عربي21:
2024-11-25@17:14:51 GMT

كيف بدأت قصة السلاح في المخيمات الفلسطينية بلبنان؟

تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT

كيف بدأت قصة السلاح في المخيمات الفلسطينية بلبنان؟

أعادت الاشتباكات العنيفة التي وقعت في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، تسليط الضوء على حالة السلاح في المخيمات، وكيفية ظهوره، وامتلاك الفصائل له داخل المخيمات، رغم القبضة الأمنية القوية للسلطات اللبنانية، بداية إنشاء المخيمات.

ويضم لبنان 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين، ويبلغ عدد اللاجئين، 174.

422 لاجئا في لبنان، ويعانون من  إقصاء مجتمعي وحرمان من الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية، وتملك العقارات، فضلا عن منعهم من مزاولة أكثر من 30 مهنة بحسب إحصاءات للجامعة الأمريكية في بيروت عام 2015.

لكن كيف بدأت حكاية مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وكيف يشكل السلاح فيها معضلة.

البداية

تشكلت المخيمات الفلسطينية في لبنان، من اللاجئين الذين جرى تهجيرهم من القسم الشمالي من فلسطين وتحديدات قرى الجليل، ومدن الساحل مثل يافا وحيفا وعكا، وكان أغلبهم من سكان الريف والفقراء ومن فقدوا ممتلكاتهم في هجمات العصابات الصهيونية عام 1948.

ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين الذين وصلوا إلى لبنان، بنحو 110 آلاف، وجرى توزيعهم على المخيمات ونقاط الإيواء في ذلك الوقت، والتي بلغت العشرات، لكن لاحقا، لم تعترف وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأنروا" سوى بـ 12 مخيما، وهي عين الحلوة، والمية ومية، وشاتيلا، وبرج البراجنة، ونهر البارد والبداوي، والبص، والرشيدية، وبرج الشمالي، وويفل، وضبية، ومار إلياس".



وبحسب مركز الزيتونة لأبحاث القضية الفلسطينية يتمركز اللاجئون بنسبة 36 بالمئة في منطقة صيدا، و25 بالمئة في منطقة الشمال، و15 بالمئة في منطقة صور، و13 بالمئة في بيروت، ويشكل الأفراد ما دون 15 عاماً نسبة 29 بالمئة، في حين بلغت نسبة من تبلغ سنهم 65 عاماً فأكثر 6.4 بالمئة، وبلغ متوسط حجم الأسرة الفلسطينية في لبنان 4 أفراد، وبلغت نسبة الأسر التي ترأسها نساء 17.5 بالمئة.

سوء المعاملة

ورغم حالة التعاطف مع اللاجئين المهجرين من بلدهم، في بدايات احتلال فلسطين، إلا أنه ومع مرور الوقت، باتت طريقة المعاملة من الدولة اللبنانية تتغير مع اللاجئين، وحدوث اضطرابات داخلية في لبنان عام 1958، أصدر الرئيس اللبناني الراحل فؤاد شهاب، قرارا باستخدام مكتب الاستخبارات العسكرية، أو ما كان يطلق عليه المكتب الثاني، من  أجل السيطرة على المخيمات بالقوة.

واتسمت هذه الفترة باتخاذ تدابير قمعية بحق الفلسطينيين، وفرض قيود على كافة مناحي الحياة في المخيمات، وتقييد الخروج للعائلات من أجل حتى إجراء زيارات لأقاربهم في مخيمات أخرى، فضلا عن حظر الراديو والصحف وترميم المنازل المتهالكة في المخيم، والتي كانت تتطلب إصدار تصاريح خاصة لم تكن ميسرة بالمطلق.

ووصل الأمر بالمكتب الثاني أن فرض قيودا حتى على التخلص من مياه الغسيل، ومنع الحصول على حمامات خاصة، والاكتفاء بالسماح باستخدام الحمامات العامة في المخيم، وبسبب الوضع المزري، والاعتقالات والممارسات المهينة لسكان المخيمات، ثارت احتجاجات واسعة، عام 1969، وهاجم اللاجئون مقرات المكتب الثاني، وعمدوا على طردها من المخيمات، وإدارة الأوضاع داخلها من قبل الفلسطينيين، تجنبا لإذلال الجهات الرسمية في لبنان.

اتفاق القاهرة.. شرعنة السلاح

تسبب الانتصار الذي تحقق في معركة الكرامة، والذي شارك فيه فدائيون فلسطينيون، كانوا يملكون قواعد عسكرية في الأردن، بتوسع العمل القتالي، والمشاركة في الاستعداد العسكري، في الدول العربية الأخرى، وخاصة لبنان، وخلال محاولة فصائل منظمة التحرير المسلحة آنذاك إقامة قواعد عسكرية في لبنان، واجهت مقاومة من قبل الدولة اللبنانية.

مفاوضات في القاهرة
 وبعد اشتباكات واسعة تضمنت السيطرة على مخافر أمنية ومواقع للأمن اللبناني، توسطت القاهرة بين الدولة اللبنانية، ومنظمة التحرير الفلسطينية، عبر مفاوضات أطلقت عليها "مفاوضات القاهرة"، كان طرفاها رئيس السلطة الراحل ياسر عرفات، وقائد الجيش اللبناني العماد إميل البستاني، والتي مهد لدخول السلاح إلى المخيمات بشكل رسمي.

وبموجب "اتفاق القاهرة"، سمح للفلسطينيين بإقامة قواعد عسكرية في الجنوب اللبناني، والعمل السياسي داخل المخيمات، واستبعاد "المكتب الثاني" من المخيمات، ومن ضمن البنود كذلك، تشكيل لجان للفلسطينيين ونقاط للكفاح المسلح داخل المخيمات، وتأمين الطرق للمشاركين في الثورة الفلسطينية، وهو ما أعطى شرعية للعمل الفلسطيني المقاوم في لبنان، وامتلاك السلاح في المخيمات.

لكن الاتفاق تعرض لانتقادات لبنانية عديدة، واعتبر تهديدات لسيادة الدولة، والسماح بتشكيلات مسلحة من خارجها، وفي حزيران/يونيو عام 1987، وقع الرئيس اللبناني أمين الجميل، قانونا يلغي اتفاق القاهرة مع منظمة التحرير، وسبق أن صوت البرلمان اللبناني على إلغائه.

أهمية السلاح للمخيمات

الباحث والكاتب الفلسطيني الدكتور عبد الله العقرباوي، قال إن السلاح مهم للمخيمات الفلسطينيية لسببين، الأول وجود الاحتلال الإسرائيلي، بالقرب من لبنان، والاعتداءات التي حدثت سابقا، وضرورة دفاع الفلسطينيين عن وجودهم وحياتهم بالدرجة الأولى.

وأضاف العقرباوي لـ"عربي21" الأمر الثاني، الحالة اللبنانية المضطربة، والتي من الضرورة أن يكون الفلسطينيون قادرين فيها على الدفاع عن أنفسهم، في ظل امتلاك الأطراف الأخرى جميعا السلاح، وهو ما يجعل من اللزوم وجود سلاح بأيديهم.

ولفت إلى أن السلاح الفلسطينيي في المخيمات، رغم مراحل تاريخية صعبة شهدت أخطاء، إلا وجهته واضحة اليوم تجاه الاحتلال، والجميع شاهد في جولات العدوان الأخيرة، تدخل هذا السلاح لردع الاحتلال في عدوانه على فلسطين، ولذلك من ينادون بسحبه أو يهاجمونه أهدافهم واضحة.



وشدد على أنه إشكاليات كالتي حصلت في عين الحلوة، يمكن أن تحدث في البيئة اللبنانية خارج المخيمات، وتحدث في البيئات التي تمتلك السلاح، لكن النقاش يجب أن يتركز على كيفية حل أي إشكال بالحوار فقط، بعيدا عن اللجوء لهذه الأداة.

وتساءل العقرباوي: "لماذا السلاح الفلسطيني؟.. وهو مثله مثل أي سلاح آخر، في أي مكان آخر، وإذا سلمنا بفكرة أن السلاح داخل المخيمات سيرتد دائما على أهلها، فكأننا نرسخ قاعدة أن سلاح الضفة المقاوم للاحتلال سيرتد عليها وكذلك غزة، وهذا خطأ كبير".

وتابع: "هذا الطرح خطر للغاية، والمطلوب أن نركز على تفعيل آليات حل الإشكالات داخل المخيمات، عبر الهيئات الفصائلية الموجودة بالحوار فقط، لحماية سكان المخيمات، دون السماح بالمساس بحقهم في الدفاع عن نفسهم".

وأكد أن الأصوات التي تنادي بسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية في لبنان، لم تتوقف منذ عقود، سواء بالقوة أو عبر التحريض المتواصل، ومحاولة تصوير أن المشكلة في السلاح نفسه، وليس في القيام البعض بزج عناصر مثيرة للفتنة داخل المخيمات، وخلق إشكاليات أمنية، لإثارة النقاش حول تسليح الفلسطينيين.

وقال العقرباوي، إنه لا يوجد طرف في الحالة اللبنانية، يقبل أن يطرح ملف سلاحه على طاولة النقاش، وكذلك السلاح في المخيمات الفلسطينية، الذي يرتبط بصورة أساسية بالصراع مع الاحتلال، وليس بصراع مع أي مكون لبناني.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات الفلسطينيين لبنان المخيمات اللاجئين لبنان فلسطين لاجئين مخيمات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة فی فی لبنان

إقرأ أيضاً:

جيش الاحتلال يعترف بمصرع وإصابة أكثر من ألف من ضباطه وجنوده بلبنان:“حزب الله” يستهدف قاعدة عسكرية صهيونية بحيفا و11 تجمعا لجنود صهاينة

الثورة / متابعة/ محمد هاشم

واصلت المقاومة الإسلامية اللبنانية، عملياتها البطولية في استهداف المرافق العسكرية والاستراتيجية في عمق العدو الصهيوني وفي التصدي للمحاولات اليائسة من قبل جيش العدو لبسط سيطرته على المناطق الحدودية، فيما اعترف الاحتلال بمصرع 83 ضابطا وجنديا، وإصابة أكثر من ألف آخرين منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان.
وأعلن “حزب الله”، أمس، استهداف قاعدة عسكرية شرق مدينة حيفا بـ”صواريخ نوعية”، و11 تجمعا لجنود صهاينة جنوب لبنان وشمال الكيان.
وفي سلسلة بيانات، أعلن الحزب استهداف قاعدة حيفا التقنية فجر أمس الجمعة والتي تضم كلية تدريب لإعداد تقنيي سلاح الجو، بـ “صلية من الصواريخ النوعية”.
وفي وقت سابق استهدف حزب الله للمرة الأولى قاعدة حتسور الجوية الواقعة شرقي مدينة أسدود جنوب الكيان “بصلية من الصواريخ النوعية”، وكذلك استهداف “دبابة ميركافا في محيط قلعة شمع، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها، ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح”.
وشن المجاهدون هجوما جويا بسرب من المسيَّرات الانقضاضية على تجمع لقوات جيش العدو في بلدة يارين ، وأصابت أهدافها بدقّة”.
وأعلن الحزب “استهداف موقع حبوشيت (مقر سرية تابعة للواء حرمون 810) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل، بصلية صاروخية”.
كما استهدف موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” (مركز جمع استخباري رئيسي يتبع لفرقة الجولان 210) على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل، “بصلية صاروخيّة”.
واستهدف مجاهدو حزب الله أمس، تجمعات لقوات الجيش الصهيوني في كل من مستوطنات المنارة، والمالكية، وسعسع، وكريات شمونة وفي ثكنة دوفيف بصليات صاروخية، إضافة إلى دك بالصواريخ ولعدة مرات تجمعات لقوات العدو عند الأطراف الشرقية لمدينة الخيام، وأخرى في تل نحاس عند أطراف بلدة كفركلا، لمرتين، بصليةٍ صاروخية”.
ويأتي تصاعد عمليات استهداف “حزب الله” لتجمعات الجنود الصهاينة لجنوب لبنان، بعد إعلان جيش العدو، في 12 نوفمبر الجاري، بدء المرحلة الثانية من عملياته البرية التي تتضمن محاولة التوغل لبلدات أعمق في الجنوب اللبناني، بدلا من البلدات الحدودية التي كان يحاول التوغل فيها.
من جهته أعلن جيش العدو الصهيوني مقتل 83 ضابطا وجنديا، منذ بدء العمليات العسكرية على جبهة لبنان، منهم 19 منذ بداية الشهر الجاري.
ولفت جيش العدو في بيان أمس، إلى إصابة 1018 ضابطا وجنديا، منذ بدء العملية البرية في جنوب لبنان.
كما أعلن إصابة ثمانية عسكريين في معارك مع حزب الله ، خلال الساعات الـ24 الماضية .
وقالت صحيفة “معاريف” الصهيونية ، إن لواء “غولاني” العسكري التابع لجيش العدو، قد دفع أعلى ثمن للقتلى في الحرب العدوانية التي يشنها كيان العدو على قطاع غزة ولبنان.
وأفادت الصحيفة، تعقيبًا على مقتل جندي من “غولاني” في جنوب لبنان، بأن اللواء العسكري خسر 110 ضباط وجنود من صفوفه خلال الحرب الحالية.
وأردفت: “وهو رقم أعلى بكثير من قتلى ألوية المشاة الأخرى في الجيش مثل: ناحال، المظليين، جفعاتي، وكفير”.
إلى ذلك استشهد مسعفان، أمس الجمعة، بغارة صهيونية استهدفت سيارة إسعاف في بلدة دير قانون رأس العين بقضاء صور جنوب لبنان.
وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة في بيان إن “العدو الإسرائيلي واصل استهدافه للمسعفين والمنشآت الإسعافية في الجنوب، ضاربا عرض الحائط القوانين والأعراف الدولية والمواثيق الإنسانية”.
وأوضح أن جيش الاحتلال “أضاف أمس إلى جرائمه العديدة السابقة، استهداف سيارة تابعة لجمعية الهيئة الصحية الإسلامية عند مفرق دير قانون رأس العين، ما أدى إلى استشهاد مسعفين اثنين”.
وبذلك، ارتفعت حصيلة وزارة الصحة لعدد الضحايا في القطاع الصحي إلى 214 شهيدا و321 جريحا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
كما جدّد الطيران الحربي الإسرائيلي غاراته الجوية على منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت، أمس، وتركّزت الغارات على منطقة الكفاءات ومحيط المبنى المركزي للجامعة اللبنانية.
وأفادت الوكالة اللبنانية للإعلام بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شنَّ غارة ثانية عنيفة جدًا على منطقة الكفاءات- الحدث، وسُمعت أصوات سقوط الصواريخ على الموقع المستهدف بشكل قوي.

مقالات مشابهة

  • إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بلبنان "في غضون ساعات"
  • الخارجية الإسرائيلية: أي حل في لبنان يتوقف على تطبيق إبقاء حزب الله منزوع السلاح وبعيدًا عن الحدود
  • السنيورة للجزيرة: اقتربنا من ساعة التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بلبنان
  • نتنياهو يجري مشاورات بشأن وقف إطلاق النار في لبنان لمدة 60 يوما
  • مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ بلبنان
  • ملامح اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بدأت تتشكل
  • الأمم المتحدة: مخاوف بشأن سلامة اللاجئين اللبنانيين العائدين من سوريا
  • جيش الاحتلال يعترف بمصرع وإصابة أكثر من ألف من ضباطه وجنوده بلبنان:“حزب الله” يستهدف قاعدة عسكرية صهيونية بحيفا و11 تجمعا لجنود صهاينة
  • نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوماً
  • وزير الدفاع الإيطالي يدين إصابة 4 جنود إيطاليين بقصف قاعدة لليونيفيل بلبنان