«30 يونيو» ملحمة وطنية أطاحت بالفاشية الدينية (الوطن السياسي)
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
كان عاماً مليئاً بالسواد والضباب، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مرت فيه البلاد بالعديد من المحطات التى آلت فى النهاية إلى أنه لا حياة مع الإخوان، ولا وطن مع حكم الفاشية التى استترت تحت شعارات دينية.
365 يوماً عاشتها مصر فى عام 2012 تحت حكم جماعة الإخوان الإرهابية، احتبست خلالها أنفاس الشعب، لم تلتفت فيها «الجماعة» سوى لمخططاتها باختطاف الوطن وأخونة الدولة والسيطرة على مفاصلها ضاربة بعرض الحائط كل ما يهدد وحدة المصريين وأمنها القومى، ولا سيما بعدما بدأ الرئيس الإخوانى محمد مرسى فترة حكمه بإصداره قرارات عفو رئاسى عن إرهابيين ومجرمين متورطين فى جرائم تهدد الأمن والسلم الوطنى.
سعت «الجماعة» وعناصرها طوال عام حكمها لمحو أكثر ما يميز المحروسة عن غيرها، الهوية الوطنية وقوتها الناعمة، فحاربوا الفن بأنواعه والثقافة والمثقفين والمبدعين والمفكرين ولم تلتفت للأحزاب ولا لأى مشاركة سياسية، وتفردت «الجماعة» بقراراتها خلال فترة حكمها وكأنها تعيش فى جزيرة منعزلة عن الشعب، بدأت بإعلان دستورى لتحصين قرارات الرئيس الإخوانى من أى طعن، مروراً بتكفير المعارضة والاعتداء على المتظاهرين السلميين، وإسقاط شهيد تلو الآخر من أبناء الوطن، لتسقط شرعية الرئيس الإخوانى.
«30 يونيو» كانت بمثابة ملحمة وطنية، شارك بها كل أطياف الشعب وفئاته.. الصغير والكبير، الشيخ والقس، الملايين فى الشوارع رافعين الكارت الأحمر ومرددين: «يسقط حكم المرشد»، لتنحاز القوات المسلحة كعادتها لشعب مصر وتنجح الثورة.. فى السطور التالية ترصد «الوطن» بعض مظاهر المعاناة التى تعرض لها الشعب المصرى خلال عام حكم جماعة الإخوان، والتى ساهمت بقوة فى نزولهم لشوارع مصر حتى رحيل «الجماعة» عن الحكم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: 30 يونيو الاخوان الإرهاب الإخوان
إقرأ أيضاً:
لا للتهجير
فى تحدٍ سافر لكل الأعراف التي تمنع تدخل دولة فى شئون غيرها من الدول جاء إعلان الرئيس الأمريكي ترامب بضرورة نقل سكان قطاع غزة إلى خارجها ليؤكد للعالم كله أنهم هناك فى البيت الأبيض لا يعنيهم كثيرًا مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وسيادة الشعوب على أرضها، ولكن يعنيهم فقط تحقيق مصالحهم وضمان أمن واستقرار دولة الكيان المحتل مهما كان ذلك على حساب شعوب المنطقة. إنهم لا يترددون ثانية واحدة عن التحيز والدعم المطلق لدولة الكيان ثم يتحدثون زورًا عن إيمانهم العميق بضرورة إنهاء أزمة الشعب الفلسطيني ومعاناته المستمرة منذ عقود.
فى مصر كان الرد سريعًا وحاسمًا على كل المستويات برفض فكرة تهجير أهل غزة إلى مصر والأردن أو إلى أي مكان آخر فأصحاب الأرض هم وحدهم أصحاب القرار ولا يمكن المشاركة فى أي عمل ظالم ضدهم ففي هذا قتل متعمد لقضية فلسطين التى هى قضية كل مصرى وعربي بل وقضية كل إنسان شريف على وجه الأرض. ردود فعل غاضبة جاءت من كل الأحزاب والنقابات والمؤسسات المصرية ترفض هذه الفكرة القديمة التى يعاد إحياؤها بغرض تفريغ الأرض العربية من سكانها ونقل القضية والتوتر إلى بلدان مجاورة. موقف رسمي حاسم للجدل جاء فى توقيته ليغلق كل أبواب العبث ومحاولات التشكيك فى الموقف الرسمي المصرى تجاه الأشقاء فموقفنا كان وسيظل دائمًا ثابتا ومعلنا وهو دعم الشعب الفلسطيني فى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
لا للتهجير تحت أي مسمي إلى أي مكان. جميع شعوب العالم ترفض هذه الفكرة اليوم وتتعاطف مع الشعب الأعزل الذى عانى الكثير طوال عقود وخاصة منذ أحداث السابع من أكتوبر 2023 الذى كانت توابعه مريرة على أهل غزة فسقط منهم قرابة الـ 50 ألف شهيد وتم تدمير القطاع بأكمله حتى لا يعرف المرء كيف سيعود هؤلاء للحياة مرة أخرى ولكن هذا شعب جبار يعشق أرضه ولا يتركها إلا شهيدّا. اتركوا أهل غزة يقررون ما يريدون لأنفسهم فليس هناك وصي على شعب يعرف جيدا كيف يعيش تحت كل الظروف القاسية. لا للتهجير.