بينما يخوض نحو 1100 طالب من قطاع غزة امتحانات الثانوية العامة في مصر، تبدو مشاهدهم كملحمة أسطورية تتحدى الزمن والصعاب بعد الظروف القاسية والمعاناة التي فرضها الاحتلال عليهم، يشق هؤلاء الطلاب طريقهم نحو العلم كأبطال أسطوريين، يواجهون وحش الظُلم بعزيمة فولاذية، مجسدين أسمى معاني الصمود والإصرار، عازمين على تجاوز كل العقبات والصعاب، ليحددوا هم مصيرهم ومستقبل وطنهم بأيديهم.

في حديثها مع «الوطن»، روت «دارين» والدة الطالبة أسيل عوني أبو دقة، تفاصيل عام دامٍ من الدراسة، وهو العام الذي كان من المفترض أن ينغمس فيه الطالب الفلسطيني في دراسته للوصول إلى أحلامه التي يصبو إليها منذ 12 عامًا، تحول العام إلى مأساة تحطمت فيه كثير من الأحلام على أيدي الاحتلال الإسرائيلي.

وقالت، وهي تستذكر شهور الألم التي عاشوها تحت العدوان: «بدلاً من أن نتطلع إلى مستقبل ابنتي، كنا نحاول تجنب القصف الإسرائيلي الذي كان يهطل على سماء قطاع غزة كالمطر».

وبدلاً من أن تنشغل العائلة بالمستقبل، انشغلت بحاضرها المأساوي والنجاة منه، واضطرت للنزوح من مدينة خان يونس إلى رفح الفلسطينية، لكن الأم حرصت على استمرار دراسة ابنتها رغم العدوان الوحشي، وقالت: «طبعت لها الكتب قبل النزوح.. وتواصلت مع معلميها ليُرسلوا إليها فيديوهات شرح المناهج الدراسية للعام الماضي.. وكان المعلمون يقدمون المساعدة في بيوت النازحين عندما يكون هناك اتصال بالإنترنت لشرح النقاط الصعبة في المناهج الدراسية».

وفي هذه الظروف، والحرب الشرسة التي يمطر بها جيش الاحتلال الإسرائيلي رؤوس الناس في غزة، من المفترض أن تسود غريزة النجاة، ولكن الأم وقفت كالجبل أمام الظروف التي فرضها الاحتلال، وأصرت على استمرار مسيرة تعليم ابنتها، وحاولت توفير بيئة ملائمة للفتاة التي تسعى لتحصيل العلم، وعلقت قائلة: «في غزة نحرص على تلقي العلم بكل جدية، رغم مساعي الاحتلال ومحاولاته لإعاقتنا.. صحيح أن بلدنا تعرض للدمار، لكن أطفالنا هم من سيعيدون إعماره، ولذا نحن نرغب في مواصلة تعليم أبنائنا».

وبعد 70 يومًا من المعاناة تحت وطأة الحرب، واجهوا جوعًا شديدًا والقصف المستمر والدمار ومشقة النزوح من مكان إلى آخر بحثًا عن مكان آمن، سافرت العائلة الفلسطينية إلى مصر بعد أن أُعلن أنه سيتم السماح لطلاب قطاع غزة بأداء امتحانات الثانوية العامة هناك.

وأضافت «دارين» خلال حديثها مع «الوطن» أن هذه الرحلة كانت ممزوجة بمشاعر الحزن والفرح: «خرجنا من غزة نطمح لمستقبل أفضل لابنتي، ولكن خلفنا قلبنا هناك يعتصر حزنًا على الأصدقاء والأحباء الذين تركناهم وراءنا».

ومنذ الوصول إلى مصر، بدأت «أسيل» في الدراسة بجد واجتهاد قدر استطاعتها، حيث تذكرت دروسها بمفردها دون مساعدة معلميها، واعتمدت على مقاطع الشرح المتوفرة على منصة «يوتيوب».

وتابعت الأم: «مرت ابنتي بظروفٍ أثرت فيها نفسيًا بشكلٍ كبير، لكننا رغم ما مررنا به أصرينا على عدم الاستسلام.. حتى لو لم تحقق أعلى الدرجات، نحن فخورون بكل ما قدمته، وعائلتها كانت تدعمها حتى أصدقاؤها في غزة كانوا يتواصلون معها عبر الإنترنت».

وروت الطالبة الفلسطينية قصة التعامل الحسن من الشعب المصري معها منذ وصولها إلى مصر: «عندما وصلت إلى أم الدنيا نفدت مني الأموال، لكن تعرفت على بعض الفتيات الرائعات هنا، إحداهن فتحت لي منزلها واستضافتني لأن السكن الذي كان متاحًا لي كان بعيدًا عن المدرسة التي كنت سأؤدي  فيها امتحاناتي، ولم تكن ترغب بأن أدفع أي إيجار.. الشعب المصري محترم ولم يبخل علينا بأي شيء.. فتحوا لنا بيوتهم وجعلونا نشعر بالأمان».

وبعين تأمل في العودة إلى الوطن، اختتمت حديثها: «نتمنى أن يزيل الله هذه الغمة عنا ونعود إلى وطننا.. لا نستطيع أن نبتعد عنه، ونتطلع إلى العودة إليه في أفضل حال».

مروى مروان رجب: قصة صمود وطموح في ظل الحرب والنزوح

تستذكر الطالبة «مروى مروان رجب» خلال حديثها مع «الوطن» إحدى الليالي التي عاشتها خلال الحرب: «ارتفعت فيها أعمدة الدخان، دوت الانفجارات لتضيء عتمة السماء بنور ساطع تنفر منه العيون، استنشق الجميع روائح الفسفور المحرم دوليًا التي هتكت الصدور، محاولة النجاة بين زخات الرصاص الإسرائيلي ووسط الركام وجثامين الشهداء المتناثرة في كل مكان».

ورغم هذه المآسي والظروف المريرة خاضت الفتاة الفلسطينية ملحمة من الصبر والصمود، معلنة أنها لن ترفع راية الاستسلام البيضاء، في سبيل تحقيق حلمها بدراسة الطب عبر إتمام امتحانات الثانوية العامة في مصر.

بدأت «مروى» حديثها بمرارة عن الظروف الصعبة التي عاشتها عائلتها: «نزحنا عديد المرات حسبت منهم 13 مرة فقط».

في البداية كان معي كتبي تقريبًا حتى شهر نوفمبر، ولكن في 17 من الشهر ذاته، جرى استهداف المنزل الذي نزحنا إليه واستشهد أخي، وأصيب اثنان من إخوتي ووالدي، ولم أتمكن من الاحتفاظ بالكتب معي».

تستمر «مروى» في سرد قصتها بصوت مليء بالحزن، وتنهدت قبل أن تقول إنها بعد الاستهداف اضطرت للانتقال إلى الجنوب مع والدتها، للانضمام إلى أهلها المصابين الذين نُقِلوا إلى مستشفى في الجنوب.

أضافت: «خلال نزوحي مع والدتي إلى الجنوب، تعرضنا لاستهداف من الجنود الإسرائيليين، حيث جعلونا مادة للتسلية لهم بإثارة الرعب في قلوبنا.. كنا نسير مسافات طويلة وهم يطاردونا بعرباتهم العسكرية حولنا.. عانينا لدرجة أن لون بشرتي تحول إلى اللون البنفسجي ولم أكن أشعر بأي شعور في يديا.. كانت التجربة مرهقة للغاية».

وتابعت: «حاولت أن أدرس في الجنوب، ولكن الوضع النفسي كان صعبًا للغاية بسبب إصابة إخوتي ووالدي والتنقلات المتكررة.. رغم كل هذا، كنت مصممة على تحقيق حلمي ودراسة الطب».

في ظل هذه الظروف القاسية، واجهت «مروى» تحديات عديدة: «بحثت عن مكاتب دراسية، لكن لم أجد.. كل هذا من أجل تحقيق حلمي».

تحدثت «مروى» عن شغفها بدراسة الطب منذ صغرها: «كنت دائمًا أحب هذا المجال، وزادت رغبتي بعد استشهاد أخي.. لأن القطاع الطبي كان في حالة كارثية ولم يتم إجراء أي تدخل طبي له.. أشعر بأنه يجب أن يكون هناك أطباء آخرون يمكنهم إنقاذ الأرواح في مثل هذه الظروف».

لم تكن رحلتها إلى مصر سهلة: «غادرنا غزة في 24 فبراير، حيث تم إدراج اسمي وأسماء إخوتي الاثنين على قائمة المصابين ورافقتهم.. كنت أعيش بين خوف على والدي المصاب وأهلنا الذين تركناهم في غزة، وكان الوضع النفسي ليملاً بالألم، وكنت أدرس بمفردي دون مساعدة، وكان من الصعب جدًا التركيز والدراسة في هذه الظروف».

وعلى الرغم من كل هذه التحديات، تظل مروى متمسكة بالأمل: «شعب غزة، رغم كل الظروف، يصر على الاستمرار والتحدي.. وأنا مصممة على تحقيق حلمي ودراسة الطب على الرغم من الآثار النفسية التي لا تمحى وما تركته الحرب على أجسادنا وقلوبنا».

تختم مروى حديثها بتأكيد دعم والدتها لها: «رغم ارتفاع تكاليف السفر والظروف الصعبة، دعمتني والدتي لأستمر.. أنا هنا لأكمل تعليمي وأحقق حلمي، لكي لا ينجح الاحتلال في خلق جيل جاهل يسهل هزيمته».

أحمد المجدلاوي: طالب تحت وطأة النيران يسعى لنور العلم

على مدى سبعة أشهر، عاش الطالب أحمد المجدلاوي تجربة قاسية في خضم حرب لا ترحم، تحت وطأة النيران والقصف المستمر، بدأت هذه المحنة عندما بدأ العدوان، مما اضطره وأسرته للنزوح مرات عديدة، ومع كل نزوح، كان أحمد يصطحب كتبه معه، كأنها درعه الحامي وأمله في المستقبل.

عندما اشتدت وتيرة القصف واقتربت النيران من مسكنه، نزح «أحمد» إلى بيت جده، لكن الأمان كان هشًا، وجاءت أوامر الاحتلال صارمة: «عليهم النزوح إلى دير البلح»، لم يستطع الفتى قبل النزوح أخذ جميع كتبه معه.

في دير البلح، استقر «أحمد» مع عائلته في منزل مكتظ بالنازحين والأقارب، حيث وصل عددهم إلى 42 شخصًا مقسمين على ثلاث غرف، ولم تكن هناك مساحة كافية للمذاكرة.

كل صباح، قبل توزيع المهام اليومية على أفراد العائلة وقبل رحلات البحث المضنية عن الطعام والشراب والمستلزمات الضرورية للنجاة، كان «أحمد» يستغل بضع ساعات للدراسة، متحديًا ضجيج الناس وضيق المكان.

بعد مرور 170 يومًا، انتقل أحمد وعائلته إلى منزل آخر، حيث تمكن أخيرًا من المذاكرة بشكل أفضل باستخدام الكتب المتاحة. ورغم ظروف الحرب والحصار والجوع، لم ينقطع الأمل لدى أحمد وعائلته، قال «أحمد»: «سقف الطموح أصبح أقل، لكنه ظل حاضرًا وما زالت عزمتي على دراسة البرمجة في الجامعة قوية، ساعيًا لتحقيق الدراسات العليا».

في البداية، رفض «أحمد» فكرة السفر بسبب ظروف والده الصحية، حيث كان يعاني من مشاكل في الظهر تفاقمت بسبب الأعباء الثقيلة والحرب، لكن حاجة والده للعلاج في مصر دفعتهم لاتخاذ القرار.

سبق «أحمد» عائلته إلى مصر في الرابع من مايو، لكن إغلاق المعبر حال دون وصولهم.

كان السفر إلى مصر تجربة صعبة لأحمد، خاصة أنه ترك أهله وراءه، مما جعل شعور الغربة ثقيلًا على قلبه وقلقه عليهم أن يصيبهم مكروه، لكنه كان مصممًا على مواصلة دراسته وتحقيق أحلامه، مستمدًا قوته من دعم والدته وتحفيزها المستمر.

ورغم قلقه الدائم على أهله بسبب الحرب، حاول «أحمد» التغلب على تشتت تركيزه بالغوص في أحضان الكتب ومواصلة التعليم، كما أضاف خلال حديثه مع الوطن أن التواصل اليومي مع أسرته كان يخفف عنه الغربة ويعزز عزيمته لتحقيق أعلى النتائج في الثانوية العامة.

وذكر «أحمد» مشهد دعم والدته وقال: «قبل امتحان الدين، قدمت والدتي المساعدة عن بعد؛ حيث لخصت لي بعض الدروس وأرسلتها عبر الهاتف، في مشهد يجسد أسمى معاني التضامن العائلي والحرص على النجاح رغم كل الظروف، وهذه المؤازرة هي التي دفعته للنجاح رغم المصاعب».   

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طلاب غزة بمصر قطاع غزة غزة الاحتلال الإسرائيلي الثانویة العامة هذه الظروف إلى مصر فی غزة

إقرأ أيضاً:

حكم الاتكاء أو الجلوس على كتب العلم

قالت دار الإفتاء المصرية إن الواجب على المسلم احترامُ وتوقيرُ كتب العلم الشرعي المشتملة على آياتٍ قرآنية أو أحاديثَ نبوية، ولذا يُكْره وضْعُها على الأرض من غير حاجة أو مد الرِّجْل إليها إلا أن تكون في مكان مرتفع عن المحاذاة، ويحرم الاتكاء أو الجلوس عليها إذا فُعِل هذا من باب الاستخفاف، وأما إن احتيج لذلك ولم يكن في الاتكاء أو الجلوس عليها استهزاءٌ أو استخفافٌ بما تحويه فلا حَرَجَ في ذلك.

فضل العلم ومنزلته في الإسلام


وأوضحت الإفتاء أن العلمُ ميراثُ الأنبياء، وهو محفوظٌ في سطور الكتب وعلى أوراقها، ولأجل ذلك عَظَّمَ الشَّرعُ الشريفُ حرمةَ الكتب والأوراق التي تحتوي على آياتٍ قرآنية وأحاديثَ نبوية وأسماءٍ معظمة كأسماء الله تعالى وأسماء الأنبياء والرسل عليهم السلام، وأوجب صيانتَها واحترامَها؛ قال الإمام ابن حجر الهيتمي في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 6، ط. المكتبة الإسلامية): [فإنَّ القرآنَ وكلَّ اسمٍ معظم كاسم الله أو اسم نبي له يجبُ احترامُه وتوقيرُه وتعظيمُه] اهـ.
وجاء في "حاشيتي قليوبي وعميرة" (4/ 177، ط. دار الفكر): [والمراد بالمصحف ما فيه قرآن، ومثله الحديث وكل علم شرعي أو ما عليه اسم معظم] اهـ.
واحترامُ هذه الأشياء وتوقيرُها من تعظيم شعائرِ الله سبحانه وتعالى؛ قال جل شأنه: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ﴾ [الحـج: 30]، وقال تعالى: ﴿ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ﴾ [الحـج: 32].

حكم الاتكاء أو الجلوس على كتب العلم
وأكدت الإفتاء أن الفقهاء كرهوا وضْعَ المصحف وكُتُب العلم الشرعي على الأرض من غير حاجة، كما كرهوا مدَّ الرِّجْل إليها إلا أن تكون في مكانٍ مرتفع عن المحاذاة، وكرهوا كذلك وضْع شيء فوقها، حتى لو كانت كتبًا أخرى غيرها أو ملابس أو غير ذلك، فضلًا عن الجلوس عليها؛ توقيرًا لما فيها من ذِكْر الله سبحانه وتعالى وما تحويه من علوم الشريعة؛ قال الكمال ابن الهمام الحنفي في "فتح القدير" (1/ 420، ط. دار الفكر): [يُكرَه أن يمدَّ رِجْلَيْه في النوم وغيره إلى القبلة أو المصحف أو كتب الفقه إلا أن تكون على مكان مرتفع عن المحاذاة] اهـ.
وقال الإمام البجيرمي الشافعي في "تحفة الحبيب على شرح الخطيب" (4/ 240، ط. دار الفكر): [وما جرت به العادة من البصاق على اللوح لإزالة ما فيه ليس بكفر؛ إذ ليس فيه قرينة دالة على الاستهزاء] اهـ.
وجاء في "فتاوى الإمام شهاب الدين الرملي الشافعي" (1/ 31، ط. المكتبة الإسلامية) أنه: [سُئِل عما تفعله أولاد الكتاتيب من البصق على ألواح القرآن والعلم لأجل المسح: هل يجب على من يراهم منْعُهم من ذلك؟ وإذا فعله بالغٌ أثِمَ أو لا؟ فأجاب بأنَّ الحاجة داعيةٌ إلى ذلك، ولم يَقصِد به المكلَّفُ الامتهانَ] اهـ.
وجاء في "حاشيتي قليوبي وعميرة" (1/ 41، ط. دار الفكر): [ويجوز ما لا يُشعِر بالإهانة كالبصاق على اللوح لمحوه لأنه إعانة] اهـ.
 

مقالات مشابهة

  • الهوية الإيمانية .. سر الصمود الأسطوري وعنوان النصر ضد العدو الإسرائيلي
  • حكم الاتكاء أو الجلوس على كتب العلم
  • صدقي صخر: “فخور بتواجدي في جائزة ساويرس التي أثبتت مصداقيتها على مدار 20 عامًا” (خاص)
  • تجهيز لجان امتحانات نصف العام لاستقبال طلاب صفوف النقل السبت |شاهد
  • ليلى رستم أيقونة ماسبيرو التي حاورت المشاهير.. وصاحبة جملة "ياختي عليه"
  • 20 سنة من حكم محمود عباس.. ما هي الخسارة المزدوجة التي تحققها السلطة الفلسطينية؟
  • أحمد موسى معلقا على بديل الثانوية: ما ينفعش كل شوية نغير نظام التعليم
  • البكالوريا المصرية..تفاصيل الشهادة الجديدة التي ستحل محل الثانوية العامةوتمنح الطلاب فرصًا عالمية
  • خبير علاقات دولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية
  • خبير في العلاقات الدولية: مصر تتحرك على مسارات كثيرة لدعم القضية الفلسطينية