الدكتورة مايا مرسي تكتب: تاريخ لن يُنسى!!
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تاريخ نهاية كابوس.. وبداية استعادة الروح والكرامة والحياة لمصر والمرأة المصرية على جميع المستويات.
فالتهميش.. والإقصاء.. والتمييز.. والظلم.. جميعها سمات رسمت معاناة المرأة المصرية خلال فترة حكم الإخوان، حيث تعرضت حقوقها ومكتسباتها إلى ردة.. بعد أن كانت مصر تتحرك إلى الأمام فى ملف تمكين المرأة قبل عام 2011.
حيث بدأت النوايا الأولى لإقصاء وتهميش المرأة منذ بداية حكم الجماعة، بخروج مشروع قانون الانتخاب خالياً من رغبة حقيقية فى مشاركة المرأة فى البرلمان.. وعلى الصعيد السياسى لم يكن للمرأة أى دور أو تمثيل فعال يُذكر، فالمرأة أصبحت ممثلة فى البرلمان بعدد ضئيل لا يمثل طموحاتها ولا يناقش قضاياها.. كما سعت بعض التيارات داخل البرلمان لتعديل قوانين الأحوال الشخصية بصورة تنتقص من حقوق المرأة التى حصلت عليها بعد كفاح دام لعقود طويلة، فيما يتعلق بالخلع، وخفض سن الحضانة من 15 سنة إلى 7 سنوات، ومطالبات بخفض سن الزواج، كما ظهرت دعاوى لإجراء ختان الإناث بالمجان ببعض القرى.
وظهرت أيضاً توجهات واضحة وممنهجة لعزل النساء من المواقع القيادية والتنفيذية، والنقل التعسفى وعدم حصول النساء على حقهنّ فى الترقيات للوظائف الأعلى، فضلاً عن خروج العديد من التصريحات من قبَل بعض التيارات والأحزاب ذات التوجه الدينى لتقييد دور المرأة داخل المنزل فقط، وهذا مثَّل انتكاساً شديداً لحقوق المرأة، وخرقاً للدساتير والقوانين الوطنية والمواثيق والاتفاقيات الدولية التى وقعت عليها مصر والتى تنص على منع جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وتمكين المرأة على قدم المساواة مع الرجل.
وواكب جميع الممارسات السابق ذكرها استخدام سلاح جديد لمنع المرأة من المشاركة فى الحياة العامة والمظاهرات التى كانت تندلع ضد نظام حكم الإخوان والتعبير عن رأيهن بحرية، حيث بدأ العنف ضد المرأة يتخذ منحى جديداً تمثل فى «التحرش الجماعى»، لتخويف النساء وكسرهن.. هذا إلى جانب ظهور دعاوى مجلس الشورى المنحل بإدانة المتظاهرات اللائى يتعرضن للتحرش وتخصيص أماكن محددة لتظاهر السيدات بعيداً عن الرجال.. وأتذكر هنا الواقعة المؤلمة التى حدثت ضد المناضلة الراحلة شاهندة مقلد، مناصرة الفلاحين صاحبة التاريخ النضالى المشرِّف، خلال إحدى التظاهرات أمام قصر الاتحادية حين قام أحد أتباع المعزول بتكميم فمها لتظاهرها ضد حكم الجماعة.. واقعة مخزية هى أكبر دليل على النظرة الحقيقية لهذه الجماعة تجاه المرأة ودورها فى المجتمع.
ولم يسلم التاريخ من جهود الجماعة لتزييفه لتغيير هوية المجتمع المصرى وطمس تاريخ نضال المرأة المصرية من المناهج الدراسية، حيث قامت وزارة التربية والتعليم آنذاك بحذف دور الرؤساء السابقين من منهج الدراسات الاجتماعية للصف الثالث الإعدادى (الفصل الدراسى الثانى)، بالإضافة إلى عدم تدريس مراحل تطور الحياة الحزبية، ودور المرأة ومنظمات المجتمع المدنى، وتكريس التمييز ضد المرأة فى مناهج التعليم، حيث تداولت وسائل الإعلام وقتها أخباراً حول قيام وزارة التربية والتعليم استناداً إلى التقرير الذى أصدرته وزارة الأوقاف، باستبدال صورة الدكتورة درية شفيق، وهى إحدى رائدات حركة تحرير المرأة المصرية، من كتاب التربية الوطنية للصفين الثانى والثالث الثانوى لعامى 2013/2014 بصورة أخرى لأنها لا ترتدى الحجاب، بالإضافة إلى حذف صورة مجموعة من التلميذات فى الكتاب، لأنهن مكشوفات الرأس، واستبدالها بصورة أخرى لتلميذات مرتديات للحجاب.
وبالطبع لم يسلم المجلس القومى للمرأة، باعتباره الآلية الوطنية المنوط بها النهوض بأوضاع المرأة المصرية، من حملات التشويه المتعمَّدة فى محاولة لإقصائه ومنعه من الدفاع عن حقوق المرأة والتعبير عن آمالها وتطلعاتها، حيث أطلقت مؤسسة الرئاسة آنذاك مبادرة أُطلق عليها اسم «دعم حقوق وحريات المرأة المصرية» استهدفت الانقضاض على دور المجلس القومى للمرأة وإنشاء مجلس موازٍ له ينتقص من دوره، وكانت أهداف تلك المبادرة هى ذات أهداف المجلس القومى للمرأة، كما جرت محاولات حثيثة بُذلت من قبَل مجلس الشورى المنحل لحل المجلس القومى للمرأة عبر إطلاق دعاوى، ومطالبات بعض أعضائه بنقل تبعيته للشورى.. واتهام المجلس بمعاداة الدين الإسلامى للنيل من دوره الملموس للنهوض بالمرأة المصرية، وتشويه صورته لدى الرأى العام.
ولكن طبيعة المرأة المصرية العظيمة الجسورة القوية أبت أن تتنازل عن حق واحد من حقوقها!! ودافعت عن وطنها ضد طيور الظلام التى كانت ستمحو هويته وتاريخه ومستقبله.. وثارت فى وجه العدو المغتصب فى مشاهد مهيبة فى ثورة 30 يونيو.. فى مشاهد لن ينساها تاريخ الوطن.. أثبتت أن النساء هن من يصنعن التاريخ بحق.. وهن حارسات الوطن.. وبالفعل نجحت إرادة نساء مصر فى إسقاط نظام ظالم.
وكان رد الجميل للمرأة المصرية.. بعهد جديد وُلد مع تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى رئاسة مصر.. هو بحق «العصر الذهبى للمرأة المصرية».. حيث حققت مصر تقدماً إيجابياً ملحوظاً فى مجال دعم وتمكين المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين على الصعيد الوطنى والإقليمى والدولى خلال العقد الأخير، ويرجع ذلك إلى الإرادة السياسية الداعمة والمساندة لقضايا المرأة.. وإلى ترجمة حقوقها الدستورية إلى قوانين واستراتيجيات وبرامج تنفيذية تقوم بها جهات حكومية وغير حكومية.
وأتذكر كلمات السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال احتفالية تكريم المرأة المصرية 2017.. حين قال: «إن الواجـب الوطنى والمسئولية أمام التاريخ تحتم علينا أن نسرع الخطى فى تمكين المرأة.. وإيماناً من الدولة المصرية بأن الاستقرار والتقدم لن يتحققا إلا من خلال ضمان مشاركة فاعلة للمرأة فى جميع أوجه العمل الوطنى، وفى إطار إعلان عام 2017 عاماً للمرأة فإننى قررت تكليف الحكومة وجميع أجهزة الدولة والمجلس القومى للمرأة، باعتبار استراتيجية تمكين المرأة 2030 هى وثيقة العمل للأعوام القادمة لتفعيل الخطط والبرامج والمشروعات المتضمنة فى هذه الاستراتيجية».
ولم تكن تلك مجرد كلمات مرسلة.. بل كانت التعبير الحقيقى عن عقيدة الإرادة السياسية الراسخة بأهمية دور المرأة فى المجتمع.. وأهمية تمكينها فى جميع المجالات لتحقيق نهضة المجتمع وتقدمه.. فوجهت جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها وإمكاناتها وطاقاتها لتحقيق هذا الهدف.
وشهادة للتاريخ..
إن الإرادة السياسية الحقيقية هى المحرك الأساسى والقوة الدافعة لتحقيق النجاح المنشود فى ملف تمكين المرأة بإقرار قوانين وتشريعات.. وسياسات داعمة لتعزيز قيمة العدالة والمساواة بين الجنسين فى جميع المجالات، باعتبار ذلك ضرورة حتمية لنهوض المجتمعات.
وبفضل هذه الإرادة السياسية غير المسبوقة تم صهر جميع الأبواب الحديدية التى كانت موصدة أمام أحلام وطموحات المرأة المصرية لسنوات وعقود طويلة.. وأصبحت تفخر أمام العالم بـما تحقق لها من إنجازات غير مسبوقة فى مجال تمكين المرأة محلياً ودولياً خلال العقد الأخير.
ولم يخلُ أى خطاب سياسى رسمى (فى جميع المحافل المحلية والدولية) للسيد رئيس الجمهورية من الإشادة بالمرأة المصرية العظيمة.. حيث وصفها بـ«عظيمات مصر، بنات وسيدات النيل، صانعات السعادة والنماء، الطرف الأساسى فى معادلة الوطن، الأيقونة المتفردة فى مسيرة العمل الوطنى والإنسانى، صانعة مجد هذا الوطن»، وغيرها من المفردات التى تعبر عن مدى تقدير واحترام القيادة السياسية للمرأة المصرية.. حتى أصبحت تجربة مصر فى ملف تمكين المرأة مثار إعجاب وإشادات عالمية.
وأصبحت المرأة المصرية تحلم دون حواجز.. تعمل دون كلل.. لثقتها التى ليس لها حدود فى رئيس يُقدِّر المرأة ويُمكِّنها ويضع قضاياها فى قلبه وعقله.. وما زال يحلم لها بالمزيد
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان المجلس القومى للمرأة الإرادة السیاسیة المرأة المصریة تمکین المرأة فى جمیع
إقرأ أيضاً:
المركز المصري لحقوق المرأة يقدم توصيات لتعزيز حقوق النساء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أطلق المركز المصري لحقوق المرأة مجموعة من التوصيات الشاملة لتعزيز حقوق المرأة وتحسين أوضاعها على كافة المستويات، تشمل الإصلاحات التشريعية، والتمكين السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى تحسين الوضع التعليمي للمرأة.
على مستوى الإصلاح التشريعي والحد من العنف ضد المرأة:
- إقرار قانون للأسرة يواكب التغيرات العصرية ويحترم الأدوار المتعددة للنساء ويؤكد على الشراكة في بناء الأسرة.
- إقرار قانون لمواجهة العنف المنزلي والزواج المبكر.
-إلغاء دفتر إثبات الزواج لدى المأذونين لوقف الزواج العرفي، مع وضع مدى زمني محدد لتوثيق كافة حالات الزواج السابقة على الإلغاء.
- تفعيل آليات الشكوى والملاحقة القانونية بدعم وحدة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية وتوسيع اختصاص عملها.
- تطوير وزيادة عدد مراكز دعم المرأة المعنفة التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي.
- إعادة تأهيل المرأة المعنفة وتقديم فرص بديلة للعمل والحياة خارج إطار دائرة العنف هي وأطفالها.
- التنسيق مع وزارة الإسكان وجهاز تطوير العشوائيات لتقديم وتجهيز أماكن بديلة للمرأة المعنفة لفترة لحين إتمام التأهيل.
-ضرورة إصدار قانون لحماية المبلغين والشهود خاصة في قضايا الاعتداءات الجنسية والعنف ضد المرأة.
على مستوى التمكين السياسي:
زيادة وصول النساء للمناصب القيادية من خلال:وضع كوته للمرأة لا تقل عن 35% في كافة المناصب القيادية وأماكن صنع القرار.ضرورة توفر الفرص التدريبية لتأهيل النساء لكل المناصب القيادية.زيادة نسب النساء في المجالس المحلية والأحزاب السياسية وذلك من خلال:وطالب المركز المصري لحقوق المرأة، بضرورة تعديل قانون الإدارة المحلية واعتماده في النظام الانتخابي على النظام المختلط بالجمع بين نظامي القائمة والفردي لتحقيق تمثيل أعلى للنساء، وذلك تطبيقا للمادة 180 من الدستور التي خصصت 25% من المقاعد للمرأة، و25% من المقاعد للشباب والشابات، تعديل القانون رقم 70 لسنة 1977 الخاص بالأحزاب السياسية بتعديلاته اللاحقة وإضافة ضرورة أن تتضمن لوائح الأحزاب 30% للمرأة في جميع هياكلها، مطالباً زيادة مشاركة المرأة في سوق إلى 30% من خلال
تعديل قانون العمل لإلزام الشركات التي يعمل فيها 100 من العاملات والعاملين بعمل حضانة للأطفال.
زيادة حصول المرأة على القروض ودعم المرأة الريفية من خلال عدة أنشطة منها: -
على المستوى التعليمي:
تنقية المناهج التعليمية من التمييز ضد المرأة وتعديلها بما يضمن تحسين صورتها في المجتمع واحترامها.وجود النساء في مواقع صنع القرار على مستوى وضع المناهج في وزارة التربية والتعليم.الاهتمام بمحو أمية المرأة بشكل فعلي ووضع غرامات على المتسربين من التعليم.ضرورة تضمين المناهج التعليمية النوع الاجتماعي والتأكيد على النماذج الجيدة للنساء في المشاركة في المجال العام.ضرورة تدريس مناهج حقوق الإنسان وحساسية النوع الاجتماعي في التعليم العالي.يأتي هذا البيان في إطار جهود المركز المصري لحقوق المرأة لدفع عجلة التقدم نحو مجتمع أكثر عدالة ومساواة، حيث تُعتبر المرأة شريكاً أساسياً في تحقيق التنمية المستدامة.