ما زال الإسرائيليون بعد مرور تسعة أشهر يتجرعون مرارة الفشل التاريخي الذي تحقق بسبب هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، وهي "الكارثة" الثانية من نوعها وأبعادها في تاريخ دولة الاحتلال، بعد خمسين عاما على الكارثة الأولى في 1973، واللافت أن التشابه بين الكارثتين، وفق التعبير الإسرائيلي، مذهل، مما يستدعي الحاجة الإسرائيلية لدراستهما بشكل جيد ومتعمق، كي لا تتحقق كارثة ثالثة.



رافي لوبيرت الكاتب في موقع "نيوز ون"، ذكر أن "أصل الفشل في الكارثتين تمثل بتلقي الجيش الضربة المباشرة، وشعر الإسرائيليون بنتائجها وعواقبها، وهذا الدرس الأول الذي يمكن استخلاصه حتى قبل تشكيل لجنة تحقيق رسمية، لأن الفشل الاستراتيجي للدولة نبع من حقيقة أنها نامت على أهبة الاستعداد، وكانت الحكومة مرتاحة لتعامل المعارضة معها عندما لم يكن لديها أي فرصة للتغلب على الائتلاف الحاكم، ولدى المعارضة هدف كبير وهمي يتمثل باستهداف بنيامين نتنياهو، وجهت نحوه نيرانها، فيما اعتمد الليكود بشكل مفرط عليه، وهو كان منشغلاً بخطته للتسوية الإقليمية التعامل مع التهديد النووي الإيراني، ونسي كل شيء آخر تقريبا".


وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"، أن "الدولة فشلت في اختبار تاريخي جدي خطير، ويجب ألا نصل في ظل نفس الظروف ونفس الأسباب الأساسية لكارثة أخرى؛ قد تكون حقيقية ونهائية المرة القادمة، لأننا إذا تابعنا بنفس الطريقة التي اتبعناها من قبل، فإن فرصة حصولنا على ذات النتيجة المأساوية تزيد بشكل كبير، لاسيما وأن أعداءنا يتعلمون الدروس من محاولاتهم، مما يزيد من الخطر على مستقبلنا".

وأوضح أن "الخطوة التي قامت بها حماس غيّرت قواعد اللعبة ليعود الاحتلال للاتجاه الأصلي المتمثل بتعزيز التحالف الإقليمي بدعم من الولايات المتحدة، وأعتقد أن نتنياهو يقود التحركات في الجنوب والشمال معًا بهدف "كسب الوقت"، لأن ثمانية أشهر من الحرب بقوة قصوى تزيد عن خمس فرق، إضافة للقوات الجوية التي تعد من الأقوى في العالم، ليست نتيجة لعدم الكفاءة العسكرية. ولكن لأنه يريد الوصول الى حقبة ترامب، مع العلم أن الاحتلال أهمل إقامة تحالف مؤيد للغرب مع الدول الإقليمية مع صعود بايدن للسلطة، خوفا من الضغوط عليه لإقامة دولة فلسطينية".

وأشار الكاتب إلى أنه "كل يوم يمرّ، تستمر القيادة العليا لجيش الاحتلال، المسؤولة مباشرة عن كارثة السابع من أكتوبر في قيادة الجيش، فإن الدولة ستكون على حافة فضيحة وطنية قد تتمثل المرة القادمة بسيطرة حزب الله في لبنان والأراضي السورية وشمال غرب العراق، مما يعني أنها ستواجه حرب استنزاف مفاجئة وطويلة ومرهقة للغاية، وبوسائل مستقلة كالطائرات بدون طيار، والأسراب الصغيرة، وصواريخ كروز، والطائرات الانتحارية، والروبوتات البرية والبحرية، والإطلاق من الفضاء".


وتساءل عن "حقيقة فراغ مستودعات الأسلحة الاستراتيجية الأمريكية في دولة الاحتلال يوم السابع من أكتوبر، مع أنه مطلوبة منها المحافظة على مخزون لوجستي شامل لحالات الطوارئ الإسرائيلية أو الأمريكية أو المشتركة، ولماذا لم يتم ملؤها بالمعدل اللازم عندما اندلعت حرب غزة".

تكشف هذه المخاوف الإسرائيلية عن حقيقة استشعارها بوقوع كارثة ثالثة شبيهة بـ1973 و 2023، مما يتطلب في البداية استبدال القيادة العليا للجيش، بناء على نتائج التحقيق، وتجاه تنفيذ الاستراتيجية الجديدة التي ستتبناها الدولة لنفسها، لأنها مستمرة في "السبات الشتوي" منذ خمسة عشر عاما، مما يجعلها عشية الدخول في وضع رهيب، إن لم يكن الأسوأ.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو غزة غزة نتنياهو الاحتلال 7 اكتوبر صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو .. إسرائيل تهدد الدول التي تعترف بفلسطين ببناء مستوطنات باسمها في الضفة الغربية

سرايا - رصد - يوسف الطورة - هدد وزير مالية الاحتلال "بتسلئيل سموتريتش"، الدول التي تعترف بدولة فلسطين، بناء مستوطنة جديد بأسمها في الضفة الغربية.

وصادق المجلس الوزاري المصغر على قرار رئيس حكومة الاحتلال الساعي إقامة خمس مستوطنات في الضفة الغربية، بحسب الوزير سموتريتش.


بالفيديو .. "إسرائيل" تهدد الدول التي تعترف بفلسطين ببناء مستوطنات باسمها في الضفة الغربية#سرايا #عاجل

https://t.co/8IgA4EYkyQ pic.twitter.com/uXXyWK5aa8
— وكالة أنباء سرايا الإخبارية (@sarayanews) June 29, 2024


لافتا أنه أعلن مؤخرا مواجهة كل دولة تعترف بشكل احادي بدولة فلسطينية ستواجه إطلاق أسمها على مستوطنة في الضفة الغربية.

زاعما ان الدول الخمسة اتخذت قرارا خاطئا، وأن إقامة دولة فلسطينية من شأنه تهديد أمن إسرائيل التي لن تسمح باقامتها.

وأوضح عزم الحكومة إلى توسعة وتطوير وبناء مستوطنات إضافية، تمهيدا إلى استقطاب مليون مستوطن إضافي في المرحلة المقبلة.

وصادق المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية "الكابينت"، على خطة وزير المالية والوزير في وزارة الدفاع لشرعنة بؤر استيطانية إضافية للتصدي للاعتراف بدولة فلسطينية، والإجراءات المتخذه ضد اسرائيل في المحاكم الدولية، إلى جانب عقوبات ضد السلطة الفلسطينية.

وبحسب الوزير سموتريتش، سيتم تدشين خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية وسيتم نشر عطاءات قرارات لبناء آلاف الوحدات السكنية في المستوطنات.

ويتضمن الاعتراف وتقنين خمس بؤر استيطانية وهي: أفيتار، أدوريم، سدي إفرايم، جفعات أساف وحالتز – ردا على الدول الخمس التي اعترفت بدولة فلسطينية بعد 7 أكتوبر.

وأعلنت إسبانيا والنرويج وإيرلندا وسلوفينيا وأرمينيا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، في أعقاب الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة والمستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

والبؤر الاستيطانية هي مستوطنات صغيرة أقامها مستوطنون على أراض فلسطينية خاصة دون موافقة الحكومة الإسرائيلية.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 500 ألف مستوطن يهودي يعيشون حاليا في الضفة الغربية، وهي جزء من الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967، بالإضافة إلى 200 ألف آخرين يعيشون في القدس الشرقية.

ويؤكد الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي أن المستوطنات غير قانونية، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وعلى الرغم من المعارضة الدولية، يتواصل توسع المستوطنات بقوة في ظل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة.

تجدر الإشارة أعلان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أمس الجمعة، عن نجاحه في منع صدور قرار الاعتراف بدولة فلسطين، خلال اجتماع الإتحاد الأوروبي.

وكتب عبر منصة "إكس"، أنه "من خلال الجهود المشتركة والتعاون، وبدعم من أصدقائنا في الإتحاد الأوروبي، تمكنا من منع إتخاذ قرار بالاعتراف بالدولة الفلسطينية في نهاية المطاف، اجتماع قادة الاتحاد، الذي عقد أمس الاول الخميس، بعد هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي".

مؤكدا في تغريدته "مواصلة العمل على تزويد إسرائيل بـ"قبة حديدية دبلوماسية" حتى يتم الإفراج عن جميع المحتجزين والقضاء على "حماس".

وأسفرت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حتى الآن، عن ارتقاء نحو 38 ألف شهيد وأكثر من 86 ألف جريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وذلك ممن وصلوا إلى المستشفيات، فيما لا يزال أكثر من 7 آلاف مفقود تحت الأنقاض الناتجة عن القصف والقتال المتواصل في أنحاء القطاع.

ومنذ اندلاع الحرب المدمرة على القطاع، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أحكم الجيش الإسرائيلي حصاره على قطاع غزة، وقطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء والوقود عن السكان البالغ عددهم نحو 2.3 مليون فلسطيني، الذين يعانون بالأساس أوضاعا متدهورة للغاية .




إقرأ أيضاً : الرئيس السيسي: شكرا للشعب المصري على تحملهإقرأ أيضاً : نحو 38 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبرإقرأ أيضاً : إيران: بزشكيان يتقدم على جليلي بعد فرز 12 مليون صوت


مقالات مشابهة

  • قصف عنيف على جنوب لبنان.. ومسيرات حزب الله تواصل استهداف مواقع الاحتلال
  • الأمراض النفسية تلاحق قوات الاحتلال.. تسريح 90 جنديا وارتفاع طلبات الاستقالة
  • حرب الابادة مستمرة.. قوات الاحتلال تواصل توغلها في حي الشجاعية ورفح
  • اعترافات خطيرة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية حول استهداف القطاع الثقافي في اليمن
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل قصف قرى وبلدات بجنوب لبنان
  • بالفيديو .. إسرائيل تهدد الدول التي تعترف بفلسطين ببناء مستوطنات باسمها في الضفة الغربية
  • نحو 38 ألف شهيد في غزة منذ السابع من أكتوبر
  • مبلغ هائل.. بكم دعمت واشنطن عدوان الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر؟
  • عضو الكنيست أحمد الطيبي يندّد بالحملة على عرب إسرائيل