تعد الكهرباء أحد مقاييس تقدم ورفاهية الشعوب، وكان أول سؤال تلقيته من أهالى الصعيد خلال زيارة قمت بها مواسياً لا مهنئاً بالعيد هو لماذا تقطع الكهرباء فى هذه الأوقاف الصعبة؟ ويقصدون امتحانات الثانوية العامة والحرارة الشديدة التى كأنها تنزل خصيصاً على أهالى قنا بمراكزها وقراها.
تحدثنا عن الكهرباء وعن غول الأسعار، وهو ليس أسعار السلع الغذائية فقط، فبقناعة الصعيدى دائماً يرد: تدبر، لكنه يكتوى بنار أسعار مستلزمات الإنتاج التى أدى استمرار ارتفاعها إلى تراجع غلاوة الأرض عند المزارعين.
وأصبح الشباب يهجر الأرض تدريجياً ويتجه إلى الأعمال الحرة حتى لو كان سائقاً لـ«توك توك» أو عاملاً فى مقهى، وما زال «عواد» صابراً، واقترب أن يبيع أرضه، وينتظر المزيد من استيراد أكله من الخارج!
صراحة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى عندما قال إن المتاح من الكهرباء يومياً كان ثلاث ساعات فقط وليس انقطاعاً ثلاث ساعات، ضاعفت من خوف الناس بسبب اعتمادهم على الكهرباء فى كل شىء من تشغيل مواتير المياه لرى الزرع إلى التهوية إلى الإضاءة التى تساعد الطلاب على استذكار دروسهم، إلى رفع المياه للمنازل.
الكهرباء دخلت قرى قنا تقريباً فى منتصف الثمانينيات، كانت الحياة سهلة قبل ذلك، لمبة جاز تكفى لتوفير الطاقة لأسرة بالكامل، لا يوجد تليفزيون ولا راديو ولا أى وسائل ترفيه تعتمد على الكهرباء، المنازل معظمها كانت مبنية من الطوب اللبن الذى يحافظ على انضباط حرارة الجو عكس ما يحدث حالياً من مبانى الطوب الأحمر والأسمنت الذى يسمى بالمسلح الذى يضاعف من حرارة الجو التى لا تطاق فى محافظات الصعيد.
بعد إنشاء شركات الكهرباء دخلت الكهرباء كل بيت فى مصر من أقصى البلاد إلى أدناها، وعرفت مصر الكهرباء قبل 129 عاماً على يد رجل الأعمال الفرنسى «شارل ليبون»، وهو اسم يدين له المصريون بالفضل فى إنارة أولى المدن المصرية، وبدأ استخدام الكهرباء فى الإنارة داخل مصر على يد القطاع الخاص بعد أن رخصت الحكومة المصرية لشركة «ليبون» الفرنسية إدخال الإضاءة بالكهرباء فى العاصمة والإسكندرية عام 1893، والتى كانت تحتكر إنارة شوارع القاهرة والإسكندرية عام 1865، بغاز الاستصباح الناجم عن تقطير الفحم، وظلت حتى عام 1909، محتكرة إدخال الكهرباء للمدن إلى أن أنشأت الحكومة المصرية مصلحة البلدية التى تولت هذه المهمة.
فى عام 1895، تم إنشاء أول وحدة تجارية لتوفير الكهرباء بمعرفة شركة «ليبون» بمحطة كرموز، وحرصت شركة الإسكندرية لتوزيع الكهرباء، فيما بعد على وضع الوحدة التجارية الأولى فى مصر والتى يبلغ عمرها 123 عاماً داخل حجرة زجاجية للحفاظ عليها وتحويلها إلى مزار حرص الوفود الأجنبية المهتمة بالكهرباء على زيارتها من حين لآخر.
أزمة الكهرباء حالياً تعتبر أزمة وهتعدى كما عدت أزمات كثيرة، بعد قيام الحكومة بوضع خطة لتحقيق فترة انقطاع الكهرباء، وتجاوز أزمة الصيف بتكلفة مليار دولار بجانب التعاقد على شحنات من المازوت تصل خلال أيام.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حكاية وطن صراحة رئيس الوزراء محمود غلاب امتحانات الثانوية العامة الحرارة الشديدة الکهرباء فى
إقرأ أيضاً:
متحدث الوزراء: الصعيد بمقدمة أولويات الحكومة لتنفيذ مشروعات تنموية شاملة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن الصعيد يحظى بأولوية خاصة من الحكومة المصرية في إطار خطة شاملة للتنمية، تماشيًا مع توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، موضحًا أن الحكومة تعمل على تنفيذ مشروعات تنموية متنوعة في مختلف المحافظات بالصعيد وفقًا لاحتياجات كل محافظة بشكل فردي.
وأضاف «متحدث الوزراء»، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة «إكسترا نيوز»، أن هناك تركيزًا على تلبية احتياجات المواطنين الأساسية، من بنية تحتية وخدمات صحية وتعليمية، فضلا عن زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، إلى مستشفى المنفلوطي المركزي في محافظة أسيوط، بالإضافة إلى زيارته عددًا من المدارس ومحطات المياه.
ولفت متحدث الوزراء إلى أن الزيارات تأتي في إطار حرص الحكومة على متابعة تنفيذ المشروعات التنموية على أرض الواقع، بما يضمن تقديم خدمات أفضل للمواطنين، مشيرًا إلى أن الحكومة تعتمد على معايير دقيقة لتقييم مشروعات التنمية في جميع أنحاء الجمهورية، وذلك لضمان تنفيذها وفقًا لأعلى المعايير العالمية.
وأشار إلى أن الحكومة تقوم بتقييم معدلات تنفيذ المشروعات بشكل دوري، مع التأكيد على أهمية تلبية احتياجات المواطنين، موضحًا أن الزيارات الميدانية التي يقوم بها رئيس مجلس الوزراء والمسؤولون تعد وسيلة فعالة للاطلاع المباشر على سير العمل، ومتابعة مدى رضا المواطنين عن المشروعات المنفذة.