الملك يُحيل تعديلات مدونة الأسرة على المجلس العلمي الأعلى.. بنطلحة يُحلّل الدلالات
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أعلن الديوان الملكي أن أمير المؤمنين الملك محمد السادس، رئيس المجلس العلمي الأعلى، أصدر توجيهاته للمجلس المذكور لدراسة المسائل الواردة في بعض مقترحات هيئة مراجعة مدونة الأسرة، استنادا إلى مبادئ وأحكام الإسلام ومقاصده السمحة ورفع فتوى للنظر في شأنها من طرف جلالته.
وللحديث عن هذا الموضوع، أجرى Le360 حوارا مع الأستاذ محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض ومدير المركز الوطني للدراسات والأبحاث حول الصحراء.
في نظركم ماهي دلالات وأبعاد هاته الرسالة الملكية السامية؟
إن لقب أمير المؤمنين يمنح للعاهل المغربي الحق في فرض مراجعة مدونة الأسرة أسوة بما قام به محمد الخامس سنة 1957/1958والحسن الثاني سنة 1993، وما قام به جلالته سنة 2003 عندما تم الانتقال إلى مدونة الأسرة عوض مدونة الأحوال الشخصية، وبذلك فهو يقوم بدور مهم في توجيه ورسم حدود الإصلاح التي تهم المجتمع المغربي، وخصوصا تلك التي ترتبط ارتباطا وثيقا بالأسرة باعتباره الحامي الشرعي للنظام العام في القانون الأسري.
إن الرسالة الملكية السامية تؤكد سمو إمارة المؤمنين حرصها على الضوابط الدينية في مجال المحافظة على الأسرة. وفي هذا الصدد، شدد الملك على أنه لن يحلل ما حرم الله ولن يحرم ما أحلّ الله.
إن الدلالة التي نقف عندها تتمثل في رفع فتوى استنادا إلى مقاصد الشريعة الإسلامية بوصفها أهم مدخل لإجازة النص القانوني وتنزيله في الواقع المجتمعي. إن الرسالة الملكية تستحضر الوظيفة الدستورية لعاهل البلاد ذات الصلة بكل ما له علاقة بالشريعة والدين تجسيدا للعناية التي ما فتئ يوليها للنهوض بقضايا المرأة والأسرة بشكل عام، علما أن الأسرة تظل عماد المجتمع.
وتجدر الإشارة إلى أنه قد سبق ذلك مجهود جماعي مشترك بين كل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة، كما دعا جلالته إلى إشراك، بشكل وثيق، في هذا الإصلاح، الهيئات الأخرى المعنية بهذا الموضوع بصفة مباشرة وفي مقدمتها المجلس العلمي الأعلى والمجلس الوطني لحقوق الإنسان والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة مع الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني والباحثين والمختصين.
في نظركم، ما هي التوجيهات أو بالأحرى الخطوط العريضة لمنهجية العمل التي تم الالتزام بها في شأن إصلاح مدونة الأسرة؟
منهجية العمل التي تم الالتزام بها ركزت على الحاجة لتكييف مدونة الأسرة مع تطور المجتمع المغربي والالتزام بمقاصد الشريعة الإسلامية وخصوصيات المجتمع المغربي، والاعتماد على فضائل الاعتدال والاجتهاد المنفتح والتشاور والحوار في هذا السياق، والمحافظة على المرجعيات والمبادئ الأساسية مثل العدل والمساواة والتضامن والانسجام المستمدة من تعاليم الإسلام الحنيف والاتفاقيات الدولية، وتعزيز المساواة وحماية حقوق النساء والأطفال.
إن النموذج المغربي يدعو إلى الوسطية والاعتدال في إطار الثوابث الدينية المتمثلة في العقيدة الأشعرية والفقه المالكي والتصوف السني وإمارة المؤمنين.
هذه الثوابث المشتركة صمام أمان للوحدة الكاملة ووحدة العقيدة عبر التاريخ.
المصدر: مراكش الان
كلمات دلالية: مدونة الأسرة
إقرأ أيضاً:
لتحفيز المجتمع نحو التبني.. «أتوبيس الكفالة» يصل إلى محطته الأخيرة بأسيوط
أعلن الدكتور وائل عبدالعزيز، رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، أن عدد الأطفال المكفولين قد بلغ 12 ألفا و336 طفلا، ووصل عدد الأسر الكافلة للأطفال الأيتام، إلى 12 ألف أسرة على مستوى الجمهورية، لافتاً إلى أن الحملة الميدانية «اعرف الحكاية.. للتوعية بالكفالة» وصلت إلى المحطة الأخيرة، بمحافظة أسيوط، من خلال مشروع «أتوبيس الكفالة 2024»، والمُنفذ من قبل مؤسسة «يلا كفالة» بالتعاون مع هيئة إنقاذ الطفولة.
التعريف بشروط الكفالةوأوضح «عبدالعزيز» وفق تقرير لوزارة التضامن، أن الحملة تنفذ تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، موضحا أن «أتوبيس الكفالة» زار ضمن فعاليات الحملة محافظات الجمهورية، لدعم الأسر الكافلة وإزالة الوصمة المجتمعية والتعريف بشروط الكفالة والإجراءات الواجب اتباعها، وقد بدأ رحلته من محافظة الدقهلية، وصولا إلى بني سويف، حتى تكتمل رحلته بمحافظة أسيوط خلال 3 أشهر.
وقال عبدالعزيز، إن الحملة تستهدف زيادة الوعي تجاه الكفالة في المجتمع المصري، وتغيير الصورة النمطية السلبية والمفاهيم الخاطئة المرتبطة بها، موضحا أنها تسعى إلى تحفيز المجتمع نحو تبني الكفالة، كحل إيجابي ومستدام لرعاية الأطفال فاقدي الرعاية الأسرية، وتوفير المعلومات الضرورية للأسر المحتمل، لتسهيل عملية الكفالة بما يضمن قبول مجتمعي أكبر لنظام الكفالة، مشيرا إلى أن التعريف برحلة الكفالة يهدف توفير الرعاية الأسرية للأطفال فاقدي الرعاية وضمان حقوقهم.
وأضاف أنه يجب أن تتوافر في الأسرة طالبة الكفالة أو الفرد الصلاحية الاجتماعية والنفسية والصحية للرعاية، وإدراك احتياجات الطفل محل الرعاية، وأن يكون مقر الأسرة في بيئة صالحة تتوافر فيها الشروط الصحية، وأن يكون دخل الأسرة كافيا لسد احتياجاتها.
تعزيز المواقف الإيجابيةوأشار رئيس الإدارة المركزية للرعاية الاجتماعية، إلى أن الفئات المستهدفة من الحملة بأنشطتها التوعوية الآباء والأمهات غير الكافلين، والشباب والأطفال علي السواء، مؤكدا أن من مخرجات الحملة تثقيف الجمهور، وتعزيز المواقف الإيجابية، وتوفير بيئة داعمة للأسر الكافلة وأطفالهم، وكذلك للأطفال الذين يحتاجون إلى رعاية أسرية.
وأكد أن من نتائج الحملة المرجوة تحقيق التأثير التعليمي وتثقيف المجتمع، حول الفروقات والتشابهات بين الكفالة والتبني وتعريف الأسر المقبلة على الكفالة بالمتطلبات والتحديات والمكافآت المرتبطة بالكفالة، وتثقيف المجتمع حول تصحيح المفاهيم الخاطئة والصور النمطية المتعلقة بالكفالة.