الوطن:
2024-07-01@14:29:22 GMT

طارق نصير يكتب: سفينة النجاة للمصريين

تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT

طارق نصير يكتب: سفينة النجاة للمصريين

فى تاريخ الأمم توجد لحظات تظل محفورة فى الذاكرة الجماعية، لحظات تتجاوز حدود الزمن وتحدد مسار الأجيال القادمة، وفى مصر، كانت ثورة 30 يونيو 2013 واحدة من تلك اللحظات الفارقة فى تاريخها، حيث نهض الشعب المصرى بقوة وإصرار ليعيد رسم مستقبل بلاده وينقذها من حكم جماعة الإخوان الإرهابية الذى كان يجرها نحو الهاوية، لم تكن هذه الثورة مجرد انتفاضة، بل كانت صرخة شعبية من أجل البقاء، وبداية لحقبة جديدة من الاستقرار والتنمية.

ثورة الضرورة

فى ظل الفوضى والتدهور اللذين شهدتهما مصر تحت حكم الإخوان المسلمين، ظهرت ثورة 30 يونيو كحركة إنقاذية لا غنى عنها، فى ظل حكم الإخوان الذى تراجعت مصر خلاله على كافة الأصعدة، وانتشرت البطالة وارتفعت معدلات التضخم، بينما تدهورت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، حيث حاول الإخوان تغيير هوية الدولة المصرية، وفرض رؤى متطرفة لا تتماشى مع تاريخ وثقافة الشعب المصرى، مما هدد وحدة الوطن والنسيج الاجتماعى، ولذلك الثورة ضرورة حتمية لإنقاذ البلاد من مسار كارثى، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. الشعب المصرى، بدعم من الجيش الوطنى، وقف فى وجه محاولات فرض حكم دينى استبدادى، وأعلن بكل شجاعة عن رفضه لهذا المسار الخطر.

ماذا لو لم تنجح الثورة؟

إذا لم تنجح ثورة 30 يونيو، لكانت مصر الآن فى وضع كارثى لا يمكن تصوره، استمرار حكم الإخوان كان سيؤدى إلى تفكك مؤسسات الدولة وانهيار النظام القانونى والدستورى، كما أن الجماعات الإرهابية كانت ستجد بيئة خصبة للانتشار والتوسع، مما كان سيزيد من زعزعة الاستقرار الأمنى ويعرض البلاد لهجمات مستمرة، كما كان الوضع الاقتصادى سيزداد سوءاً، مع استمرار الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة، وكانت مصر ستغرق أكثر فى دوامة الفقر والبطالة والتضخم، مما كان سيؤدى إلى تدهور مستويات المعيشة وزيادة معاناة المواطنين. كما كان المجتمع المصرى سيشهد مزيداً من التفرقة والتمييز على أساس الدين والمعتقدات، مما كان سيؤدى إلى تآكل التعايش السلمى بين أبناء الوطن.

جرائم «الإخوان المسلمين»

كما مارست الجماعة الإرهابية العنف ضد المعارضين واستخدموا القمع والاعتقال التعسفى لتكميم الأفواه وإسكات كل صوت معارض، شهدت مصر خلال حكمهم انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، حيث تم استهداف الصحفيين والنشطاء والسياسيين الذين يعارضون سياساتهم.

كما عمل الإخوان على تدمير مؤسسات الدولة ومحاولة السيطرة عليها لتحقيق مصالحهم الخاصة، متجاهلين احتياجات الشعب ومصالحه، وأدت سياساتهم الاقتصادية الفاشلة إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر والبطالة، حيث كانوا يسعون لتأسيس حكم دينى استبدادى يهدد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعى لمصر، مما جعل الثورة ضرورة لا مفر منها لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار.

وفى النهاية ثورة 30 يونيو كانت ضرورة لإنقاذ مصر من حكم الإخوان المسلمين وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية صحيحة. وبفضل هذه الثورة، التى تعد سفينة نجاة للمصريين تمكن الشعب المصرى من استعادة دولته وتحقيق الاستقرار والتنمية. بدون نجاح هذه الثورة، لكانت مصر الآن فى وضع كارثى تحت حكم استبدادى دينى يهدد الوحدة الوطنية ومستقبل البلاد، جرائم الإخوان خلال فترة حكمهم تظل شاهداً على ضرورة هذه الثورة وأهميتها فى حماية مصر ومواطنيها، كما ستظل ثورة 30 يونيو رمزاً للوحدة الوطنية والإرادة الشعبية فى مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات، ومشعلاً يضىء طريق التقدم والازدهار لمصر المستقبل

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان الشعب المصرى ثورة 30 یونیو حکم الإخوان هذه الثورة

إقرأ أيضاً:

طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة

تمر فى عمر الأوطان دهور وأعوام لا تتوقف إلا قليلاً عند أيام يتغير فيها مجرى تاريخها، فتسطر أمجاداً لا تمحى أبداً من ذاكرة الشعوب، قبل ثورة الـ30 من يونيو كانت حقب ومراحل كثيرة، شهدت انتصارات وانكسارات، أمجاداً وإحباطات، لنتوقف جميعاً ونترقب ماذا سيحدث يوم 30 يونيو 2013؟!

فقد مرت أيام ثقيلة على الوطن من المعاناة فى ظل نظام المرشد، الذى حاول أن يستخدم الزيف والكذب باسم الدين على البسطاء من الناس، لترجع مصر إلى عصور الظلمات، ويهدم حلم المصريين حينها فى إقامة الدولة القوية الديمقراطية الحديثة.

لقد ابتلينا فى عامى 2012 وحتى منتصف عام 2013 بنظام قادته لا يترددون رغم مظهرهم الدينى فى أن يرتكبوا كل ما يخالف الإسلام، فيكذبون ويظلمون ويقتلون باسم الدين، ويستخدمون أعضاء جماعتهم الذين لا يفهمون أو يدركون شيئاً سوى أوامر قيادتهم، الذين سيطروا عليهم بمعتقدات نصرة الإسلام، والجهاد فى سبيل الحق.

فقد بات واضحاً أننا وصلنا قبل 30 يونيو 2013 إلى عنق الزجاجة، فى الصراع ما بين قوى الحق التى ضحت كثيراً بالعرق والدماء من أجل مصر، وقوى الباطل التى استخدمت الدين، فقدمت التنازلات وعقدت الصفقات مع شياطين الأرض للبقاء فى الحكم لمئات السنين.

فالطريق إلى 30 يونيو مهده المصريون، لنحمل فوق أعناقنا مصر الحبيبة، ونصل بها إلى بر الأمان، فنخلصها من الاحتلال الإخوانى الماسونى، وتسقط دولة النفاق والعجز، لتقام الدولة الوطنية الحديثة، فماذا لو كان قد انتصر نظام الإرهاب والرجعية، لتنحدر مصر إلى نفق مظلم من الصراعات التى لا تنتهى، لنشهد يوماً تقسم فيه الدولة.

فكل ما كنا نسعى إليه هو بناء الجمهورية الجديدة، دولة قائمة على قيم العدل والمساواة، فقد تعلم الثوار من أخطائهم السابقة، ووضعوا تصورات لما بعد سقوط حكم الإخوان، بإسناد رئاسة الجمهورية لرئيس المحكمة الدستورية العليا، وتشكيل حكومة تكنوقراط وطنية واسعة الصلاحيات، لإدارة الدولة خلال المرحلة الانتقالية، وتشكيل جمعية تأسيسية، تُخرج دستوراً توافقياً للبلاد، يتم من بعده إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.

فخروجنا فى 30 يونيو لم يكن لإسقاط شرعية مرسى، التى قال إنها أتت بالصناديق، وإنما لاستعادة الشرعية التى اغتصبها مرسى، حينما خالف وعوده بإعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وأصدر إعلاناً دستورياً اعتدى به على كل الأعراف الدستورية والقانونية، ليخرج لنا دستوراً مشوهاً وُضع خلسة فى جنح الظلام، ويحاصر المحكمة الدستورية العليا، وتبدأ قيام شرعية الغاب، ليغتصب الوطن وينتهك أبناؤه. فقد خرجنا فى الـ 30 من يونيو 2013 وأرواحنا على أكفنا، لإنقاذ الوطن من الخائنين، فلم ترهبنا تهديدات القتل التى كانت تطلق من جماعة الخزى والخيانة، فكنا قد كسرنا حاجز الخوف، ولم يستطيعوا أن يشيدوه بعدها.

فقد حسم الـ30 من يونيو مصير مصر ومسارها على مدار عشرات بل مئات الأعوام المقبلة، فماذا لو فشلت هل كنا سنشهد بعدها حملات اعتقال للثوار، وتنكيل بالإعلام، وعصف بالقضاء؟ لكن انتهت الجماعة التى جثمت على أنفاس الوطن، ونما سرطانها فى جسد مصر، ليودع الإخوان وأتباعهم فى السجون من جراء ما اقترفت أيديهم من جرائم، وإن كان يجب أن يتم إيداعهم فى مصحات الأمراض النفسية، ليعالجوا من كل الأمراض التى تمكنت منهم.

لنتخلص من شخوص أرادوا لأنفسهم متع الدنيا وسلطانها باسم الدين، أرادوا الشهرة والمال والحكم، ليتحولوا إلى فاسدين جدد غلبوا فى أفعالهم وأقوالهم كل ما سبق، فهم التلاميذ الذين تفوقوا على الأساتذة، ليعطوا دروساً فى كيفية نهب الوطن، وإسكات المعارضين، وإنهاء أحلام الملايين، بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.

لقد خرج علينا محمد مرسى، دمية جماعة الإخوان المتأسلمين، ليتحدث على مدار ما يقرب من ساعتين ونصف فى خطابه الشهير فى عام 2013، ليطلق علينا كل عقده، ويصف نفسه أكثر من مرة، بأنه رئيس الجمهورية، وأحياناً بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة والرئيس الأعلى لجهاز الشرطة، فهو لم يكن ليتوقع يوماً أن يصبح رئيس دولة بحجم مصر، فقد كانت أقصى طموحاته وهو منحنٍ أمام مرشده ومقبل يده، أن يصير رئيس قسم فى الجامعة التى يدرس بها.

فتعظيم سلام إلى الشعب المصرى، صانع المعجزات، حائط الصد لكل المؤامرات عبر الأزمان، سند الوطن وشريان حياته، فقد كنا فى مفترق طرق من التاريخ إما الدخول فى نفق مظلم من الحكم الثيوقراطى البغيض المنافق الذى فيه تبعية لدول إقليمية، وإما أن ننقذ مصر كدولة وطنية بهويتها ومكانتها، فما صنعه المصريون فى الـ30 من يونيو غير وجه التاريخ فى المنطقة ككل.

فالتاريخ لمئات السنين سيذكر موقف الجيش المصرى العظيم فى 2013 من الاستماع لصوت الجماهير الغفيرة وإنفاذ إرادة الشعب، التى أنقذت مصر والمنطقة من السقوط فى براثن حكم سيطرت فيه الجماعة التى كانت تتعامل بمنطق الاستبداد الدينى، وكان الأخطر للمصريين أنه كان يجلس فى الاتحادية رجل ارتكب جرائم توصف بالخيانة العظمى وتحول إلى دمية يتحكم فيها مكتب الإرشاد.

فجماعة الإخوان كانت تدفع الدولة لمصير تتقاتل فيه عناصر الأمة، وكانوا يزعمون الأقاويل الاستبدادية تحت شعار الدين والدين منهم براء، فـ 30 يونيو هى ثورة الهوية المصرية التى أنقذت مصر كمنارة وسطية، لتأتى تضحيات الجيش المصرى استجابة لإرادة المصريين فى حماية الثورة والدولة ومواجهة تخريب جماعات الإرهاب والتطرف، فلولا شجاعة وتضحيات أبناء الشعب والجيش والشرطة فى التصدى لمستقبل مظلم لكانت مصر فى طريق ثان الآن 

مقالات مشابهة

  • باسم حلقة يكتب: لهذه الأسباب شاركنا في الثورة
  • أحمد العوضي يكتب: نقطة تحول تاريخية
  • عبدالناصر قنديل يكتب: لماذا كانت الثورة واجبة؟
  • سليمان وهدان يكتب: ثورة الضرورة للمصريين
  • الدكتور باسل عادل يكتب: ميلاد ثورة ووأد جماعة
  • طارق سعدة يكتب: كُتب علينا التصحيح (30 يونيو)
  • نشوى الديب تكتب: نداء شعب.. واستجابة جيش
  • طارق الخولي يكتب: 11 سنة ثورة
  • اقرأ في «السياسي» ملحق الوطن الأسبوعي: 30 يونيو.. ملحمة وطنية أطاحت بـ«الفاشية الدينية»