العدالة الغائبة فى تنسيق الجامعات
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أسابيع قليلة وتنتهى امتحانات الثانوية العامة ثم تظهر النتيجة ويبدأ مكتب التنسيق فى فتح أبوابه لاستقبال الطلبة من أجل دخول الجامعة حلم كل شاب حسب مجموعه.
الطالب الذى يحصل على مجموع كبير ينتظر ترشحه لإحدى كليات القمة سواء علمى علوم يتجه إلى كليات الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى والطب البيطرى.
أما علمى رياضة يتجه إلى الهندسة أو الحاسبات والمعلومات والذكاء الاصطناعى
بينما شعبة الأدبى يتجه إلى الاقتصاد والعلوم السياسية والإعلام والآثار والألسن.
ولكن هناك مشكلة بدأت تظهر من سنوات مع ظهور الجامعات الخاصة تزيد وتتفاقم كل عام بدون أن ينتبه إليها أحد من المسئولين عن التعليم ومع تزايد عدد الجامعات الخاصة وكبرت أكثر مع إنشاء الجامعات الأهلية حتى وصل عدد الجامعات الخاصة والأهلية فى مصر لأكثر من 50 جامعة وقد يسأل البعض ماهى المشكلة.
أقول انعدام العدالة وأعطى مثلًا يوضح حجم المشكلة:
طالب علمى علوم حصل على مجموع كبير وكان حلمه دخول إحدى كليات القمة وبعد التنسيق تبخر الحلم وظهرت النتيجة بالالتحاق بكلية العلوم وهى الرغبة التى جاءت بعد استنفاد كافة رغبات كليات الطب والأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى بسبب المجموع..
مع ظهور الجامعات الخاصة والأهلية عاد الامل من جديد يراود هذا الطالب وتقدم لاحدها وتم قبول أوراقه..
يسأل آخر طيب فين المشكلة
أقول المشكلة فى أن هذا الطالب الذى قبلت أوراقه بكلية الطب أو الصيدلة مثلا.. مازالت أوراقه فى سجلات الجامعة الحكومية أنه طالب فى كلية العلوم وطبعا هو لا ولن يذهب ليدرس فى جامعتين فى وقت واحد.. ولكن طبقا للقانون سوف يفصل من كلية العلوم بعد عامين بسبب الغياب.
أقول أن هذا الطالب بدون ما يقصد أو يتعمد حصل على مكان طالب آخر فى كلية العلوم. لم ينجح بسبب مجموعه فى دخول هذه الكلية على نصف درجة فجاءت بطاقة الترشيح لكلية آخرى بينما المكان خال لذهاب الطالب إلى جامعة خاصة أو أهلية.
هذه المشكلة أضعها أمام السيد وزير التعليم العالى لأنها تمس عددا كبيرا من الطلاب يحرمون من دخول كليات بينما يحجز زميل لهم مكان داخلها لمجرد أنه من حقه التقدم للتنسيق فى الجامعات الحكومية مع تقديمه فى نفس الوقت فى الجامعات الخاصة والأهلية.
ولذلك أرى من أجل تحقيق العدالة أن يقوم المجلس الأعلى للجامعات بعد انتهاء التنسيق الحكومى وتنسيق الجامعات الخاصة والأهلية أن يحصر على أسماء الطلبة المقبولين فى الجامعات الخاصة والأهلية. ويقوم بشطب أسمائهم من الكليات الحكومية وعمل تنسيق داخلى فى كل جامعة على الأماكن الشاغرة بها.
إن عودة الحلم لعدد كبير من الطلاب البسطاء العاجزين عن دخول الجامعات الخاصة أو الأهلية بسبب ظروفهم المادية الصعبة فى دخول كليات حكومية كانوا يحلمون بالالتحاق بها يستحق العناء والجهد.
فهل نفتح هذا الملف المسكوت عنه رغم ضخامة وتزايد أعداد الطلاب الذين يلتحقون بالجامعات الخاصة والأهلية كل عام؟!
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فتحة خير العلاج الطبيعى الطب البيطري كليات الطب والأسنان الذكاء الاصطناعي الجامعات الخاصة والأهلیة
إقرأ أيضاً:
اختباران في يوم واحد !!
تحدث كلمة الاختبار وقعًا قلقًا على شعور الإنسان الذي مرّ فـي حياته بالكثير من الاختبارات سواء فـي مراحل التعليم المختلفة أو فـي بداية الحصول على الوظيفة فـي السلك المهني. إذ ارتبطت كلمة امتحان أو اختبار بمشاعر الخوف والرهبة، فجل الخاضعين للاختبارات يتذكرون مرارة الضغط النفسي قبل وأثناء أداء الامتحان.
صحيح أن الاختبارات أداة من أدوات القياس الضرورية لمعرفة مدى تمكن الطالب من الفهم والاستيعاب والقدرة على توظيف المعرفة فـي مجال تخصصه واستخدام المهارات الإبداعية المكتسبة فـي التعامل مع المستجدات فـي بيئات العمل المختلفة. نعم الاختبارات مهمة ولكن لابد من مراعاة الطالب وتهيئة الظروف المناسبة للنجاح، لا أن تستخدم محكًا للإخفاق أو وسيلة للضغط على الطالب فـي أي مرحلة من مراحل التعليم، كأن يُختبر الطالب فـي اليوم مرتين.
إن مبعث المقال هو تذمر أحد الطلاب فـي كلية طبية خاصة فـي سلطنة عمان، يُعبر عنه بما يلي: «نحن طلاب السنة الثانية فـي كلية..، يُثقل كاهلنا بنظامٍ تعليمي يؤثر على حياتنا وصحتنا. نُلزم أنفسنا يوميًا بحضور الدروس من الثامنة صباحًا حتى الخامسة مساءً دون أي استراحات تُذكر، لنعود إلى منازلنا ونواصل الدراسة حتى وقتٍ متأخر من الليل. هذا الجدول الدراسي الصارم لا يترك لنا سوى القليل من الوقت للراحة أو الاهتمام بأنفسنا، مما يُدخلنا فـي دوامة من الإرهاق تُؤثر سلبًا على صحتنا النفسية والجسدية. يتصاعد الضغط خلال فترات الامتحانات، حيث نُجبر على خوض تسعة امتحانات فـي أسبوع واحد. غالبًا ما تُدرّس مواد هذه الامتحانات قبل يومين فقط من الامتحانات، مما لا يترك لنا وقتًا كافـيًا لفهم محتواها فهمًا صحيحًا. بدلًا من تعزيز التعلم الحقيقي، نُجبر على الحفظ السريع لننسى ما درسناه فـي اليوم التالي. هذا النهج لا يُقوّض تعليمنا فحسب، بل يُقلّل أيضًا من قيمة مستقبلنا ــ ككوادر طبيةــ . ينبغي على جامعتنا أن تُعنى بنا، لا أن تُعاملنا كآلات مُبرمجة فقط لاستيعاب المعلومات واسترجاعها. نستحق فترات راحة دراسية وإجازات، وجدولًا زمنيًا أكثر مرونة يُراعي حاجتنا إلى التوازن. نطالب بأساليب تقييم بديلة، كالواجبات أو المشاريع، تُعكس فهمنا ومهاراتنا بشكل أفضل، بدلًا من الاعتماد حصريًا على الامتحانات الصعبة. هذا الوضع الحالي ليس فقط غير قابل للاستمرار، بل هو أيضًا غير إنساني. لسنا روبوتات، بل نحن بشرٌ لنا حدود، ومشاعر، وحقٌّ فـي حياة صحية ومتوازنة. نطالب بإلحاح بتغييرات تُمكّننا من التعلم والنمو دون المساس بصحتنا ومستقبلنا».
لقائل أن يقول لماذا لم يتم رفع معاناة الطلبة إلى إدارة الكلية، فكان الرد من الطالب إنهم خاطبوا إدارة الكلية للاكتفاء باختبار واحد فـي اليوم بدلا عن اختبارين، فلم يحصل الطلبة على الرد.
والمعضلة الكبرى فـي هذه الحالة أن معظم الطلبة يدرسون على نفقتهم الخاصة وفـي حالة إخفاقهم فـي الاختبار نتيجة الضغط النفسي، يُعرضهم لإعادة دراسة المواد مرة أخرى مما يكلفهم أعباء مالية ترهقهم وترهق ذويهم.
هنا يُطرح السؤال عن دور وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار فـي متابعة الإجراءات الإدارية التي تتخذها الكليات الخاصة سواء فـيما يتعلق بالاختبارات، أو ضرورة النظر فـي شؤون وشجون الطلبة فـي مؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة على حد سواء.
كذلك يتوجب على الطلبة تفعيل المجالس الطلابية فـي الكليات والجامعات لأجل تنظيم مطالبهم لتحسين البيئة التعليمية وتطويرها بالتنسيق مع الإدارات الأكاديمية، وأيضا استغلال القنوات المتاحة من قبل الحكومة لرفع الاقتراحات والشكاوى مثل منصة تجاوب الرقمية المُفعّلة مؤخرا لاستقبال المقترحات.
إن الاستماع إلى هموم الطلبة وتذليل الصعاب التي تعترض سبلهم يعني خلق جيل شاب قادر على إدارة دواليب الإدارة فـي مختلف المجالات المهنية والفنية، كما هو مجسد فـي بعض القطاعات التي يديرها شباب يفتخر بهم الوطن والمواطن.