دعونا نفعلها.. وليذهب «التخفيف» إلى الجحيم
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
دائما ما ينتج الانفجار عن المبالغة غير المنطقية فى الضغط، هكذا تعلمنا، وتعلم الجميع، فإذا ما وجدت أحدهم يصر على الأسلوب ذاته رغم ما يراه من ردات الفعل الصارخة والرافضة، فاعلم أنه إما متعمد وإما جاهل.. ولأننا دائما ما نحاول اتخاذ جانب حسن الظن، سنسلم بجهله، ليكون الحل هاهنا بين أيدينا، التجاهل ثم تغيير المسار كلية.
على مدار سنوات قليلة تعرض المجتمع المصرى بكل فئاته لضغوطات مختلفة، أبرزها وأكثرها وقعا، ما بين ارتفاع أسعار منلفت، نتيجة رفع سعر الصرف أو قرارات التعويم، ورفع الرقابة عن التجار وعدم مجابهة جشعهم، وبين قرارات تخفيف الأحمال وقطع التيار الكهربى وصلت مؤخرا لثلاث ساعات متواصلة، دون مراعاة لارتفاع درجات الحرارة الخانق، أو فترات الامتحانات وخاصة امتحانات الثانوية العامة، أو.. أو..
كلها ضغوطات من ذلك النوع الذى يولد الانفجار الوشيك، فليس بعد التضييق فى الحياة اليومية شىء.
ولنتوقف قليلا عند أم المشاكل التى صارت همّا يوميا لمجتمعنا المصرى، وهى الكهرباء، التى لم تكتف وزارتها «الرشيدة» بتطبيق «جدول» تخفيف الأحمال المستمر دون حساب، بل تجاوزته لإعلان زيادة أسعار الشرائح فى فاتورة يوليو المقبل، وكأن علينا أن نتحمل انقطاعا وزيادة فى الفواتير فى الوقت ذاته، هكذا بدون أى منطقية، وليذهب الدعم والمواطن ذاته إلى جحيم الجحيم.
فلم تكد تمر خمسة شهور منذ آخر زيادة رسمية أقرتها وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بزيادة تعريفة الاستهلاك لشرائح الكهرباء 2024، فى شهر يناير الماضى 2024 وحتى 30 يونيو الجارى، بنسبة تراوحت ما بين 16 و26%.... لتصل نسبة الزيادة المنتظرة فى فاتورة يوليو ما بين 30، و40%، معللين ذلك بالأعباء الاقتصادية التى تتكبدها وزارة الكهرباء والطاقة حتى تستطيع سداد التزاماتها لوزارة البترول والثروة المعدنية.
دعونا إذن نتجه لحل يريح الجميع، فإن كانت الدولة لم تتوجه حتى الآن بشكل كبير لتغيير مصادر الطاقة الكهربية، إلى الطاقة الشمسية النظيفة إلا فى نطاق ضيق جدا، رغم امتلاكنا لأكبر محطة طاقة شمسية بأفريقيا، فى بنبان، ورغم تمتعنا بشمس تكاد تحرق الأخضر واليابس فى نهار الصيف، بما يؤكد إمكانية إنتاج قدر هائل من الطاقة وتحويلها إلى طاقة كهربائية يمكن بكل بساطة استخدامها فى المنازل والشوارع والمصانع والسيارات وكافة سبل الحياة، إلا أن ذلك الإصرار على استخدام الكهرباء التى تكبد الدولة والمواطن تكاليف هائلة، ليس له ما يبرره فى الواقع، خاصة أنها تعتبر أقل تكلفة من الوقود والسولار والمازوت، ورغم اتجاه العالم أجمع لاستغلال الطاقة الشمسية النظيفة حيث بدأت مشروعات لإنتاج التيار الكهربائى قدرتها أكثر من مليون واط بواسطة التأثير الضوئى الجهدى فى البرتغال وألمانيا، وغيرهما، فلماذا لا يعمم الأمر فى مصر؟ بل لماذا لا نفعلها نحن الشعب؟
أعرف الكثيرين ممن اقتنوا ألواحا شمسية منزلية توفر لهم كل استخدامهم من الكهرباء وتفيض، حيث تنتج الألواح الشمسية السكنية ذات الجودة المتوسطة ما بين 250 إلى 270 واط فى ظل ظروف أشعة الشمس ودرجة الحرارة المثالية، تتكون هذه اللوحة من 60 خلية شمسية، تولد خلية شمسية واحدة 5 واط، بكفاءة تتراوح بين 15 إلى 20 بالمائة، كما أن الحصول على الطاقة الشمسية لن يتطلب لاحقا الكثير من أعمال الصيانة، حيث سيتم تركيب الألواح أو الأحواض الشمسية مرة واحدة، وبعدها ستعمل بأقصى كفاءة ممكنة، ويبقى لدينا القليل فقط لنفعله للمحافظة على انتظام عملها.
هكذا يمكننا من خلال استخدام الألواح الشمسية توليد الكهرباء من مصدرنا الخاص، وبالتالى سيمكننا التخلى عن شبكة الكهرباء العامة، ورفع العدادات، ولن نحتاج لشركات الكهرباء فى توفير الطاقة الكهربائية، كما لن نكون مضطرين لدفع فواتير الكهرباء.
حكومتنا الهمامة، تخيلى معنا لو أن معظم الشعب اتجه لاقتناء لوحات شمسية «خاصة وأن أسعارها أقل من سعر عداد الكهرباء ذاته»، واستغنى عن «كهربائك»؟
ترى هل ستظل حلول الوفاء بالتزاماتك محصورة بين تخفيف الأحمال وزيادة أسعار الكهرباء، أم أن «ضغط» الشعب وقتها «سيولد» حلولا أخرى منطقية، وربما كانت فى صالحه؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نبضات سمية عبدالمنعم 30 يونيو الجاري ما بین
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: ما يشهده المواطنون في قطاع غزة هو الجحيم بمعنى الكلمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد الدكتور هشام مهنا المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة، أن ما يشهده القطاع وما يعانيه المواطنون الفلسطينيون هو تشبيه لما تعنيه كلمة جحيم على مدار 18 شهرا.
وأشار مهنا - في مداخلة هاتفية لقناة النيل للأخبار- إلى استمرار الأعمال العدائية التي اندلعت في أكتوبر 2023 وازدادت عنفا بعد انهيار وقف إطلاق النار في 18 من مارس الماضي وحتى اللحظة، وفي 2 مارس أيضا تم إغلاق المعابر التي تمثل شريان الحياة الرئيسي لتدفق المساعدات التي تدخل الى القطاع ولو بكميات قليلة والإغلاق مستمر حتى اللحظة مصحوبا باستهدافات وانفجارات طالت الجميع من أطفال ونساء وكوادر طبية وصحية ومنشآتها.
وقال "إن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أصدرت أمس بيانا تدين فيه بشدة الاعتداء الذي حدث بعد استهداف مقر سابع لها في رفح بمقذوف متفجر وجاء ذلك كحادث ثان بعد استهداف مباشر لأحد مقاراتنا الأخرى في المنطقة وهو ما يجسد ما تعانيه الفرق الإنسانية التي هى فعليا تشكل الحد الفاصل بين المواطنين والانهيار التام في جميع مرافق الحياة".
مستشفى ميداني في رفح
وأضاف أن شح وعدم توافر المواد الأساسية التي تشكل البنية الأساسية لأنشطتنا الإنسانية بالإضافة إلى غياب التدابير الأمنية التي يكفلها القانون الدولي الإنساني على جميع الأطراف يعيق من قدراتنا في الاستمرار لتقديم أنشطتنا الإنسانية.
وأردف: لدينا مستشفى ميداني في رفح تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر وهو المستشفى الوحيد الآن الذي يعمل بكامل طاقته ومخزونه من الأدوية والمستلزمات الطبية آخذ في النفاد بمرور أسابيع قليلة وإذا لم يتم تزويده كسائر المستشفيات التي لا زالت تكافح من أجل البقاء لتقديم خدمات منقذة للأرواح فسوف ينهار القطاع الصحي الذي تم تدميره أساسا.
قطاع غزة
وشدد على ضرورة النظر الآن إلى قطاع غزة قبل الوصول الى حافة الانهيار التام للقطاع الصحي، وقال: بعد أكثر من 18 شهرا من الجحيم الإنسانية برمتها فشلت في وضع حد لنزيف الدم المستمر في القطاع ولكن يبقى هناك قوانين الحرب الدولية التي لا تسقط وهو ما يعطي المستشفيات والمرافق الطبية والعاملين فيها والمواطنين حماية خاصة.
وأضاف "ندين كل الاعتداءات التي توجه ضد الفرق الطبية والمرافق الصحية والعاملين بها والعاملين في المجال الإنساني وإذا استمر الأمر على هذا المنوال سوف نشهد سقوط المزيد من المدنيين بين جرحى وشهداء ونفاذ الإمدادات الطبية والغذائية في القطاع".
عشرات الشهداء والجرحى
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسع من عملياته في قطاع غزة في ظل تصعيد عسكري متواصل مخلفا عشرات الشهداء والجرحى جراء غارات مكثفة طالت مناطق ومراكز أيضا للنازحين.
ويأتي ذلك وسط تحذيرات أممية من انهيار وشيك في وقت تتعثر فيه إيصال المساعدات وتسجيل أرقام مروعة لضحايا القصف يوميا من بينهم أطفال وفق تقارير صادرة عن اليونيسف و"الأونروا".