أتابع بشغف واهتمام حلقات برنامج «الشاهد» على هواء قناة «إكسترا نيوز المصرية» والذى يوثق بحرفية ومهارة إعلامية شهادات وطنية سياسية واجتماعية هامة على لسان نخبة رائعة كان حضورها الوطنى رائعًا فى المشهد الوطنى والإنسانى المصرى..
ولعل رد الفعل البديع، وصدى المتابعة الإعلامية فى الشارع المصرى الهائل يُعد شهادة نجاح إعلامية لصناع البرنامج وفى المقدمة مقدم البرنامج الإعلامى الأكاديمى والكاتب الصحفى القدير الدكتور محمد الباز لروعة اختيار أصحاب الشهادات وتميز وتنوع وصياغة مواد الحلقات وإدارتها والحرص على تبين مصداقية شهادات الضيوف وبيان أدوارهم فى زمن وأيام ثورة 30 يونيو المجيدة.
وعليه، أتفق مع الدكتورة هدى زكريا، أستاذ علم الاجتماع السياسى، عندما أكدت وهى تُدلى بشهادتها عبر حلقات البرنامج أنها سعيدة بفكرة برنامج «الشاهد» وتطلق عليه «حرس سلاح ثقافى»..
وعبر حلقة هامة وشهادة تاريخية هامة، كان ضيف البرنامج الرمز السياسى الوفدى العتيد والوزير منير فخرى عبدالنور لوزارات السياحة والتجارة والصناعة الأسبق، وقد أدلى بشهادته على اعتداء الإخوان على الكاتدرائية فى 7 أبريل 2013، وذكر أن جبهة الإنقاذ أصدرت بيانًا قويًا جدًا بعد تلك الواقعة، وكانت هناك أحداث طائفية فى الخصوص ونتج عن تلك الأحداث وفاة عدد من الأقباط، وأضاف: «وهما خارجين من الكاتدرائية حدث اعتداء على الجنازة بالطوب وكان الشكل وحش جدًا، وأوحش ما فى الأمر أن الصحافة العالمية كتبت عن الحادث وكان المنظر صعبًا وسيئًا»..
وأكد «عبدالنور» أن جبهة الإنقاذ اتخذت موقفًا قويًا، ووجهنا التهمة إلى محمد مرسى شخصيًا وحملته الجبهة المسئولية كاملة فى الاعتداء على الكاتدرائية..
وقال «الشاهد» إن حزب المصريين الأحرار أعطونا مكتب فى الزمالك، وكنا نجتمع على الأقل 3 مرات فى الأسبوع والجميع كان مواظبًا ومتحمسًا..
وأضاف موثقًا تفاصيل فترة الإعداد والتجهيز ليوم الخلاص من عصابة الإخوان فى 30 يونيو أن المناقشات داخل جبهة الإنقاذ كانت ثرية جدًا، وكانت هناك منافسة بين الأطراف المختلفة وهذا أمر طبيعى، متابعًا: «لكن كنا نصل دائمًا إلى توافق فى نهاية كل اجتماع»..
وتابع «الشاهد»: «كانت هناك اختلافات فى الرأى بخصوص التوقعات لكن الهدف كان واحدًا، هناك من كانوا متأكدين من أن النصر قريب وأننا سنتمكن من القضاء على نظام الإخوان وتغييره فى أسرع وقت ممكن».. وأكد عبدالنور عبر تفاصيل شهادته أن الشعب المصرى كان يريد أن يمتلك وطنه بكل معانيه عندما قام بثورة 30 يونيه، الوطن الحاضن لكل أبنائه، الوطن الأرض، الوطن الثقافة، الوطن التاريخ، الوطن الأمل فى المستقبل..
وأضاف ساخرًا، الإخوان الذين حكمونا لا يفهمون معنى الوطن ولا يهمهم الوطن، انتمائهم الدينى وما يتصوروه أنه دين أبعدهم تمامًا عن معنى الوطن، لكن المواطن المصرى استعاد وطنه من جديد..
وأكد أنه كان هناك شعور بالهوية الوطنية أثناء السير فى مسيرات ثورة 30 يونيه، الشعور بأن المصريين كلهم أخوة على الرغم من اختلاف الميول السياسية والطبقات الاجتماعية، هم يسيرون جميعًا فى مظاهرة واحدة لتحقيق نفس الهدف، والهدف هو مصر بكيانها وثقافتها بتاريخها ومستقبلها..
وللمقال بقية فى عدد قادم..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المواطن المصرى قناة إكسترا نيوز المصرية
إقرأ أيضاً:
إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام
*إلى قادة الدولة: أحذروا من مزالق اختراق جبهة الإعلام..*
هذه واحدة من أخطر الجبهات ، فإن كانت الحرب فى مسارح العمليات تؤثر على مساحة ألأرض ، فإن جبهة الإعلام تؤثر فى الراي العام وعقول الناس ووحدة صفهم وتفكيك تماسكهم وتوسيع الشقة بينهم وإثارة الشقاق والشكوك وإشاعة التخوين.. وهذه وصفة الفشل..
ما يدور فى ساحة الفضاء الإعلامي السوداني الآن هو كل ذلك ، وتأثيره بالغ الخطورة ما لم يتم تداركه ، هناك الكثير من الاصطياد فى البركة العكرة مع حظوظ النفس وقلة الوعى بالتحديات الكبيرة والانغماس فى مصالح صغيرة بتكلفة كبيرة على المجتمع و على الدولة بشكل عام ، وبالتالي هذه قضية أمن قومي.. ولابد من معالجتها وفق هذا الفهم والتعامل معها بهذا المعطى..
وأول خيارات المعالجة هو المزيد من الحريات وتدفق المعلومات والبيانات ، حتى لا يظن البعض المقصد هو التقييد بل ندعو للكثير من الانفتاح ، فحالة التغبيش والضبابية والتعتيم هى ما تسمح بتكاثر الشائعات والتسريبات والمصادر غير المأذونة ، هذه بيئة غير صالحة لابراز الحقيقة أو استصحاب المصلحة..
وثاني طرق المعالجة ، إعلاء روح المهنية و (الرشد) فى الممارسة الاعلامية ، وتوقيتات الأخبار وطرائق نشرها والتعامل معها وإثارة القضايا وتفاصيل المعلومات حولها ، كل ذلك أمر فى غاية الاهمية ، مع حصر شامل للفاعلين والمؤثرين ، ومتلما عملت كل الاجهزة الأمنية والحركات المسلحة تحت أمرة الجيش فى معركة الكرامة ، فإن هذا (السلاح) لابد أن يكون تحت قواعد مؤسسات الدولة السودانية ، ووفق تنسيق وحوار وخطوط محددة ، فالبلاد لا تحتمل تأزيم أكثر..
وثالثاً: ضرورة عودة مجالس التنسيق الاعلامي (وزارة الإعلام ، الجيش ، المخابرات العامة ، الخارجية ، الشرطة) ، مع خبراء فى مجال الإعلام والاتصال لقراءة اتجاهات الإعلام الداخلي والاقليمي والدولي وتحديد خيارات التعامل وتوظيف القدرات فى إدارة الحملات الاعلامية..
غني عن القول ، اننا نواجه حملة اعلامية بذات شراسة معركة السلاح ، وقد بدأت هذه الأيام أكثر وضوحاً ، فهى تخون الجميع.. وتحرض الجميع ضد الجميع وهذا لا يمكن أن يكون حدث مصادفة..
– ليس مصادفة إثارة حملة منظمة ومنهجية ضد كيكل وهو اصبح رمز منطقة وقضية.. وكيف اصبح البعض رديفاً وعوناً لمليشيا الدعم السريع فى حربها ضده ، كيف تكون فى خندق واحد مع من عدوك ضد طرف هو جزء منك ويتقدم صفك..؟
– ليس مصادفة أن يتم تحريض ذات المجتمع على الحركات المسلحة من خلال قضية مشروع الجزيرة.. مع الكثير من الاستهداف الشخصى والمؤسسي لقادة ورموز هذه الحركات.. وهو أمر أسعد مليشيا الدعم السريع كثيراً.. ألا تتحسسوا مواقفكم ؟..
– ليس مصادفة إثارة قضايا الكنابي فى الجزيرة ، ومجتمعات اخري..
– ليس مصادفة ما يثار حول القوات المشتركة ، والمعركة فى دارفور وتصوير (ان الجيش تخلى عن هذا الجزء من الوطن) ، مع أن تفاصيل كثيرة – لا يمكن البوح بها – تؤكد عوار هذا التصور..
– وتفاصيل كثيرة وصغيرة يجري تضخيمها لإحداث شرخ مجتمعي ، ومن لا يرى ذلك ، فقد أطال الغفلة..
– أيها السادة..
– الفريق اول ياسر العطا عضو مجلس السيادة الانتقالي ومساعد القائد العام ، هذا جزء من المعركة ، تشتيت للانتباه ، وكسر للعزيمة ، وإحباط للراي العام وشغل الناس عن قضيتهم ومعاركهم ، واكثر من ذلك شحن المجتمع بالتوتر والغبائن..
– وزارة الثقافة والاعلام والاخ الهميم الحصيف خالد الأعيسر.. الأمر يقتضي حنكة التدبير ووضوح الرؤية ، دولة جنوب السودان ورغم كل ظروفها ، استطاعت بنسبة كبيرة الإحاطة بالتدفق الإعلامي والخطاب الإعلامي..
– جهاز المخابرات العامة ، وعلى راسه الوطني الغيور الفريق اول مفضل محمد أحمد ، خفايا القضايا لديكم واجندة كثيرة تغرفونها ، ولا يمكن أن تكون الاطماع الشخصية أو التصورات الصغيرة فوق مصالح الوطن..
– هذا الأمر أولوية..
– اللهم إني قد بلغت فأشهد..
د.ابراهيم الصديق على
13 مارس 2025م