كامالا هاريس تعلق على أداء بايدن خلال المناظرة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
اعترفت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس بأن بداية جو بايدن كانت بطيئة في مناظرته ضد دونالد ترامب مساء الخميس، لكنها أصرت على أنه أنهى المناظرة "قويا" في أدائه الذي أثار مخاوف جديدة داخل الحزب الديمقراطي بشأن مدى قدرة بايدن على أن يكون مرشحه.
وقالت هاريس في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" بعد المناظرة: "كانت البداية بطيئة.
ومع اعترافها بأداء بايدن خلال المناظرة التي استمرت 90 دقيقة، شددت هاريس على جوهر تصريحات ترامب بما في ذلك رفضه إدانة مثيري الشغب الذين اقتحموا مبنى الكابيتول في 6 يناير عام 2021، فضلا عن عدم رغبته في الالتزام بشكل قاطع بقبول نتائج الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر.
واعتبرت هاريس أن التناقض بين بايدن وترامب يجب أن يكون في نهاية المطاف بشأن أداء بايدن في منصبه، وليس بشأن مناظرة واحدة.
وأجرت هاريس مقابلتين مع قناتي "سي إن إن" و"إم إس إن بي سي" وسط ذعر متزايد بين الديمقراطيين بشأن أداء بايدن، مما أثار تساؤلات طويلة الأمد حول ما إذا كان ينبغي للرئيس البالغ من العمر 81 عاما التنحي.
وقالت هاريس في حوار متوتر مع مذيع شبكة "سي إن إن" أندرسون كوبر "أفهم أنك تجري مناظرة لمدة ساعة ونصف الليلة. أنا أتحدث عن الأداء في العمل لمدة ثلاث سنوات ونصف والذي كان تاريخيا".
وتابعت هاريس: "إن جو بايدن الذي أعمل معه كل يوم هو شخص، كما قلت، كان يؤدي بطريقة تهدف إلى جلب الناس، جمهوريين وديمقراطيين، إلى المكتب البيضاوي للتوصل إلى حل وسط بطريقة غير عادية هذه الأيام".
وقد تسبب أداء الرئيس الأميركي ومرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، في المناظرة في حالة من القلق داخل أروقة الحزب الديمقراطي وسط حديث عن طرح بدائل لخوض الانتخابات الرئاسية.
وكان أنصار بايدن يأملون أن تؤدي المناظرة التي جرت مساء يوم الخميس إلى تبديد المخاوف من أن عمر الرجل البالغ 81 عاما لا يسمح له بشغل المنصب لولاية أخرى، لكن أداءه المتردد في بعض الأحيان ضدم نافسه الجمهوري دونالد ترامب قادا للعكس.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الانتخابات المناظرة ترامب هاريس جو بايدن الحزب الديمقراطي الانتخابات الرئاسية جو بايدن انتخابات أمريكا كاملا هاريس أتلانتا المناظرة الرئاسية دونالد ترامب الانتخابات المناظرة ترامب هاريس جو بايدن الحزب الديمقراطي الانتخابات الرئاسية انتخابات أميركا أداء بایدن
إقرأ أيضاً:
ديمقراطية أميركا..من أيزنهاور إلى بايدن
هل باتت الديمقراطية الأمريكية في خطر من جراء مجمعين يكادان يطبقان عليها، لتخسر الولايات المتحدة، درَّة التاج، في تكوينها وجوهرها، منذ إعلان الاستقلال وحتى اليوم؟
لطالما فاخر وجاهر الأمريكيون بالنسق القيمي الليبرالي، الذي عُدَّت الديمقراطية فيه حجر الزاوية، وعليه قام هذا البناء الجمهوري الشاهق، غير أنه وخلال العقود الستة المنصرمة، بدت روح أمريكا في أزمة حقيقية، من جراء نشوء وارتقاء مجمعات أقل ما توصف به أنها ضد الديمقراطية.جاء خطاب وداع الرئيس جو بايدن ليعيد تذكير الأمة الأمريكية بالخطر الذي نبّه منه الرئيس دوايت أيزنهاور عام 1961، والمؤكد أن بايدن لم يذكّر الأمريكيين بالمجمع الصناعي العسكري، ذاك الذي لفت إليه أيزنهاور فحسب، بل وضعهم أمام استحقاقات مجمع جديد قادم بقوة كالتسونامي الهادر في الطريق، لا شيء يوقفه، وما من أحد قادر على التنبؤ بأبعاد سيطرته على مستقبل الديمقراطية في الداخل الأميركي.
في السابع عشر من يناير (كانون الثاني) من عام 1961 ألقى أيزنهاور خطاباً وداعيّاً متلفزاً من مكتبه الرسمي، وبطريقة لا تُنسى، حذَّر فيه من أن تتحول "الصناعة العسكرية المعقدة" في بلده إلى قوة عنيفة.
يومها قال جنرال السياسة الذي نجح في قيادة قوات الحلفاء في الحرب العالمية الثانية إن "المؤسسة العسكرية الضخمة" مع "صناعة أسلحة هائلة" تعملان معاً سعياً وراء "نفوذ لا مبرر له" في "كل مدينة وكل مبنى تشريعي وكل مكتب عائد إلى الحكومة، مما قد يؤدي إلى كارثة تنبع من بروز قوة في غير محلها".
عبر ستة عقود ونيف بدا أن توقعات "الجنرال آيك" قد تحوّلت إلى واقعِ حال عبر تحالف ثلاثي الأطراف، اختصم في واقع الأمر الكثير من لمحات ومسحات الديمقراطية الأمريكية.
تمثلت أضلاع المثلث في أصحاب المصانع العسكرية الأمربكية، تلك التي تدرّ "لبناً وعسلاً وذهباً" على حَمَلة أسهمها، في السر والعلن، فيما الضلع الثاني مثَّله جنرالات وزارة الدفاع الأمريكية، الذين يقودون وعلى الدوام المعارك الأمريكية على الأرض، وغالباً ما يعودون لاحقاً بعد نهاية خدمتهم للعمل مستشارين برواتب هائلة في المؤسسات الصناعية العسكرية، بينما الجهة الثالثة يمثلها أعضاء الكونغرس، من الشيوخ والنواب، أولئك الذين يشرّعون قرارات الحروب، وعادةً ما يتلقون ملايين الدولارات تبرعات من الشركات العسكرية الكبرى، والعمل لها لاحقاً، بعد نهاية تمثيلهم التشريعي، أعضاء في مجالس إداراتها.
خلق هذا المجمع بلا شك روحاً جديدة في الداخل الأمريكي، باتت تمثل قوة ضاغطة على عملية صناعة القرار الأمريكي، وخصمت ولا شك من مساحات الديمقراطية الغنَّاء، وقدرة البروليتاريا الأمريكية العاملة المكافحة، وأقنان الأرض البؤساء، على تمثيل ذواتهم تمثيلاً عادلاً، فيما المحكمة العليا في البلاد أخفقت في حسم قضية التبرعات للمرشحين للمناصب الحكومية، من عند أصغر عمدة لمدينة أمريكية نائية على الحدود الجنوبية في تكساس، وصولاً إلى مقام الرئاسة.
جاء بايدن في خطاب تنصيبه ليشير إلى ما سمَّاه "المجمع الصناعي التقني"، الذي يبدو أنه لا يقل ضراوة عن العسكري، لا سيما أن بصماته تمتد عبر المحيطات إلى بقية أنحاء وأرجاء الكون الفسيح.
"بعد ستة عقود من الزمان ما زلت أشعر بنفس القدر من القلق إزاء الصعود المحتمل للمجمع الصناعي التكنولوجي الذي قد يشكل مخاطر حقيقية على بلدنا أيضاً"... هكذا تكلم بايدن.
بايدن لم يترك مجالاً للشك في أن الأمريكيين يُدفنون، وعلى حد تعبيره، تحت سيل من المعلومات المُضلّة والمضلِّلة، التي تُمكن من إساءة استخدام السلطة، فيما الصحافة الحرة تنهار، والمحررون يختفون، بينما وسائل التواصل الاجتماعي تتخلى عن التحقق من صحة الحقائق أو زيفها.
أظهر بايدن أن هناك مخاوف حقيقية تخيِّم فوق ديمقراطية أمريكا، من جراء تزاوج الثروة والسلطة، عبر أطراف المجمع الصناعي التقني، الذي بات يمثله رجالات من نوعية إيلون ماسك ومارك زوكربيرغ وجيف بيزوس، ومجالس إدارات شركات مثل أبل وغوغل، وأساطين رجال أعمال يتعاطون مع قرابة التريليون دولار، مما يجعل فكرة الديمقراطية المختطَفة من القلة أمراً قائماً وليس جديداً.
هل الديمقراطية الأمريكية في خطر حقيقي وليس وهمياً؟
تركيز السلطة والثروة يؤدي مباشرةً إلى تآكل الشعور بالوحدة والغرض المشترك، ويقود إلى انعدام الثقة، وحينها تصبح فكرة الديمقراطية مرهِقة ومخيِّبة للآمال، ولا يشعر الناس فيها بأنهم يتمتعون بفرصة عادلة.
يقول الراوي إن روما القديمة قد أفل نجمها حين غابت روح الديمقراطية عن حناياها ومن ثناياها... ماذا عن روما العصر؟