الوطن:
2024-07-01@12:40:03 GMT

عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان

أنقذت ثورة 30 يونيو الوطن من السقوط فى نفق مظلم، كان من الممكن أن يُقضى على الهوية الثقافية والدينية والاجتماعية والحضارية المصرية، فجماعة الإخوان جماعة لا تعترف بمفهوم الوطن، فجاءت الثورة التى اتحد فيها الشعب وانحازت فيها القوات المسلحة إليه، وتعاونت معها الأجهزة الأمنية لتحبط هذا المخطط الخطير، الذى كاد يقضى على الدولة المصرية وتاريخ مصر العريق وحضارتها وهوية الوطن والمواطن.

جماعة الإخوان فشلت فى مخططها لطمس الهوية الوطنية، والقضاء على مفهوم الدولة السليم، فهى حاولت بكل الطرق تدمير الهوية الثقافية الوطنية المصرية أثناء اعتلائها الحكم، وحاولت جاهدة أخونة المؤسسات واتخاذ سيناء عاصمة للإرهاب، تحت مسمى الدين وإعلان دولة الخلافة، كما أطلقوا عليه، إلا أن وعى المصريين وخروجهم فى 30 يونيو كان الصخرة التى تحطمت عليها مطامع الإخوان، ليعبر الشعب المصرى عن رفضه لتلك المساعى بكل قوة وحزم، واستعادوا الدولة من أيدى فئة ضالة حاولت إسقاط الدولة المصرية.

ثورة 30 يونيو لم تثمر عن استقرار الدولة وحماية الأمن القومى المصرى فقط، إنما سطرت عهداً جديداً من الإنجازات بسواعد وعزيمة المصريين فى مختلف المجالات، تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى رفع شعار التنمية بالتوازى مع عملية التطهير الشاملة ومواجهة الإرهاب، فصنعت مصر ركيزة الأمن والأمان، وحافظت على عزة وكرامة المصريين ومؤسسات وطنهم، وهو ما ساعد أيضاً على مواجهة الأزمات والتحديات، وحافظ على استقرار البلاد.

ومن بين إنجازات ثورة 30 يونيو استعادة مصر دورها وريادتها ومكانتها إقليمياً وعربياً ودولياً، وبدء الانطلاق لعصر الإنجازات والبناء والتعمير، لبناء دولة جديدة وجمهورية ثانية تستعيد بها مصر مكانتها ومجدها، والابتعاد عن الركود، والتحول لاقتصاد صامد قادر على التعامل مع الأزمات والتحديات، ويحفز على الاستثمارات، ويدعم بناء الإنسان المصرى، وتوفير حياة كريمة له على كافة الأصعدة سياسياً واقتصادياً وصحياً وتعليمياً واجتماعياً.

الحروب والصراعات التى يشهدها العالم الآن وتنافس القوى العظمى على النفوذ والقيادة، وكذلك الصراعات التى يشهدها الإقليم والتى من بينها مخططات تحاك ضد الوطن ومؤامرات خبيثة تجعلنا نرى الحكمة العظيمة من 30 يونيو التى قادت مصر للصمود.

30 يونيو كانت نقطة مضيئة فارقة فى تاريخ الوطن والمنطقة، بنتيجة نجاحها فى القضاء على مؤامرات الشرق الأوسط الكبير، التى كانت تنفذها الجماعة الإرهابية لمصلحة قوى الشر، كما أعطت الأمل للمصريين لتحقيق طموحاتهم، ونجت مصر من حرب أهلية كانت ستتسبب فى تفشى الإرهاب وانعدام الأمن والاستقرار.

الثورة جاءت لتكون آخر طوق نجاة لخلاص المصريين من عهد حاول فيه الإرهابيون أن تعلو كلمتهم وأن يحكموا دولة حاربت سنوات عدة ضد الأعداء، بإرادة شعبها ورجالها البواسل، وجاءت كالوميض الذى أنار للمصريين ضرورة عدم الصمت على حكم هؤلاء الطغاة، الذين حاولوا تحويل الدولة المصرية بتاريخها ومجدها إلى حلبة صراع وبقعة لتحقيق أهدافهم الخبيثة، وكانت بداية جديدة لدولة قديمة أرادت أن تنجو من المستنقع الذى بات يهدد أمن واستقرار شعبها.

إن احتفال 30 يونيو هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة، حيث يأتى فى وقت نحتاج فيه إلى تكاتف وترابط الشعب بأكمله كما حدث فى 2013 خلف دولته الوطنية وقياداته السياسية، ومهما كانت المؤامرات التى تحاك ضد مصر يكفى فقط تكاتف وترابط المصريين خلف قيادتهم السياسية لدحرها، فمصر استعادت دورها الإقليمى والدولى، فهى حجر الزاوية فى سياسات الشرق الأوسط كله، ورقم مهم فى معادلة حل جميع نزاعات المنطقة.

الرئيس عبدالفتاح السيسى، ذو الإرادة والحكمة الرشيدة استطاع إنقاذ البلاد، بل وسعى إلى الانتقال بها بكل التحديات والمخاطر التى كانت تواجهها آنذاك إلى مرحلة جديدة لم تنعم بها مصر منذ تاريخ بعيد، قوامها البناء والتنمية والسلام، والتأكيد على حجم وصورة ومكانة مصر التى كانت وما زالت فى أذهان وضمير العالم.

واستطاعت مصر أن تسترد عافيتها وقوتها الإقليمية والعالمية وأصبحت رقماً مهماً فى حل مشاكل المنطقة وتثبيت دعائم الدولة الوطنية فى العديد من البلاد المجاورة، ونستطيع أن نكرر فى النهاية أن الزعيم والقائد الرئيس عبدالفتاح السيسى أصبح هو قائد البقاء والبناء لمصرنا الحبيبة 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان

إقرأ أيضاً:

أيمن عقيل يكتب: ثورة 30 يونيو.. ما الذي تغير؟

قد ينسى البعض، أو يتناسون عمداً، فى ظل الأزمات والتحديات التى تحيط بالدولة المصرية من حروب ونزاعات على حدودها الشرقية والجنوبية، الأهمية التى تمثلها ثورة 30 يونيو خلال ذكراها الحادية عشرة، لكن كل شخص يمتلك ذاكرة قوية، وعقلاً ناقداً ورؤية تحليلية قائمة على الأدلة، لا يمكن أن ينسى أهمية 30 يونيو وآثارها، فكانت هذه الثورة بمثابة ضوء فى نهاية نفق مظلم كادت تورط فيه جماعة الإخوان الدولة المصرية فى مشكلات لا حصر لها تعصف بكيان الدولة، وكان الإعلان الدستورى الذى أصدره محمد مرسى والذى حصّن فيه قراراته ومنح نفسه بموجبه سلطات مطلقة بمثابة النقطة المفصلية التى قرر عندها المصريون أن يضعوا حداً لهذا التصرفات غير المسئولة لأنهم استشعروا الخطر الذى يمكن أن يمثله استمرار الجماعة فى الحكم. كان ذلك دافعاً أمام 33 مليون مصرى للخروج فى الشوارع والساحات العامة من أجل المطالبة بإنهاء حكم الجماعة، لذلك يمكن الجزم بأن 30 يونيو أعادت توحيد المصريين حول قيم كاد مشروع الإخوان أن يفقدهم إياها، وهى قيم المواطنة والتسامح والتعايش السلمى.

هذه مقدمة كان لا بد منها قبل أن أنتقل إلى آثار وتبعات هذه الثورة فى ذكراها الحادية عشرة، فقد نظرت إلى هذه الآثار أو التغيرات التى طرأت على الدولة المصرية بعد 30 يونيو من بُعد حقوقى واجتماعى وتنموى، فعلى الصعيد الحقوقى تم تعزيز عمل المجتمع المدنى فى إطار القانون 149 لسنة 2019 الخاص بممارسة العمل الأهلى وهو القانون الذى يعد نقلة نوعية فى تعزيز العمل الأهلى. وفى سياق مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف تراجعت معدلات العمليات الإرهابية لمستوى لم يعد يذكر، وكان ذلك نتيجة طبيعية لخطوات قامت بها الدولة المصرية وقواتها المسلحة اعتماداً على ثنائية مكافحة الإرهاب والتنمية كمسارين متوازيين، ففى إطار مكافحة الإرهاب أقر التقرير السابع عشر للأمين العام للأمم المتحدة الخاص بالتهديد الذى يشكّله تنظيم داعش على السلم والأمن الدوليين بأن مصر لجمت مخاطر إنشاء فرع محلى لتنظيم داعش، كما انحسر نشاط جماعة بيت المقدس كنتيجة للجهود التى قامت بها السلطات المصرية، أما فيما يتعلق بمسار التنمية فقد أعادت مصر افتتاح مطار العريش الدولى، وأنفقت خلال العقد الأخير 750 مليار جنيه على مشاريع التنمية فى سيناء، كما شمل المشروع القومى لتنمية سيناء إنشاء ما يقترب من 77 ألف وحدة سكنية وشبكة طرق بجانب مناطق صناعية فى شبه جزيرة سيناء.

كما شهد التوسع العمرانى وبناء المدن الجديدة مساراً لم يكن موجوداً قبل 30 يونيو، وقامت ببناء 48 مدينة سكنية جديدة وفقاً لبيانات وزارة الإسكان فى ضوء استراتيجية لزيادة المساحة المأهولة بالسكان ولضمان تطبيق معايير السكن اللائق كحق من حقوق الإنسان الواردة فى العهد الدولى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية الذى صادقت عليه مصر، كما اتخذت تحدياً للقضاء على المناطق العشوائية بعد 30 يونيو وهو ما تحقق بالفعل بإعلان رئيس مجلس الوزراء بالقضاء على المناطق العشوائية الخطرة.

لم تتوقف الآثار على ما سبق، لكن توازى مع هذه الخطوات رغبة فى الإصلاح السياسى تمثلت فى صدور قرار رئيس الجمهورية رقم 570 لسنة 2013 بتشكيل لجنة الخمسين لتعديل الدستور وهى اللجنة التى أفضت جهودها إلى صدور دستور 2014 والذى جرى تعديله فى عام 2019 وهو الوثيقة التى احتوت على ضمانات لتعزيز حقوق الإنسان، حيث اعتبر الدستور المصرى فى المادة 92 أن الحقوق والحريات المرتبطة بالمواطن لا يمكن أن تتعرض للتعطيل أو النقصان كما لا يجوز لأى قانون أن يفرض قيوداً عليها، كما اعتبر الدستور فى المادة 92 أن استقلال القضاء هو الضمانة الأساسية لحماية الحقوق والحريات. وجاء هذا الدستور ليكون بديلاً للدستور المعيب الذى صاغته جماعة الإخوان والذى قيد سلطات القضاء وميز ضد المرأة وعصف بالحريات المدنية والدينية. ودولياً وإقليمياً عززت مصر علاقاتها بالمؤسسات الدولية والإقليمية عقب 30 يونيو، وانتخبت مصر عضواً غير دائم بمجلس الأمن فى عامى 2016- 2017، كما أنها اختيرت فى 24 أغسطس 2023 للانضمام إلى مجموعة بريكس وهى تكتل اقتصادى يستحوذ على 25% من الاقتصاد العالمى، أما إقليمياً فنجحت الدولة المصرية فى استعادة عضويتها فى الاتحاد الأفريقى بعد أن جُمدت هذه العضوية فى أعقاب 30 يونيو 2013 وانطلقت من حينها لتعزز علاقاتها بالدول الأفريقية. أخيراً يمكن الجزم أن «30 يونيو» مثلت لحظة فارقة فى التاريخ الحديث للدولة المصرية، اللحظة التى قرر فيها المصريون والقادة الوطنيون التصدى للمكائد التى دبرها الإخوان والعزم على معالجة الأزمات التى فرضتها الجماعة من خلال محاولة الاستئثار بالحكم وحدهاً خروجاً على الإجماع الشعبى

مقالات مشابهة

  • «dmc» تحتفي بثورة 30 يونيو.. مروة مرسي: الحدث دليل على قوة وصلابة المصريين
  • باحث في شؤون الجماعات الإسلامية: ثورة 30 يونيو كانت حلما لكل المصريين
  • القس د. أندريه زكي يكتب: 30 يونيو مصر لا تنهزم
  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • اللواء أحمد جمال: مخططات الجماعة إجرامية ونصحتهم بالتخلي عن «الأخونة» 
  • أيمن عقيل يكتب: ثورة 30 يونيو.. ما الذي تغير؟
  • الدكتور باسل عادل يكتب: ميلاد ثورة ووأد جماعة
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة