الوطن:
2025-02-22@21:44:15 GMT

الدكتور سمير فرج يكتب: ثورة شعب أيدها الجيش

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

الدكتور سمير فرج يكتب: ثورة شعب أيدها الجيش

منذ آلاف السنين ومنذ أربعة آلاف عام، منذ عهد الفراعنة، كان جيش مصر الحصن الأمين لهذا البلد، وكان هذا الجيش يتكون من أبناء شعب مصر، وظهرت صورة ذلك على جدران المعابد الفرعونية، وطوال هذه السنين كان جيش مصر هو الأمان لكل المصريين، لأنه الجيش الذى يضم كل فئات الشعب.

لقد جمعنى حوار مباشر مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر، فى الندوة التى انعقدت يوم السادس من أكتوبر 2022، بقاعة المنارة، قلت خلالها لسيادته: بعد 50 عاماً، سيرتبط اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى التاريخ، بأنه مُخلص مصر من حكم جماعة الإخوان، واستطردت قائلاً: يا سيادة الرئيس رغم كل إنجازاتكم، سيبقى تخليصكم لمصر من حكم تلك الجماعة الأبرز فى تاريخكم.

لم تكن كلماتى مجرد مدح، وإنما كانت شهادة حق، عنيت كل حرف منها، لعلمى بما كان سيفعله الإخوان، حال استمرارهم فى حكم مصر.

ولعل أول ما كانت تلك الجماعة ستفعله هو إلغاء جيش مصر، وإنشاء حرس ثورى، بديلاً له، والدليل على ذلك زيارة قاسم سليمانى لمصر مرتين، ولقاؤه خيرت الشاطر لإطلاعه على تفاصيل الخبرة الإيرانية فى التخلص من القوات المسلحة، وإنشاء الحرس الثورى الإيرانى. وهنا يبادرنا التساؤل عن أهداف إيران، ومثلها أفغانستان، فى التخلص من الجيوش، وتكوين الحرس الثورى الإسلامى، وهو ما يجاب عنه ببساطة فى أن ولاء الجيش يكون للشعب والدولة، كما يقسم عليه الضباط عند تخرجهم فى الكليات الحربية، بينما يقسم أفراد الحرس الثورى على الولاء للمرشد، أو آية الله، وليس للوطن.

وعندما جاءت أحداث ثلاثين يونيو كان الشعب المصرى، قد شعر بمساوئ حكم الإخوان، رغم أنه أيدهم وأعطاهم صوته خلال الانتخابات، إلا أنه أدرك أنه لا يريد حكم هذه الجماعة بعد الآن، لذلك تحرك شعب مصر وخرجت الملايين فى المظاهرات غطت أنحاء كل مدن مصر، من الإسكندرية والقاهرة إلى أسوان، تطالب برحيل حكم المرشد وحكم الإخوان، وظهرت الهتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» وهنا تحرك الجيش وحمل وزير الدفاع، آنذاك عبدالفتاح السيسى كفنه فى يده وتحرك لينفذ طلبات الشعب، ويتخلص من حكم الإخوان.

ولم يرتعد عبدالفتاح السيسى من تهديدات الإخوان، وأنه سيتم إشعال النار فى كل أنحاء مصر، لأن هدفه كان أن ينفذ إرادة شعب مصر العظيم، الذى أعطاه هذه الثقة الغالية، وأصبح الشعب سعيداً بما فعله الجيش فى حكم الإخوان.

وخلال زيارتى للولايات المتحدة مباشرة بعد ثورة 30 يونيو قابلت السيدة مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، التى كانت تشغل، فى ذلك التوقيت، منصب رئيس المجموعة الاستشارية، Think Tank، للرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، الذى كان يعتمد على مثل تلك المجموعات الاستشارية، لمعاونته فى اتخاذ القرارات المهمة.

وتحدد موعد اللقاء فى العاصمة الأمريكية، واشنطن، مع السيدة أولبرايت، وبدأ الاجتماع بتقديم أعضاء المجموعة المكونة من 17 فرداً، والمنتمين لمختلف المجالات، فمنهم الخبراء العسكريون، وخبراء الأمن القومى، والسياسيون، وخبراء القانون، ولم أندهش لوجود دكتور لعلم النفس بينهم. كنت قد أُبلغت قبل الاجتماع بأن مدته 45 دقيقة، تبدأ بكلمة للسيدة أولبرايت، لمدة 15 دقيقة، يعقبها كلمتى لمدة 15 دقيقة أخرى، على أن تخصص الربع ساعة الأخيرة للنقاش مع باقى أعضاء المجموعة.

بدأت السيدة أولبرايت حديثها بالتأكيد على أن الأسابيع المنصرمة كانت من أهم فترات المجموعة، إذ كلفهم الرئيس أوباما بدراسة أهم موضوعين يخصان السياسة الخارجية الأمريكية، فى الفترة اللاحقة، تمهيداً لاتخاذ الإدارة الأمريكية عدداً من القرارات المصيرية بشأنهما. الموضوع الأول ما يحدث فى البلقان، وتحديداً فيما يخص ضم روسيا لشبه جزيرة القرم إلى أراضيها. أما الموضوع الثانى فكان سؤالاً مباشراً من الرئيس أوباما لتوصيف ما حدث فى مصر، وتحديد إن كان انقلاباً قام به الرئيس السيسى لإزاحة الإخوان من السلطة؟ أم كانت ثورة شعبية، أيدها وساندها الجيش؟ مضيفة أنه فى حالة اعتبار ما حدث فى مصر انقلاباً عسكرياً، فسيكون له تبعات خطيرة على مصر، طبقاً للدستور الأمريكى.

واستطردت حديثها بأنها استهلت بحثها فى الأمر المصرى بالاطلاع على الورقة البحثية التى قدمها الرئيس السيسى، أثناء دراسته بكلية الدفاع الوطنى، (NDC)، بالولايات المتحدة، فوجدتها دراسة عن الديمقراطية فى دول العالم الثالث، وهو ما يعنى أنه مؤمن، منذ بداية حياته العسكرية، بأهمية الديمقراطية لدول العالم الثالث، ثم أضافت أنها تابعت أول قرارات الرئيس السيسى بعد توليه الحكم برفع الدعم عن المحروقات، وهو القرار الذى تأخر لأكثر من 40 عاماً، فى مصر، خشية المعارضة الجماهيرية، مما أكد لها أنه Reformer، حسب وصفها، أى إصلاحى، وكررت الكلمة أكثر من مرة، فلو كان قادماً على رأس انقلاب لفعل ما يفعله الانقلابيون، بمحاولة استمالة الشعب، بقرارات شعبوية لإرضائهم. والأهم من ذلك أن الشعب وافقه على قراراته، رغم صعوبتها، ولم يواجهها بالرفض الشعبى، أو بالمظاهرات، مما أكد لها، وللمجموعة، أن ما حدث فى مصر ثورة شعبية، انحاز لها الجيش، وهو ما رفعته لاحقاً فى تقريرها النهائى للرئيس أوباما.

عندما حان دورى، فى الكلام، كنت على يقين بأن تلك المجموعة على علم تام بتفاصيل ما حدث، فأضفت كلمة واحدة، مفادها أنه حتى فى أعتى الديمقراطيات، يتودد الرئيس إلى الشعب، خلال فترة رئاسته الأولى، بقرارات شعبية، ليضمن إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، يتخذ خلالها القرارات الصعبة، قبيل رحيله عن الحكم. أما الرئيس السيسى فكان هدفه الإصلاح منذ اليوم الأول، غير آبه بشعبيته، لإيمانه بأن قراراته تصب فى مصلحة البلاد، حتى وإن لم يشعر العامة بأهميتها، على المدى القصير، إلا أن تأثيرها على الاقتصاد المصرى عظيم فى المستقبل، وهكذا كانت شهادة الولايات المتحدة لما حدث فى 30 يونيو لتكون مؤيدة لثورة شعب مصر العظيم لإنقاذ دولته بدعم من الجيش المصرى

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان عبدالفتاح السیسى الرئیس السیسى حکم الإخوان ما حدث فى ثورة شعب شعب مصر فى مصر

إقرأ أيضاً:

الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية بجامعة أسوان يبعث رسالة شكر وتأييد للرئيس عبد الفتاح السيسى

أعلن الدكتور لؤي سعد الدين نصرت، القائم بأعمال رئيس جامعة أسوان، خلال ختام فعاليات الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية الذي نظمته الجامعة على مدار ثلاثة أيام، أن الملتقى يبعث برسالة شكر وتأييد ودعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.

جاء في مضمون الرسالة تأكيد وتأييد الأساتذة والعمداء واعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم وطلاب الجامعة والمشاركين في الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية، وكلية علوم الرياضة وجميع العاملين في جامعة أسوان، للقيادة السياسية، حيث أكدوا على وقوفهم خلف الرئيس السيسي في جميع مواقفه وقراراته الحاسمة المتعلقة بالقضية الفلسطينية ورفض التهجير، بالإضافة إلى تأييدهم الكامل لإجراءات الرئيس لحماية الأمن القومي المصري، والتي أظهرت قوة وصلابة مصر في الدفاع عن قضايا الوطن العربي.

وأضاف "نصرت" أن الملتقى يعلن تأييده المطلق للرئيس السيسي في جميع القرارات المتعلقة بالبناء والتنمية المستدامة، والمساهمة في تطور الجمهورية الجديدة. وقد ألهب هذا البيان حماس الحضور، حيث هتف الجميع "تحيا مصر، تحيا مصر" تقديرًا لدور القيادة السياسية في بناء وطن قوي.

وفي ذات السياق، قام الدكتور يحيى حسين، المنسق العام للملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية، بإلقاء الرسالة على مسرح الجامعة بحضور كثيف من الطلاب والمشاركين في الملتقى، وسط أجواء حماسية وتصفيق حاد.كما شهد ختام فاعليات الحفل حضور الدكتور أشرف إمام، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، والدكتور عادل مكي، عميد كلية علوم الرياضة، والدكتور أشرف معبد وكيل كلية الطب بجامعة أسوان، وعدد من قيادات المؤسسات الرياضية، ممثلي الاتحادات والأندية الرياضية، والمجتمع المدني في أسوان.

وأوضح الدكتور لؤي سعد الدين نصرت أن جموع المصريين يقفون صفا واحدا خلف القيادة السياسية، داعمين الرئيس السيسي في رفض أي مقترحات تتعلق بالتهجير، ويعملون على دفع عجلة التنمية المستدامة لرفعة الوطن وتعزيز أركان الجمهورية الجديدة.

اختتمت فعاليات الملتقى بإشادة واسعة بمجهودات القيادة السياسية في تعزيز مكانة مصر على الساحة الدولية، ودعوة جميع الحاضرين للمشاركة الفاعلة في دعم مسيرة البناء والتنمية التي يقودها الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية.

مقالات مشابهة

  • الملتقى الدولي الرابع للسياحة الرياضية بجامعة أسوان يبعث رسالة شكر وتأييد للرئيس عبد الفتاح السيسى
  • الرئيس النمساوي يكلف رئيس حزب "الشعب" بتشكيل الحكومة الجديدة
  • الرئيس السيسى يبعث برقيتى تهنئة لملك السعودية وولى عهده بمناسبة يوم التأسيس
  • وفد صيني يلتقي الرئيس السوري وتحفظات على رفع العقوبات
  • النائب علاء عابد يكتب: الرئيس السيسي.. الشعب معك وخلفك
  • برلماني: مصر تواجه تحديات وحملات ممنهجة تقودها جماعة الإخوان الإرهابية
  • الرئيس الفلسطيني: الاحتلال يسعى لتقويض حل الدولتين وإضعاف السلطة الوطنية
  • الرئيس الفلسطيني يقدم رؤية بلاده لمواجهة التحديات خلال القمة العربية
  • تفاصيل لقاء "النخالة" مع الرئيس الإيراني
  • الدكتور بن حبتور يهنئ الرئيس المشاط بحصوله على درجة الماجستير