لبنان في مواجهة التحديات.. زيارة "حسام زكي" لتحقيق الاستقرار وحسم الشغور الرئاسي
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تشهد لبنان فترة من التحديات الكبيرة على الصعيدين السياسي والأمني، حيث يعاني البلد من شغور رئاسي مستمر منذ أكثر من 19 شهراً، بالإضافة إلى تصاعد التوترات في الجنوب اللبناني نتيجة الحرب الإسرائيلية الراهنة.
في هذا السياق، تأتي زيارة السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، كخطوة هامة نحو الحوار مع مختلف الأطراف السياسية ومحاولة التوصل إلى حلول للأزمات الحالية.
جاء ذلك في ختام الزيارة الرسمية التي أجراها" زكى " إلى لبنان موفدا شخصيا من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، والتي أجرى خلالها عددا من اللقاءات مع كل من الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني والرئيس نجيب ميقاتي رئيس حكومة تصريف الأعمال، ومشاورات مع القيادات السياسية والبرلمانية شملت مختلف مكونات الطيف السياسي اللبناني، إضافة إلى لقاء مع قائد الجيش.
وركز السفير حسام زكي، على تطورات الأوضاع في جنوب لبنان وأوضح في تصريح له، أن الزيارة كان لها طابع تضامني مع لبنان وشعبه، لافتا إلى أن الزيارة حملت شقين، الأول يتعلق بالتصعيد في الجنوب اللبناني، حيث يشهد لبنان تحديات خطيرة تهدد أمنه واستقراره، وكذلك أمن واستقرار المنطقة برمتها في حال ما توسعت الحرب على الحدود الجنوبية، والثاني يتعلق بالانقسام السياسي و الشغور الرئاسي الذي يحمل نتائج سلبية علي الدولة اللبنانية
مخاوف من حرب شاملة
تشهد لبنان حاليا تصعيداً خطيراً بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، ويتبادل الطرفان القصف بشكل شبه يومي منذ عدة أشهر، بدأت هذه المواجهات بالتزامن مع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مما أدى إلى تصاعد التوترات في المنطقة بشكل كبير.
خلال هذه المواجهات، كشف حزب الله عن استخدامه أسلحة جديدة ومتطورة، بما في ذلك صواريخ جو-أرض وطائرات مسيرة مسلحة بالصواريخ. هذه الأسلحة الجديدة أثارت مخاوف إسرائيلية من تطور القدرات الهجومية لحزب الله، حيث تمكن الحزب من استهداف مواقع عسكرية إسرائيلية بعمق داخل الأراضي الإسرائيلية.
من جانبها، قامت إسرائيل بشن غارات جوية مكثفة على مواقع حزب الله في جنوب لبنان، مستهدفةً البنية التحتية والمباني التي يستخدمها الحزب، كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصابة عدد من جنوده خلال هذه المواجهات، مما يزيد من تعقيد الوضع الأمني على الحدود.
تثير هذه المواجهات مخاوف من إمكانية تحولها إلى حرب شاملة، خاصة في ظل التوترات الإقليمية المتزايدة. يرى مراقبون أن استمرار هذه الحرب قد يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بشكل أكبر، مما يستدعي تدخل المجتمع الدولي لوقف التصعيد والبحث عن حلول دبلوماسية للأزمة.
في هذا السياق، أكدت الجامعة العربية تضامنها الكامل مع لبنان وشعبه في مواجهة هذه التحديات. شدد السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، على أن الجامعة تقف بجانب لبنان في هذه الأوقات الصعبة، داعياً إلى ضرورة الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 لاحتواء التصعيد الحالي، كما أشار إلى أن الحرب في لبنان ستتوقف عندما تنتهي الحرب في غزة، داعياً إلى تجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى توسع الحرب ودفع الأبرياء ثمنها.
كما أكد السفير زكي على أهمية دور المجتمع الدولي في وقف هذه الحرب المستعرة، مشدداً على أن الجامعة العربية مستعدة لتقديم كل الدعم اللازم للبنان لتجاوز هذه المرحلة الصعبة بأمان.
انقسام سياسي و شغور رئاسي
الانقسام السياسي في لبنان يعكس التوترات الطائفية والسياسية العميقة التي تعاني منها البلاد. يتجلى هذا الانقسام في مجلس النواب، حيث لا يوجد فصيل أو تحالف يمتلك الأغلبية الكافية لفرض خياراته، مما يؤدي إلى تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة فعالة، في وقت حساس للغاية، حيث يعاني البلد من انهيار مالي واقتصادي غير مسبوق.
في هذا السياق أكد زكي أن الشق الثاني للزيارة يتعلق بالشغور الرئاسي الممتد لأكثر من 19 شهرا، مشيرا إلى أنه أكد خلال كافة اللقاءات التي أجراها مع القيادات اللبنانية على ضرورة كسر الجمود الذي يشهده هذا الملف الهام، داعيا الجميع إلى إعلاء المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات أخرى وفتح الطريق أمام استئناف المسار الدستوري لانتخاب رئيس الجمهورية.
وأكدت الجامعة العربية على ضرورة إيجاد حل سريع للشغور الرئاسي في لبنان، وشدد السفير حسام زكي على أن استمرار الشغور الرئاسي له تبعات سلبية على استقرار لبنان وأمنه، وأشار إلى أن الجامعة العربية مستعدة لتقديم الدعم اللازم للبنان لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، داعياً جميع الأطراف اللبنانية إلى التوصل إلى توافق يساهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على مواجهة التحديات الراهنة.
وأكد "زكي " أن اللقاءات والحوار مع الجميع في لبنان يركز على مناقشة الأوضاع في جنوب لبنان وكيفية الوصول إلى نهاية لهذا الوضع، لافتا إلى أنه تتم اللقاءات مع مختلف الأطراف والسياسيين اللبنانيين ورؤساء الكتل اللبنانية حتى يستطيع في نهاية الزيارة الوصول إلى خلاصة إيجابية في هذين الملفين.
وعلق السفير حسام زكي على حالة الانقسام التي تشهدها لبنان، قائلا أن الانقسام ليس كما كان وهناك مساعي للوصول إلى تفاهمات، بما في ذلك مساعي الرئيس بري للوصول إلى الحوار بين مختلف الأطراف والكتل اللبنانية، وأعرب السفير زكي عن أمله في أن تتمكن القيادات اللبنانية من التوصل إلى تفاهمات تساهم في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مما يساعد في استعادة الاستقرار السياسي وتفعيل مؤسسات الدولة لتلبية احتياجات الشعب اللبناني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: لبنان السفير حسام زكي الأوضاع في جنوب لبنان الجامعة العربیة السفیر حسام زکی هذه المواجهات فی لبنان إلى أن
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسى يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبى لتحقيق الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية
الأحد, 2 مارس 2025 1:22 م
بغداد/المركز الخبري الوطني
استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، دوبرافكا سُويتشا، مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط، بحضور الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أشار خلال اللقاء إلى أن استحداث منصب مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون المتوسط في التشكيل الجديد للمفوضية الأوروبية يُعتبر خطوة إيجابية ستسهم في تعزيز التعاون بين الاتحاد الأوروبي ودول منطقة المتوسط، مؤكداً على الزخم الذي تشهده العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي، خصوصًا بعد الإرتقاء بها إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة اعتبارًا من مارس ٢٠٢٤، مشددًا على ضرورة تكثيف الجهود المشتركة لتنفيذ المحاور المتعلقة بتلك الشراكة.
وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول أيضًا أهمية التعاون في ملف الهجرة، وضرورة إتباع نهج شامل يربط بين الهجرة والتنمية وتعزيز التعاون في مجال الهجرة النظامية، ومعالجة الأسباب الجذرية للهجرة غير الشرعية.
كما أشار المتحدث الرسمي إلى أن المفوضة الأوروبية حرصت على الاستماع لرؤية الرئيس إزاء التطورات في قطاع غزة، بما في ذلك الجهود المصرية لتنفيذ إتفاق وقف إطلاق النار، وتبادل الرهائن والمحتجزين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، والسعي لسرعة بدء عمليات إعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين، وهي الجهود التي أكدت المسئولة الأوروبية عن تقدير الإتحاد الأوروبي لها، حيث تم التشديد في هذا الصدد على أهمية دعم الاتحاد الأوروبي للمساعي الرامية لاستعادة الهدوء وتحقيق الإستقرار، وإقامة دولة فلسطينية، بوصفها الضمان الوحيد لتحقيق سلام دائم في المنطقة.