كيف ينظر أهالي قطاع غزة لمصطلح اليوم التالي من الحرب؟
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
تتداول الإدارة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي ومختلف الجهات الدولية مصطلح "اليوم التالي للحرب" وكيف سيكون بعد حرب الإبادة المستمرة لما يقرب من تسعة شهور، وسط طرح العديد من "الحلول والبدائل" المختلفة.
ويتم الحديث عن "اليوم التالي" أو "ما بعد الحرب" بما يخص الحرب في غزة. إلا أن ذلك لا يكشف ماذا يحدث في المناقشات السرية ما وراء الكواليس.
وتختلف العديد من الجهات الإسرائيلية والدولية حول الرؤية الممكنة لهذا اليوم، وكيف سيكون شكل الحياة في قطاع غزة الذي كان يعاني من الحصار الإسرائيلي لأكثر من 16 سنة، لكن كيف ينظر أهلي قطاع غزة أنفسهم لهذا المصطلح؟
يؤكد حسام (33 عاما) إن مصطلح اليوم التالي هو مصطلح كبير "لا يريد أو يوجع دماغه به أو يفكر به كثيرا"، مضيفا أن هذا اليوم بالنسبة له يجب أن يكون "يوم انتهاء الحرب واليوم الطبيعي الذي بعدها، وهو اليوم الطبيعي لما نعرفه عن غزة".
ويقول حسام لـ "عربي21": إن "هناك أحاديث عن إقامة إدارة مدنية أو تقسيم قطاع غزة ومقترحات لقوات دولية عربية، وكل ذلك غير مهم بالنسبة لنا، نريد فقط انتهاء الحرب والعودة إلى حياتنا الطبيعية والآدمية".
ويوضح أن اليوم التالي للحرب بالنسبة للكثير من أهل مدينة غزة هو عدم التفكير اليومي بكيفية توفير أقل القليل من الطعام والخضار، وعدم التفكير بسبل العيش وتوفير الأموال لشراء الحاجيات الأساسية، قائلا: "هذه أمور عمرنا ما كنا نفكر فيها وخير غزة كان كثير".
ويضيف أن "أغلب الناس لا يفكرون كثيرا في هذه الأمور السياسية، كل اللي بدهم ياه أنه الحرب تخلص والموت يخلص، أو حتى مش بس الموت يخلص، إنما تخلص مرحلة عدم الحياة وعدم الموت اللي إحنا فيها".
ومن ناحيتها، تؤكد بيسان (34 عاما) أن اليوم التالي للحرب يعني عودة النازحين وإعادة لم شمل العائلات الفلسطينية التي تفرقت بسبب الحرب والتهجير وتدمير البيوت.
وتقول بيسان لـ "عربي21" إن الحرب حرمتها من رؤية والديها الكبار في السن الذي تصادف وجودهما خارج قطاع غزة في رحلة علاج عند اندلاع الحرب، مضيفة "8 شهور وعيوني ما شافتهم وودني ما سمعت صوتهم، هم بركتي في الدنيا".
وتوضح "الحرب بالنسبة لي تنتهي لما أشوفهم وأشوف أخوتي الشباب النازحين إلى جنوب قطاع غزة، الحرب بتخلص لما ترجع العائلة تجتمع كلها وسط إزعاج ودوشة الصغار والكبار".
بدوره، يؤكد أبو زياد (67 عاما) أنه لا يهتم بأي مصطلحات أو مخططات إسرائيلية وأمريكية، وأن اليوم التالي للحرب هو اليوم الذي يبقى أهل غزة فيه على أرضهم وما تبقى من بيوتهم.
ويقول أبو زياد لـ "عربي21" إن هذه "ليست أول حرب مدمرة تمر على قطاع غزة، الولد اللي عمره 10 سنين شاف 3 حروب على الأقل حتى الآن ولسة موجود في بلده، وأنا شفت أكثر وفي حرب 1973 كان عمري 15 سنة".
ويوضح "والله ما هي شعارات.. بس بجد مش فارقة معنا إيش بحكوا أو إيش يصير، سواء ضلت حماس أو لا، إجت السلطة ولا أجت قوات عربية ولا إسرائيلية مش فارقة، طول ما الشعب على أرضه وهذه أرض فلسطينية للشعب الفلسطيني".
من ناحية أخرى، تؤكد نور (29 عاما) إنها منذ سنوات كانت تخشى ما يُمسى "صفقة القرن"، معتبرة أنها فشلت في مرحلة واحدة لكنها ستعود في أشكال ومسميات أخرى بنفس الهدف الأول وهو إفراغ فلسطين من أرضها.
وتقول نور لـ "عربي21" إنها بعد أسابيع قليلة من الحرب ومشاهدة مدى الدمار التهجير والنزوح تأكدت أن ما يحدث هو مخطط قديم يهدف في النهاية لإنهاء القضية الفلسطينية، وأن "اليوم التالي" ما هو إلا مصطلح جديد لنفس المخطط.
وتضيف أنها "اليوم التالي من الحرب بالنسبة لها ستكون محاولة السفر من أجل استكمال دراسة تخصص الطب، الجامعات تدمرت في غزة والله يعلم متى من الممكن أن تعود للعمل، لن أضيع مستقبلي، سأكمل تعليمي وتخصصي وسأعود إلى غزة وسأعمل في مستشفياتها بإذن الله".
واختتم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، الجمعة لقاءات ومباحثات في واشنطن، عرض فيها وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية خطة اليوم التالي للحرب في قطاع غزة، في حين يتصاعد التوتر بين البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن غالانت عرض خلال زيارته لواشنطن خطة اليوم التالي للحرب على غزة، مضيفة أنه أبلغ الإدارة الأميركية بقرب انتقال الجيش الإسرائيلي للمرحلة الثالثة من الحرب.
وقال غالانت في بيان قبل أن يتوجه إلى واشنطن: "نحن مستعدون لأي إجراء يحتمل أن يكون لازما في غزة ولبنان وفي مناطق أخرى"، وأوضح أنه سيلتقي نظيرَه الأميركي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.
ويربط بعض المسؤولين الإسرائيليين بين تكثيف الجيش للتوغل حاليا في رفح، حيث يقول إنه يستهدف آخر كتائب لحماس، وبين احتمال تحول التركيز بعد ذلك إلى لبنان، كما بدا أن غالانت يربط الأمرين أيضا في تعليقاته.
وأسفرت الحرب الإسرائيلية، التي تأتي بدعم أمريكي مطلق، عن أكثر من 124 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.
وتواصل تل أبيب هذه الحرب متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.
وتتحدى "إسرائيل" طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية" في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الإسرائيلي اليوم التالي غزة اليوم التالي للحرب الفلسطينية إسرائيل فلسطين غزة اليوم التالي اليوم التالي للحرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الیوم التالی للحرب من الحرب قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الضغط الإسرائيلي على حماس قد ينتهي بغزو جديد للقطاع
هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بالعودة إلى الحرب في قطاع غزة، إذا لم تطلق حركة حماس ما تبقى من رهائن إسرائيليين محتجزين لديها. وتخطط إسرائيل فعلاً لذلك.
دمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية
وكتب دوف ليبر وآنات بيليد في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن إسرائيل أعدت خططاً لسلسلة خطوات تصعيدية، بهدف الضغط على حماس، بعد توقف المفاوضات لتمديد المرحلة الأولى من وقف النار التي امتدت سبعة أسابيع، ما قد يؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهراً. وقف السلع والإمداداتوبدأت الخطوات الإسرائيلية الأسبوع الماضي، بوقف دخول السلع والإمدادات إلى غزة. وستشمل الإجراءات التالية قطع الكهرباء والمياه، وفق ما أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الذي أضاف أن هذه الخطوات نوقشت في اجتماع الكابينيت الأسبوع الماضي.
وإذا أخفقت هذه الخطوات، فإن إسرائيل يمكنها اللجوء إلى حملة من الغارات الجوية، وعمليات المداهمة التكتيكية ضد أهداف لحماس، حسب محلل أمني إسرائيلي مطلع، ومن ثم، يمكن لإسرائيل أن تهجّر مجدداً مئات آلاف الفلسطينيين، الذين استفادوا من وقف النار للعودة إلى منازلهم في الشطر الشمالي من القطاع.
واستناداً إلى مطلعين على الخطة الإسرائيلية، فقد تهاجم إسرائيل القطاع بقوة عسكرية أكبر من تلك التي زجت بها في النزاع حتى الآن، مع نية احتلال فعال في الوقت الذي تهاجم فيه بقايا حماس.
As cease-fire talks stall, Israel has charted a course for gradually increasing pressure on Hamas to the point of another invasion of the Gaza Strip https://t.co/2H47GxXetX
— The Wall Street Journal (@WSJ) March 8, 2025وفي إسرائيل، هناك كثيرون يشعرون بأن هجوماً آخر على غزة، لا يمكن تجنبه. ويقول المسؤول السابق في البنتاغون مايكل ماكوفسكي، الذي يتولى الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، في واشنطن: "هناك تصميم على العودة والقضاء على حماس مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل المنطقة بقوة وحزم".
ويأتي هذا التخطيط في الوقت الذي وصلت فيه إسرائيل وحماس إلى مرحلة محورية في المحادثات، حيث يطرح الطرفان العدوان مواقف متعارضة تماماً من القضايا الجوهرية في الحرب، ما يعرقل الجهود الرامية إلى مواصلة المفاوضات.
وتريد إسرائيل من حماس إطلاق عشرات الرهائن الذين لا يزالون في حوزتها، الأمر الذي تقول الحركة إنها ستقدم عليه فقط عند نهاية دائمة للقتال، وهو ما ترفضه الدولة العبرية. وتطالب تل أبيب أيضاً حماس بالتخلي عن السلطة وعن سلاحها، وهو ما ترفضه الحركة المصنفة على لوائح الإرهاب في الولايات المتحدة.
وفي خطوة انتقالية، تقترح إسرائيل تمديد وقف النار شهراً، إذا واصلت حماس إطلاق الرهائن، وحددت السبت، أمس مهلة أخيرة للحركة لتلبي مطالبها. وإذا لم تفعل، فإن إسرائيل قالت للوسطاء في اتفاق وقف النار، إنها ستصعد معاقبة حماس تدريجياً وصولاً إلى العودة الشاملة للحرب.
BREAKING: @elianayjohnson with the Washington Free Beacon reports that Israel plans massive Gaza offensive in 4–6 weeks with 50,000+ troops to eliminate Hamas:
Israeli FM: "We will open the gates of hell on Hamas again." pic.twitter.com/0ZdsJ9tTQt
وتصر حماس على بدء المفاوضات حول وضع حد نهائي للحرب، وترفض مناقشة نزع سلاحها، حسب الوسطاء.
ترامب نفد صبرهوأظهر ترامب في الأسبوع الماضي علامات على نفاد صبره بعد التأخير. وحذر حماس عبر وسائل التواصل الاجتماعي الأربعاء، ، فقال لها إذا لم تطلق جميع الرهائن المتبقين في غزة فوراً، "فإنكم ميتون!". وبعد يوم واحد، اقترح ترامب ومبعوثه ويتكوف، أن تتخذ الولايات المتحدة وإسرائيل، إجراءً مشتركاً ضد حماس.
ويقول محللون أمنيون، إن إسرائيل في موقع أفضل بكثير للدخول إلى غزة، أكثر بكثير مما كانت عليه عند بداية الحرب. فقد أعادت ملء مستودعاتها بالذخائر، وزال ضغط إدارة الرئيس السابق جو بايدن، كما أنها لن تحتاج إلى تموضع أعداد كبيرة من جنودها على حدودها الشمالية تحسباً لهجوم من حزب الله، الذي فرضت عليه إسرائيل وقفاً للنار بعد حملة عسكرية شرسة.
ودمرت الحرب معظم القوة المقاتلة لحماس والكثير من بناها التحتية، بما فيها منشآت لصنع الأسلحة وأنفاقاً رئيسية تستخدم للربط بين المواقع العسكرية المهمة. ومُنعت الحركة من الحصول على مساعدة من الخارج، وتعتقد إسرائل أنها قتلت 20 ألف مقاتل، بينهم قادة كبار. وبينما جندت حماس آلافاً إضافية، فإن هؤلاء لا يملكون الخبرة وسيتدربون في أوقات عصيبة قد يتحولون معها إلى أهداف.
وأوضح المحلل الأمني المطلع على التخطيط الإسرائيلي، إن المراحل الأولية للتصعيد قد تستغرق شهرين، في وقت تبدأ إسرائيل خلالها تعبئة قواتها لشن غزو واسع بوجود أعداد كافية من الجنود للإمساك بالأرض.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف أميدرور، عن أي جهد للقضاء على حماس عسكرياً: "لا سبيل إلى تحقيق ذلك دون احتلال غزة". وأضاف أن إسرائيل ستحتاج إلى ستة أشهر على الأقل أو إلى عام، لإخضاع الحركة.
أما المحللة الفلسطينية البارزة لدى مجموعة الأزمات الدولية تهاني مصطفى فقالت، إنه رغم الضعف الذي يعتري حماس، فمن المرجح أن تنجو الحركة من جولة قتال أخرى.