دراسة: البشرية عُرضة لحرب نووية مدمّرة لا يمكن تفاديها
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
وفقًا لأستاذ الطاقة والأمن القومي والسياسة الخارجية "ماثيو بون" في جامعة "هارفرد"، فإن الحقبة التي يوجد فيها خبراء ورجال بارزون مثّلوا دورا أساسيا في تجنّب حدوث كارثة نووية؛ شارفت على النهاية، بحكم تقدمهم في العمر وانتهاء دورهم السياسي، وعليه فإنّ البشرية قد تكون عرضةً لحرب نووية مدمّرة لا يمكن تفاديها أكثر من أيّ وقت مضى.
وأشار "بون" إلى التوترات التي تحدث بين فينة وأخرى، وأنّ ثمّة تهديدات مستمرة باستخدام الأسلحة النووية مثل تلك التي انطلقت من موسكو أثناء حربها مع أوكرانيا، وأيضا بناء الصين لمنشآت إطلاق صواريخ، واختبارات كوريا الشمالية المستمرة، وطموح إيران في استكمال مشروعها النووي، والمشاحنات المستمرة على الحدود الباكستانية الهندية.
كما تدرس واشنطن إمكانية تعزيز ترسانتها النووية لمواكبة التطور الحاصل على صعيدي الذكاء الاصطناعي والصورايخ الأسرع من الصوت.
ومن الجدير بالذكر أنّ أميركا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت هذا السلاح الفتّاك في نهاية الحرب العالمية الثانية في مناسبتين متتاليتين.
وأشار "بون" في ورقته البحثية التي تحمل عنوان "الحد من المخاطر النووية" إلى أنّ ثمّة غيوما داكنة تلوح في الأفق النووي، مع تهديدات مستمرة من كلّ صوب وحدب. وحذّر من أنّ معاهدة "ستارت الجديدة" لعام 2010 هي الاتفاقية الأخيرة المتبقية التي تصف طبيعة التسليح النووي بين واشنطن وموسكو، ومن المقرر بطلان الاتفاقية في عام 2026، هذا مع عزوف مستمر من جهة روسيا عن إجراء محادثات جديدة بشأن تجديد الاتفاقية.
ووفقا للإحصائيات، فإن هناك أكثر من 12 ألف سلاح نووي في جميع أنحاء العالم بحلول 2024، وتمتلك الولايات المتحدة وحدها نحو 5100 رأس نووية، وروسيا نحو 5580، والصين 500، والمملكة المتحدة 225، وفرنسا 290. ويُقدّر بأنّ لدى الهند وباكستان مجتمعين 170 رأسا نووية، وكوريا الشمالية 50، وإسرائيل نحو 200 غير مفصح عنها.
وتقول المحاضرة في دراسات السلام والتنمية الدولية "بيكي أليكسيس مارتن" في جامعة برادفورد البريطانية: "إننا نعيش حاليا في زمن التوتر النووي، وثمّة مخاطر حقيقية لاندلاع حرب نووية لطالما تمتلك البشرية هذا النوع من أسلحة الدمار الشامل".
امتصاص توتر السياسيين عبر خبراء غير حكوميينولم يشهد الإنسان ارتفاع مؤشر الخطر لحرب نووية إلى هذا الحد منذ أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر/تشرين الأول 1962، إذ دخلت الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في مواجهة مباشرة خلال الحرب الباردة، واقتربت فيها الدولتان من إطلاق الشرارة الأولى لكارثة عالمية.
ولتجنب مثل تلك اللحظات الحرجة، عُقدت اتفاقيات الحد من الأسلحة النووية بعد محادثات غير حكومية بين علماء ومهندسين وخبراء. ويقول "بون": إنّ تفادي مثل هذه المخاطر يكمن في تسهيل محادثات فورية بين الولايات المتحدة وروسيا والصين وكوريا الشمالية.
وهذه الحوارات ينبغي أن تكون على طاولة المجتمع العلمي لمعالجة قضايا شائكة تشمل أيضا الصراعات في الفضاء الخارجي وفي الفضاء الإلكتروني كذلك، كما ينبغي النظر في مسألة دمج الذكاء الاصطناعي في الترسانة العسكرية وضبط آلية استخدامه تجنبا لوقوع كوارث غير محسوبة لا يمكن إيقافها.
ويقترح "بون" بأنّ يكون لأميركا وروسيا والصين دور في الحد من هذا العداء الشائك والمستمر، والتوقف عن سياسة "الإطلاق عند الخطر"، وهي إستراتيجية تتبعها الدول النووية لشن ضربات نووية انتقامية عند مواجهة خطر التعرض لصاروخ نووي بينما لا يزال في الهواء قبل حدوث الانفجار فعليا، ومن أشهر الحوادث التي كانت ستؤدي إلى وقوع حرب نووية خادعة تبعا لهذه السياسة هي حادثة الإنذار الكاذب النووي السوفياتي عام 1983.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الحد من
إقرأ أيضاً:
دولة عربية في المرمى.. كويكب خطير قد يضرب الأرض بقوة 100 قنبلة نووية
كشفت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" عن تهديد محتمل يمثله كويكب ضخم يعرف باسم 2024 YR4، قد يصطدم بالأرض في عام 2032، مستهدفًا تسع دول حول العالم، بينها دولة عربية.
ويأتي هذا الإعلان بعد دراسات أجراها علماء متخصصون في مشروع "مسح السماء كاتالينا"، حيث حددوا "منطقة الخطر" التي قد تشهد الاصطدام المحتمل.
موضوعات متعلقة :
ووفقًا للعالم ديفيد رانكين، فإن الكويكب يهدد منطقة جغرافية واسعة تمتد من أميركا الجنوبية عبر المحيط الهادئ، وصولًا إلى جنوب آسيا، وبحر العرب، وقارة إفريقيا. وتشمل قائمة الدول التي قد تكون ضمن نطاق الخطر:
فنزويلاكولومبياالإكوادورالهندباكستانبنغلاديشإثيوبياالسودان (الدولة العربية الوحيدة في القائمة)نيجيريارغم تحديد الدول المهددة، لا يزال من الصعب تحديد الموقع الدقيق للاصطدام، إذ تعتمد النتيجة النهائية على دوران الأرض وسرعة الكويكب في اللحظات الأخيرة قبل الاصطدام.
حجم ضخم واحتمال تصادم مقلقتشير التقديرات الأولية إلى أن قطر الكويكب يصل إلى 90 مترًا، أي ما يعادل تقريبًا حجم تمثال الحرية في نيويورك أو ساعة بيغ بن في لندن.
كما يزداد خطر اصطدامه مع مرور الوقت، حيث أوضحت "ناسا" أن احتمال وقوع الاصطدام في 2032 بلغ 2.3%، أي بمعدل 1 من كل 43 احتمالًا.
ماذا لو ضرب الكويكب الأرض؟على الرغم من أن هذا الاحتمال لا يزال تحت الدراسة، إلا أن اصطدام كويكب بهذا الحجم قد يؤدي إلى انفجار يعادل قوة 100 ضعف القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما خلال الحرب العالمية الثانية. ويمكن أن تتسبب مثل هذه الضربة في دمار واسع النطاق، وأضرار بيئية جسيمة، خصوصًا إذا وقع الاصطدام بالقرب من مناطق مأهولة بالسكان.
سابقة تاريخية: كويكب تونغوسكايشير العلماء إلى أن هذا السيناريو ليس مجرد خيال علمي، حيث سبق أن شهد العالم اصطدامًا مشابهًا في عام 1908، عندما ضرب كويكب تونغوسكا منطقة في سيبيريا، روسيا. وأسفر عن تدمير 2150 كيلومترًا مربعًا من الغابات، وهو ما يعادل مساحة بعض المدن الكبرى.
هل يمكن منع الاصطدام؟رغم التقدم التكنولوجي، لا تزال البشرية غير قادرة على إيقاف كويكب بهذا الحجم في الوقت الحالي. ومع ذلك، تعمل "ناسا" ووكالات الفضاء الأخرى على تطوير تقنيات لتحييد الكويكبات الخطرة، مثل تغيير مساراتها عبر الاصطدام بمركبات فضائية، أو استخدام تقنيات الدفع الصاروخي.
ختامًا.. مراقبة مستمرة وتحديثات منتظرةحتى الآن، تواصل "ناسا" مراقبة مسار الكويكب عن كثب، حيث سيتم تحديث التقديرات والاحتمالات مع اقتراب عام 2032. ويبقى السؤال الأهم: هل ستنجح البشرية في تفادي هذا التهديد، أم أننا على موعد مع حدث كارثي؟