية النادرة والمُهددة بالانقراض
◄ أكثر من 2000 ساعة عمل ميداني للفريق خلال 7 سنوات
◄ التركيز على نباتات الشوع والعفة البرية والبيذمان والخزامى البرية
◄ التغير المناخي والتوسع السكاني والرعي الجائر من أكبر التحديات التي تواجه النباتات البرية
مسقط- الرؤية
يعكف فريق مُتخصِّص من مركز عُمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية "موارد" التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، على تنفيذ مهام سنوية لجمع عينات نباتية من مُختلف أنحاء عُمان؛ وذلك في إطار الجهود المستمرة للحفاظ على التنوع البيولوجي الفريد في سلطنة عُمان ودراسة خواص هذا التنوع.
وتهدف هذه الجهود إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي، إذ إن بعض النباتات في سلطنة عُمان قد تكون مُهددة بالانقراض بسبب تغير المناخ أو الأنشطة البشرية، وجمع بذورها يُساعد في الحفاظ على هذه النباتات وضمان عدم انقراضها، بحيث يُمكن استزراعها في المستقبل.
وحقق المشروع الآن وخلال السبع سنوات الماضية (2018- 2024)، إنجازات ملحوظة، حيث قام بـ81 مهمة جمع، وزار 231 موقعًا مختلفًا، في 50 ولاية من ولايات سلطنة عُمان، وقام بتسجيل 352 نوعا مختلفا من النباتات البرية وجمع 174 مجموعة بذرية، 18 مجموعة منها مهدد بالانقراض (مدرجة في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي صون الطبيعة)، وإدخال بيانات 883 مدخل في قاعدة بيانات النباتات البرية ويجري حاليا إدخالها في منصة معلومات الموارد الوراثية النباتية، خلال تلك المهام تم تسجيل 17623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة.
وتسعى هذه الجهود إلى دراسة التكيف مع الظروف البيئية المتغيرة، حيث تتعرض النباتات في عمان إلى ظروف مناخية قاسية مثل الجفاف وارتفاع درجات الحرارة وفي الفترة الأخيرة إلى أنواء مناخية استثنائية، ومن خلال جمع هذه البذور، يقوم الباحثون بدراسة خصائص هذه النباتات الوراثية التي تتيح لها التكيف مع هذه الظروف البيئية المتغيرة، ولذلك فإن هذه المجموعات المدخلة في قاعدة بيانات النباتات البرية تسهم في تعزيز التكيف المستدام مع الظروف البيئة المتغيرة.
كما تسعى سلطنة عُمان إلى الاستفادة من النباتات العُمانية في مجالات الزراعة والصناعة، فجمع وحفظ بذور هذه النباتات يهدف إلى تأمين موارد غذائية وطبية واقتصادية مما يدعم استدامة الموارد الطبيعية في البلاد. وتستهدف مسودة اتفاقية مستقبلية مع شركة تنمية نخيل عُمان استزراع بعض النباتات لاستخلاص الزيوت والعناصر القابلة للاستخدام، مما يعزز الاستخدام الاقتصادي لهذه النباتات.
وفي حال حدوث كوارث طبيعية أو تغيرات بيئية مفاجئة، سيسهم حفظ بذور النباتات في استعادة الأنواع النباتية المهددة بالانقراض؛ فمع تسجيل 17623 قراءة للموارد الوراثية النباتية المستهدفة، توفر هذه البيانات إمكانيات استجابة سريعة لاستعادة النباتات في حالات الطوارئ البيئية.
كما توفر بذور النباتات المحلية المخزنة مادة للبحث العلمي المستمر حول خصائصها الوراثية، واستخداماتها في مشاريع الاستدامة وتحسين الأنواع الزراعية، ويسهم البحث في إيجاد حلول للموارد الوراثية النباتية المحلية المستهدفة؛ حيث نشر الفريق البحثي بالمركز ورقة علمية بعنوان "استكشاف الإمكانات الغذائية والعلاجية لشجرة الشوع في سلطنة عُمان".
أما بالنسبة للنشر العلمي، فقد ساهم مشروع "جمع وحفظ بذور النباتات البرية" في نشر عدد من الأوراق العلمية في مجلات علمية محكمة منها ورقة استكشاف شجرة العفة البرية (كف مريم، سليخة، زليخة)، Vitex agnus- castus L. للاستخدام الصيدلاني وورقة عن استكشاف إمكانات نبات البيذمانBoiss. Salvia macilenta في عُمان كمكملات غذائية وورقة أخرى عن استكشاف الإمكانات الغذائية والعلاجية لشجرة الشوع peregrina (Forssk) Fiori في سلطنة عُمان. كما تم نشر ورقة علمية عن الخزامى البري )غزغاز)،lavandula subnuda، وتركيبها الكيميائي بغرض دراسة الاستخدامات الطبية والعطرية لهذه النبتة.
وتعد بعض النباتات في سلطنة عُمان جزءًا من التراث الزراعي والثقافي للبلاد؛ حيث إن بعض هذه النباتات لا توجد في أي مكان آخر في العالم، لذلك يسعى المركز من خلال جمع وحفظ بذور النباتات البرية، للحفاظ على الهوية الثقافية العُمانية، إضافة إلى إقامة محاضرات علمية وزيارات ميدانية للمدارس والجامعات لتعزيز قيمة هذه النباتات في المجتمع العُماني، مما يسهم في الحفاظ على التراث الزراعي والثقافي في السلطنة.
وفي إطار جهود التوعية التي يقوم بها المركز تم خلال الفترة الماضية التعريف بالمشروع وأهم المعلومات الخاصة بالموارد الوراثية النباتية في سلطنة عُمان عبر عدة لقاءات إذاعية وتلفزيونية وعبر الصحف المحلية وشارك ممثلو المشروع المعرفة مع طلاب المدارس عبر الزيارات المباشرة في المناسبات، كما تم تقديم محاضرات للنباتات البرية وأهميتها لطلبة جامعة السلطان قابوس وجامعة نزوى وكلية صحم المهنية.