الوطن:
2024-11-15@22:04:49 GMT

طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة

تمر فى عمر الأوطان دهور وأعوام لا تتوقف إلا قليلاً عند أيام يتغير فيها مجرى تاريخها، فتسطر أمجاداً لا تمحى أبداً من ذاكرة الشعوب، قبل ثورة الـ30 من يونيو كانت حقب ومراحل كثيرة، شهدت انتصارات وانكسارات، أمجاداً وإحباطات، لنتوقف جميعاً ونترقب ماذا سيحدث يوم 30 يونيو 2013؟!

فقد مرت أيام ثقيلة على الوطن من المعاناة فى ظل نظام المرشد، الذى حاول أن يستخدم الزيف والكذب باسم الدين على البسطاء من الناس، لترجع مصر إلى عصور الظلمات، ويهدم حلم المصريين حينها فى إقامة الدولة القوية الديمقراطية الحديثة.

لقد ابتلينا فى عامى 2012 وحتى منتصف عام 2013 بنظام قادته لا يترددون رغم مظهرهم الدينى فى أن يرتكبوا كل ما يخالف الإسلام، فيكذبون ويظلمون ويقتلون باسم الدين، ويستخدمون أعضاء جماعتهم الذين لا يفهمون أو يدركون شيئاً سوى أوامر قيادتهم، الذين سيطروا عليهم بمعتقدات نصرة الإسلام، والجهاد فى سبيل الحق.

فقد بات واضحاً أننا وصلنا قبل 30 يونيو 2013 إلى عنق الزجاجة، فى الصراع ما بين قوى الحق التى ضحت كثيراً بالعرق والدماء من أجل مصر، وقوى الباطل التى استخدمت الدين، فقدمت التنازلات وعقدت الصفقات مع شياطين الأرض للبقاء فى الحكم لمئات السنين.

فالطريق إلى 30 يونيو مهده المصريون، لنحمل فوق أعناقنا مصر الحبيبة، ونصل بها إلى بر الأمان، فنخلصها من الاحتلال الإخوانى الماسونى، وتسقط دولة النفاق والعجز، لتقام الدولة الوطنية الحديثة، فماذا لو كان قد انتصر نظام الإرهاب والرجعية، لتنحدر مصر إلى نفق مظلم من الصراعات التى لا تنتهى، لنشهد يوماً تقسم فيه الدولة.

فكل ما كنا نسعى إليه هو بناء الجمهورية الجديدة، دولة قائمة على قيم العدل والمساواة، فقد تعلم الثوار من أخطائهم السابقة، ووضعوا تصورات لما بعد سقوط حكم الإخوان، بإسناد رئاسة الجمهورية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية واسعة الصلاحيات، لإدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل جمعية تأسيسية، تُخرج دستوراً توافقياً للبلاد، يتم من بعده إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

فخروجنا فى 30 يونيو لم يكن لإسقاط شرعية مرسى، التى قال إنها أتت بالصناديق، وإنما لاستعادة الشرعية التى اغتصبها مرسى، حينما خالف وعوده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأصدر إعلاناً دستورياً اعتدى به على كل الأعراف الدستورية والقانونية، ليخرج لنا دستوراً مشوهاً وُضع خلسة فى جنح الظلام، ويحاصر المحكمة الدستورية العليا، وتبدأ قيام شرعية الغاب، ليغتصب الوطن وينتهك أبناؤه. فقد خرجنا فى الـ 30 من يونيو 2013 وأرواحنا على أكفنا، لإنقاذ الوطن من الخائنين، فلم ترهبنا تهديدات القتل التى كانت تطلق من جماعة الخزى والخيانة، فكنا قد كسرنا حاجز الخوف، ولم يستطيعوا أن يشيدوه بعدها.

فقد حسم الـ30 من يونيو مصير مصر ومسارها على مدار عشرات بل مئات الأعوام المقبلة، فماذا لو فشلت هل كنا سنشهد بعدها حملات اعتقال للثوار، وتنكيل بالإعلام، وعصف بالقضاء؟ لكن انتهت الجماعة التى جثمت على أنفاس الوطن، ونما سرطانها فى جسد مصر، ليودع الإخوان وأتباعهم فى السجون من جراء ما اقترفت أيديهم من جرائم، وإن كان يجب أن يتم إيداعهم فى مصحات الأمراض النفسية، ليعالجوا من كل الأمراض التى تمكنت منهم.

لنتخلص من شخوص أرادوا لأنفسهم متع الدنيا وسلطانها باسم الدين، أرادوا الشهرة والمال والحكم، ليتحولوا إلى فاسدين جدد غلبوا فى أفعالهم وأقوالهم كل ما سبق، فهم التلاميذ الذين تفوقوا على الأساتذة، ليعطوا دروساً فى كيفية نهب الوطن، وإسكات المعارضين، وإنهاء أحلام الملايين، بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

لقد خرج علينا محمد مرسى، دمية جماعة الإخوان المتأسلمين، ليتحدث على مدار ما يقرب من ساعتين ونصف فى خطابه الشهير فى عام 2013، ليطلق علينا كل عقده، ويصف نفسه أكثر من مرة، بأنه رئيس الجمهورية، وأحياناً بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الأعلى لجهاز الشرطة، فهو لم يكن ليتوقع يوماً أن يصبح رئيس دولة بحجم مصر، فقد كانت أقصى طموحاته وهو منحنٍ أمام مرشده ومقبل يده، أن يصير رئيس قسم فى الجامعة التى يدرس بها.

فتعظيم سلام إلى الشعب المصرى، صانع المعجزات، حائط الصد لكل المؤامرات عبر الأزمان، سند الوطن وشريان حياته، فقد كنا فى مفترق طرق من التاريخ إما الدخول فى نفق مظلم من الحكم الثيوقراطى البغيض المنافق الذى فيه تبعية لدول إقليمية، وإما أن ننقذ مصر كدولة وطنية بهويتها ومكانتها، فما صنعه المصريون فى الـ30 من يونيو غير وجه التاريخ فى المنطقة ككل.

فالتاريخ لمئات السنين سيذكر موقف الجيش المصرى العظيم فى 2013 من الاستماع لصوت الجماهير الغفيرة وإنفاذ إرادة الشعب، التى أنقذت مصر والمنطقة من السقوط فى براثن حكم سيطرت فيه الجماعة التى كانت تتعامل بمنطق الاستبداد الدينى، وكان الأخطر للمصريين أنه كان يجلس فى الاتحادية رجل ارتكب جرائم توصف بالخيانة العظمى وتحول إلى دمية يتحكم فيها مكتب الإرشاد.

فجماعة الإخوان كانت تدفع الدولة لمصير تتقاتل فيه عناصر الأمة، وكانوا يزعمون الأقاويل الاستبدادية تحت شعار الدين والدين منهم براء، فـ 30 يونيو هى ثورة الهوية المصرية التى أنقذت مصر كمنارة وسطية، لتأتى تضحيات الجيش المصرى استجابة لإرادة المصريين فى حماية الثورة والدولة ومواجهة تخريب جماعات الإرهاب والتطرف، فلولا شجاعة وتضحيات أبناء الشعب والجيش والشرطة فى التصدى لمستقبل مظلم لكانت مصر فى طريق ثان الآن 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان من یونیو

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية يصطحب 294 مواطنا من بيروت لإعادتهم إلى أرض الوطن (صور)

بناء على توجيهات رئيس الجمهورية بإعادة المواطنين المصريين العالقين في لبنان إلى أرض الوطن، وفي ظل إيلاء أجهزة الدولة المصرية لأقصى درجات الاهتمام والرعاية للجاليات المصرية فى الخارج، اصطحب د.بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة اليوم في ختام زيارته للعاصمة اللبنانية بيروت 294 من المصريين العالقين في لبنان وذويهم لإعادتهم إلى أرض الوطن، وذلك على متن طائرة مصر للطيران التي أقلت وزير الخارجية في طريق عودته إلى أرض الوطن، ليصل إجمالي من تم إعادتهم حتى الآن 1177 مواطنًا عبر رحلات استثنائية لـ شركة مصر للطيران.

وقد أعرب المواطنون المصريون العائدون من لبنان عن عميق تقديرهم لـ رئيس الجمهورية، ولاهتمام الدولة بضمان عودتهم سالمين إلى أرض الوطن عبر تسيير رحلات استثنائية وعلى نفقة الدولة، الأمر الذي يؤكد على وضع مصلحة وسلامة المواطنين على رأس أولويات الدولة المصرية.

من جهته، أكد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية أن الوزارة لا تدخر جهدًا بالتنسيق مع كل أجهزة الدولة في تقديم كافة سبل الدعم الممكنة للمواطنين المصريين في لبنان، سواء عبر إدراجهم على رحلات العودة لمصر أو تقديم الخدمات القنصلية المختلفة التي تحرص السفارة المصرية فى بيروت على مواصلة تقديمها رغم الوضع الأمني الصعب في بيروت.

اقرأ أيضاًوزير الخارجية: الاتصالات المصرية لا تتوقف لحقن دماء اللبنانيين والفلسطينيين

وزير الخارجية: أحمل رسالة تضامن من الرئيس السيسي لدعم الشعب اللبناني

وزير الخارجية يشدد على دعم مصر الكامل للبنان في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم

مقالات مشابهة

  • مصر نحو «وطن أخضر».. أقل تلوثا وأفضل صحة (ملف خاص)
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. إن كانت للجدران آذان فإن للملائكة أقلامًا
  • على قد الايد .. سيارة BYD F3 بأرخص سعر للمستعمل
  • أستاذ اقتصاد: مصر حققت ثورة إصلاحية كبرى عززت إنجاح الاستثمارات
  • البهواشي: ما شهدته مصر من ثورة إصلاحية منحها القدرة على إنجاح الاستثمارات
  • "البهواشي": ما شهدته مصر من ثورة إصلاحية منحها القدرة على إنجاح الاستثمارات
  • «الدولة الفلسطينية» فى مهب الريح!
  • حزب "المصريين": الدولة تواجه حملات ممنهجة من الشائعات والأكاذيب منذ 2013
  • وزير الخارجية يصطحب 294 مواطنا من بيروت لإعادتهم إلى أرض الوطن (صور)
  • صالون الوطن يحتفي بعميد الأدب في ذكرى ميلاده الـ135.. طه حسين رمز وطني وقائد للتنوير