السودانيون.. بيننا
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
السودانيون.. بيننا
زياد بهاء الدين
الحرب الدائرة فى السودان منذ عام وثلاثة أشهر (من منتصف إبريل العام الماضى) واحدة من أكثر الحروب دمارًا من بين كل الصراعات الدائرة فى منطقتنا تعيسة الحظ. ويزيد من مأساتها أنها باتت الحرب «المنسية» التى لا يتابعها- بخلاف أهل البلد- إلا القليل من المهتمين
عدد القتلى غير واضح، ولكن لا يقل عن عشرين ألفًا (بعض التقديرات تذهب لأضعاف ذلك)، بينما أعداد المصابين غير معروفة.
وإذا كانت الحرب الجارية قد بدأت بالصدام بين قوات الجيش النظامى وميليشيا الدعم السريع من خمسة عشر شهرًا، فإن أصل المأساة السودانية يرجع لسنوات بل عقود سابقة على ذلك، تحمَّل خلالها أهل البلد، المعروفون بالأصالة والنبل والكرم والثقافة، الكثير نتيجة كل الاستبداد والفساد والانقسام والقبلية والطائفية، قبل أن يصبح وطنهم ساحة لصراعات القوى الإقليمية والدولية.
■ ■ ■
فماذا عن أشقائنا السودانيين فى مصر، الوافدين إليها مؤخرًا، والمقيمين فيها من عشرات السنين؟
■ ■ ■
الأرقام فى مثل هذه المواقف لا تكون دقيقة، ولكن الأكيد أننا نتحدث عن بضعة ملايين، ربما أربعة ملايين مقيمون من الأصل، وأقل من مليون آخرين وفدوا مؤخرًا هروبًا من جحيم الحرب الأهلية. (هذه أرقام تقريبية استنادًا لتقارير دولية وتصريحات المسؤولين المصريين، وهى أكبر بكثير من عدد اللاجئين الرسميين المقيدين فى منظومة الأمم المتحدة).
حكومتنا مؤخرًا صرحت أكثر من مرة، وبصيغ مختلفة، بالحاجة للمساندة الدولية لدعم اللاجئين السودانيين والعرب. وهذا طبيعى، ولا عيب على الإطلاق أن تلجأ مصر لِطَرْق أبواب التعاون الاقتصادى الدولى والدبلوماسية فى هذا المجال.. ولكن مؤخرًا، ارتفعت أصوات قليلة تنبه إلى ارتفاع عدد اللاجئين السودانيين فى مصر، وزيادة استهلاكهم للخدمات العامة، ودخولهم لسوق العمل، وانتشارهم فى بعض مناطق القاهرة والجيزة والإسكندرية.. ومع اقتناعى بأن هذه الأصوات لا تعبر عن الغالبية الساحقة للشعب المصرى المحب بطبيعته لأهلنا فى الجنوب، إلا أن الرد عليها ضرورى لوأد أى فتنة فى مهدها، حتى لا تنمو وتصبح شوكة فى جنب العلاقة الحميمة بين الشعبين الأكثر من شقيقين.
■ ■ ■
فمصر والسودان ليستا مجرد بلدين متجاورين تفصل بينهما حدود سياسية ومساحات طبيعية، بل هما فى الواقع وطن واحد وشعب واحد، يجمع بينهما الجيرة واللغة والدين والثقافة و«العِشرة»، وتربطهما تاريخيًا مياه النيل المتدفقة شمالًا، والحضارة الفرعونيّة حينما امتدّت جنوبًا، وقبائل جالت عبر الحدود لقرون طويلة قبل أن تُعرف الحدود، ومصاهرات وعائلات، وعلاقات تجارية ومصالح اقتصادية قديمة وممتدة، وتاريخ مشترك فى مقاومة الاستعمار، وعادات وطقوس متقاربة، ومودة طبيعية.
وإذا كانت ظروف أهل السودان الراهنة دفعتهم للهجرة واللجوء لمصر خلال العامين السابقين، فإن أعدادًا أكبر بكثير منهم استقروا من عشرات السنين، فسكنوا وعملوا وتعلموا وربوا أولادهم وبناتهم دون أن يُعرف عنهم ضجيجًا ولا إزعاجًا ولا توترًا، بل اندمجوا معنا وبيننا وصاروا منا وأضافوا لنا الكثير.
السودانيون اليوم فى محنة، بل فى كابوس لا تبدو له نهايات قريبة، ولا أحد مهتم به. ولكن الأكيد أن لكل كابوس- مهما طال- أجلًا، وأن أهل السودان سيعودون يومًا لبلدهم لأنهم، مثلنا بالضبط، تربطهم بمواطنهم وأصولهم وقراهم ومدافن جدودهم ذات الرابطة السحرية الكامنة فينا، وتجعل الفلاح والعامل والموظف المصرى المغترب، مهما طال غيابه، لا يحلم كل مساء إلا بالعودة والجلوس بين أهله.
وحينما يحين موعد الرجوع، أتمنى أن يحمل كل سودانى معه ذكريات يرويها لأحفاده عن الشهور أو السنوات التى قضاها بيننا، ذكريات بأنه كان آمنًا، مُرحبًا به، قادرًا على علاج أبيه وأمه، وعلى تعليم أولاده وبناته، ومشتغلًا فيما ينفعه وينفع أسرته، وأن مصر- حينما ضاقت به السبل- كانت حاضرة وحاضنة وفاتحة ذراعيها لأشقائنا الأعزاء.
نقلا عن “المصري اليوم”
الوسومالسودانيين ترحيل مصر ملايينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودانيين ترحيل مصر ملايين
إقرأ أيضاً:
بلال: لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي
أكد أحمد بلال نجم الأهلي السابق، أن إقامة بطولة دوري السيدات لكرة القدم لا يجوز إقامته بوجود 18 ناديًا، كان يجب البدء الأول بعدد 8 فرق فقط، ومن ثم توسيع القاعدة مستقبلًا، مشيرا إلى أن هناك أندية لديها القدرة على شراء لاعبين مثل الأهلي والزمالك ومودرن سبورت والمصري وبيراميدز، كما أن هناك أندية تمتلك فرق منذ فترة طويلة وهما مسار ووادي دجلة.
وقال في تصريحات عبر برنامج بوكس تو بوكس الذي يبث على فضائية etc: "نحن في مصر نعاني من الكواليتي في الرجال، ولذلك كان من الأفضل وجود عدد قليل من الأندية، وانتقاء أبرز العناصر في بطولة الدوري، ومن ثم زيادة عدد الفرق مستقبلا، لكن ما يحدث حاليا شئ هزلي، وسط انسحابات عديدة، وبطولة الدوري غير مرضية مطلقا، والنتائج كبيرة جدًا، أنا لا أعادي دوري الكرة النسائية ولكن انتقادي موجه للنظام الحالي والأحداث والنتائج الكبيرة التي تنتهي بانتصارات كبيرة للغاية".
وأضاف: "كنت أتمنى في البداية، انتقاء الفرق الجاهزة للمشاركة منها الأربع اندية التي تشارك في بطولات إفريقيا، الموضوع بالنسبة للرجال مختلف، من الممكن أن يمارسوا كرة القدم في الشارع أو ملاعب الخماسي أو أي مكان لكن هذا يصعب على السيدات، كرة القدم تلعب بالقدم وتحتاج لموهبة عكس باقي الألعاب التي تلعب باليد".
وأكمل: "كان الأفضل تقليل عدد فرق الدوري من أجل ضمان منافسة قوية في البطولة، كان يجب التحضير بشكل أفضل، ومنح الأندية مهلة من أجل تكوين فرق قوية، لكن هذا لم يحدث، كان الأفضل منح مهلة لمدة عام كامل من أجل تكوين فرق سيدات قادرة على المنافسة على بطولة الدوري مثلما حدث مع لعبة (البادل) ".
وزاد: "لآبد من وضع لائحة قوية تطبق على كل الأندية، وتوقيع غرامات كبيرة في حالة عدم توافر عربة الاسعاف، لابد من مواجهة تلك الأمور بتوقيع غرامات قوية (مليون جنيه على سبيل المثال)، لابد أن يكون هناك لوائح صارمة وعقوبات شديدة، لإجبار الأندية على الالتزام وخوض المباريات".
وتابع: "لماذا لا يمتلك كل نادٍ عربة إسعاف، ويؤخذ على أيمن الشريعي كثرة التصريحات التي قد تتسبب في أزمات، خصوصا بعدما أطلق عدة تصريحات في ملف محمد شوقي، وتحدث عن الخطأ والعقوبة، ثم اليوم يعتذر عن خطأ إداري من جانب أحد موظفي ناديه".