طارق نصير يكتب: سفينة النجاة للمصريين
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
فى تاريخ الأمم توجد لحظات تظل محفورة فى الذاكرة الجماعية، لحظات تتجاوز حدود الزمن وتحدد مسار الأجيال القادمة، وفى مصر، كانت ثورة 30 يونيو 2013 واحدة من تلك اللحظات الفارقة فى تاريخها، حيث نهض الشعب المصرى بقوة وإصرار ليعيد رسم مستقبل بلاده وينقذها من حكم جماعة الإخوان الإرهابية الذى كان يجرها نحو الهاوية، لم تكن هذه الثورة مجرد انتفاضة، بل كانت صرخة شعبية من أجل البقاء، وبداية لحقبة جديدة من الاستقرار والتنمية.
ثورة الضرورة
فى ظل الفوضى والتدهور اللذين شهدتهما مصر تحت حكم الإخوان المسلمين، ظهرت ثورة 30 يونيو كحركة إنقاذية لا غنى عنها، فى ظل حكم الإخوان الذى تراجعت مصر خلاله على كافة الأصعدة، وانتشرت البطالة وارتفعت معدلات التضخم، بينما تدهورت الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الصحية، حيث حاول الإخوان تغيير هوية الدولة المصرية، وفرض رؤى متطرفة لا تتماشى مع تاريخ وثقافة الشعب المصرى، مما هدد وحدة الوطن والنسيج الاجتماعى، ولذلك الثورة ضرورة حتمية لإنقاذ البلاد من مسار كارثى، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح. الشعب المصرى، بدعم من الجيش الوطنى، وقف فى وجه محاولات فرض حكم دينى استبدادى، وأعلن بكل شجاعة عن رفضه لهذا المسار الخطر.
ماذا لو لم تنجح الثورة؟
إذا لم تنجح ثورة 30 يونيو، لكانت مصر الآن فى وضع كارثى لا يمكن تصوره، استمرار حكم الإخوان كان سيؤدى إلى تفكك مؤسسات الدولة وانهيار النظام القانونى والدستورى، كما أن الجماعات الإرهابية كانت ستجد بيئة خصبة للانتشار والتوسع، مما كان سيزيد من زعزعة الاستقرار الأمنى ويعرض البلاد لهجمات مستمرة، كما كان الوضع الاقتصادى سيزداد سوءاً، مع استمرار الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة، وكانت مصر ستغرق أكثر فى دوامة الفقر والبطالة والتضخم، مما كان سيؤدى إلى تدهور مستويات المعيشة وزيادة معاناة المواطنين. كما كان المجتمع المصرى سيشهد مزيداً من التفرقة والتمييز على أساس الدين والمعتقدات، مما كان سيؤدى إلى تآكل التعايش السلمى بين أبناء الوطن.
جرائم «الإخوان المسلمين»
كما مارست الجماعة الإرهابية العنف ضد المعارضين واستخدموا القمع والاعتقال التعسفى لتكميم الأفواه وإسكات كل صوت معارض، شهدت مصر خلال حكمهم انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان، حيث تم استهداف الصحفيين والنشطاء والسياسيين الذين يعارضون سياساتهم.
كما عمل الإخوان على تدمير مؤسسات الدولة ومحاولة السيطرة عليها لتحقيق مصالحهم الخاصة، متجاهلين احتياجات الشعب ومصالحه، وأدت سياساتهم الاقتصادية الفاشلة إلى تفاقم الأزمات الاقتصادية وزيادة معدلات الفقر والبطالة، حيث كانوا يسعون لتأسيس حكم دينى استبدادى يهدد الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعى لمصر، مما جعل الثورة ضرورة لا مفر منها لإنقاذ البلاد من الفوضى والانهيار.
وفى النهاية ثورة 30 يونيو كانت ضرورة لإنقاذ مصر من حكم الإخوان المسلمين وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية صحيحة. وبفضل هذه الثورة، التى تعد سفينة نجاة للمصريين تمكن الشعب المصرى من استعادة دولته وتحقيق الاستقرار والتنمية. بدون نجاح هذه الثورة، لكانت مصر الآن فى وضع كارثى تحت حكم استبدادى دينى يهدد الوحدة الوطنية ومستقبل البلاد، جرائم الإخوان خلال فترة حكمهم تظل شاهداً على ضرورة هذه الثورة وأهميتها فى حماية مصر ومواطنيها، كما ستظل ثورة 30 يونيو رمزاً للوحدة الوطنية والإرادة الشعبية فى مواجهة التحديات وتحقيق الإنجازات، ومشعلاً يضىء طريق التقدم والازدهار لمصر المستقبل
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان الشعب المصرى ثورة 30 یونیو حکم الإخوان هذه الثورة
إقرأ أيضاً:
بطاريات الجاذبية.. ثورة في تخزين الطاقة المتجددة
#سواليف
يشهد العالم تحولا سريعا نحو #الطاقة_المتجددة، ما يفرض تحديات جديدة في كيفية #تخزين_الكهرباء الناتجة عن مصادر متقطعة مثل #الشمس والرياح.
ومع تزايد الطلب على الطاقة وضرورة توفيرها بشكل مستمر، يظهر هذا الحل الحيوي للحفاظ على استقرار الشبكات الكهربائية.
وأوضح الخبراء أن مصادر الطاقة المتجددة توفر كميات كبيرة من الطاقة، لكن إنتاجها يظل متقلبا، حيث ينخفض إلى مستويات منخفضة أو ينعدم عندما لا تكون الشمس مشرقة أو الرياح ضعيفة. علاوة على ذلك، يزداد الطلب على الكهرباء مع تزايد أعداد المركبات الكهربائية وانتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي التي تتطلب طاقة حوسبة ضخمة.
مقالات ذات صلةوتعد #شبكات_الكهرباء التقليدية في خطر بسبب هذه التقلبات في الإنتاج وزيادة الطلب، ما يجعل من الضروري وجود حلول لتخزين الطاقة على نطاق واسع مثل الميغاواط ساعة (MWh) أو الغيغاواط ساعة (GWh) لضمان استقرار إمدادات الطاقة.
وبهذا الصدد، تظهر تقنية جديدة ومبتكرة تتمثل في ” #بطاريات_الجاذبي ة”، التي تعتمد على استخدام قوة الجاذبية لتخزين الطاقة وتحويلها عند الحاجة. وتعد هذه التقنية بفرص كبيرة لخلق حلول مستدامة ومرنة بعيدا عن الاعتماد على البطاريات التقليدية مثل بطاريات الليثيوم أيون.
وتعتمد بطاريات الجاذبية على مبدأ الطاقة الكامنة، فعندما يتم رفع كتلة كبيرة إلى ارتفاع معين، يتم تخزين الطاقة في الكتلة بفضل الجاذبية. وعندما تنخفض الكتلة، يتم تحويل الطاقة الحركية الناتجة إلى كهرباء بواسطة مولدات أو توربينات.
وتعتبر طاقة الجاذبية أكثر استدامة من البطاريات الكيميائية، حيث لا تتعرض للتدهور مع مرور الوقت طالما أن الأجزاء الميكانيكية تعمل بكفاءة. وهذه الخاصية تجعلها خيارا مناسبا لتخزين الطاقة على المدى الطويل.
وفيما يلي مشاريع رائدة في تقنية بطاريات الجاذبية
تعد الصين واحدة من الدول الرائدة في استخدام هذه التقنية من خلال مشروع EVx، الذي تم تطويره بالتعاون بين شركة Energy Vault والحكومة الصينية.
ويتم رفع كتل عملاقة تزن 24 طنا على برج ميكانيكي ضخم يبلغ ارتفاعه 120 مترا، وذلك في أوقات فائض الطاقة. وعندما تحتاج الشبكة إلى المزيد من الكهرباء، يتم خفض الكتل، ما يحول طاقتها الكامنة إلى كهرباء.
وهذه التقنية تتمتع بكفاءة تزيد عن 80% وتبلغ السعة الإجمالية للمشروع 100 ميغاواط ساعة. كما أن عمرها التشغيلي المتوقع يصل إلى 35 عاما، ما يجعلها حلا طويل الأمد واقتصاديا.
مشروع Gravitricity في اسكتلندااختبرت شركة Gravitricity الناشئة منصة تخزين طاقة باستخدام أوزان ثقيلة، حيث تم رفع وخفض كتل تزن 25 طنا في ميناء “ليث”، ما أظهر قدرة على تحسين استقرار الشبكة وتحقيق كفاءة في تخزين الطاقة.
وتخطط الشركة لتوسيع هذه التقنية باستخدام المناجم المهجورة، حيث يمكن تعليق أوزان ضخمة تحت الأرض، ما يتيح زيادة سعة التخزين. كما أن استخدام البنية التحتية للمناجم يخفض التكاليف الرأسمالية وينعش الاقتصادات المحلية.
وعلى الرغم من إمكانياتها الواعدة، تواجه بطاريات الجاذبية بعض التحديات، مثل التكلفة الأولية الكبيرة والتآكل الميكانيكي للأجزاء المتحركة على المدى الطويل.
لكن مدافعون عن هذه التقنية يشيرون إلى أن الصيانة الدورية لهذه الأنظمة أسهل مقارنة بتحديات إعادة تدوير البطاريات الكيميائية. كما أن توفر المساحة الرأسية في المواقع المناسبة يشكل عاملا آخر في نجاح هذه التقنية.
ومع أن بطاريات الجاذبية ما زالت في مرحلة التطوير، فإن المشاريع مثل EVx وGravitricity تظهر إمكانيات كبيرة لتحقيق استقرار الشبكات الكهربائية على المدى الطويل.