انقطاع النفس الانسدادي.. جراحات السمنة تقلل خطر الوفاة
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
أظهرت دراسة أجرتها كليفلاند كلينك أن جراحات علاج السمنة، التي يتم إجراؤها للمرضى المصابين بالسمنة وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم المعتدل إلى الشديد، ارتبطت بانخفاض خطر الوفاة والأحداث القلبية الوعائية الضارة بشكل كبير، مقارنة بالمرضى، الذين لم يخضعوا للجراحة.
وتم نشر الدراسة في مجلة الكلية الأميركية لأمراض القلب (Journal of the American College of Cardiology).
وقال الدكتور علي أمينيان، مدير معهد السمنة والتمثيل الغذائي لدى كليفلاند كلينك، والباحث الرئيسي في دراسة الجراحة الأيضية لانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموي "إم أو إس إيه آي سي" (MOSAIC) "يُظهر البحث أن فقدان الوزن، الذي يتم تحقيقه عن طريق جراحات علاج السمنة، ارتبط بانخفاض بنسبة 42% في الأحداث القلبية الوعائية الضارة، وبانخفاض بنسبة 37% في مخاطر الوفاة لدى المرضى المصابين بالسمنة وبانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم المعتدل إلى الشديد".
وكانت دراسة جرى نشرها في مجلة لانسيت لطب الجهاز التنفسي (Lancet Respiratory Medicine) أظهرت أن نحو مليار شخص راشد حول العالم يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وتعتبر السمنة من أحد أبرز عوامل الخطر في تطور انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. من جانبها تشير جمعية طب السِمنة إلى أن نحو 70% من المرضى الراشدين، الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، هم من المصابين بالسمنة.
أمراض تهدد الحياةوغالبا ما يكون مرضى انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم -الذي قد يعطل التمثيل الغذائي ويتسبب بالمزيد من السمنة- أكثر عرضة لمخاطر الإصابة بأمراض مهددة للحياة مثل الأزمات القلبية وفشل القلب. وتعتبر دراسة الجراحة الأيضية لانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية الأولى من نوعها، التي تقدم بيانات متعلقة بالنتائج القلبية الوعائية طويلة الأمد لجراحات علاج السمنة لدى المرضى، الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والسمنة.
وشملت الدراسة 13 ألفا و657 مريضا راشدا ممن لديهم مؤشر كتلة جسم يتراوح ما بين 35-70 ويعانون من انقطاع نفس انسدادي أثناء النوم من معتدل إلى شديد (المشخص بعد إجراء اختبار نوم)، وذلك خلال الفترة ما بين عامي 2004-2018. وتمت موازنة الخصائص السريرية الأساسية لـ970 مريضا خضعوا لجراحات علاج سمنة مع 12 ألفا و687 مريضا في مجموعة التحكم غير الجراحية باستخدام طرق ترجيح متداخلة. وكانت المتابعات المتعلقة بالدراسة قد انتهت في سبتمبر/أيلول 2022.
وأظهرت النتائج في نهاية الدراسة أن معدل الإصابة التراكمي بالأحداث القلبية الوعائية الرئيسية الضارة عند فترة 10 أعوام بلغ 27% في مجموعة جراحات علاج السمنة، و35.6% في المجموعة غير الجراحية.
ويتم تعريف الحدث القلبي الوعائي الرئيسي الضار بأنه أول حدث متعلق بالشريان التاجي، والأحداث الدماغية الوعائية، وفشل القلب، والرجفان الأذيني، والوفيات الناجمة عن جميع الأسباب. وأظهر تحليل إضافي أن معدل الوفيات التراكمي لجميع الأسباب عند فترة 10 أعوام بلغ 9.1% في مجموعة جراحات علاج السمنة و12.5% في المجموعة غير الجراحية.
من جهته، قال الدكتور ستيفين نيسين، الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية في معهد القلب والأوعية الدموية والصدر في كليفلاند كلينك والمؤلف الأول المشارك للدراسة، "لا توجد حاليا علاجات دوائية حاصلة على الموافقة لعلاج انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. قبل إجراء دراسة الجراحة الأيضية لانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية "إم أو إس إيه آي سي" (MOSAIC)، لم يُظهر أي علاج انخفاضا في مخاطر الحوادث القلبية الوعائية الرئيسية الضارة والوفاة لدى المرضى المصابين بانقطاع النفس أثناء النوم".
وعند فترة 10 أعوام، نجح المرضى في مجموعة جراحات علاج السمنة في تخفيض وزنهم بنحو 33.2 كيلوغراما، في حين خفّض المرضى في المجموعة غير الجراحية وزنهم بنحو 6.64 كيلوغرامات. وحافظ المرضى في مجموعة جراحات علاج السمنة على 25% من فقدان الوزن على الأقل لفترة 10 أعوام بعد العملية.
تعديل نمط الحياةمن جهتها، قالت الدكتور نانسي فولدفاري-شيفر، مدير مركز اضطرابات النوم في كليفلاند كلينك، إن "التوجيهات الحالية لإدارة انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم توصي بإنقاص الوزن وإجراء تعديلات على نمط الحياة".
وتدعم نتائج دراسة الجراحة الأيضية لانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية "إم أو إس إيه آي سي" (MOSAIC) هذه التوصيات، ولكن بدلا من التركيز على تعديلات نمط الحياة وحدها، فإن هناك حاجة لعلاج السمنة بطرق أكثر فعالية واستدامة مثل جراحات علاج السمنة، وذلك من أجل تحسين النتائج القلبية الوعائية ومعدلات النجاة في صفوف المرضى، الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم والسمنة".
واختتم الدكتور أمينيان قائلا "تعتبر جراحات علاج السمنة منقذة للحياة في حالة بعض المرضى. تشير الجراحة الأيضية لانقطاع النفس أثناء النوم وأمراض القلب والأوعية الدموية "إم أو إس إيه آي سي" (MOSAIC) إلى وجود استجابة معتمدة على الجرعة بين مقدار فقدان الوزن والفوائد المحققة بالنسبة للقلب والأوعية الدموية لدى المرضى، الذين يعانون من انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم؛ إذ كلما زاد فقدان الوزن، انخفضت مخاطر الإصابة بمضاعفات القلب. وبالتزامن مع ظهور جيل جديد من أدوية السمنة، التي يمكن أن تحقق انخفاضا وسطيا في الوزن يتراوح ما بين 15-20%، فقد أصبح من الممكن نظريا الحصول على نتائج مماثلة من العلاجات الطبية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات کلیفلاند کلینک غیر الجراحیة فقدان الوزن نمط الحیاة لدى المرضى
إقرأ أيضاً:
الإسكندرية تستضيف مؤتمر دولي حول جراحات الأطفال
تستضيف مكتبة الإسكندرية مؤتمر "الرعاية المتكاملة للاختلافات الخلقية" خلال الفترة من 1 إلى 3 مايو 2025، تحت رعاية الفريق أحمد خالد، محافظ الإسكندرية، والذي تنظمه مستشفى "نيل الأمل"، أول مستشفى متخصصة في جراحات الأطفال للاختلافات الخلقية في مصر وأفريقيا.
مؤتمر معتمد من المجلس الصحي المصري لتبادل الخبراتويُعد هذا المؤتمر الأول من نوعه المعتمد من المجلس الصحي المصري والأكاديمية البريطانية للتعليم الطبي المستمر، ويشكل فرصة فريدة لتبادل الخبرات الطبية بين نخبة من الجراحين والاستشاريين المصريين والدوليين.
المستشفى جزء من رؤية الدولة المصريةوفي تصريح له، أكد كرام كردي، رئيس مجلس الأمناء لمؤسسة "نيل الأمل"، أن المستشفى تمثل جزءًا من رؤية الدولة لتقديم رعاية صحية متميزة للمواطنين.
المستشفى يضم وحدة عناية مركزية لحديثي الولادةأوضح الكردي أن المستشفى تضم أكبر وحدة عناية مركزة للأطفال حديثي الولادة وأطفال الاختلافات الخلقية، والتي تستوعب أكثر من 40 حالة، وأضاف أن المستشفى تمتلك أول وأكبر مركز أشعة تشخيصية للأطفال في مصر، إلى جانب مركز بحث علمي ومعامل الجينات، ووحدة طب الأجنة للكشف المبكر عن الأمراض الوراثية.
وتابع رئيس مجلس الأمناء أن المستشفى تضم أكثر من 20 عيادة تخصصية وتكاملية، بالإضافة إلى مركز تأهيلي، مع سعة إجمالية تصل إلى 62 سريرًا، و3 غرف عمليات مجهزة بأحدث التقنيات الطبية لتقديم خدمات جراحية في كافة التخصصات الدقيقة والمستعصية.
يُذكر أن مستشفى "نيل الأمل" قد تم افتتاحها في عام 2021 بمنطقة ميامي بحي المنتزه أول، بتكلفة إجمالية تقدر بـ 250 مليون جنيه، لتصبح ركيزة أساسية في تقديم الرعاية الطبية المتخصصة بالمجان للأطفال الذين يعانون من الاختلافات الخلقية.
كما يشهد المؤتمر حضور وفود طبية من دول عدة، بما في ذلك إنجلترا، أمريكا، السعودية، إيطاليا، والنمسا، ليُجسد نموذجًا حقيقيًا للتعاون الطبي العابر للحدود.