وزير الزراعة: التعاون بين الدول هو السبيل لتحقيق الأمن الغذائي للشعوب
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أكد السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، على أن الدولة المصرية قد اتخذت فور انضمامها لمجموعة البريكس العديد من الإجراءات الهامة منها إنشاء لجنة وزارية تسمى "وحدة تجمع البريكس" بمجلس الوزراء، وهى المعنية بملفات التعاون مع تجمع "البريكس"، وتضم في عضويتها العديد من الوزراء والمسئولين المعنيين، ويعكس ذلك اهتمام الدولة المصرية بتقديم إسهام مؤثر ضمن تجمع البريكس، والذي بدأت عضوية مصر به مطلع هذا العام.
جاء ذلك خلال كلمته،أمام الجلسة الأولى لتجمع البريكس والتى انعقدت اليوم بالعاصمة الروسية موسكو تحت عنوان " استدامة الزراعة كأساس للأمن الغذائي " وترأست الجلسة أوكسانا لوت - وزيرة الزراعة بجمهورية روسيا الاتحادية بحضور السادة أصحاب وزراء الزراعة لدول أعضاء تجمع البريكس.
يسعدني في البداية أن أتوجه بالشكر والتقدير إلى السيدة أوكسانا لوت - وزيرة الزراعة بجمهورية روسيا الاتحادية على توجيه الدعوة لنا للمشاركة في الاجتماع الوزاري الرابع عشر لوزراء الزراعة لتجمع البريكس، وكذا المشاركة فى الجلسة العامة لمؤتمر الأمن الغذائي وتوفير التنمية المستدامة، وكذلك التهنئة بمناسبة توليها منصب وزير الزراعة بجمهورية روسيا الاتحادية.
وقال القصير ان هذه الفعاليات في ظل العديد من التحديات والأزمات التي تواجه ملف الأمن الغذائي بدءًا من جائحة كورونا وزيادة حدة التوترات الجيوسياسية الإقليمية والدولية، وما ترتب عليه من ارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة والتأثير على سلاسل الأمداد والتوريد، بالإضافة إلى الآثار الكبيرة والمستمرة للتغيرات المناخية والتى يزداد تأثيرها بصورة أكبر على القطاع الزراعي مع التسبب فى انخفاض كفاءة العائد من الموارد الطبيعية. يضاف إلى ذلك القيود التجارية التي فرضتها بعض الدول وتقييد صادراتها من السلع الأستراتيجية.
واوضح القصير ان كل هذه التحديات والأزمات أثرت بشكل كبير على اقتصاديات الدول وعلى قدراتها في بناء أنظمتها الغذائية والزراعية المستدامة خاصة الدول النامية والأقتصاديات الناشئة، وأيضا علمتنا أن التعاون بين الشعوب والحكومات والدول هو السبيل الوحيد للتصدي لها والحد من تأثيرها بدرجة كبيرة، من خلال العمل المشترك لمواجهة تحديات الأمن الغذائي والتغذية تحقيقًا للتنمية الزراعية المستدامة لكل دولنا وهو ما نحن بصدده اليوم فى هذا المؤتمر.
وزير الزراعة أشار إلى ضرورة قيام الدول باتخاذ إجراءات لدعم منظومة الأمن الغذائي والتغذية من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات الاستباقية لتعظيم الموارد الطبيعية الزراعية وحماية التنوع البيولوجي والحفاظ على صحة التربة والصحة النباتية ومكافحة التصحر، وكذا التعاون في مجالات الزراعة الرقمية، والبحث الزراعي، والتكيف الزراعي مع تغير المناخ، مع ضخ استثمارات جديدة في مجالات البنية التحتية، وتحسين الخدمات اللوجستية. بالإضافة إلى تبني مفهوم الاقتصاد الدائري والزراعة الذكية مناخيًا، مع أهمية التطوير المستمر لسلاسل القيمة الغذائية والزراعية المستدامة، وتعديل السياسات والاستراتيجيات الخاصة بالزراعة لتأمين أستدامة المحاصيل الغذائية الاستراتيجية والتي عادة ما ترتبط بحماية الأمن القومي لكل دولة.
استعرض وزير الزراعة التجربة المصرية لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والتي حظيت باهتمام كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي - رئيس جمهورية مصر العربية بالنظر لأهمية ذلك في تحقيق الأمن الغذائي وتوفير الغذاء الآمن والصحي والمستدام للشعب المصرى وكل من يقيم على أرض الدولة المصرية واضاف ان الدولة المصرية قامت بوضع إستراتيجية التنمية الزراعية المستدامة ضمن إطار رؤية مصر 2030، استهدفت في المقام الأول الحفاظ على الموارد الاقتصادية الزراعية المتاحة وصيانتها وتحسينها وتنميتها وضمان استدامتها تحقيقًا لأكبر قدر من الأمن الغذائي، والأتساق مع أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.
كما استعرض القصير المحاور والسياسات التي يتم تنفيذها لتحقيق استيراتيجية التنمية الزراعية المصرية المستدامة وذلك من خلال المشروعات القومية الكبرى المرتبطة بالزراعة بمفهومها الواسع خاصه مشروعات التوسع الأفقي التي استهدفت استصلاح الصحراء لزيادة الرقعة الزراعية، على الرغم من أن مسألة استصلاح الصحراء تستنزف موارد مالية ضخمة وتحتاج إلى استثمارات هائلة، بالإضافة إلى مشروعات توفير المياه من مصادر مختلفة عبر المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعي وتحلية مياه البحر مع الاتجاه إلى ترشيد استخدام المياه عبر تطبيق نظم الري الحديثة.
وقال وزير الزراعة إن الدولة المصرية من أكثر الدول كفاءة فى استخدام وتدوير الموارد المائية، فضلًا عن الجهود التى تمت فى استنباط الأصناف عالية الإنتاجية ومبكرة النضح وقليلة الاحتياج المائي والمقاومة للإجهادات البيئية والجفاف والحرارة، بصورة تضمن عدم استنزاف هذا المورد المائي الهام ورفع كفاءة العائد من الاستخدام وضمان الحفاظ على استدامته خاصة وأن الدولة المصرية تعتبر من الدول التى تعانى من الفقر والشح المائى. بالاضافة إلى التوسع في تطبيقات التحول الرقمي والإصلاح التشريعي والمؤسسي ودعم منظومة الزراعة التعاقدية وتدعيم مبادرات تمويل المزارعين والمنتجين خاصة أصحاب الحيازات الصغيرة، ودعم حياة كريمة للسكان في المناطق الريفية. فضلًا عن اتخاذ الدولة المصرية إجراءات لتأمين المخزون من السلع الإستراتيجية من خلال التوسع في السعات التخزينية من خلال المشروع القومي للصوامع، وهو الأمر الذي مكن الدولة من تلبية احتياجاتها وبناء احتياطات استراتيجية لفترة اطول نسبيًا.
اشار القصير إلى إطلاق وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي بجمهورية مصر العربية، بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو)، مبادرة الغذاء والزراعة للتحول المستدام (FAST) خلال مؤتمر الأطراف السابع والعشرين للمناخ بشرم الشيخ في نوفمبر 2022 والتي استهدفت تحسين العمل المناخي للتحول المستدام للأنظمة الزراعية والغذائية من خلال مساهمات التمويل المستدام بحلول عام 2030. على اعتبار ان قطاع الزراعة من اكثر القطاعات تأثرًا بتغير المناخ.
دعا وزير الزراعة دعا دول التجمع إلى تدعيم هذه مبادرة( FAST) والأنضمام اليها باعتبارها مبادرة تستهدف تحفيز التمويل المستدام لتمويل برامج التكييف مع التغيرات المناخية فى القطاع الزراعى.
وفي نهاية كلمته اشار القصير إلى ما يتمتع به دول تجمع البريكس من مقومات اقتصادية هائلة على كل المحاور سواء فيما يتعلق بالمساحة أو عدد السكان أو الناتج القومى أو الأنتاجية الزراعية وكذا الأحتياجات من انتاجية السلع الغذائية خاصة الحبوب فضلًا عن تنوع المزايا النسبية بين كل دول التجمع، مؤكدا أن كل ذلك يعطى التجمع قوة وتكاملية مما يجعله قوة اقتصادية بارزة ومؤثرة عالميًا ويعطيه دورًا أكبر ومؤثر فى دعم مسارات المستقبل لكل دول التجمع بما يعود بالنفع على كل شعوب تلك الدول وهو ما أثق أننا قادرون على المضى قدمًا نحو تحقيق ذلك.
حضر الجلسة الدكتور سعد موسى المشرف على الحجر الزراعى والعلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعةوياسر مصطفى الوزير المفوض التجاري المصرى في موسكو.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: مكافحة الصحراء الحب مسئولين العاصمة الروسية عضو عاصمة مجلس الوزراء التنمية المستدامة مؤسس المشروعات دير السيد القصير الحجر الزراعي صحاب البحث الزراعیة المستدامة الدولة المصریة الأمن الغذائی وزیر الزراعة تجمع البریکس العدید من من خلال تحقیق ا کل دول
إقرأ أيضاً:
وزير الطيران يبحث مع وفد سيتا العالمية سبل التعاون في التحول الرقمي بالمطارات المصرية
استقبل الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني بمقر الوزارة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وفدًا من شركة سيتا العالمية برئاسة السيد Selim Bouri رئيس منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا بشركة "سيتا" (SITA) إحدى الشركات العالمية الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لصناعة النقل الجوي، وذلك بحضور المحاسب أماني متولى الوكيل الدائم لوزاره الطيران المدني والمهندس أيمن فوزى عرب رئيس الشركة القابضه للمطارات والملاحة الجوية.
يأتي ذلك في ضوء رؤية وزارة الطيران المدني لتطوير البنية التحتية الرقمية بالمطارات المصرية ومواكبة أحدث التطورات التكنولوجية العالمية فى هذا المجال.
وخلال اللقاء، تم استعراض أحدث الحلول التقنية التي تقدمها شركة "سيتا"، والتي تشمل تطوير أنظمة الحجز الإلكتروني، وتعزيز تجربة المسافرين عبر تكنولوجيا الخدمة الذاتية، وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة لتحسين كفاءة التشغيل بالمطارات.
كما تم مناقشة أوجه التعاون فى مجال الأمن السيبراني من خلال حلول متطورة لحماية بيانات شركات الطيران والمسافرين، بالإضافة إلى تطوير أنظمة تتبع الأمتعة لتقليل معدلات فقدان الحقائب.
وفي بداية اللقاء، رحب الدكتور سامح الحفني بوفد "سيتا"، مؤكدًا على أهمية التعاون مع الشركة والاستفادة من أحدث الحلول الرقمية التي تقدمها.
وأشار وزير الطيران المدنى إلى أن هذا التعاون يأتي ضمن استراتيجية الدولة المصرية للتحول الرقمي في قطاع الطيران، بهدف تحقيق أعلى مستويات الكفاءة التشغيلية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للمسافرين، وفقًا لأحدث المقاييس العالمية .
وأضاف الحفني أن تطوير البنية التحتية التكنولوجية للمطارات أصبح ضرورة ملحه لمواكبة التطورات المتسارعة في صناعة النقل الجوي، مؤكدًا تبني الوزارة رؤية متكاملة لتطبيق الأنظمة الذكية في مختلف المطارات المصرية، بما يعزز من تنافسيتها على المستويين الإقليمي والدولي.
ومن جانبه، أشاد السيد Selim Bouri بالتطورات التي يشهدها قطاع الطيران المدني المصري فى الفتره الحالية خاصه مع البدء فى طرح المطارات المصرية ومشاركة القطاع الخاص فى الإدارة والتشغيل، معربًا عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع قطاع الطيران المدني المصري، وتقديم حلول مبتكرة تدعم استراتيجية التحول الرقمي بالمطارات المصرية.
جدير بالذكر أن شركة "سيتا" تعد من أكبر مزودي الحلول الرقمية لصناعة النقل الجوي، حيث تعمل في أكثر من 200 دولة، وتخدم أكثر من 400 شركة طيران ومطار حول العالم، كما تتميز بحلولها المتقدمة في مجالات الأمن السيبراني وإدارة بيانات المسافرين وتطوير الأنظمة الذكية بالمطارات