الوطن:
2025-03-28@03:48:41 GMT

الدكتور سمير فرج يكتب: ثورة شعب أيدها الجيش

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

الدكتور سمير فرج يكتب: ثورة شعب أيدها الجيش

منذ آلاف السنين ومنذ أربعة آلاف عام، منذ عهد الفراعنة، كان جيش مصر الحصن الأمين لهذا البلد، وكان هذا الجيش يتكون من أبناء شعب مصر، وظهرت صورة ذلك على جدران المعابد الفرعونية، وطوال هذه السنين كان جيش مصر هو الأمان لكل المصريين، لأنه الجيش الذى يضم كل فئات الشعب.

لقد جمعنى حوار مباشر مع السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، أثناء الاحتفال بذكرى حرب أكتوبر، فى الندوة التى انعقدت يوم السادس من أكتوبر 2022، بقاعة المنارة، قلت خلالها لسيادته: بعد 50 عاماً، سيرتبط اسم الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى التاريخ، بأنه مُخلص مصر من حكم جماعة الإخوان، واستطردت قائلاً: يا سيادة الرئيس رغم كل إنجازاتكم، سيبقى تخليصكم لمصر من حكم تلك الجماعة الأبرز فى تاريخكم.

لم تكن كلماتى مجرد مدح، وإنما كانت شهادة حق، عنيت كل حرف منها، لعلمى بما كان سيفعله الإخوان، حال استمرارهم فى حكم مصر.

ولعل أول ما كانت تلك الجماعة ستفعله هو إلغاء جيش مصر، وإنشاء حرس ثورى، بديلاً له، والدليل على ذلك زيارة قاسم سليمانى لمصر مرتين، ولقاؤه خيرت الشاطر لإطلاعه على تفاصيل الخبرة الإيرانية فى التخلص من القوات المسلحة، وإنشاء الحرس الثورى الإيرانى. وهنا يبادرنا التساؤل عن أهداف إيران، ومثلها أفغانستان، فى التخلص من الجيوش، وتكوين الحرس الثورى الإسلامى، وهو ما يجاب عنه ببساطة فى أن ولاء الجيش يكون للشعب والدولة، كما يقسم عليه الضباط عند تخرجهم فى الكليات الحربية، بينما يقسم أفراد الحرس الثورى على الولاء للمرشد، أو آية الله، وليس للوطن.

وعندما جاءت أحداث ثلاثين يونيو كان الشعب المصرى، قد شعر بمساوئ حكم الإخوان، رغم أنه أيدهم وأعطاهم صوته خلال الانتخابات، إلا أنه أدرك أنه لا يريد حكم هذه الجماعة بعد الآن، لذلك تحرك شعب مصر وخرجت الملايين فى المظاهرات غطت أنحاء كل مدن مصر، من الإسكندرية والقاهرة إلى أسوان، تطالب برحيل حكم المرشد وحكم الإخوان، وظهرت الهتافات «يسقط يسقط حكم المرشد» وهنا تحرك الجيش وحمل وزير الدفاع، آنذاك عبدالفتاح السيسى كفنه فى يده وتحرك لينفذ طلبات الشعب، ويتخلص من حكم الإخوان.

ولم يرتعد عبدالفتاح السيسى من تهديدات الإخوان، وأنه سيتم إشعال النار فى كل أنحاء مصر، لأن هدفه كان أن ينفذ إرادة شعب مصر العظيم، الذى أعطاه هذه الثقة الغالية، وأصبح الشعب سعيداً بما فعله الجيش فى حكم الإخوان.

وخلال زيارتى للولايات المتحدة مباشرة بعد ثورة 30 يونيو قابلت السيدة مادلين أولبرايت، وزيرة الخارجية الأمريكية الأسبق، التى كانت تشغل، فى ذلك التوقيت، منصب رئيس المجموعة الاستشارية، Think Tank، للرئيس الأمريكى الأسبق باراك أوباما، الذى كان يعتمد على مثل تلك المجموعات الاستشارية، لمعاونته فى اتخاذ القرارات المهمة.

وتحدد موعد اللقاء فى العاصمة الأمريكية، واشنطن، مع السيدة أولبرايت، وبدأ الاجتماع بتقديم أعضاء المجموعة المكونة من 17 فرداً، والمنتمين لمختلف المجالات، فمنهم الخبراء العسكريون، وخبراء الأمن القومى، والسياسيون، وخبراء القانون، ولم أندهش لوجود دكتور لعلم النفس بينهم. كنت قد أُبلغت قبل الاجتماع بأن مدته 45 دقيقة، تبدأ بكلمة للسيدة أولبرايت، لمدة 15 دقيقة، يعقبها كلمتى لمدة 15 دقيقة أخرى، على أن تخصص الربع ساعة الأخيرة للنقاش مع باقى أعضاء المجموعة.

بدأت السيدة أولبرايت حديثها بالتأكيد على أن الأسابيع المنصرمة كانت من أهم فترات المجموعة، إذ كلفهم الرئيس أوباما بدراسة أهم موضوعين يخصان السياسة الخارجية الأمريكية، فى الفترة اللاحقة، تمهيداً لاتخاذ الإدارة الأمريكية عدداً من القرارات المصيرية بشأنهما. الموضوع الأول ما يحدث فى البلقان، وتحديداً فيما يخص ضم روسيا لشبه جزيرة القرم إلى أراضيها. أما الموضوع الثانى فكان سؤالاً مباشراً من الرئيس أوباما لتوصيف ما حدث فى مصر، وتحديد إن كان انقلاباً قام به الرئيس السيسى لإزاحة الإخوان من السلطة؟ أم كانت ثورة شعبية، أيدها وساندها الجيش؟ مضيفة أنه فى حالة اعتبار ما حدث فى مصر انقلاباً عسكرياً، فسيكون له تبعات خطيرة على مصر، طبقاً للدستور الأمريكى.

واستطردت حديثها بأنها استهلت بحثها فى الأمر المصرى بالاطلاع على الورقة البحثية التى قدمها الرئيس السيسى، أثناء دراسته بكلية الدفاع الوطنى، (NDC)، بالولايات المتحدة، فوجدتها دراسة عن الديمقراطية فى دول العالم الثالث، وهو ما يعنى أنه مؤمن، منذ بداية حياته العسكرية، بأهمية الديمقراطية لدول العالم الثالث، ثم أضافت أنها تابعت أول قرارات الرئيس السيسى بعد توليه الحكم برفع الدعم عن المحروقات، وهو القرار الذى تأخر لأكثر من 40 عاماً، فى مصر، خشية المعارضة الجماهيرية، مما أكد لها أنه Reformer، حسب وصفها، أى إصلاحى، وكررت الكلمة أكثر من مرة، فلو كان قادماً على رأس انقلاب لفعل ما يفعله الانقلابيون، بمحاولة استمالة الشعب، بقرارات شعبوية لإرضائهم. والأهم من ذلك أن الشعب وافقه على قراراته، رغم صعوبتها، ولم يواجهها بالرفض الشعبى، أو بالمظاهرات، مما أكد لها، وللمجموعة، أن ما حدث فى مصر ثورة شعبية، انحاز لها الجيش، وهو ما رفعته لاحقاً فى تقريرها النهائى للرئيس أوباما.

عندما حان دورى، فى الكلام، كنت على يقين بأن تلك المجموعة على علم تام بتفاصيل ما حدث، فأضفت كلمة واحدة، مفادها أنه حتى فى أعتى الديمقراطيات، يتودد الرئيس إلى الشعب، خلال فترة رئاسته الأولى، بقرارات شعبية، ليضمن إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة، يتخذ خلالها القرارات الصعبة، قبيل رحيله عن الحكم. أما الرئيس السيسى فكان هدفه الإصلاح منذ اليوم الأول، غير آبه بشعبيته، لإيمانه بأن قراراته تصب فى مصلحة البلاد، حتى وإن لم يشعر العامة بأهميتها، على المدى القصير، إلا أن تأثيرها على الاقتصاد المصرى عظيم فى المستقبل، وهكذا كانت شهادة الولايات المتحدة لما حدث فى 30 يونيو لتكون مؤيدة لثورة شعب مصر العظيم لإنقاذ دولته بدعم من الجيش المصرى

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان عبدالفتاح السیسى الرئیس السیسى حکم الإخوان ما حدث فى ثورة شعب شعب مصر فى مصر

إقرأ أيضاً:

فرحات: خطاب الرئيس يعكس إيمانا بقدرة المصريين على مواجهة التحديات

أشاد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر أستاذ العلوم السياسية، بكلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال احتفال وزارة الأوقاف، بليلة القدر، والذي أقيم بمدينة الفنون والثقافة (قاعة الأوبرا) بالعاصمة الإدارية الجديدة، مؤكدا أن كلمة الرئيس السيسي تعكس رؤية عميقة ومتوازنة تجمع بين القيم الروحية والعمل الوطني الجاد وتعزيز القيم الأخلاقية والإنسانية في بناء المجتمع المصري والحفاظ على الهوية الوطنية وتضع العمل والاجتهاد كأحد المحاور الأساسية لتحقيق التقدم والازدهار.

وأكد الدكتور فرحات أن احتفالية ليلة القدر تمثل مناسبة روحية عظيمة تستدعي التأمل في معاني الإيمان والصبر والعمل، وهو ما برز بوضوح في خطاب الرئيس، الذي دعا إلى ترسيخ قيم العمل والمثابرة لمواجهة التحديات التي يمر بها الوطن والربط بين القيم الدينية ومفاهيم التنمية والنهضة وهو ما يعكس إدراكا عميقا بأهمية البناء الروحي والمادي لتحقيق التقدم مشيرا إلى أن هذه الرؤية تعكس نهج الدولة المصرية في التعامل مع التحديات المجتمعية بوعي ورؤية متكاملة، حيث لا يمكن لأي مشروع تنموي أن ينجح دون أن يكون الإنسان هو الركيزة الأساسية فيه.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن كلمة الرئيس عكست كذلك إيمانا عميقا بقدرة الشعب المصري على الصمود في مواجهة التحديات وتماسكهم في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وثقة القيادة السياسية في وعي الشعب وقدرته على تجاوز الأزمات، وهو ما برز في كلمة الرئيس من خلال التأكيد على تماسك الجبهة الداخلية وقدرة الشعب المصري على الصمود في مواجهة الأزمات و أن مصر لطالما أظهرت قدرتها على تجاوز المحن بفضل وعي الشعب وإيمان القيادة بإمكاناته، وهو ما يشكل مصدرا دائما للثقة في المستقبل.

و ثمن أستاذ العلوم السياسية تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على موقف مصر الثابت والداعم للقضية الفلسطينية العادلة، مشيرا إلى أن مصر ستواصل سعيها الجاد لتثبيت وقف إطلاق النار والعمل على تنفيذ جميع مراحل الحل السلمي و هذا الموقف يعكس التزام مصر التاريخي بدعم حقوق الشعوب، واحترام مبادئ العدالة والسلام في المنطقة مؤكدا أن مصر تسعى باستمرار لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مما يؤكد دورها المحوري في استعادة الأمن ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاًكرمهم الرئيس السيسي.. أسماء الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم

وزير الأوقاف يهنئ وكيل الأزهر بتجديد ثقة الرئيس السيسي

الرئيس السيسي يصافح أحمد عمر هاشم خلال احتفالية وزارة الأوقاف بليلة القدر

مقالات مشابهة

  • الجيش الإيراني يصدر بيانا بمناسبة يوم القدس العالمي
  • البابا تواضروس يهنئ الرئيس السيسى بعيد الفطر المبارك
  • القومي للمرأة يهنئ الرئيس السيسي بحلول عيد الفطر المبارك
  • القومي للمرأة يهنئ الرئيس السيسي بعيد الفطر المبارك
  • دعوة لترجمة كلمة الرئيس السيسى في ليلة القدر إلى خطط تعزز الانتماء الوطني
  • فرحات: خطاب الرئيس يعكس إيمانا بقدرة المصريين على مواجهة التحديات
  • مطمئنا على صحته.. السيسى يصافح الدكتور أحمد عمر هاشم خلال احتفالية ليلة القدر
  • الرئيس السيسي يوافق على تجديد الثقة في الدكتور محمد الضويني وكيلا للأزهر
  • الرئيس المشاط يوجه رسالة للمجرم «ترامب»
  • مصدر أمنى ينفى مزاعم جماعة الإخوان الإرهابية عن مراكز الإصلاح والتأهيل